يوم القدس العالمي.. والفتح المقدس
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
فلسطين هي قلب الأمة العربية والإسلامية، والقدس هي قلب فلسطين وجوهرتها لأن فيها بيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك الذي بارك الله حوله.. بيت المقدس هي قبلة المسلمين الأولى ومسرى رسولنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، ومعراجه إلى السماء.. بيت المقدس وأكناف بيت المقدس هي أرض القائمين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم… بيت المقدس ترمومتر لقياس ضعف هذه الأمة أو قوتها.
جاء يوم القدس العالمي – الذي أطلقه الإمام الخميني – ليعيد تذكير الأمة بأهمية هذه المدينة ويؤكد أن المسلمين لن ينسوا مدينتهم المقدسة فكانت الجمعة الأخيرة من شهر رمضان شهر الصبر والنصر مناسبة لتذكير هذه الأمة بأحد أهم مساجدها السليبة وتذكير للعالم أن المسلمين من مدينتهم المقدسة سيسعون بكل ما أوتوا من قوة لاستردادها من الصهاينة طال الزمن أم قصر.
يأتي يوم القدس العالمي في هذا العام في ظل معركة طوفان الأقصى التي أعادت الروح لهذه الأمة بإمكانية النصر وهزيمة العدو، بعد أن وجهت المقاومة في 7/10/2023م ضربة استراتيجية للمنظومة الأمنية والعسكرية للعدو الصهيوني وجعلته يترنح، فجاءته قوى الاستكبار العالمي مسرعة لنجدته وأطلق حملته العسكرية المسعورة ضد أهلنا في قطاع غزة.
يأتي يوم القدس وغزة تقدم صفحة من صفحات العز لهذه الأمة بجهادها ومقاومتها وعنفوانها مهما بلغت وحشية هذا العدو المجرم وإرهابه.. تقدم غزة صورة لفلسطين المحررة بدأت ملامحها تزداد وضوحا.. تقدم غزة صورة للقدس وهي تقف شامخة عزيزة خالية من أية مظاهر للاحتلال الصهيوني.
يأتي يوم القدس واليمن تنتفض إحياء لهذا اليوم وتضامنا مع الأهل في فلسطين وغزة، مؤكدة عزيمتها الماضية في المشاركة في شرف تحرير الأقصى والقدس، متحركة بكل قدراتها في معركة طوفان الأقصى والفتح الموعود والجهاد المقدس.
يأتي يوم القدس العالمي ونحن إلى تحرير الأقصى والقدس من دنس الصهاينة أقرب، وأن الأمة عندما تسلك طريق الجهاد والمقاومة إنما تأخذ بمصدر عزتها لتمضي في مشروع تحرير الأقصى وفلسطين بمخزون إيماني عظيم سيمكننا في نهاية المطاف – وبإذن الله – من قلب هذه المعركة لصالح الأمة ولنقترب أكثر من موعد الصلاة في الأقصى والقدس، وما ذلك على الله ببعيد.
*ممثل حركة حماس في صنعاء
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر ينعى الأمين العام الأسبق للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة
نعى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الدكتور عبدالله عمر نصيف، الأمينَ العامَّ الأسبق للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، الذي وافته المنية، بعد رحلةٍ حافلةٍ بالعطاء والعمل الخيري والإنساني.
ويذكر شيخُ الأزهر للفقيد الراحل حبَّه للأزهر الشريف واحترامَه لعلمائه، وإسهاماته المقدَّرة في اجتماعات المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة أثناء تولِّيه مهامَّ الأمين العام له، وقيادتَه لعدَّة مبادراتٍ رائدةٍ في مجالات العمل الإغاثي والدعوي.
وتقدَّم شيخ الأزهر بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أسرة الفقيد الراحل، سائلًا المولى -عز وجل- أن يتغمَّد الفقيدَ بواسع رحمته ومغفرته، وأن يُسكِنه فسيح جناته، وأن يُلهِمَ أهله وذويه الصبرَ والسلوانَ.
وعلى صعيد اخر، استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الأمير رحيم أغا خان، زعيم الطائفة الإسماعيلية ورئيس شبكة الأغا خان للتنمية؛ لبحث سُبل تعزيز التعاون المشترك.
وقال فضيلة الإمام الأكبر إن رسالة الأزهر الشريف تقوم على نشر السلام وتعزيز الأخوة بين الجميع، ولذا انفتح الأزهر على المؤسسات الدينية والثقافية حول العالم بما يسمح بتحقيق هذه الرسالة العظيمة، مشيرًا إلى أن الأزهر بادر بعقد أول نسخة من مؤتمر الحوار الإسلامي-الإسلامي في مملكة البحرين، لتعزيز أواصر الأخوة بين نسيج ومكونات الأمة، وطي صفحات الماضي، والالتفاف على إنشاء منصة قادرة على لمِّ شمل كلمة علماء الأمة ومؤسساتها الدينية، والخروج بموقف علمائي موحَّد تجاه الأزمات والتحديات التي تواجهها.
وأكد فضيلته استعداد الأزهر للتعاون مع مؤسسة الأغا خان للتنمية في مشروعات تنموية وتوعوية مشتركة، وبخاصة المشروعات الموجهة للشباب ومواجهة التحديات المعاصرة، مشيرًا إلى أن مجلس حكماء المسلمين، الذي يرأسه فضيلته، له خبرة واسعة في مثل هذه المشروعات النوعية بالتعاون مع الأزهر الشريف، موضحًا أن الأزهر يتميز على مدار تاريخه بالوسطية والاعتدال، انطلاقًا من فهمه الصحيح لحقيقة الإسلام، وحرصه الكبير على تبليغ الإسلام الحقيقي للناس، وهو ما كان سببًا في ارتباط الناس به على مدار هذا التاريخ الطويل.
كما أكد فضيلة الإمام الأكبر حزنه لما آلت إليه أحوال المسلمين مؤخرًا من ضعف وهوان، والذي كان سببًا مباشرًا في استقواء عدونا علينا، موضحًا أن ما تشهده الأمة من فِراق وشِقاق هو الذي أوجد القوة الزائفة لهذا العدو، مشددًا على أن المسلمين يملكون كل أسباب القوة إذا استجابوا لنداء ربهم في قوله تعالى:
“وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا”.
من جانبه، أعرب الأمير أغا خان عن سعادته بلقاء الإمام الأكبر شيخ الأزهر وتقديره لما يقوم به فضيلته من جهود كبيرة لبيان الصورة الصحيحة عن الدين الإسلامي ونشر قيم الأخوة، ومبادرات فضيلته التي تستهدف لمَّ شمل الأمة وتوحيد كلمتها، مؤكدًا متابعته لأنشطة الأزهر الشريف وفضيلة الإمام الأكبر لتعزيز التعايش والحوار، وسعيه لعقد شراكات واسعة مع الأزهر والاستفادة من خبراته الكبيرة في مجال التعريف بوسطية الإسلام وسماحته، خصوصًا بين فئات الشباب في أوروبا.
وصرح الأمير رحيم أغا خان: “أشعر بالفخر الشديد لمقابلة فضيلتكم ولمنحي هذه الفرصة العظيمة، ويسعدنا أن تكون هناك فرص للتعاون مع الأزهر الشريف في جميع المجالات. نحن لدينا شبكة تنموية كبيرة تعمل في مجال الثقافة والتوعية والتعليم في باكستان وأفغانستان وطاجيكستان، كما نعمل عبر عدد من المشروعات على تعزيز التوعية بحقيقة الإسلام السمحة في العديد من دول أوروبا”، مضيفًا أن جميع الأنظار تتجه إلى الأزهر الشريف كونه منبر الاعتدال والوسطية في العالم، وهو ما تأكد له بعد لقاءاته المتعددة مع الكثير من المسؤولين في الدول العربية والإسلامية، والذين يعوِّلون كثيرًا على الأزهر الشريف في نشر السلام والإخاء وتعزيز الحوار عالميًا.