احتجاجات بلندن ضمن حراك عالمي لدعم غزة والسودان
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
لندن– أطلق مجموعة من النشطاء في أكثر من 30 مدينة حول العالم حراكا جماعيا، وذلك للتنديد بالعدوان على غزة ولفت الأنظار للقضية السودانية، والمطالبة بحظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.
وشارك في حراك اليوم الاثنين نشطاء من مدن عدة مثل لندن ونيويورك وسول وجوهانسبرغ وسيدني ودبلن وأثينا وتورنتو وبروكسل، ليتزامن مع الذكرى السنوية لمسيرة المرأة الفلسطينية عام 1933، عندما قاوم الفلسطينيون الاستيطان والحكم الاستعماري للانتداب البريطاني.
كما أشار النشطاء إلى أن هذا الأسبوع يوافق أيضًا ذكرى بداية الحرب في السودان، وأوضح المتظاهرون في بيان صحفي أن نضالات جميع الشعوب المضطهدة مترابطة، وأنهم يتضامنون مع جميع الشعوب التي تواجه الاستعمار والعنف من فلسطين إلى السودان.
متظاهران في لندن (المصدر خاص الجزيرة )
شرطة لندن حاولت بالقوة فض المظاهرات المنددة بالعدوان على غزة (الجزيرة)
فض بالقوة
وفي لندن، حاصر مئات النشطاء "لندن متريك" وهي شركة متعاقدة مع شركات تصنيع الأسلحة في بريطانيا خاصة إلبيت و"بي إيه أو" التي تعتبر من الشركات الأبرز التي ارتبطت بشكل مباشر في عملية تصنيع أسلحة استخدمت في العدوان على غزة.
وندد المتظاهرون بالعمل في المبنى الذي وصفوا العاملين فيه بـ"مهندسي الإبادة الجماعية" ورفعوا لافتات تطالب بحظر تصدير السلاح، وتشير لوجود أسلحة إسرائيلية في الحرب القائمة في السودان. وقاموا بوضع ركام أمام بوابات الشركة في إشارة للدمار التي تسببه المسيرات الجوية التي تصنعها تلك الشركات.
وشاركت في الحراك كل من "آباء من أجل فلسطين"، و"لندن من أجل فلسطين حرة"، و"عمال من أجل فلسطين حرة"، و"لندن من أجل السودان" وآخرون.
وشهدت الفعالية الاحتجاجية تدخل الشرطة التي فتحت بالقوة ممرا لعبور العاملين بالشركة، وهددت المتظاهرين بالقبض عليهم حال المقاومة.
وهتف المتظاهرون أمام العاملين بالشركة "عار عليكم"، "أياديكم ملطخة بالدماء". إلا أن الشرطة مرة أخرى أصرت على الفض الكامل للمظاهرة ونزع اللافتات بالقوة، رغم سلاسة الحركة المرورية وفتح أبواب الشركة بشكل طبيعي، بينما هتف المتظاهرون "من تحمون"؟ في إشارة لحماية شرطة العاصمة منشأة خاصة على حساب حق التظاهر.
قطع طرق
في فاعلية ذات صلة، أغلق النشطاء الطرق الأربعة المؤدية إلى "ديسكفري بارك" المؤدي لقاعدة شركة "إنسترو بريسيشين" في مقاطعة كنت جنوب شرق لندن، ومنعوا دخول الموظفين بالكامل.
وأدى الاحتجاج إلى إيقاف إنتاج شركة إلبيت سيستم، وهي تابعة بشكل مباشر لشركة أسلحة إسرائيلية، ولم تتمكن الشرطة من فض التجمع، حيث ربط النشطاء أيديهم تحت عجل مركبة خاصة مما يعرض سلامتهم للخطر في حال حاولت الشرطة تفريقهم بالقوة.
ويستخدم موقع إنسترو عادة في تصنيع معدات تحديد الأهداف والمراقبة والاستطلاع للجيش الإسرائيلي، منذ عام 2008. وحصلت شركة إنسترو بريسيشين على أكثر من 50 ترخيصًا لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل، معظمها للسلع التي تندرج ضمن فئة "إم إل 5 بي" (الاستحواذ على الأهداف والأنظمة ذات الصلة) بما في ذلك أنظمة التصوير لطائرات هيرميس الإسرائيلية بدون طيار المستخدمة على نطاق واسع بالعدوان على غزة.
وتشير تقارير إلى أن المديرين في الشركة ذاتها يرون أنها تخضع في النهاية لسيطرة شركة إيلبيت التي تأسست في إسرائيل، وتعد أكبر مقاول خاص للجيش الإسرائيلي، حيث توفر 85% من الطائرات بدون طيار والمعدات العسكرية الأرضية لقوات الاحتلال.
وفي الوقت نفسه، حاصر نشطاء بمانشستر شمال المملكة المتحدة، مقر شركة "بي إن واي ميلون" وهي شركة الخدمات المالية التي تستثمر أكثر من 10 ملايين جنيه إسترليني في شركة إلبيت، وقاموا بتحطيم النوافذ وتغطيتها بالطلاء الأحمر وكتبوا على جدرانها رسائل من بينها "أسقط إلبيت" و"قتلة الأطفال" و"فلسطين حرة".
وقال المتحدث باسم الحراك الفلسطيني للجزيرة نت "لقد كان من الواضح أنه لا يوجد رد من الحكومة على مطالبنا بالإنهاء الفوري لتوريد الأسلحة البريطانية إلى آلة الحرب الإسرائيلية".
وأضاف "لقد تم ذبح 40 ألف فلسطيني في الإبادة الجماعية الإسرائيلية، والآن هناك المزيد من الجوعى والجرحى والنازحين، وحكومتنا متواطئة في كل ذلك" مؤكدا أن "الحراك مُنسق لشل حركة مواقع إنتاج الأسلحة الإسرائيلية وهو الرد الوحيد الممكن".
ومن جانبها، قالت حركة "أخوات بدون رقابة" إنه لا يوجد سبب مشروع "لمواصلة تسليح المحتلين الصهاينة عندما يكونون عازمين على الإبادة الجماعية".
وأكدت "نحن نتخذ إجراءات عالمية اليوم ليعرف مصنعو الإبادة الجماعية أن العالم يراقب، وندعوهم إلى الوقف الفوري لتمويل آلات الحرب الإسرائيلية".
المصدر : الجزيرة
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الإبادة الجماعیة على غزة من أجل
إقرأ أيضاً:
سد النهضة يُشعل فتيل التوتر.. مصر تحذر من تصعيد إقليمي جديد
كشف وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عن أن الموقف من أزمة سد النهضة الإثيوبي قد يقود إلى توتر جديد في المنطقة، وذلك في ظل تصاعد الخلاف بين مصر وإثيوبيا وعدم التوصل إلى اتفاق.
وأكد وزير الخارجية المصري خلال مشاركته في اليوم الثاني من منتدى قادة السياسات الذي تعقده غرفة التجارة الأمريكية في القاهرة، أن مصر تعمل على استمرار الاستقرار، مشيرا إلى العديد من نقاط التوتر في المنطقة من بينها ما يحدث في السودان والأوضاع في قطاع غزة.
وأوقفت مصر المحادثات مع إثيوبيا بشأن سد النهضة قبل أكثر من عام تقريبا، بسبب تعنت أديس أبابا في المفاوضات، ومحاولاتها كسب الوقت لاستكمال أعمال السد.
ويُعدّ سد النهضة الإثيوبي أحد أكثر القضايا إثارة للجدل في منطقة القرن الإفريقي، حيث يمثل مصدر توتر مستمر بين مصر وإثيوبيا والسودان منذ بدء إثيوبيا بناء السد على النيل الأزرق عام 2011.
ويهدف السد الإثيوبي الذي يُعتبر أكبر مشروع للطاقة الكهرومائية في إفريقيا، إلى توليد أكثر من 5,000 ميغاواط من الكهرباء، مما سيضاعف إنتاج إثيوبيا من الطاقة ويوفر الكهرباء لنحو 60% من سكانها الذين يعانون من نقص الطاقة، ومع ذلك يثير السد مخاوف مصر والسودان، اللتين تعتمدان بشكل كبير على مياه النيل، حيث يوفر النيل الأزرق حوالي 85% من إجمالي تدفق النيل.
وتعتبر مصر التي تعتمد على النيل بنسبة تزيد عن 98% لتلبية احتياجاتها المائية السد تهديدا وجوديا لأمنها المائي، وتخشى القاهرة أن يؤدي ملء السد وتشغيله دون اتفاق ملزم إلى تقليص حصتها من المياه، مما قد يؤثر على الزراعة وإمدادات المياه الصالحة للشرب والاقتصاد بشكل عام.
وفي سبتمبر 2023، أعلنت إثيوبيا اكتمال المرحلة الرابعة والأخيرة من ملء خزان السد، مما أثار احتجاجات مصرية حادة، واصفة الخطوة بـ”غير القانونية”، كما أعربت مصر عن قلقها من أن إثيوبيا قد تستخدم السد لأغراض سياسية، مثل التحكم في تدفق المياه كأداة ضغط.
وترى إثيوبيا أن السد مشروع تنموي حيوي للقضاء على الفقر وتوفير الكهرباء لسكانها البالغ عددهم أكثر من 123 مليون نسمة، حيث يفتقر نصفهم تقريبًا إلى الكهرباء، وأكدت الحكومة الإثيوبية أن السد لن يتسبب في ضرر كبير للدول المشاطئة للنهر، وأنها ملتزمة بمبادئ الاستخدام العادل لمياه النيل وفقًا لإعلان المبادئ لعام 2015، ومع ذلك رفضت إثيوبيا التوقيع على اتفاقيات ملزمة قانونًا تحدد كيفية إدارة السد خلال فترات الجفاف.
وتوقفت المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان في أواخر 2023 بسبب ما وصفته مصر بـ”تعنت إثيوبيا” ورفضها قبول حلول وسط تضمن مصالح الدول الثلاث.
RT والشروق
إنضم لقناة النيلين على واتساب