عُمان وإيران تؤكدان ضرورة وقف الحرب العدوانية وجرائم الإبادة في غزة "فورًا"
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
◄ بدر بن حمد: اللقاء مع وزير الخارجية الإيراني فرصة للتشاور حلول علاقات البلدين المزدهرة
◄ نسعى لخفض التصعيد في المنطقة ومعالجة مختلف القضايا والصراعات بحكمة
◄ فلسطين القضية الأساس التي نعمل على بلورة حلول لها في جميع المشاورات
◄ لا مجال سوى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة واعتراف العالم بحدود 1967
◄ سلطنة عُمان ستواصل الجهود لوقف هذه الحرب العدائية ضد الشعب الفلسطيني
◄ عبداللهيان: تطور مطرد في العلاقات الإيرانية العُمانية بكافة المجالات
◄ تفعيل "ممر شمال- جنوب" محل اهتمام من كلا البلدين
◄ ترسيخ وتعزيز العلاقات مع دول الجوار يُسهم في استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة
◄ القضايا الإقليمية الجماعية بحاجة إلى تعاون وحل جماعي
◄ إيران تعبر عن شكرها لجلالة السلطان على مبادرة رفع العقوبات الأمريكية
◄ إيران تُجري مشاورات مع عُمان على أعلى مستوى لاتخاذ المواقف المهمة
◄ إسرائيل تتطلع لإثارة الحروب في المنطقة وتأمل كسب الدعم الأمريكي
◄ "الهجوم الإرهابي" في دمشق فتح صفحة جديدة من أجل إثارة الحروب
◄ طهران وجهّت "رسالة شفافة وواضحة" إلى البيت الأبيت بعد "حادث القنصلية"
◄ جزيرة للسلام.
. لكنها لن تسمح بتاتًا بالمساس بأمنها القومي
الرؤية- أحمد عمر
عقد معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، ومعالي حسين أمير عبد اللهيان وزير الخارجية الإيراني، مساء اليوم، مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا بمقر وزارة الخارجية بمسقط، تزامنًا مع زيارة وفد إيراني رفيع المستوى في مستهل جولة إقليمية.
وأكد معالي السيد وزير الخارجية حرص سلطنة عُمان على تعزيز علاقات التعاون مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفق سياسة خارجية تقوم على مبدأ حسن الجوار والعمل المشترك، ومواصلة الجهود الثنائية لإيجاد الحلول السلمية للقضايا والتطورات الإقليمية. وقال معالي بدر بن حمد البوسعيدي إن اللقاء مع معالي وزير الخارجية الإيراني يمثل فرصة للتشاور حول علاقات البلدين التي تزدهر باستمرار وتقوم على التعاون الإيجابي والجهد المشترك. وأضاف أن حكومة السلطنة تُتابع نتائج زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه إلى إيران، وكذلك زيارة فخامة الدكتور إبراهيم رئيسي الرئيس الإيراني إلى سلطنة عمان.
وحول الأوضاع الإقليمية، قال معاليه: "نسعى لدعم جهود خفض التصعيد في المنطقة ومعالجة مختلف القضايا والصراعات بحكمة.. والقضية الأساس التي نعمل على تجاوزها هي قضية أشقاؤنا في فلسطين الذين يعانون جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة ومختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة في غزة والضفة الغربية والقدس".
وجدد معاليه التأكيد على أنه لا مجال سوى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة واعتراف العالم بحدود هذه الدولة القائمة وفق مقررات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة وعلى حدود عام 1967. وشدد البوسعيدي على أن سلطنة عُمان ستواصل الجهود لوقف هذه الحرب العدائية ضد الشعب الفلسطيني، معربًا عن أمله في التوصل إلى النتائج المرجوة.
من جانبه، استهل معالي وزير الخارجية الإيراني حديثه في المؤتمر الصحفي بتقديم "التحيات الحارة من إيران إلى سلطنة عمان الجارة حكومة وشعبًا". وقال وزير الخارجية الإيراني إنه في إطار اللقاءات التي توصل إليها قائدي البلدين، فإننا نشهد تطورًا مطردًا في كافة المجالات، مشيرًا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال السنة الماضية زاد بمقدار الضعفين ونصف، علاوة على أن تفعيل ممر "شمال- جنوب" محل اهتمام من كلا البلدين. وأكد معاليه على أن ترسيخ وتعزيز العلاقات مع دول الجوار يُسهم في استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة، غير أنه استدرك بالقول إن الواقع الإقليمي يدل على أن هناك بعض التوتر والتحديات التي تسود المناطق المحيطة بنا. وفي هذا السياق، شدد عبداللهيان على أن "القضايا الإقليمية الجماعية بحاجة إلى تعاون وحل جماعي".
وتقدم معالي وزير الخارجية الإيراني بالشكر إلى جلالة السلطان المعظم- أيده الله- على المبادرة التي أُطلِقَت لرفع العقوبات "الجائرة والأحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية" على إيران، كما تقدم معاليه بجزيل الشكر لسلطنة عُمان على جهودها في دعم الاستقرار بالمنطقة وتعزيز التعاون الإقليمي. وجدد معاليه الشكر إلى جلالة السلطان لجهوده لدعم مسار الحوار الإقليمي والدولي. وأوضح أن إيران تُجري مشاورات مع سلطنة عُمان على أعلى مستوى بشأن اتخاذ المواقف المهمة في المنطقة والعالم.
وفيما يتعلق بالأوضاع في غزة، أكد معالي وزير الخارجية الإيراني أن قضية الإبادة الجماعية والأزمة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة "محل اهتمامنا في هذه الزيارة إلى مسقط"، مشيرًا إلى أن طهران ومسقط مُتفقتان على ضرورة وقف الحرب والإبادة في غزة فورًا.
وقال معاليه: "غزة تتعرض للشهر السابع على التوالي لحرب إبادة على أيدي الاحتلال الصهيوني الذي سقط في مستنقع غزة، وهذا الكيان بات عاجزًا عن تحقيق أصغر هدف". وأضاف عبداللهيان أن: "الكيان الإسرائيلي يتطلع لإثارة الحروب في المنطقة ويأمل كسب الدعم الكامل من أمريكا".
وتعليقًا على الهجوم على قنصلية إيران في دمشق، قال وزير الخارجية الإيراني إن "الهجوم الإرهابي على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق فتح صفحة جديدة من أجل إثارة الحروب وتوسيع نطاق الحرب في المنطقة". وأضاف: "فور وقوع الحادث الإرهابي الصاروخي الصهيوني واستهداف المستشارين العسكريين الإيرانيين وعدد من الرعايا السوريين فقد تم اتخاذ إجراءات لازمة خلال اجتماع مجلس الأمن القومي الإيراني". وتابع معاليه أن إيران وجهّت عبر سفارة سويسرا في طهران باعتبارها الممثل للمصالح الأمريكية في طهران، "رسالة شفافة وواضحة إلى البيت الأبيض بعد حادث القنصلية". وأضاف وزير الخارجية الإيراني: "لا يمكن لأمريكا أن تتنصل من مسؤوليتها الكاملة عن جرائم الحرب المركبة التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني".
فيما أكد عبداللهيان أن إيران جزيرة للسلام، لكنها في الوقت نفسه "لن تسمح بتاتًا أن يُمس أمنها القومي".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الإيراني: لا تراجع عن حقوقنا النووية
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده لن تتراجع عن برنامجها النووي السلمي في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة.
وشدد على أن إسرائيل تسعى من خلال هجماتها في غزة وسوريا ولبنان إلى إضعاف البلدان الإسلامية واحتلال أكبر قدر ممكن من الأراضي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها عراقجي، السبت، خلال مشاركته في أعمال الدورة الرابعة لمؤتمر الحوار الإيراني العربي، الذي جرى تنظيمه في العاصمة القطرية الدوحة، تحت شعار "علاقات قوية ومصالح مشتركة".
ووصف الوزير الإيراني المؤتمر بأنه "خطوة نحو استبدال الفهم بالصراع".
وأضاف: "يمكننا القول اليوم إننا انتقلنا إلى مرحلة أعلى من الحوار والتعاون الإقليمي. ففي العام الماضي، تمكنا بعد أربعين عامًا من عقد أول اجتماع مشترك، وإن كان غير رسمي، بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي".
وأردف: "أدركنا أن ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، وأن أغلب هذه الخلافات في الأصل فُرضت علينا من الخارج".
وسلط عراقجي الضوء على المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، قائلاً: "لا يمكننا الحديث عن أهداف العالم الإسلامي وتجاهل المأساة التي يتعرض لها شعب فلسطين".
وتابع: "هذه القضية أصبحت اليوم أكثر أهمية ومعنًى من أي وقت مضى، وإن وقف الإبادة الجماعية التي تُرتكب في فلسطين، والتصدي للمشروع الذي يستهدف محو هذا الشعب، هو مسؤوليتنا القانونية والأخلاقية والدينية والاستراتيجية جميعًا".
واعتبر عراقجي، أن إسرائيل تشكّل "أهم مصدر تهديد للسلام في المنطقة".
وأضاف: "بينما ينفذ الكيان الصهيوني إبادة جماعية في غزة، حوّل سوريا ولبنان إلى قواعد للعدوان والإرهاب، وهاجم اليمن مرارًا".
وقال عراقجي: "لا شك أن الهدف من هذه الهجمات هو تدمير البلدان الإسلامية، واستنزافها، وإضعافها، واحتلال أكبر قدر ممكن من أراضي الدول في المنطقة".
كما تطرق وزير الخارجية الإيراني في حديثه إلى مسار المفاوضات بين طهران وواشنطن، مشددًا على أن إيران تحظر امتلاك أو استخدام الأسلحة النووية، وأنها عضو في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
واعتبر أنه "بينما يُسمح لنظام احتلالي وعدواني مثل إسرائيل بامتلاك ترسانة ضخمة من الأسلحة النووية، لا ينبغي القلق بشأن الطاقة النووية السلمية في إيران".
وبيّن أن إيران تواصل المباحثات مع الولايات المتحدة، ومع أوروبا وروسيا والصين، بحسن نية.
وقال: "إذا كان الهدف من هذه المفاوضات هو ضمان عدم سعي إيران لامتلاك السلاح النووي، فمن الممكن التوصل إلى اتفاق. أما إذا كان الهدف هو حرمان إيران من حقوقها النووية وفرض مطالب غير واقعية، فإن إيران لن تتراجع في هذا المجال".
مسار المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة
وفي عام 2018، انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران بشكل أحادي، قبل أن يبعث في مارس / آذار الماضي برسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، دعا فيها إلى استئناف المفاوضات النووية المباشرة، مضمنًا رسالته بتهديدات غير مباشرة.
بدورها إيران، ردت على تلك الرسالة عبر سلطنة عُمان.
وعقب ذلك، جرت جولات تفاوض غير مباشرة بين طهران وواشنطن، الأولى في 12 أبريل / نيسان الماضي في عُمان، ثم توالت بجولات في روما وأخرى في عُمان مجددًا، بمعدل أسبوع بين كل جولة. وأعلنت كل من إيران والولايات المتحدة عن إحراز تقدم في تلك المباحثات.
وكان من المقرر عقد الجولة الرابعة في 3 مايو/ أيار في روما، إلا أنها أُجّلت لاحقًا لأسباب لوجستية، ومن المقرر الآن عقدها الأحد في عُمان.
وتطالب إيران برفع العقوبات مقابل التزامها بقيود تمنعها من إنتاج قنبلة نووية. وفي حين أعلن مسؤولون أمريكيون في وقت سابق قبولهم بتخصيب إيران لليورانيوم بمستويات منخفضة، إلا أنهم طالبوا لاحقًا بوقف كافة أنشطة التخصيب في إيران.
من جانبه، صرّح مبعوث ترامب الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في مقابلة نُشرت الجمعة، أن "برنامج تخصيب اليورانيوم في إيران يجب ألا يكون موجودًا أصلًا"، معتبرًا ذلك "خطًا أحمر" للولايات المتحدة.