قال مسؤولون بمنطقة جبال النوبة الخاضعة لسيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان، إن السكان في أجزاء من مناطق جبال النوبة، لجأوا إلى أكل أوراق بعض الأشجار والجراد بسبب نقص الغذاء.

الخرطوم ــ التغيير

و أوضح ممثل وكالة السودان للإغاثة وإعادة التأهيل بمنطقة جبال النوبة كافيراد كوكو تية،لـ «راديو تمازج»، إن المناطق الأكثر تضررا هي مقاطعتي لقاوة والسنط، حيث دمر الجراد المحاصيل العام الماضي.

ونوه تية إلى أن الأوضاع في تلك المقاطعات تزداد سوءاً كل يوم بسبب الحرب والمجاعة في السودان، التي أثرت عليهم، مبينا أنه في عام 2023، دمر الجراد العديد من المزارع في المقاطعتين ولم يحصد الناس ما يكفي من المحاصيل، ما تسبب نقص في الغذاء.

وقال: «تم تقاسم الطعام القليل، الذي تم جمعه لأسرهم مع النازحين من الخرطوم والولايات والمقاطعات المجاورة وقد انتهى الآن، ويزداد الوضع الإنساني سوءاً، حيث يأكل الناس الآن أوراق الأشجار والجراد للبقاء على قيد الحياة لأنه لا يوجد طعام».

وناشد كوكو الوكالات الإنسانية، للتدخل العاجل لإنقاذ السكان الضعفاء في مقاطعة لقاوة.

وأضاف: «إذا لم تكن هناك مساعدة من المنظمات الإنسانية، فلا نعرف ماذا سيحدث للعدد الكبير البالغ 9 آلاف نازح والذي يتزايد يوميا».

و تابع: «ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية أثر أيضا على المواطنين والنازحين في منطقة كاشا وسيبر وأبوجيراد».

وقال مسؤول الحكومة المحلية في مقاطعة السنط، جريف آدم جريف،إن أسعار السلع الأساسية ارتفعت في الأسواق المحلية، وأضاف «لقد كانت الأمطار ضئيلة في العام الماضي ولم تكن المحاصيل تدر إنتاجا جيدا، مما أدى إلى نقص الغذاء».

وأوضح أن الجراد أثر أيضا على إنتاج الغذاء في مزارع مقاطعة السنط عام 2023. وقال: «لقد أدى قدوم النازحين من الأبيض والخرطوم والدلنج وهبيلة إلى زيادة عدد سكان مقاطعة السنط مما أدى إلى نقص الغذاء للعديد من الأسر».

وقال إن أهالي مقاطعة السنط لم يتلقوا أي مساعدات غذائية منذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل.

الوسومأوراق الأشجار الجراد الجوع الحرب جبال النوبة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أوراق الأشجار الجراد الجوع الحرب جبال النوبة

إقرأ أيضاً:

في غزة.. الجوع يتكلم والمأوى حلمٌ مكسور

 

في شوارع قطاع غزة، لم يعد أكثر ما يُسمَع هو ضجيج الحياة، بل أنينها. كلمات بسيطة، موجعة، تتردد على ألسنة الكبار قبل الصغار: «أنا جائع.. أنا بلا مأوى». هذه العبارة، التي ربما تُقال في لحظة تعب أو ألم، باتت اليوم في غزة حالةً وجودية، تصف واقعًا قاسيًا تعيشه الغالبية الساحقة من السكان منذ شهور طويلة.

الجوع.. صوت المرحلة

الجوع في غزة ليس عارضًا، ولا أزمةً مؤقتة، بل هو الصوت الأعلى، يتحدث من بطون خاوية، ومن وجوه شاحبة، ومن نظرات الأطفال التي فقدت بريقها. مئات الآلاف باتوا لا يملكون قوت يومهم، ولا قدرة لهم على شراء ما يسدّ رمقهم. المخابز تُغلَق أو تُقصَف، والمساعدات شحيحة ومتقطعة، وأسعار المواد الغذائية – حين تتوفر- تفوق قدرة أيّ عائلة متوسطة أو فقيرة.

في زمن الحرب الممتدة، والحصار المستمر، لم يعد الجوع صدمةً طارئة، بل أصبح رفيقًا دائمًا، يجلس على موائد خاوية، لا يبرحها، ويُحدث في النفوس أثرًا لا يندمل.

المأوى.. صار حلمًا بعيدًا

الشق الثاني من العبارة لا يقلّ فداحة: «أنا بلا مأوى»، مئات آلاف النازحين في غزة فقدوا بيوتهم تحت ركام القصف. منازل تحوّلت إلى ذكريات، وأحياء بأكملها أُزيلت من الخارطة. يعيش الناس اليوم في خيام ممزقة، أو مدارس مكتظة، أو بين الجدران المحطمة، بلا خصوصية، ولا أمن، ولا أمل.

أن تكون بلا مأوى لا يعني فقط فقدان البيت، بل يعني فقدان الاستقرار، وتآكل الإحساس بالأمان، وضياع المستقبل. إنها حالة من الانكشاف الكامل أمام البرد، والحر، والخوف، والمرض، والمجهول.

كلمات تلخّص المأساة

«أنا جائع.. أنا بلا مأوى» ليست مجرد كلمات، بل شهادة حيّة على واقع إنساني كارثي. عبارة تخرج من فم الطفل كما من فم الجريح، من المرأة الثكلى كما من الشاب الذي حُرم من أبسط حقوق الحياة. إنها تلخّص أزمة مركّبة من حرب، وحصار، وفقر، ونزوح، وخذلان عالمي.

ورغم بساطتها، فإن هذه العبارة تطرق أبواب الضمير الإنساني بقوة. فهل من أحدٍ يسمع؟ هل من ضميرٍ يتحرّك؟ أم أن الاعتياد على مشاهد الألم جعل حتى الجوع والنزوح مشهدًا عاديًا؟

غزة لا تطلب المستحيل

لا تطلب غزة الكثير. تطلب فقط أن تأكل، أن تسكن، أن تعيش بكرامة. تطلب ألا يسمع العالم صراخها فحسب، بل أن يستجيب. تطلب أن تكون الطفولة طبيعية، لا معركةً من أجل البقاء. أن تكون البيوت بيوتًا، لا أهدافًا. أن يكون الخبز متوفرًا، لا أمنية.

لكن في ظل عالمٍ أصمّ، تبقى هذه العبارة تتردد كل يوم، كل لحظة:

«أنا جائع.. أنا بلا مأوى».

وتبقى غزة تنتظر… أن يسمعها من لا يريد أن يسمع.

 

*صحفي فلسطيني

مقالات مشابهة

  • في غزة.. الجوع يتكلم والمأوى حلمٌ مكسور
  • غرامة 5 آلاف جنيه عقوبة قطع الأشجار والنخيل في قانون الري
  • “الفاو” تدق ناقوس الخطر: موجة جراد جديدة تهدد المحاصيل في ليبيا
  • بسبب الحرب.. انهيار أدوات مواجهة الكوارث البيئة في السودان
  • هطول أمطار متفرقة على سلسلة جبال الحجر والمناطق المجاورة لها
  • تقرير أممي: ليبيا ضمن دول مهددة بموجة تفشي جديدة للجراد
  • أطباء بلا حدود: الكوليرا تحصد الأرواح في السودان وانهيار كامل للمنظومة الطبية
  • الجوع في غزة.. بالأرقام أعداد ضحايا مراكز توزيع المساعدات
  • ضحايا الجوع يتساقطون.. 115 شهيدا و580 مصابا برصاص الاحتلال بسبب الغذاء في غزة
  • سكان الفاشر يقضون عيد الأضحى بين القصف والحصار ونقص الغذاء