خطبة عيد الفطر المبارك.. خطيب المسجد الحرام: بعملين تزيد النعم ويخف البلاء
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
قال الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الودَّ بين الأخوة نعمة ، والتواصلَ بينهم رحمة ، والنعمة يزيدها الشكر، والبلاء يخففه الصبر ، والذنب يمحوه الاستغفار وعيدكم مبارك.
تزيد النعم ويخف البلاءوأضاف " بن حميد" خلال خطبة عيد الفطر المبارك اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة : كتب الله لكم سعادة إهلاله ، ورزقكم بركة كماله ، وزادكم من فضله ونواله ، ووفقكم لفرضه ونفله ، وصالح أعماله ، وقرن عيدكم بالقبولِ ، وإدراكِ المسؤول ، والفوز بالمأمول ، وقبل الله بالقبول صيامكم ، وبعظيم المثوبة قيامكم.
وتابع: وعيد مبارك لولاة أمرنا لخادم الحرمين الشريفين ، وسموه ولي العهد الأمين ، وعيد مبارك لأهلنا وبلادنا وللمسلمين أجمعين ، وعيد مبارك للطائفين والقائمين ، والعاكفين ، والزائرين ، وجميع قاصدي الحرمين الشريفين ، منوهًا بأن صور المكرمات من هذه البلاد تتوالى ، وأنواعُ الفضائل تتسابق وتتعالى ، في كل حين ، وفي كل مرفق ، رعايةً ، وخدمةً ، واهتمامًا ، وجدًا واجتهادًا ، وتفانيًا وإتقاناً .
وأوضح أن المستهدف هو قاصدو الحرمين الشريفين ، وخدمتُهم ، وتيسيرُ أمورهم ، في حلهم وترحالهم ، تسابقٌ كريم في ميادين الخير تحوزه هذه البلاد المباركة، وقيادتهُا الصالحة، بلاد كريمة مباركة ، قد من الله عليها بالأمن والإيمان ، والعيش الكريم ، فهي تطعم الجائع ، وتغيث الملهوف ، وتؤي اللاجئ ، وتمسح رأس اليتيم، أما ضيوف الرحمن فخدمتهم شرف ، وتيسير مناسكهم هدف ، والبذل من أجلهم قربة .
مناسبة كريمةوأكد أنها مناسبة كريمة لتصافي القلوب ، ومصالحة النفوس ، والتحببِّ إلى الأخوة ، وزيادةِ الصلة في القربى، وبين أيديكم خلق عظيم ، وفن من فنون التعامل لا يتقنه إلا الحليم ، وأدبٌ رفيع لا يحسنه إلا الأفاضلُ من القوم ، والكرامُ من الناس ، خلق من أرقى شيم ذوي الهمم ، يحفظ الكرامة ، ويكسو المهابة ، ويرفع المكانة ، خلق به تعلو المنازل، وإنه خلق التغافل والتسامح.
ونبه إلى أن التغافل أقوم الطرق وأحسنها للتعامل مع الناس إذا صدر منهم ما يغيظ ، أو بدر منهم ما يسوء، مبينًا أن التغافل هو ترك ما لا يعنى ، والحرص على ما ينفع ، وتحمل الأذى الصغير من أجل دفع الأذى الكبير، وهو إعراض عما لا يستحسن من القول والفعل ، والتصرف ، وغض الطرف عن الهفوات ، والترفعُ عن الصغائر.
وأشار إلى أن المتغافل النبيل يتعمد الغفلة عن الأخطاء والعيوب التي يراها ، وهو مدرك لها عالم بها ، ولكنه يغض عنها تكرما وترفعاً ، وفضلا ونبلاً، والمتسامح ذو إرادة قوية ، ونفسٍ راقية ، يقدر الشعور الإنساني ويجبر الخاطر ، ويحافظ على الحياء ، تقوده الحكمة ، ويحكمه العقل ، ولا يجره هوى ، ولا تغلبه شهوة .
من صلة الرحموأفاد بأن من صلة الرحم نشر التغافل ، ومن دعائم الاستقرار في البيوت التغافل ، ومن المعاشرة بالمعروف التغافل ، وذو الرحم لا يستقصي من رحمه، فإن الاستقصاء فُرقة، ومن اعتصم بالله لا يضل، ومن اعتز به لا يذل، ومن جميل ما قيل من سوء خلقك وقوع بصرك على سوء خلق غيرك، ومن تمسك بزمام التغافل ملك زمام المروءة ، وما الفاضل إلا الفطن المتغافل.
وبين أن العيد مناسبة جليلة لمزيد من الترابط والتآلف ، فأفشوا السلام ، وتبادلوا التهاني ، وتصالحوا ، وتسامحوا ، وتغافلوا، والتمسوا بهجة العيد في رضا ربكم ، والإقلاع عن ذنبكم ، والازدياد من صالح أعمالكم، واعلموا إن من مظاهر الإحسان بعد رمضان استدامةَ العبد على الطاعة ، وإتباعَ الحسنة الحسنة، وقد ندبكم نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم ، بأن تُتْبِعوا رمضان بست من شوال ، فمن فعل ذلك فكأنما صام الدهر كله.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خطبة عيد الفطر المبارك خطبة عيد الفطر إمام و خطيب المسجد الحرام خطيب المسجد الحرام
إقرأ أيضاً:
خطبة عيد الأضحى من المسجد الحرام: دعوة للتقوى والتراحم وتجسيد معاني التضحية
أُقيمت صباح اليوم (عيد الأضحى المبارك) صلاة العيد في المسجد الحرام، وسط حضور مهيب من حجاج بيت الله الحرام وجموع المصلين، في أجواء روحانية مفعمة بالإيمان والخشوع، تزامناً مع وقوف الحجيج في مشعر منى استعدادًا لأداء نسك رمي الجمرات وذبح الهدي.
وقد ألقى خطبة العيد إمام وخطيب المسجد الحرام، حيث افتتحها بالحمد والثناء على الله عز وجل، وبيّن فضل هذا اليوم العظيم، وما يحمله من معانٍ عظيمة في الطاعة والتضحية والتقرب إلى الله، مستشهداً بسنة خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام.
وأكد الخطيب على أهمية التمسك بالتقوى في كل حال، وغرس معاني التضحية والبذل في النفس والمجتمع، مشيرًا إلى أن العيد ليس مظهرًا فحسب، بل رسالة إيمانية لتعزيز التكافل والتراحم وصلة الأرحام، ونبذ الفرقة والخصومة.
أخبار قد تهمك هيئة العناية بشؤون الحرمين تطلق المرحلة التجريبية الأولى للمركز الهندسي الذكي للقيادة والتحكم بالمسجد الحرام 4 يونيو 2025 - 12:26 صباحًا وزارة الداخلية تصدر دليلًا إرشاديًا لتسهيل أداء مناسك الحج لهذا العام 1446هـ 3 يونيو 2025 - 5:09 مساءًوتطرقت الخطبة إلى ضرورة دعم المحتاجين ومواساة المنكوبين، والدعاء لإخواننا المسلمين في كل مكان، خاصة في مناطق النزاع والأزمات، سائلاً الله أن يرفع عنهم البلاء وأن يُعيد للأمة الإسلامية وحدتها وعزّها.
واختتم الخطيب بالدعاء بأن يتقبل الله من الحجاج حجهم، ويكتب أجرهم، ويحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ويجزيهما خير الجزاء على ما يُقدمانه من رعاية عظيمة وخدمات متكاملة لضيوف الرحمن.
وقد شهدت صلاة العيد تنظيمًا دقيقًا من الجهات الأمنية والخدمية والصحية، بما يضمن راحة المصلين وسلامتهم، في صورة تجسد الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة في خدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام.