حذر مسؤول أمني إسرائيلي سابق من أي هجوم على مدينة رفح التي تهدد بها حكومة الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح مدير جهاز "الشاباك" السابق عامي أيالون إن أي هجوم على رفح سيدفع عشرات الآلاف من الفلسطينيين للسياج الحدودي مع  مصر، مما سيدفع مصر لإعادة النظر في تقييم علاقات السلام مع "إسرائيل".

وكشف أيالون في مقابلة مع مجلة "ذي نيوستيتمان" البريطانية عن العوامل التي ستؤدي لخسارة "إسرائيل" الحرب.



وأجرت المجلة المقابلة في منزل أيالون بـ"كرم ماهارل" الواقع على الطرف الجنوبي لجبل الكرمل والذي أقيم على أطلال قرية فلسطينية هُجر سكانها في عام 1948. وعندما زاره الصحفي أشار أيالون كيف أن جزءا من بيته تشكل من بيت حجري كانت تملكه مرة عائلة فلسطينية.

وترأس أيالون "الشاباك" ما بين 1996- 2006 وقبلها كان قائدا للبحرية. وبعد تركه "الشاباك" حاول الدخول في السياسة واقترب من الوصول إلى المنصب الأهم لولا خسارته في الانتخابات عام 2007 أمام مرشح العمل إيهود باراك، ولكنه عمل وزيرا في حكومته عام 2008.


وقال أيالون، الذي توقع الانتفاضة الثانية، إن الحملة على غزة لن تؤثر فقط على العلاقة مع مصر، بل والأردن، بمعظم سكانه الفلسطينيين فـ"المملكة تهتز بالفعل وعلى (الملك عبد الله الثاني) أيضا إعادة تقييم السلام مع إسرائيل، ولن يستطيع السيطرة على شعبه إلا إذا تحرك. وستزيل الدول العربية مبادرات السلام عن الطاولة. وهل تعرف اليوم أن معظم المواطنين السعوديين يدعمون إيران، على الأقل عندما يتعلق بالقضية الفلسطينية وسيزيد (الجماعات المدعومة من إيران) الحوثيون وحزب الله من تحركاتهم". وقال أيالون إن الحرب الشاملة مع حزب الله لن تكون بقرار، أو نتيجة اجتياح رفح، بل ستكون نتيجة حادث وفقدان السيطرة على الوضع، وفي ظل الوضع الملتهب، هناك حدود واضحة للسيطرة.

وأشار إلى ما يمكن أن ترد فيه مصر لو تم تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، قائلا إن مصر لديها قدرات عسكرية وتملك قوة بحرية عظيمة و"هذه ليست مصر يوم كيبور [1973] فالعالم سيوقفنا على ما أعتقد، وكل ما تحدثنا عنه هو عن رد الدول" و"علي أن أذكرك بأننا شاهدنا مواقع الجهاد العالمي وبعد عدة أيام من 7 تشرين الأول/أكتوبر بأنها تحاول الاستفادة من  الفوضى التي ظهرت هنا. ولو سألتني عن مصر، فهم في سيناء لا يتحكمون بكل العناصر فيها. وفي سيناء قد يفقدون السيطرة. ونحن ندخل واقعا لن نقاتل فيه ضد حماس فقط. وربما خسرت إسرائيل أمنها وبعد ذلك هويتها".

وعن استراتيجية "إسرائيل" في غزة، قال إن هناك فرق في الطريقة التي يتعامل فيها القادة العسكريون مع العدو، فهو مجرد هدف، هدف مادي، ولا يسألون لماذا؟ أما الساسة فيرون العدو كشخص يمكن التفاوض معه في مرحلة ما. و"لو كان هذا هو التعريف، فليس لدينا ساسة في إسرائيل، فقط قادة عسكريون، وهذه مأساة. وبالمناسبة، هذا هو نفس الوضع عند الفلسطينيين".

ولم يقل أيالون أنه كان سيقود الحرب في غزة بشكل مختلف وإن كانت الإستراتيجية بدون بعد سياسي. و"لكن غياب الهدف السياسي يشكل العمل العسكري، أولا، الإطار الزمني. فقد سأل جنرالاتنا القيادة السياسية:  كم لدينا من الوقت؟ وكان الجواب  "كل الوقت الذين تريدون" وهذا غباء لا يصدق. ففي كل الحروب التي خضناها كانت الساعة تدق وهي تدق الآن. فلو أوقفت أمريكا الدعم فيجب علينا وقف الحرب. وألوم القيادة السياسية وأعرف لماذا لم تفعل هذا، من أجل إنقاذ التحالف (الحكومي)، فكلما طال أمد الحرب ظلوا في الحكم. ولدى الجيش والمخابرات قوة كبيرة في إسرائيل، لكنها لا تستخدمها. وفي هذا الحالة، فهذا خطأ كبير واعتقد أنهم يجب أن يضغطوا، وعلى رئيس هيئة الأركان القول للساسة: انظروا، أنتم لا تستطيعون إرسال الناس إلى الحرب بدون تعريف واضح لنهاية اللعبة".

لكن ما هي النهاية؟ حل الدولتين الذي يرى أنه يتحقق من خلال تحالف إقليمي يلعب فيه الفلسطينيون دورا مهما لأنهم سيقودونها في عام أو عامين. وهم ليسوا قادرين في الوقت الحالي على القيام به. ويجب أن يشكل المصريون والأردنيون والسعوديون والإماراتيون التحالف. وهذه هي الدول العربية السنية. ويجب أن يكون الفلسطينيون جزءا منه وليس قيادته وإلا نظر إليهم كعملاء. ويجب ألا تلعب إسرائيل دورا في تشكيله. وهو نفس التحالف الذي سيشرف على إعادة إعمار غزة ويحصل على ثقة الفلسطينيين. وسيكون التحالف مسؤولا عن خلق نظام سياسي جديد في غزة، بشرط أن يكون الهدف هو حل الدولتين كما يقول. وكان يجب الإعلان قبل الحرب، ولكن يجب أن نوقف الحرب حالا، كما يقول أيالون. وعلى "إسرائيل" أن نفرج عن أكبر قدر من السجناء الفلسطينيين لكي تحصل على كل الأسرى لدى حماس، ومعظمهم ميت و"هذه صورة النصر لإسرائيل، ويجب أن يكون النصر بناء على قيمنا، فقد تخلينا عن مواطنينا- الأسرى. وقمنا بخيانتهم ولأول مرة منذ نشوء إسرائيل، وعلينا مواصلة القتال لهزيمة حماس ولكن باستخدام السياسة وفن القيادة".

وقال إن حماس حققت بعض الشيء، فقد عاد الموضوع الفلسطيني إلى الطاولة، لكن كابوسهم هو حل الدولتين. وبالعودة إلى الواقع السياسي فستهزم حماس في النهاية وستتقلص قوة إيران. و"لو كانت دولة واحدة، فيجب أن يفهم أنها لن تكون ديمقراطية ولا دولة يهودية، فنحن لسنا الغالبية بعد الآن ولن نعود إلى 1948 بل إلى الثلاثينات من القرن الماضي".

وحذر من حرب إثنية التي رأيناها في لبنان سابقا والجارية في سوريا منذ 2011 و" ستكون حربا إثنية مستمرة وللأبد".

وقال أيالون إنه معجب بالفلسطينيين كشعب، وحقيقة عدم الاعتراف بهم في الأمم المتحدة نابع من استخدام أمريكا الفيتو. و"أنظر إليهم كشعب، لكنك لو سألت الإسرائيليين فهم متشوشون بسبب الخوف. وسوء الفهم هذا قادنا إلى 7 تشرين الأول/أكتوبر. وبدلا من حل المشكلة قمنا بإدارتها. ومن أجل فعل هذا خلقنا فكرة أنهم ليسوا شعبا ولا يستحقون دولة خاصة بهم. وأول حكومة أعلنت عن سياسة أن الفلسطينيين ليسوا شعبا هي حكومة يائير لابيد وبيني غانتس ونفتالي بينيت، وهذا أعمق من نتنياهو".


وسئل عن دور الاحتلال وكونه سببا في كل ما يجري، قال:"بالنسبة لنا كانت عملية صحوة مؤلمة جدا جدا، كان لدينا حلم بإسرائيل ولكننا نفهم أننا نزلنا للواقع. وكنا نعتقد أن هناك سكانا كانوا هنا لكن ليس شعبا. وحتى 1967 لم يكن لدينا حدودا. وبعد حرب 1967 افترضنا أن حدود وقف إطلاق النار هي الحدود.  ولن أختلف معك (بدور الاحتلال) ولكن المصطلح مختلف، فهذا ليس استعمارا ولكنه أكثر تعقيدا". وكان "عمى، واليوم نفهم المعاناة التي تسببنا بها. ونفهم اليوم أن الاستقرار ليس فقط مصلحة إقليمية، بل ومصلحة دولية. وأخيرا، فأنت ترى الفلسطينيين كشعب وفي نقطة معينة ترى أنهم يتخلون عن الحلم، فنحن تخلينا عن حلم إسرائيل الكبرى وهم تخلوا عن فلسطين الكبرى. وإلا استمروا في الحلم واستمرينا في الحلم، وعندما يخرج المخلص فسيحكم في الأمر. وحتى ذلك الوقت فيجب أن نتميز بالبراغماتية. ومحدودية قوتنا العسكرية لبناء دولة إلى جانب دولة فلسطينية وأنه يجب علينا التفاوض (على الحدود) ولكنها يجب أن تكون حدود 1967".

وعن دور "إسرائيل" في إضعاف القيادة الفلسطينية قال أيالون "بالطبع، ألوم حكومتي للتحول عن حل المشكلة. عاد إيهود باراك من كامب ديفيد ليقول: "لا أحد للحديث معه ولا شيء يمكن الحديث عنه"، قلت له: "وظيفتك ليست إخبارنا أنه لا يوجد شريك بل خلق شريك، فنحن لاعبون في هذا". وعندما تفاخر باراك بأنه بنى مستوطنات أكثر من نتنياهو خلال حكمه كرئيس للوزراء، لم يفهم الأثر على الفلسطينيين، فقد كانوا ينتظرون استقلالا فرأوا المزيد من المستوطنات".

وفي النهاية قال إن نتيجة الحرب الحالية ستكون بمثابة خسارة لـ"إسرائيل" لو كانت نتيجتها دولة واحدة "لأنني سأخسر هويتي كديمقراطية يهودية، ومهما كان عدد المعارك التي سنربح، فبدون حل الدولتين سنخسر الحرب".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية رفح الاحتلال مصر غزة مصر غزة الاحتلال رفح صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حل الدولتین یجب أن

إقرأ أيضاً:

عن اغتيال "سعد".."خبير أمني لـ"صفا": "إسرائيل" تُطبق نظرية "جز العشب" بغزة لمنع نمو المقاومة

غزة - خاص صفا

لا يُعد اغتيال "إسرائيل" للقائد البارز في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، رائد سعد، عملية رد على استهداف جنود، لكنها عملية "جز العُشب"، التي تنفذها بغزة، ضمن معادلات معينة.

واغتالت "إسرائيل" أمس السبت، القيادي سعد وثلاثة من مقاتلي "القسام"، باستهداف مركبته قرب شاطىء بحر غزة، بعملية مفاجئة، زعمت لاحقًا أنها رد على إصابة جنديين لها بجروح طفيفة.

ولكن الأمر يبعد كثيرًا عن خرق اتفاق وقف إطلاق النار، فـ"إسرائيل" تحاول أن تصل بطريقة معينة لأهدافها، قبل أن يتم الدخول بالمرحلة الثانية "التي تشكل ضررًا لها"، حسب خبير في الشأن الأمني والمقاومة.

استباق مرحلة "الضرر"

ويقول الخبير لوكالة "صفا"، "نحن في المرحلة الأولى من الاتفاق وهذه المرحلة دقيقة، خاصة في ظل الحديث عن قرب الدخول بالثانية، وهو ما تحاول إسرائيل، أن تصل قبله بطريقة ما لأهدافها حسب معادلات معينة".

ويوضح أن "إسرائيل"، تنفذ نظرية "جز العشب"، وهي معادلة موجودة في العقلية العسكرية والأمنية الإسرائيلية، ضمن منهجية تصير عليها، بالإضافة إلى أن هذه الطريقة هي من دروس "7 أكتوبر".

ويوضح أن "إسرائيل" لم تتمكن من الوصول بكل أهدافها في القضاء على المقاومة خلال حرب الإبادة، وبالتالي فإن المرحلة الثانية ستشكل ضررًا عليها، ما لم تذهب لاستهداف بعض الشخصيات.

وكما يقول "إسرائيل وضعت أهدافها في القضاء على المقاومة وضرب الإدارة السلطوية لحماس، وهي بذلك تذهب لضرب العاملين في الأجهزة الحكومية والأمنية وقيادات المقاومة في غزة"، مشيرًا إلى اغتيال ضابط الأمن الداخلي "زمزم" في المحافظة الوسطى صباح اليوم.

ويعزي ما حدث إلى أنها "تريد إحداث ضغط نفسي على المجتمع والناس وصناعة الإرباك والفوضى، لأن حالة الاستقرار التي نجحت الأجهزة بغزة في تثبيتها غير مريحة للاحتلال".

ولذلك، فإن "إسرائيل" تحاول بناء معادلات أمنية جديدة، تسمح لها بحرية الحركة في غزة، وتمنع نمو المقاومة وتأخير حالة الضبط والاستقرار التي ظهرت واضحة في المرحلة الأولى، يجزم الخبير الأمني.

مرحلة مُخاضة ستجتازها

ويشدد على أن "إسرائيل تستخدم أدوات مختلفة في ضرب الأمن بغزة، بين الاغتيال الجوي والعمليات الأمنية الخاصة عبر عملاء لها".

ويفسر ذلك بأنها "لا تريد أن تظهر بأنها تُمعن في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار".

ويستطرد "هذه المسألة -عمليات الاغتيال عبر العملاء- يمكن للمقاومة أن تقضي عليها وتحبطها ، عبر الاستفادة من الدروس، خاصة وأن لها تجارب سابقة في التغلب عليها".

"بمعنى آخر الساحة في غزة مفتوحة ما بين الاستهداف العلني وبين العمليات السرية، وهذا قد يأخذ وقتًا ليس بالقليل إلى أن تتمكن المقاومة من إيجاد حلول وتثبيت معادلات في الميدان، كما جرى عامي 2004 وأواخر 2005".

ويعني الخبير الأمني بوجود تشابه بين تلك الفترة التي حاولت "إسرائيل" خلالها تنفيذ عمليات اغتيال بأدوات مختلفة بغزة، والمرحلة الحالية التي تشهدها، وهو ما يؤكد التغلب عليها مستقبلًا، كونها مُخاضة.

وإزاء ذلك، فإن الأهم من وجهة نظر الخبير، أن المجتمع الفلسطيني بغزة هو حاضن للمقاومة، ويعمل على حماية أبناءها، مضيفًا أنه أثبت تعاونه في كل محطات المقاومة السابقة.

كما يشدد على أن المطلوب في الوقت الراهن على المستوى الشعبي والأمني "الوعي وأخذ الحيطة وعدم الارتكان أو الاستهتار، لأن العدو لا ينام، ويُريد أن يُحدث معادلات ويخشى أن يخسر هذه المعركة".

مقالات مشابهة

  • عن اغتيال "سعد".. خبير أمني لـ"صفا": "إسرائيل" تحاول "جز العشب" لمنع تعافي المقاومة في غزة
  • ضابط لبناني سابق يكشف عن صفقات سرية بين إسرائيل وسوريا!
  • عن اغتيال "سعد".."خبير أمني لـ"صفا": "إسرائيل" تُطبق نظرية "جز العشب" بغزة لمنع نمو المقاومة
  • “وثائق إبستين”.. رئيس وزراء إسرائيلي سابق ضمن مجموعة صور نشرها الديمقراطيون / صورة
  • مسؤول إسرائيلي: قوة استقرار غزة لن تقتصر على الدول الإسلامية والعربية
  • “حشد”: تصعيد “إسرائيلي” غير مسبوق للاستيطان والضم والانتهاكات بحق الفلسطينيين في الضفة والقدس
  • بعد عملية تفتيش المنزل في يانوح.. هذا أول تعليق إسرائيلي
  • مقتل مسؤول عسكري بارز لحماس في غزة بهجوم إسرائيلي
  • تأهيل إسرائيل لعضوية الشرق الأوسط
  • الكرملين: انسحاب أوكرانيا من الدونباس جزء أساسي من عملية السلام