محللون: إسرائيل تحاول الاستفادة من الهجوم الإيراني لاستعطاف المجتمع الدولي
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
أجمع محللون سياسيون أن إسرائيل تحاول الاستفادة من الهجوم الإيراني عليها لاستعطاف المجتمع الدولي بتجديد رواية "المظلومية" واكتساب الدعم وإعادة توحيد المجتمع الإسرائيلي.
وخلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، قال الباحث السياسي والإستراتيجي سعيد زياد إن إسرائيل تحاول الاستفادة من الهجوم الإيراني عليها لاستعطاف المجتمع الدولي بتجديد رواية "المظلومية" واكتساب الدعم وإعادة توحيد المجتمع الإسرائيلي.
وأضاف أن محاولة تل أبيب تقديم نفسها ضحية مظلومة، أظهرها بمظهر الكيان الضعيف الذي يحتاج إلى الحماية كلما لاحت معركة في الأجواء.
الأمر نفسه أكده الكاتب المختص في الشؤون الإسرائيلية إيهاب شبرين ردا على سؤال شبان هدف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من وراء استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق؟، -واتفق مع رأي الباحث زياد- مجيبا بأن نتنياهو بدا وكأنه يطلب الرد الإيراني، لتلعب إسرائيل دور الضحية، وأن يحول ذلك إلى ملحمة بطولية تعيد إلى الذاكرة صورة إسرائيل التي كانت بالأذهان قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، إضافة إلى كونها محاولة لتوحيد الداخل الإسرائيلي خلف حكومته، وكسب تعاطف المجتمع الدولي.
ولكن زيادا نوه إلى أن الجانب الإسرائيلي يسعى للاستفادة من الهجمات الإيرانية، أملا في أن تساعد حكومة نتنياهو على الخروج من مأزق السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
عدة جبهاتوبالمقابل رأى زياد أن المقاومة أيضا مستفيدة من الهجمات الإيرانية لأنها كانت تسعى منذ بداية الحرب في غزة إلى فتح عدة جبهات وألا تقاتل إسرائيل وحدها، وأن ذلك بدا جليا في ترحيبها بمشاركة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن وحزب الله في لبنان والفصائل السورية والعراقية.
وانتهى للقول بأن موقف المفاوض الفلسطيني الغزي أصبح اليوم أكثر ثباتا ورسوخا بعد التدخل الإيراني، و"يمكنه أن ينال ما كان صعبا في الماضي من المفاوض الإسرائيلي".
واعتبر الباحث السياسي والإستراتيجي أن "بعض" التعاطف الأوروبي مع حكومة نتنياهو مكسب كبير لها لكنه مؤقت، مشيرا إلى أن أخطر ما في خيال نتنياهو هو زواج "الإسلام المتشدد" مع السلاح النووي، حيث إنه ظل منذ عام 2001 يحاول بكل الطرق الممكنة دفع الإدارات الأميركية لاستهداف إيران.
وبخصوص إرجاء العملية البرية في رفح أشار شبرين إلى توجيهات الإدارة الأميركية لنتنياهو بعدم الهجوم على رفح بشكل واضح، مما يشير إلى ضغوطات أميركية تخالف أفكار نتنياهو المتماهية مع اليمين الشعبوي في حكومته منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
لا للهجومومن جهته قلل أستاذ الأمن الدولي في جامعة جورج واشنطن دكتور بنجامين فريدمان من إمكانية أن يشكل الهجوم الإيراني فارقا كبيرا فيما يتعلق بالمفاوضات الجارية حول غزة، أو الضغوط الأميركية على إسرائيل لتوافق على إطلاق النار.
وأوضح أن التعاطف مع إسرائيل أصبح محدودا جدا، وأن إدارة بايدن كانت واضحة جدا وكشفت بجلاء أنها مستعدة لمساعدة إسرائيل للدفاع عن نفسها ضد الصواريخ والحجارة، ولكن ليس أكثر من ذلك، مما يعني أن وضع تل أبيب لدى واشنطن بقي كما هو.
وأشار فريدمان إلى أن هذه الحرب قد امتدت وتوسعت فهناك هجمات الحوثيين على السفن والهجمات بالصواريخ على القوات الأميركية في سوريا والعراق، موضحا أن قرار إدارة بايدن بقي واضحا وهو "أننا لن نقاتل إيران أو أي طرف آخر نيابة عن إسرائيل".
ورجح من جانبه أن تكون ردة الفعل الدولية على الهجوم الإيراني أمرا مؤقتا، مشيرا إلى أن بايدن وقادة الدول الغربية يعلمون أن إسرائيل هي من استفزت إيران بمهاجمتها لمجمع دبلوماسي ودفعتها للقيام بهذا الهجوم للدفاع عن نفسها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الهجوم الإیرانی المجتمع الدولی إلى أن
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعتمد على الأسلحة الأميركية: قائمة المشتريات وتحديات التجديد
صراحة نيوز-سلّط تقرير نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية الضوء على “قائمة مشتريات إسرائيل من الآلات الحربية الأميركية”، في ظل اقتراب انتهاء الاتفاق الحالي للمساعدات العسكرية وتصاعد الانتقادات داخل واشنطن من الديمقراطيين والجمهوريين.
وذكر التقرير أن الاتفاق الإطاري الحالي، الذي وُقّع في عهد إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للفترة 2019–2028، يوفر لإسرائيل أعلى مبلغ مساعدات سنوية في تاريخ العلاقات الأمنية بين البلدين.
وينص الاتفاق على منح الولايات المتحدة إسرائيل 3.8 مليارات دولار سنويًا لشراء طائرات وذخائر ومعدات للجيش، بالإضافة إلى تمويل برامج الدفاع الصاروخي المشتركة.
وأشار الكاتب عوديد يارون إلى أن قيمة المساعدات الأميركية تضاعفت خلال العامين الماضيين بسبب حرب إسرائيل في غزة، إذ أنفقت الولايات المتحدة نحو 32 مليار دولار، بينها 21.7 مليار دولار مباشرة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، أي أكثر من 6 أضعاف التمويل السنوي العادي.
كما أقرّ الكونغرس هذا العام حزمة مساعدات إضافية بقيمة 26 مليار دولار، شملت 4 مليارات لدعم القبة الحديدية و1.2 مليار لنظام الشعاع الحديدي.
وتشمل قائمة مشتريات إسرائيل من الولايات المتحدة بحسب التقرير:
50 طائرة إف-15 آي إيه (19 مليار دولار) من بوينغ، الصفقة أغسطس 2024.
18 مروحية سيكورسكي سي إتش-53 كيه سوبر ستاليون (3.4 مليارات دولار) من سيكورسكي ولوكهيد مارتن، الصفقة يوليو 2021.
25 طائرة إف-35 “أدير” (3 مليارات دولار) من لوكهيد مارتن، الصفقة يونيو 2024، والتسليم المتوقع 2028.
8 طائرات بيغاسوس كيه سي-46 للتزويد بالوقود (2.4 مليار دولار) من بوينغ، الصفقة مارس 2020.
عشرات آلاف القنابل والذخائر الموجهة (9 مليارات دولار) من بوينغ، الصفقة 2025، استخدمت في غزة ولبنان وسوريا واليمن.
آلاف صواريخ هيل فاير وأمرام (1.1 مليار دولار) من لوكهيد مارتن ورايثيون، بين 2024–2025.
قذائف ومدافع عيار 155 و120 ملم (1.4 مليار دولار) من مخزونات الجيش الأميركي وجنرال دايناميكس، بين 2023–2025.
محركات لناقلات الجنود نامر وإيتان (750 مليون دولار) من رولز رويس، بين 2019–2025.
شاحنات ثقيلة وناقلات صهاريج (250 مليون دولار) من أوشكوش وليوناردو، بين 2022–2025.
بنادق هجومية ورشاشات (160 مليون دولار) من سيغ ساور وكولت، بين 2024–2025.
كما شمل الدعم الأميركي تمويل بناء قواعد ومنشآت تحت الأرض ومدارج جديدة، مع عقود منذ 2019 بقيمة نصف مليار دولار وخطط مستقبلية تتجاوز مليار دولار.
ويُذكر أن الولايات المتحدة خصصت منذ 2011 نحو 3.4 مليارات دولار لمنظومات الدفاع الصاروخي، بينها 1.3 مليار للقبة الحديدية، إلى جانب تطوير صواريخ اعتراض متقدمة وبرامج مشتركة.
وأفادت وكالة رويترز أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قدمت في سبتمبر اقتراحًا لبيع إسرائيل أسلحة بقيمة 6.4 مليارات دولار، ما يعكس استمرار التعاون العسكري.
وأشار التقرير إلى أن الاتفاق الحالي، الذي أتاح لإسرائيل نحو 38 مليار دولار خلال العقد الماضي، سينتهي خلال عامين، ما يجعل تجديده مهمة أكثر تعقيدًا.
ورأى التقرير أن موقف إسرائيل التفاوضي أضعف بسبب تزايد الأصوات المناهضة لدعمها في الولايات المتحدة، سواء من الديمقراطيين بعد حرب غزة أو من الجمهوريين تحت شعار “أميركا أولاً”.
وأظهرت استطلاعات الرأي تراجعًا غير مسبوق في شعبية إسرائيل لدى الجمهور الأميركي، بما في ذلك المحافظين، مما يزيد صعوبة تمرير حزم المساعدات مستقبلًا.
وتجلت هذه التحديات في المناقشات الحالية حول تجديد الاتفاق، إذ طرحت إسرائيل تحويل الاتفاقية إلى نموذج “مشترك” بدل الدعم المباشر لجعلها أكثر قبولًا من الإدارة الأميركية الحالية.
وبلغت أغلب الأموال في الاتفاق الحالي (2019–2028) لشراء معدات أميركية، مقارنة بعام 2019 الذي خصص نحو ربع الميزانية فقط (815 مليون دولار) للمشتريات من الصناعات الدفاعية الإسرائيلية، ومن المتوقع أن ينخفض هذا المبلغ إلى الصفر بحلول 2028، أي أن جميع المساعدات ستُستخدم لشراء أنظمة أميركية.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أنه رغم الضغوط في واشنطن، من المرجح أن تظل إسرائيل معتمدة عمليًا على التمويل والبنية التحتية الأميركية لعقود قادمة.