تضارب الأنباء حول مشاركة رئيسي الموساد والشاباك في مفاوضات القاهرة
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
تضاربت الأنباء حول مشاركة رئيسي الموساد والشاباك في مفاوضات القاهرة التي تنطلق الأحد 7 أبريل 2024 ، وذلك بحسب ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية ، والتي قالت في ذات الوقت أن مصر قد تقدم مقترحا جديدا في هذه الجولة.
ورجحت تقارير إعلامية إسرائيلية مشاركة رئيس الموساد دافيد برنياع ، والشاباك رونين بار ، في جولة المفاوضات التي تستضيفها القاهرة الأحد ، وذلك في محاولة للتوصل الى صفقة تبادل اسرى مع حركة حماس .
ويحلّ مسؤولون من الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر وحركة حماس في العاصمة المصرية لاستكمال البحث في اتفاق يتيح وقف القتال لإدخال مزيد من المساعدات، والإفراج عن رهائن إسرائيليين في القطاع، مقابل أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أنه "لم يتقرر بشكل نهائي حتى الآن ما إذا كان سيتم إيفاد رئيس الموساد، دافيد برنياع، ورئيس الشاباك، رونين بار، إلى القاهرة لمواصلة المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس. وفي حين قررت الحكومة الإسرائيلية إيفاد كبار مفاوضيها للقاهرة، فإن الوفد سيغادر مساء يوم غد، الأحد.
ونقلت القناة عن مصدر سياسي قوله إن تل أبيب تتجه للموافقة على إرسال الوفد، مستدركا بالقول إن القرار النهائي سيصدر عند الحصول على "إشارة" من مصر أن حماس "مستعدة للتحلي بالمرونة"، وسط انتقادات لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، لرفضه توسيع صلاحية المفاوضين بما يتيح لهم التقدم في المفاوضات.
كابينت الحرب يجتمع غداوذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن كابينيت الحرب يجتمع قبل ساعات ظهر يوم غد، الأحد، لبحث إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل وكذلك لمناقشة التطورات التي قد تطرأ في إطار المفاوضات، قبل أن يصدر قرار نهائي بشأن مغادرة كبار المفاوضين إلى القاهرة، بما في ذلك الصلاحيات التي ستمنح للوفد.
ويشارك في المباحثات التي تنطلق الأحد في القاهرة، رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، ورئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. ويمثّل الجانب المصري رئيس المخابرات العامة، عباس كامل ؛ علما بأن المحادثات تشهد تعثّرا منذ أسابيع، وسط تبادل اتهامات "بالمراوغة" و"التشدد".
وذكرت هيئة البث الإسرائيلي أن القرار الرسمي بشأن مشاركة برنياع ورونين بار وممثل الجيش، الجنرال نيتسان ألون، في محادثات القاهرة، لم يصدر بعد. وأشارت إلى أن التقديرات أن كبار المفاوضين ستوجهون إلى القاهرة، الأحد، للمشاركة في المفاوضات. ولفتت إلى أن الموافقة النهائية ستصدر عن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو.
مصر قد تقدم مقترحا جديداورجّحت "كان 11" أن يقدم الوسيط المصري مقترحا جديدا يتضمن تغييرات في ما يتعلق بعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة ؛ علما بأن قياديا بارزا في حركة حماس أوضح يوم الخميس الماضي، أن مصر قدمت مؤخرا مقترحا لوقف إطلاق النار في غزة لكنه لا يتضمن جديدا؛ موضحا أن الوسطاء يريدون الإبقاء على عملية التفاوض على الرغم من قناعتهم بأن الفجوة بين إسرائيل وحماس واسعة وكبيرة.
وأعلنت حماس أن وفدًا برئاسة القيادي خليل الحية، "سيتوجه الأحد إلى القاهرة استجابة لدعوة" مصرية. وذكّرت بأن مطالبها لتحقيق الهدنة "تتمثل بوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وعودة النازحين الى أماكن سكنهم وحرية حركة الناس وإغاثتهم وإيوائهم، وصفقة تبادل أسرى جادة".
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن الرئيس جو بايدن "كتب اليوم للرئيس المصري وأمير قطر بشأن وضع المحادثات وحضهما على الحصول على التزامات من حماس بالموافقة على اتفاق والالتزام به". وشدد على أن "وقف إطلاق النار كان ليتحقق في غزة فيما لو وافقت حماس ببساطة على الإفراج عن الفئة الأكثر ضعفا من الرهائن: المرضى والمصابون والمسنّون والشابات".
وتأتي جولة المحادثات الجديدة قبل عيد الفطر بين الأطراف الوسيطة والإسرائيليين في محاولة جديدة من للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، في حين أوضح مسؤول في حماس أن قيادة الحركة "أبلغت المصريين والقطريين أنه لا يمكن قبول ما يتم عرضه لأنه استمرار للموقف الإسرائيلي المتعنت".
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: إلى القاهرة حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
مفاوضات إيران النووية على وقع التهديد.. هل تحل المرونة التكتيكية عقدة التخصيب؟
من جديد، عاد الملف النووي الإيراني لتصدر المشهد وسط حديث متواتر عن إبلاغ إسرائيل المسؤولين الأميركيين أنها مستعدة تماما لشن عملية عسكرية على إيران، في حين تتوقع واشنطن أن ترد طهران باستهداف مواقع أميركية في العراق، مما دفعها لوضع السفارات والقواعد العسكرية الأميركية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى، وسمحت لأسر العسكريين بالمغادرة بسبب تزايد المخاطر الأمنية في المنطقة.
وأكملت المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، بوساطة عُمانية، الجولة الخامسة دون التوصل إلى اتفاق وسط استعدادات لجولة "حاسمة" الأحد المقبل في مسقط، مع استمرار التباين المعلن بينهما بشأن قضية تخصيب اليورانيوم وتصعيد ملحوظ في نبرة التصريحات المتبادلة وغياب المؤشرات على تقارب في الرؤى.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الإعلام الدولي والحرب على غزة.. مؤتمر علمي للجزيرة للدراسات وجامعة حمدlist 2 of 2الصراع الجيوسياسي في جنوب القوقاز: تحالفات ثلاثية بين الهند وأرمينيا وإيران مقابل تركيا وأذربيجان وباكستانend of listوفي ظل هذا الغموض الذي يكتنف المسار الدبلوماسي، وتشكيك مراقبين في جدوى الدبلوماسية في ظل إصرار أميركا على تصفير التخصيب داخل إيران، وتأكيد الأخيرة حقها في مواصلته لأغراض مدنية، نشر مركز الجزيرة للدراسات تعليقا للباحثة المختصة بالشأن الإيراني فاطمة الصمادي بعنوان "المفاوضات الإيرانية الأميركية: التخصيب هو العقدة و"المرونة التكتيكية" تحول دون انهيار المحادثات".
إعلان "تناقض أميركي"وقالت الباحثة إن الإشكالية الرئيسية في المفاوضات تتمثل فيما يصفه الإيرانيون بـ"التناقض الأميركي"، وهو ما عبّر عنه مجيد تخت روانجي مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، بقوله "التفاوض يجب ألا يتم خارج الغرف الخاصة به، أي عبر وسائل الإعلام، فهذا أمر غير صحيح، وقد قام الأميركيون بهذا، لذلك علينا أن نرى ما إذا كانوا يتبعون الأسلوب نفسه داخل غرف التفاوض أم لا".
وكان تخت روانجي يعلق على تصريحات لممثل الرئيس الأميركي في المفاوضات غير المباشرة بين إيران وأميركا ستيف ويتكوف، الذي قال "إن أي مستوى من تخصيب إيران لليورانيوم غير مقبول"، في حين أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلده سيواصل التخصيب، الأمر الذي يبدو وكأنه يشير إلى طريق مسدود في المفاوضات.
ويأخذ الطرف الإيراني على الأميركيين أنهم يتخذون مواقف متناقضة ومتعارضة أحيانا. ففي بعض المرات، كانوا يقولون شيئا خارج المفاوضات، ثم يطرحون شيئا مختلفا داخل المفاوضات، و"كان أحد مسؤوليهم يدلي برأي، ثم يدلي مسؤول آخر برأي مختلف تماما".
وبينما تسعى طهران لحل دبلوماسي يقود لتخفيف العقوبات وتجنب الخيار العسكري، يأمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إنجاز نصر دبلوماسي في السياسة الخارجية دون الدخول في صراع عسكري قد يرفع أسعار النفط ويضر بالاقتصاد الأميركي. ويحتاج اتفاقا يضمن تنازلا إيرانيا واضحا ليقنع الجمهوريين واللوبي الصهيوني والمحافظين الجدد، الذين يعارضون أي اتفاق شبيه بـالاتفاق النووي السابق الذي تم التوصل إليه عام 2015.
ولا تبدو مهمة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وفريقه التفاوضي سهلة، خاصة مع الدعم المحدود والمشروط من قبل القيادة العليا في إيران والتي لا تحمل تصورا إيجابيا عن المفاوضات، ويبدو أنها أعطت ضوءا أخضر لها على مضض وبفعل مقتضيات داخلية إيرانية ضاغطة. وكذلك الحال لدى التيار الأصولي المنافس الذي يسيطر على مجلس الشورى ويرفض التنازل عن برنامج التخصيب الذي كلف إيران سياسيا واقتصاديا.
إعلان
مرونة في مواجهة عقدة التخصيب
وتلعب عمان دورا محوريا باعتبارها وسيطا مقبولا من الطرفين، وتسعى بشكل حثيث لإنجاز اتفاق. وقد أصبحت المرونة التكتيكية ضرورية للطرفين، رغم ضيق مساحة المناورة بسبب الضغوط السياسية الداخلية لدى كلا الجانبين.
وفي ظل هذه المعادلة لا يمكن الحديث عن اتفاق شامل أو شبه شامل، وإنما يمكن توقع اتفاق مؤقت أو مرحلي باعتبار ذلك خيارا واقعيا. وحتى هذا الخيار الواقعي، فنجاحه مرهون بوجود خطوات واضحة تجعل تطبيقه أمرا ميسرا ومن شأنه أن يفضي مستقبلا إلى اتفاق أوسع، خاصة وأن أي اتفاق يجب أن يكون "أفضل من اتفاق 2015 " بالنسبة للداخل الإيراني" و"أقل منه" بالنسبة للطرف الأميركي، وهي معادلة شديدة التعقيد.
ويبرز موضوع "تخصيب اليورانيوم" بوصفه عقبة رئيسية في المحادثات، وبعد تصريحات متضاربة أعلنت إيران صراحة أنها لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم، في حين قالت الخارجية الأميركية إنها لن تقبل بذلك.
قد ينجح مقترح "تعليق التخصيب" في منع فشل المفاوضات، لكنه سيذكي نار الخلاف الداخلي الإيراني بشأن مستقبل الاتفاق النووي الإيراني، ولا يبدو حال الرئيس الأميركي مع الدافعين بقوة نحو عمل عسكري ضد إيران بأفضل، فهو معني بالتوصل إلى اتفاق يتضمن تنازلا إيرانيا واضحا لضمان صمتهم.
قد يفتح المجال لاتفاق شامل مستقبلي، إذا ما تم بالتوازي مع رفع حقيقي لبعض العقوبات. ويواجه هذا السيناريو تحديات، أهمها: صعوبة قبول ذلك داخليا في إيران، خاصة من قبل تيارات أصولية داخل مجلس الشورى، وكذلك الحال بالنسبة للقوى المعادية لإيران داخل الإدارة الأميركية والتي لن ترضى بأقل من وقف تام ودائم لعملية تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية.
ثانيا: تأجيل بحث التخصيب والتركيز على ملفات أخرى: إعلانمن شأن ذلك أن يحافظ على مسار التفاوض ويحول دون انهيار المفاوضات، على أمل النجاح في بناء أجواء تساعد في بناء مستوى من الثقة تدريجيا. ولكن ذلك لا يمكن أن يستمر طويلا، إذ سيتم اعتباره مماطلة إن لم يُترجم لاحقا إلى اتفاق حقيقي.
ثالثا: القبول بالتخصيب: وذلك وفق النسبة التي تضمنها اتفاق 2015، وهي 3.67%. مستقبل غير واضحفي منتدى طهران للحوار، الذي عُقد في الفترة بين 17 و19 مايو/أيار 2025، قُدّمت مداخلات عدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، بعضها في جلسات علنية وأخرى في جلسات مغلقة، ويمكن وضع خلاصاتها في النقاط التالية:
تناقض المواقف الأميركية: بين ما يقال داخل المفاوضات وما يُصرح به خارجها، بل حتى بين مسؤول وآخر. تمسك إيران بحق التخصيب: باعتباره حقا مشروعا بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي. الخطوط الحمراء الإيرانية: خاصة فيما يتعلق بحقوقها النووية، مع التأكيد على سلمية برنامجها. كلفة البرنامج النووي: إيران دفعت أثمانا كبيرة -مادية ومعنوية- من أجل برنامجها النووي، لذا فهي تصر على استمراه. عدم القدرة على التنبؤ بالمستقبل: لم يتضمن أي من هذه المداخلات رؤية واضحة لما ستؤول إليه الأمور. الخلاصةمن شأن نجاح المفاوضات أن يعطي زخما إيجابيا لعلاقات إيران الدولية، الأمر الذي يمنح مجالا لاستثمارات خارجية في إيران قد يكون لدول الخليج نصيب فيها.
في المقابل، فإن فشل المفاوضات أو تعثرها يعني استمرار العقوبات الاقتصادية، وربما تشديدها خاصة على القطاعات الحيوية مثل النفط والطاقة والبنوك، مما يعمِّق الأزمة الاقتصادية في إيران، وقد يشكّل ذلك أرضية احتجاجية من قبل فئات باتت محرومة بصورة كبيرة.
كما يعني فشل المفاوضات أيضا تصاعد سباق التسلح الإقليمي، وزيادة التوتر بين إيران وجوارها، وقد يعزز ذلك احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران، وهو ما تتمناه إسرائيل وتسعى إليه، كما أن ضرب منشآت نووية قد يؤدي إلى تسرب إشعاعات نووية قد تتضرر بها المنطقة، في وقت أرسلت فيه إيران رسائل واضحة بشأن قدرتها على الرد.
إعلان