الحرة:
2025-06-17@17:45:06 GMT

تحت أعين النظام.. مواجهات ثأرية تهز الجنوب السوري

تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT

تحت أعين النظام.. مواجهات ثأرية تهز الجنوب السوري

19 قتيلا بينهم أطفال ونساء هي حصيلة الأحداث التي عاشتها مدينة الصنمين، بريف محافظة درعا السورية، يوم الأحد، بعدما اندلعت مواجهات "ثأرية" بين مجموعتين مسلحتين، الأولى تعرف بارتباطها بفرع "الأمن العسكري" والثانية بـ"أمن الدولة" التابع للنظام السوري.

الأحداث تمثلت حسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان" وصحفيين تحدثوا لموقع "الحرة" بعمليات إعدام ميداني وحرق منازل وتنكيل طال النساء والأطفال داخل المنازل التي يقيمون فيها في المدينة الواقعة بالريف الشمالي لدرعا.

وكان 8 أطفال قتلوا في المدينة ذاتها، يوم السبت، جراء انفجار عبوة ناسفة في المكان الذي يعلبون فيه. ورغم أن الحادثة شكّلت شرارة ما حصل بعدها كان للمواجهات والفضائع التي تخللتها جذور سابقة.

كيف بدأت القصة؟

ويوضح الناطق باسم "تجمع أحرار حوران"، أيمن أبو محمود، أن المواجهات اندلعت بين مجموعة "محسن الهيمد" المتهمة بارتباطها بفرع "الأمن العسكري" التابع للنظام السوري ومجموعة "أحمد جمال اللباد" الملقب بـ"الشبط".

وجاءت بعدما اتهم قائد المجموعة الأولى نظيره الثاني المرتبط بـ"أمن الدولة" بالوقوف وراء التفجير الذي أودى بحياة الأطفال الثمانية، رغم نفي الأخير لذلك.

الصحفي أبو محمود يقول لموقع "الحرة" إن مجموعة "الهيمد" هاجمت حارة الجورة التي يقيم فيها قائد المجموعة الثانية المرتبطة بـ"أمن الدولة" وأقربائه وعائلته، وعمل عناصرها على حرق المنازل وتنفيذ الإعدامات الميدانية في الشوارع.

وبعدما أقدموا على حرق منزل "الشبط" تبين فيما بعد أن بداخله والده جمال محمود اللباد، وشقيقيه "طفلين" أدى الحريق لمقتلهم الثلاثة.

ووصف الباحث السوري، أحمد أبا زيد، ما حصل في الصنمين، الأحد، بـ"مجزرة تشبه حالات الاستباحة في الحروب الأهلية والإبادات الجماعية".

وأوضح أنها "حصلت أمام حواجز ومقرات تابعة لجيش النظام السوري، بلا أي تدخل لوقفها".

وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن غالبية القتلى جرى إعدامهم ميدانيا والتمثيل بجثثهم بعد إلقاء القبض عليهم من قبل المجموعة المرتبطة بفرع "الأمن العسكري".

وأضاف أن قائدها "محسن الهيمد" كان منتميا في السابق لتنظيم "داعش"، وأن "المرصد" حصل على أشرطة مصورة تظهر سحل الجثث والاحتفال بقتل المدنيين والمسلحين من آل اللباد، وهم يهتفون بشعارات دينية.

وقال الصحفي أبو محود: "الطرف الأسوأ في المواجهات كان عناصر وقادة المجموعة التابعة للأمن العسكري".

ويؤكد أنهم كانوا "يعرفون في السابق بارتباطهم بداعش"، وأن من هاجم منهم حارة الجورة بالأمس "كان يرتدي زيا يشبه الزي الخاص بعناصر التنظيم" الإرهابي.

"قتل على الهوية"

وتخضع مدينة الصنمين وباقي مناطق محافظة درعا في جنوب سوريا لسيطرة النظام السوري، وكان الأخير قد استعاد سلطته الأمنية والعسكرية هناك بعدما فرض في 2018 اتفاق "تسوية" برعاية روسية.

وبينما كان المرجو من "التسوية" فرض حالة من الاستقرار في المحافظة كانت الأحداث على الأرض تخالف لذلك على مدى السنوات الستة الماضية.

ولم يصدر أي تعليق من جانب النظام السوري على ما عاشته المدينة الواقعة شمالي درعا حتى الآن، رغم أن وسائل إعلامه الرسمية أوردت الخبر الخاص بمقتل الأطفال الثمانية، بانفجار العبوة الناسفة.

ويضيف الصحفي أبو محمود أنه "لم تدخل أي لجنة قضائية إلى الصنمين حتى الآن".

ويعتبر أن ما حصل "بدفع وتحريض من النظام، خاصة أن المجموعات المتناحرة تعرف بتبعيتها لأفرعه الأمنية".

ويعتقد أيضا أن "هجوم الأحد جرى تنسيقه بين قائد المجموعة الأولى (الهيمد) وشعبة المخابرات العسكرية، مستغلين حادثة انفجار العبوة الناسفة ومقتل الأطفال".

وقال الصحفي إن "المواجهات تخللها حرق أطفال وقتل على الهوية".

ويشير إلى أن "تداعيات الأمر خطيرة رغم توقف المواجهات، لأن القتال خلف كوارث بكل معنى الكلمة".

ولم تتدخل اللجان المركزية و"اللواء الثامن" المدعوم روسيا لفض الاقتتال، حسبما أشار "المرصد السوري".

وقال إن "الهيمد متهم بالانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية ويتبع لشعبة المخابرات العسكرية ورئيس فرع درعا لؤي العلي".

"إثارة فوضى محلية"

وهذه ليست المرة الأولى التي تندلع فيها مواجهات بين مجموعات تتبع لأفرع أمن النظام السوري في جنوب سوريا.

وكذلك، ليست المرة الأولى التي تندلع فيها مواجهات بين مجموعة "الهيمد" و"اللباد" في الصنمين، دون أن يصل الأمر في السابق إلى حد التنكيل بالمدنيين العزل.

ويوضح الباحث السوري في مركز "جسور للدراسات"، وائل علوان، أن "ما يحصل في الصنمين هو إثارة فوضى محلية عشائرية مناطقية بشكل كبير جدا لصالح فرع الأمن العسكري ورئيسه لؤي العلي".

ويرى علوان في حديثه لموقع "الحرة" أن "الفوضى تفتح الباب أمام أجهزة الأمن للانتقام من الأشخاص المطلوبين لديها من جانب، ولبسط سيطرتها على المنطقة من جانب آخر".

وبموجب اتفاق "التسوية" عام 2018 انضوى من فضّل البقاء من عناصر فصائل المعارضة في جنوب سوريا ضمن تشكيلات مسلحة تتبع لأفرع أمنية مثل "الأمن العسكري" و"المخابرات الجوية".

وانضم آخرون لفرق عسكريةكـ"الفرقة الرابعة" وفيلق مدعوم روسيا (الفيلق الخامس)، في خيارٍ يخالف ما كانوا عليه في البدايات.

ولطالما تردد ذكر هذه التشكيلات وعناصرها في المحطات التي عاشها الجنوب السوري، خلال السنوات الماضية، وفي وقت بقي عداد القتل "المسجّل ضد مجهول" متواصلا، دون أن يعرف لها "صيغة تنظيمية".

في حين كان لكل منها منطقة نفوذ، في أحياء درعا والقرى والبلدات الواقعة في ريفها.

ونادرا ما تشير الرواية الرسمية للنظام السوري إلى المسار الذي سلكه من فضّل البقاء من فصائل المعارضة.

لكن في المقابل، تحدث النظام في أوقات عديدة عن وجود "مجموعات أهلية"، سبق وأن ساندته في عمليات أمنية وعسكرية، بينها ضد مقار خلايا لتنظيم "داعش".

ويشير الباحث علوان إلى أن "الأجهزة الأمنية دائما ما تجند عملاء محليين وتعطيهم صلاحيات وقدرة على التحرك..  لكن في النهاية لا تحميهم ولا تعترف بتبعيتهم لها".

ويرتكب هؤلاء "العملاء" مخالفات ويتاجرون بالمخدرات وعمليات التجنيد، وهم حسب علوان "جزء من الفوضى التي يريد إبقائها النظام في الجنوب السوري".

ويضيف الباحث: "الأفرع تجند مجموعات لتنفيذ مآربها على الأرض، وعند الاستحقاق تنظر إليها بعين أخرى".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الأمن العسکری النظام السوری

إقرأ أيضاً:

أسد يقتل رجل أعمال ألماني أمام أعين زوجته وأصدقائه شمال غرب ناميبيا

ناميبيا – هاجم أسد رجل أعمال ألماني الجنسية وقتله في حادثة مرعبة وقعت شمال غرب ناميبيا، أثناء قضائه عطلة برفقة زوجته وأصدقائه في أحد المخيمات السياحية الفاخرة.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن الضحية هو بيرند كيبل البالغ من العمر 59 عاما، وكان يعد شخصية معروفة في أوساط الأعمال والعمل الخيري، إضافة إلى دعمه لمشاريع الحفاظ على الحياة البرية في البلاد.

وكان كيبل يخيّ برفقة زوجته وأصدقائه قرب مخيم “Hoanib Skeleton Coast Camp” في منطقة سيسفونتين، عندما تعرض لهجوم مفاجئ من أسد، في وقت مبكر من الصباح، أثناء خروجه من خيمته متجها إلى المرحاض، وفق ما أفادت به المتحدثة باسم وزارة البيئة، نديشيباندا هامونييلا.

وقد حاول رفاقه في المخيم طرد الأسد، إلا أن كيبل كان قد فارق الحياة قبل أن يتمكنوا من إنقاذه، بحسب نفس المصدر.

وأكد المتحدث باسم الشرطة إيليفاس كوينغا أن الجهات الأمنية باشرت التحقيق في موقع الحادث، وأن تقريرًا كاملاً سيُرفع في الوقت المناسب.

وأشارت صحيفة Daily Mail إلى أن كيبل كان يمتلك سابقا متجر “Off-Road-Centre”، المتخصص في بيع ملحقات مركبات السفاري، كما كان يعرف بدعمه القوي لجهود حماية البيئة والحياة البرية في ناميبيا.

وتجدر الإشارة إلى أن الأسود المتكيفة مع البيئة الصحراوية تجوب المناطق النائية شمال غرب البلاد، حيث تتلاقى الجبال مع الكثبان الرملية.

وفي عام 2023، قُدّر عدد هذه الأسود بحوالي 60 أسدا بالغا وأكثر من عشرة أشبال. غير أن أعدادها شهدت تراجعا في الأشهر الأخيرة نتيجة انخفاض أعداد الفرائس بسبب الجفاف، إضافة إلى تنامي الصراع بين الإنسان والحياة البرية.

وفي أغسطس الماضي، أجازت السلطات في ناميبيا قتل مئات الحيوانات، من بينها الفيلة، ضمن خطة لتوفير الغذاء لسكان البلاد المتضررين من الجفاف الحاد.

ويُعد هذا الهجوم المميت ثاني حادث من نوعه في القارة الإفريقية خلال أقل من ستة أسابيع، حيث شهدت كينيا في أبريل الماضي حادثة مشابهة عندما قتل أسد فتاة تبلغ من العمر 14 عاما في مزرعة تقع جنوب متنزه نيروبي الوطني.

المصدر: cbsnews

مقالات مشابهة

  • معاون وزير الزراعة يستعرض تحديات القطاع الزراعي السوري في ورشة للبنك الدولي بمصر
  • ‏انشقاق ضابط مخابرات بارز يزلزل أركان النظام العسكري الجزائري
  • أسد يقتل رجل أعمال ألماني أمام أعين زوجته وأصدقائه شمال غرب ناميبيا
  • العدوّ ينقبل بلوكات إسمنتية لتحصين أحد المواقع العسكريّة في الجنوب
  • تاريخ مواجهات الأهلي أمام الأندية البرازيلية قبل صدام بالميراس
  • خبير: التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران يُنذر بانفجار إقليمي شامل
  • الزراعة: تعزيز العمل الإفريقي المشترك لمواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه المنطقة
  • ما هي أنظمة الدفاع الجوي التي تمتلكها تركيا؟
  • ما هي منظومات الدفاع الإسرائيلية التي تواجه صواريخ إيران؟
  • الأهلي يؤدي مرانًا خفيفًا في الفندق استعدادًا لموقعة إنتر ميامي في افتتاح مونديال الأندية