المغرب.. ما علاقة انتقاد التطبيع مع إسرائيل بـسب شخص الملك؟
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
أودعت السلطات المغربية ناشطا إسلاميا السجن لـ"إساءته" للملك، وهي تهمة يحكم قضاء المملكة على أثرها عادة بالسجن النافذ، مستندا في ذلك إلى توصيف العاهل المغربي في الدستور.
والثلاثاء، قضت محكمة مغربية بسجن ناشط في جماعة العدل والإحسان الإسلامية المعارضة خمسة أعوام لإدانته بتهم أبرزها "قذف وسب شخص الملك" و"المساس بالنظام الملكي"، بسبب تدوينات على فيسبوك تدين "التطبيع مع إسرائيل".
وينص الدستور المغربي على أن الملك "رئيس الدولة، وممثلها الأسمى، ورمز وحدة الأمة، وضامن دوام الدولة واستمرارها" وأن "شخص الملك لا تنتهك حرمته، وللملك واجب التوقير والاحترام".
واعتقل عبد الرحمن زنكاض (48 سنة) في 22 مارس لملاحقته من طرف النيابة العامة، بسبب خمس تدوينات على فيسبوك ينتقد فيها "المطبعين" مع إسرائيل و"الحكام العرب" على خلفية الحرب في غزة.
وحاول زنكاض إقناع المحكمة الابتدائية بالمحمدية (قرب الدار البيضاء)، حيث جرت محاكمته، بأنه "لم يكن يقصد ملك المغرب بالتحديد، وإنما مواقف حكام الدول القريبة من فلسطين على خلفية الحصار والحرب على غزة".
ولم يذكر الناشط الملك بالاسم أو الصفة بشكل محدد في تدويناته، إلا أن المحكمة وجهت له تهمة "الإساءة للملك"، وفق ما قال محاميه.
ويقول أستاذ العلوم الدستورية المغربي، رشيد لزرق، إن الإساءة للملك يعاقب عليها في المغرب طبقا للقانون الجنائي، إذ تصنف على أنها "فعل إجرامي"، والملكية في المغرب هي "مؤسسة دستورية".
ويشير لرزق، في حديث لموقع "الحرة"، إلى أن الناشط تمت ملاحقته على أساس ثلاث تهم وهي "الإساءة لمؤسسة دستورية، والتحريض على ارتكاب جنح بوسائل إلكترونية، وبث وتوزيع معطيات تمس بالحياة الخاصة للأفراد".
وهذه كلها أفعال مجرمة في القانون الجنائي المغربي، وفق لزرق.
ودانت جماعة العدل والإحسان، وهي غير مرخص لها قانونا، في بيان "بأشد العبارات هذا الحكم الجائر" على زنكاض، معلنة عزمها "الاستمرار في دعمه والتعريف بقضيته".
ومنذ بدء الحرب في غزة، تنظم الجماعة، التي تعد أكبر تنظيم معارض في المغرب، تظاهرات أسبوعية في عدة مدن تضامنا مع الفلسطينيين، مطالبة بإسقاط التطبيع مع إسرائيل. واستقطبت آخر هذه التظاهرات آلاف المشاركين في الدار البيضاء، الجمعة.
موجة "للتضييق" على حرية الرأيويقول حسن بناجح، القيادي في جماعة العدل والإحسان، إن تهمة الإساءة للملك تحدثت عنها الصحف، وأن زنكاض لم يسئ لأحد.
ويشير بناجح، في حديث لموقع "الحرة"، إلى أن زنكاض "عبر عن رأيه المنتقد الصريح لاختيار النظام المغربي التطبيع وانتقاذ الخذلان الرسمي لغزة".
وفي عام 2020، طبعت العلاقات بين المغرب وإسرائيل في إطار آلية شملت بلدانا عربية عدة بدعم من واشنطن.
ويقول بناجح في حديثه إنه "تم تحوير سيء وتكييف متعسف لما قاله وتم الترويج أنه وجه الإساءة للملك، "في حين أن التهم الرسمية ليس فيها أي ذكر لتهمة الإساءة للملك".
ويتابع القيادي الإسلامي للحرة أن "التكييف القانوني يتحدث عن إهانة مؤسسات منظمة وليس شخص الملك"، كما أن "المحضر الرسمي لا يذكر فيه اسم الملك".
وقال بناجح إن اعتقال زنكاض لم يكن بسبب انتماءه للعدل والإحسان، بل أن المملكة تشهد "موجة تطال الجميع من مختلف الاتجاهات في السنوات الأخيرة للتضييق على حرية الرأي والتعبير".
والجماعة من أهم مكونات إئتلاف يضم أيضا أحزابا يسارية يدعم الفلسطينيين.
وفي قضية مماثلة، دانت محكمة مغربية في أغسطس المدون سعيد بوكيوض (48 عاما) بالسجن خمسة أعوام بسبب "الإساءة للملك"، في ضوء تدوينات على فيسبوك تعود لعام 2020 ينتقد فيها اتفاق التطبيع مع إسرائيل.
وخفضت العقوبة إلى السجن ثلاثة أعوام أمام الاستئناف في أكتوبر.
وصدرت أحكام أخرى متفرقة بالسجن في الأعوام الأخيرة بسبب منشورات على فيسبوك أو يوتيوب، اعتبرت مسيئة للملك أو الإسلام، لكن منظمات حقوقية مغربية ودولية تعتبر أنها تأتي في إطار تقييد حرية الرأي والتعبير.
وفي تقرير نشرته في يوليو 2022 نددت منظمة هيومن رايتس ووتش باستهداف صحفيين ومعارضين في المغرب "بتقنيات قمعية" بما في ذلك قضايا على صلة بالحق العام وحملات تشهير في محاكمات "غالبا ما تشوبها انتهاكات للحق في محاكمة عادلة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: التطبیع مع إسرائیل على فیسبوک شخص الملک فی المغرب
إقرأ أيضاً:
القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون .. مصر تخطف أنظار العالم في يوليو| ماذا سيحدث؟
تتجه أنظار العالم إلى المتحف المصري الكبير، حيث أنه من المقرر أن يتم الافتتاح فى يوليو القادم من العام الجاري 2025، ووسط حالة من التأهب، تجري عملية نقل القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون للمتحف المصري الكبير بالقرب من أهرامات الجيزة.
نقل القناع الذهبي للملك توت عنخ آمونويفتتح يوم الخميس الموافق 3 يوليو 2025 المتحف المصري الكبير أبوابه أمام العالم، حسب ما كشف عنه رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، في اجتماع سابق لمجلس الوزراء.
ورفعت وزارة السياحة والآثار، حالة الاستعداد القصوى استعدادا لافتتاح المتحف المصري الكبير، يوم 3 يوليو المقبل.
ويجري وضع اللمسات النهائية لحفل الافتتاح العالمي، وكذلك نقل المجموعة الذهبية لمقتنيات الملك توت عنخ آمون من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف المصري الكبير.
سيُنقل القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون إلى المتحف المصري الكبير قرب أهرامات الجيزة، بعدما عرض مدى نحو قرن من الزمن في متحف القاهرة.
العالم يشاهد الحضارة الفرعونيةسيوفر المتحف المصري الكبير رحلة عبر 7 آلاف عام من التاريخ، فلم يعد أمام الزوار سوى بضعة أيام لمشاهدة القناع في المتحف المصري وسط القاهرة، قبل نقله إلى المتحف المصري الكبير، وتعد كنوز الملك توت عنخ آمون من بين القطع الأكثر استقطابا للزوار، وسيحتل قناعه الذهبي مكانة مرموقة في صالة عرض مخصصة.
وسيكون المتحف المصري الكبير "أكبر متحف لحضارة واحدة، وهي الحضارة الفرعونية".
ماذا نعرف عن القناع الذهبي توت عنخ آمون؟يعد القناع الذهبي توت عنخ آمون، أهم وأشهر قطعة أثرية من مقتنيات الملك الذي تم اكتشاف مقبرته في 4 نوفمبر 1922، والتي ضمن الكثير من الكنوز الفريدة والجميلة.
صنع قناع الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون في عصر الأسرة الثامنة عشرة من الذهب الخالص، ويبلغ ارتفاعه 54 سم، ويصل وزنه إلى أكثر من 11 كم من الذهب الخالص، والقناع مكون من طبقتين من الذهب.
يظهر الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون مرتديًا تاج رأس الملوك الشهير في مصر القديمة، الذي نطلق عليه اسم “نِمس”، وتزين التاج حية الكوبرا، رمز الربة "واجيت"، ربة ورمز مصر السفلى أو الدلتا، وأنثى العقاب، أو الربة نخبت، ربة ورمز مصر العليا أو الصعيد.
وكان ذلك الغطاء الخاص بالرأس معروفًا جدًا عند المصري القديم، ويتكون من خطوط متوازية، ويظهر الملك وهو يضع اللحية المعقوفة المقدسة الخاصة بالآلهة على ذقنه، وهي مُرصعة بالفاينس أو القاشاني، ومع الوقت، تلاشت وبهتت ألوان تلك الترصيعات، وصارت ذات لون رمادي شاحب.
كما توجد بالجزء الخلفي للقناع خطوط طولية من الأعلى إلى الأسفل، وهي عبارة عن خطوط طولية من الكتابة الهيروغليفية، وهي منقوشة على الذهب.
افتتاح المتحف المصري الكبيريعد المتحف المصري الكبير أكبر متحف أثري متخصص في الحضارة الفرعونية، بمساحة بلغت 480,000 متر مربع، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمتد على مدى 7,000 عام من التاريخ المصري القديم، مع ما يقرب من 50,000 قطعة معروضة.