عربي21:
2025-07-12@16:11:19 GMT

بعد غزة، أي مسارات ستسلكها الأوضاع العربية؟

تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT

يغلب الحديث عن اليوم التالي للحرب على غزة، على تفاصيل صغيرة تتعلق جميعها بأوضاع الفاعلين داخل القطاع، أو الترتيبات التي يجري الإعداد لها لإدارة غزة، بالإضافة إلى حديث، خجل، عن إعادة إعمار، من غير الواضح من سيتولى تمويلها ولا شروط تنفيذها، فيما لا تزال الأطراف المحركة للحرب، إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، لم يتوصلا إلى استراتيجية خروج واضحة من الحرب، فكيف سيتم التوافق على إدارة مرحلة ما بعد الحرب؟

بالتوازي مع ذلك، حصلت على مدار الأشهر الستة الماضية، تطورات خطيرة على الصعيد العربي، ساهمت الحرب في غزة على التعتيم عليها، وبعض هذه التطورات يتجهز للتعبير عن نفسه على شكل مسارات وخطوط تحكم المشهد العربي في المرحلة المقبلة، وسيكون لها تداعيات جيوسياسية بعيدة المدى، ويمكن إجمال هذه التطورات على الشكل التالي:

ـ تعمُق الانخراط الدولي في تفاصيل المشهد الجيوسياسي العربي، إذ اتبعت الأطراف العربية في المرحلة الماضية استراتيجية تحوطية تهدف إلى تنويع العلاقات مع الفاعلين الدوليين لزيادة وزنهم التأثيري في اللعبة الدولية، لكن هذه الاستراتيجية كان لها منعكسات لم يجر حسابها بدقة، إذ أنها منحت لاعبين جدد مزايا استراتيجية واقتصادية دون الحصول على أثمان مهمة بالمقابل، ويكشف التغلغل الروسي والصيني هذه الحقائق، دون أن يضيف أي قيمة للأطراف العربية في اللعبة الدولية، ولم يتبين كيفية إمكانية استخدامه كورقة تفاوضية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية.

.

ـ تراجع التأثير العربي في أي حل مستقبلي لحرب غزة، وفي الموضوع الفلسطيني عموما، وباستثناء الدور الدبلوماسي القطري، توارت الأدوار العربية ولم تعد ملحوظة أو تملك وزن تأثيري مهم على سياق الحل الذي بات بيد إسرائيل وأمريكا، بدليل السجال الجاري بينهما حول بعض التفاصيل، مع الأخذ بعين الاعتبار أن أمريكا تفاضل المصالح الإسرائيلية عن أي اعتبار آخر.

ـ ولَدت حرب غزة ديناميكيات جديدة في الشارع العربي، ليس كما يُقال بفعل تأثير الإسلاميين أو تحريضهم، بل لتسليطها الضوء على رخاوة مؤسسة الأنظمة العربية وضعفها في إدارة أزمة جيوسياسية تمس الأمن والمصالح العربية في العمق، وما نتج عنها من تراجع للقيمة الإستراتيجية للعالم العربي عموما، بالتزامن مع الاستمرار في اتباع سياسات فوضوية في إدارة الأوضاع الداخلية العربية، ويدلل على ذلك الأزمات الاقتصادية التي تعمقت في الشهور الأخيرة، ومخرجات الحلول لهذه الأزمات والتي تمثلت في وضع الكثير من البلدان العربية على حافة الهاوية بصناعتها لمستقبل ضبابي وهلامي.

ثمة بنيان عربي انهار في الفترة الأخيرة، وثمة مجتمعات ونظم سياسية زادت الصدوع في علاقاتها البينية، وثمَة أنظمة خرجت من أيديها القدرة على إدارة الأوضاع في بلدانها، وبتنا نقف على عتبة اليوم التالي.. العربي.وعلى عكس ما تحاول دعاية أجهزة السلطات العربية إثبات أن الأمور تسير على ما يُرام، وهذه في الأغلب إما قراءة رغبوية للأوضاع، أو مقصودة بهدف منع الديناميكيات الجديدة من التفاعل في الوسط العربي وتشكيل المشهد العربي في المرحلة المقبلة، وما يعنيه ذلك من تحوَل هائل في التوازنات الداخلية لغير صالح نُخب الحكم الراهنة، فإن ثمَة مسارات" سيناريوهات" بدأت ترتسم عل وقع التطورات السابقة:

ـ مسار "سيناريو" عودة حراكات الربيع العربي، اذ رغم إنهاك المجتمعات العربية وضعفها، إلا ان ثمة تراكم للقوى والوعي بات يعبر عن نفسه من خلال بعض القضايا المطلبية أو الاحتجاجات الصريحة، وهو ما نشهده على سبيل المثال في تونس، وفي سورية "حراك السويداء"، والتململ الشعبي في مصر، والأسئلة عن مخارج الأزمة الراهنة التي بدأت تطرحها الشعوب العربية في الكثير من الدول، قد تكون هذه الحراكات ما زالت ضعيفة، ولكنها قياسا بالمرحلة التي سبقت الربيع العربي، تعتبر حراكات مؤثرة.

ـ مسار" سيناريو" الصراعات في القمة، رغم أن النخب الحاكمة تُظهر تماسكا ملحوظا، نتيجة تشكيلها وفق هندسة معينة، إلا ان الإدارة العنيفة الفوضوية لمسارات المرحلة الماضية، أنتجت مراكز قوى، بحكم الحاجة لها، لديها مساحات مرنة في الحركة، وهذا الأمر شهدناه في صراع السودان، وفي روسيا، وهو في الأصل ليس غريبا عن بنى نظم الحكم العربية، وقد يتغذى هذا المسار "السيناريو" من توسَع الانخراط الدولي في التفاصيل العربية والصراع الجيوسياسي الدولي، الذي تؤكد مؤشرات عديدة أن الجغرافية العربية وأجزاء من افريقيا ستكون مسارحه في المرحلة المقبلة.

ـ مسار "سيناريو" الفوضى، إذ تعاني الكتلة الكبيرة من الدول العربية، من أزمات اقتصادية وضغط أمني وتراجع على مستوى الحريات، وهذا مناخ مناسب جدا للاضطرابات، التي ليس بالضرورة ان تكون ذات طابع سياسي، أو لها مطالب سياسية واقتصادية محددة، قد تأخذ نمط عصابات الجريمة المنظمة، كما هو حاصل في دول أميركا الوسطى واللاتينية، وقد تكون مدعومة من مراكز قوى داخل النظام، إما لقمع حراكات سياسية متوقعة، أو كتعبير عن صراعات داخل هياكل النظام نفسه.

ثمة بنيان عربي انهار في الفترة الأخيرة، وثمة مجتمعات ونظم سياسية زادت الصدوع في علاقاتها البينية، وثمَة أنظمة خرجت من أيديها القدرة على إدارة الأوضاع في بلدانها، وبتنا نقف على عتبة اليوم التالي.. العربي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الحرب تداعيات الفلسطيني احتلال فلسطين غزة حرب تداعيات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المرحلة العربیة فی

إقرأ أيضاً:

هل نقترب من هدنة في غزة؟.. أستاذ علوم سياسية يكشف مستجدات المفاوضات

كتب- حسن مرسي:

قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن الجهود المصرية والقطرية، بدعم من الوسيط الأمريكي، تُبذل حالياً للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ أكثر من 21 شهراً.

خلال مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، أضاف فهمي أن المفاوضات تواجه عقبات رئيسية تتعلق بالترتيبات الأمنية، وتوقيتات الانسحاب من الممرات الاستراتيجية مثل ممر نيتساريم، إلى جانب إدخال المساعدات وفتح معبر رفح، مشيراً إلى أن الإطار العام للاتفاق يحظى بقبول مبدئي من الطرفين، لكن التفاصيل لا تزال محل خلاف.

تابع فهمي أن إسرائيل تتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية تعثر المفاوضات بسبب شروطها المتكررة ومراوغتها، رغم أن حركة حماس أبدت تحفظات على بعض النقاط.

وأشار إلى أن حماس تتمتع بموقف تفاوضي قوي كونها الطرف المركزي في الحوار، بينما تواجه حكومة نتنياهو ضغوطاً داخلية من وزراء متطرفين يعارضون أي تنازلات، مما يعقد إمكانية التوصل إلى اتفاق.

وأكد أن الوساطة المصرية تظل نقطة الارتكاز في هذه العملية، حيث تمتلك القاهرة خبرة تراكمية تمكنها من قيادة المفاوضات نحو حل شامل يتجاوز وقف إطلاق النار إلى إعادة إعمار غزة ودعم حل الدولتين.

وشدد أستاذ العلوم السياسية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغم لقاءاته مع نتنياهو، لم يقدم ضغطاً كافياً لدفع المفاوضات قدمًا، مقارنة بنجاحات سابقة مثل اتفاقات ويتكو.

وأضاف أن مصر طرحت رؤية شاملة لإعادة الإعمار حظيت بدعم عربي وإسلامي وأوروبي، مؤكداً أن الدور المصري لا يقتصر على التفاوض بل يمتد إلى ضمان تنفيذ الاتفاقات على الأرض.

وأكد أستاذ العلوم السياسية، على أن فرص التوصل إلى اتفاق تفوق احتمالات التصعيد، بفضل الجهود المصرية التي تسعى لتحقيق انفراجة سياسية وإنسانية، مع الحاجة إلى إرادة سياسية قوية من جميع الأطراف لوقف الأعمال العسكرية وإنهاء الأزمة.

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

الدكتور طارق فهمي الإقتراب من هدنة في غزة الجهود المصرية والقطرية ممر نيتساريم فتح معبر رفح

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة أستاذ علوم سياسية: الضربات الإسرائيلية مخططة منذ أسابيع بتنسيق أمريكي أخبار وزير الصحة: وضعنا خطط خاصة لاستقبال المصابين الفلسطينيين بعد فتح معبر رفح أخبار أستاذ علوم سياسية: مصر قطعت الطريق على انفلات الإعلام الإسرائيلي أخبار أستاذ علوم سياسية: قمة القاهرة لن تكون امتحانا لإقناع الإدارة الأمريكية أخبار

إعلان

الثانوية العامة

المزيد مدارس نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس.. رابط الاستعلام وآخر الإجراءات جامعات ومعاهد "قصر العيني" وسفير كوت ديفوار يبحثان التعاون في إطلاق البرنامج الفرنسي مدارس موعد نتيجة الثانوية العامة 2025.. التعليم تُصدر تحذيرًا مهمًا للطلاب مدارس التعليم: امتحانات الثانوية العامة خرجت بأفضل شكل منذ سنوات مدارس زغاريد ودموع.. طالبات أسوان يودعن الثانوية العامة بالأحضان والفرحة

أخبار رياضية

المزيد رياضة محلية مصدر لمصراوي: الإمارات تحتضن السوبر المصري في هذا الموعد رياضة محلية 6 معلومات عن شيكو بانزا الذي يقترب من الانضمام للزمالك رياضة محلية رئيس تحرير مجلة الأهلي: "حريق سنترال رمسيس أثر على صفقاتنا" رياضة محلية من هو شيكو بانزا لاعب الزمالك الجديد؟ رياضة محلية القاهرة والسلام.. الأهلي يحدد ملعبي الموسم الجديد

إعلان

أخبار

هل نقترب من هدنة في غزة؟.. أستاذ علوم سياسية يكشف مستجدات المفاوضات

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

بطريقة "هوج بول".. كيف استولت "VSA" على 3 مليارات من أموال المصريين؟ رسميا| اعتماد القواعد الجديدة لترقية موظفي الدولة.. تعرف على الشروط والحوافز مصر تلغي تمييزا للعرب وتقرر معاملتهم كالأجانب في رسوم دخول المواقع الأثرية قبل قرار المركزي.. الدولار يواصل الهبوط خلال تعاملات البنوك اليوم لكافة البنوك.. "إنستاباي" يعود للعمل بكفاءة 41

القاهرة - مصر

41 24 الرطوبة: 22% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • بدء إجراءات نزع ملكية العقارات المتعارضة مع مسارات تطوير محاور الطرق الدائرية والرئيسية بالرياض
  • أردوغان يقوم بعملية تصفية سياسية للمعارضة
  • الاتحاد الأوروبي يدرس عقوبات سياسية على إسرائيل بسبب انتهاكات حقوق الإنسان
  • قرقاش: منطقتنا بأمسِّ الحاجة إلى مسارات تصبّ في مصلحة الشعوب
  • دراسة للباحث محمد الشعراوي ترصد الفرص المصرية في ضوء الاستراتيجية الهولندية تجاه إفريقيا
  • هل نقترب من هدنة في غزة؟.. أستاذ علوم سياسية يكشف مستجدات المفاوضات
  • الفنيش: رسوم ترامب الجمركية على ليبيا لها أهداف سياسية  
  • الفرقة 70 في الجيش العربي السوري تنهي عمليات التمشيط التي بدأت قبل أيام في مواقع تلال الصفا بريف دمشق الشرقي
  • ضريبة ترامب تصيب العراق اقتصادياً.. 3 مسارات مطلوبة فوراً
  • الشرع وباراك يبحثان آفاق التعاون وتعزيز الحوار السياسي بين سوريا وأمريكا