دراسة: النساء استهلكن كميات أكبر من الكحول مقارنة بالرجال خلال كورونا
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أظهرت دراسة جديدة أنّ عدد النساء بين عمر 40 و64 عامًا، واللواتي دخلن المستشفى بسبب تعاطي الكحول، تضاعف تقريبًا خلال جائحة فيروس كورونا.
وأفاد المؤلف الأول للدراسة، وأستاذ الطب المساعد بكلية جامعة "بيتسبيرغ"، الدكتور براينت شوي، أنّه خلال الأشهر العشرة بين أبريل/نيسان من عام 2020، وسبتمبر/أيلول من عام 2021، ازدادت المضاعفات الناجمة عن الأمراض المرتبطة بالكحول بنسبة 33% إلى 56% بين النساء في منتصف العمر مقارنةً بفترات ما قبل جائحة كورونا.
وقال شوي: "لقد ازداد مستوى شرب الكحول في العِقد الماضي بين النساء، خاصةً أثناء الجائحة، مقارنةً بالرجال".
وأظهرت الأبحاث أنّ معدل النساء بين عمر 35 و50 سنة، واللواتي يستهلكن 5 مشروبات أو أكثر على التوالي، ارتفع بمقدار ضعف معدل الرجال خلال العِقد الماضي.
وأكّد أخصائي الإدمان، والأستاذ المشارك في طب الأطفال بمستشفى "ماس جنرال" للأطفال، وكلية الطب بجامعة "هارفارد"، الدكتور سكوت هادلاند، أنّ "الدراسة أُجريت بشكلٍ جيد للغاية".
وأضاف هادلاند الذي لم يشارك في الدراسة: "فوجِئت برؤية أنّ معدلات المضاعفات المرتبطة بالكحول، والتي عادةً ما تستغرق أعوامًا لتتراكم، زادت فجأة وبسرعة كبيرة في أعقاب كوفيد-19".
مضاعفات خطيرةوحلّلت الدراسة، التي نُشِرت في مجلة "JAMA Health Forum"، قاعدة بيانات التأمين الصحي للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 15 عامًا فما فوق لتحديد عدد زيارات غرف الطوارئ والاستشفاء نتيجة تعاطي الكحول أثناء الجائحة.
ومن بين التشخيصات المسجلة، كانت نسبة ما بين 54% و66% من الزيارات بسبب مضاعفات أمراض الكبد المرتبطة بالكحول، مثل تليف الكبد.
وشكلت اضطرابات انسحاب الكحول واضطرابات المزاج المرتبطة بالكحول السبب وراء نسبة تتراوح بين 29% و39% من الزيارات.
وأوضح شوي: "يمكن للانسحاب أن يكون مميتًا. وبالنسبة للأشخاص الذين يشربون كميات كبيرة يوميًا، يمكن أن يؤدي الانسحاب إلى ما يُشار إليه بهذيان انسحاب الكحول، والذي قد يسبب النوبات وحتّى السكتات القلبية".
وأضاف: "فيما يتعلق باضطرابات المزاج، نعلم أنّ شرب الكحول يزيد من خطر الانتحار. وإذا كان شخص ما يعاني من الذهان المرتبط بالكحول، أو حتى نوبة هوس، فتلك حالات شديدة الخطورة وتتطلب تقييمًا طبيًا عاجلاً".
وكانت نسبة أقل بكثير من حالات الاستشفاء المرتبطة بالكحول، وبلغت بين 3% و5%، ناجمة عن اعتلال عضلة القلب، أو اضطراب ضربات القلب، في حين كانت نسبة تتراوح بين 1% و3% من الحالات نتيجة نزيف المعدة بسبب سوء استخدام الكحول، وفقًا لما ذكرته الدراسة.
وأفاد الدكتور إبراهيم كاراي، وهو أستاذ مساعد بالصحة السكانية في جامعة "هوفسترا" بمدينة نيويورك الأمريكية، ولم يشارك في الدراسة الجديدة أنّه في حين أنّ الدراسة لم تتمكن من تحديد السبب والنتيجة، إلا أنّ إحدى تفسيرات هذه الزيادة قد تكون بسبب معاناة النساء بالفعل من مشاكل مع الكحول قبل الجائحة.
وأضاف كاراي، الذي نشر دراسة عن الوفيات وشرب الكحول في عام 2023 أن "الجائحة كانت بمثابة نقطة تحول، ما أدى إلى تفاقم حالتهن".
وأشار شوي إلى أنّ أحد أسباب هذا التدهور قد يكون ناجمًا عن انعدام الوصول إلى الرعاية الصحية أثناء الجائحة.
كما أكّد هادلاند أنّ النساء أكثر عرضة للتأثيرات السيئة للكحول لعدد من الأسباب، إذ يُنتج الجسم لديهن كميات أقل من نازعات الهيدروجين (dehydrogenases)، وهي إنزيمات ضرورية لتفكيك الكحول.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أبحاث فيروس كورونا
إقرأ أيضاً:
دراسة أهمية تقييم المضادات الحيوية المستخدمة في تربية الحيوانات
"عمان": أجرى فريق بحثي برئاسة الدكتورة سمية بنت عبدالله الكندية، أخصائية أبحاث ودراسات في كلية الصيدلة بالجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا، دراسة علمية بعنوان "تقييم متبقيات المضادات الحيوية في الحليب والبيض المتوفر في السوق العماني".
ويأتي إجراء هذه الدراسة بعد الاطلاع على الدراسات البحثية العالمية والأدبيات المنشورة السابقة، التي أثبتت واقع التهديدات المتزايدة المرتبطة بسلامة الغذاء، خاصةً فيما يتعلق بوجود بقايا الأدوية البيطرية، كالمضادات الحيوية، في المنتجات الحيوانية المستهلكة يوميًا مثل الحليب والبيض.
حيث تمثل بقايا هذه الأدوية خطرًا على الصحة العامة، ليس فقط من ناحية التأثيرات السامة المباشرة، بل لارتباطها المباشر بتفاقم ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية، التي تُعد من أكبر التحديات الصحية في العصر الحالي، وهو ما يبرز الحاجة إلى دراسات علمية معمقة لتقييم مستوى الخطر، وتعزيز وعي المستهلك، وتحسين السياسات الرقابية ذات الصلة.
وأوصت الدراسة بضرورة توسيع نطاق التحليل ليشمل عددًا أكبر من العلامات التجارية والمنتجات، سواء كانت محلية أو مستوردة؛ لضمان مراقبة شاملة وأكثر تمثيلًا للسوق العماني. كما أبرزت النتائج أهمية رفع مستوى الوعي المجتمعي حول الاستخدام البيطري للمضادات الحيوية في تربية الحيوانات وآثاره المحتملة على صحة الإنسان ومشكلة مقاومة المضادات، وشددت الدراسة على أهمية الاستمرار في دعم برامج الرقابة والفحص الدوري، وتعزيز التعاون بين الجهات الأكاديمية والمختبرات الرقابية لضمان سلامة الأغذية ومطابقتها للمعايير الصحية العالمية.
أهداف الدراسة
سعت الدراسة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف العلمية والعملية، منها تقييم مدى وجود بقايا المضادات الحيوية في عينات من الحليب والبيض المتوفر في السوق العماني، سواء من المنتجات المحلية أو المستوردة؛ لتحديد مدى التزامها بالحدود المسموح بها من قبل الهيئات الرقابية الدولية. وهدفت الدراسة إلى تحديد المصادر الأكثر أمانًا من حيث خلوها من بقايا الأدوية البيطرية، وتكوين قاعدة بيانات علمية حول مستويات هذه المتبقيات في الأغذية المحلية، فضلاً عن دراسة انعكاساتها الصحية المحتملة. كما طمحت الدراسة إلى المساهمة في تطوير برامج توعوية تسهم في رفع الوعي المجتمعي بقضايا سلامة الغذاء، وتعزيز الشراكة البحثية بين المؤسسات الأكاديمية والجهات التنظيمية المعنية.
منهجية الدراسة
اعتمدت الدراسة منهجًا تحليليًا تجريبيًا قائمًا على الفحص المخبري الدقيق لعينة ممثلة من المنتجات الغذائية الحيوانية في السوق المحلي، حيث تم جمع (124) عينة من الحليب الطازج، و(129) عينة من البيض البني. وشملت العينات علامات تجارية محلية ومستوردة، وتم استخدام طريقة تحضير وتحليل عينات معتمدة في المختبرات تُستخدم لاستخلاص بقايا المبيدات أو الأدوية (مثل المضادات الحيوية) من المنتجات الغذائية قبل تحليلها بالأجهزة الدقيقة، وذلك لاستخلاص المواد المستهدفة. تلتها عملية تحليل كيميائي باستخدام تقنية الكروماتوغرافيا السائلة المقترنة بمطياف الكتلة، وهي من التقنيات المتقدمة التي تتيح الكشف عن كميات ضئيلة جدًا من المركبات الكيميائية. وشمل التحليل (35) مركبًا دوائيًا بيطريًا ينتمي إلى خمس مجموعات رئيسية من المضادات الحيوية.
نتائج الدراسة البحثية
أظهرت نتائج التحليل المختبري أن جميع عينات الحليب، سواء المحلية أو المستوردة، كانت خالية تمامًا من أي بقايا للمضادات الحيوية الخاضعة للفحص، مما يشير إلى مستوى عالٍ من الرقابة والامتثال للمعايير الصحية في منتجات الألبان. أما فيما يتعلق بعينات البيض، فقد كانت أيضًا خالية من المتبقيات، باستثناء ست عينات من علامة تجارية واحدة احتوت على مادة التايلوسين، وهي من مجموعة الماكروليدات، إلا أن تركيز هذه المادة في العينات كان ضمن الحد الأقصى المسموح به وفقًا للمعايير الدولية. وبناءً على هذه النتائج، خلصت الدراسة البحثية إلى أن الحليب والبيض المتوفرَين حاليًا في السوق العماني يُعدان آمنين للاستهلاك البشري. كما أشارت النتائج إلى وجود نظام رقابي فعال في المزارع وأسواق التوزيع، ساهم في الحد من انتقال بقايا الأدوية البيطرية إلى المستهلك.
الجدير بالذكر، أن هذه الدراسة البحثية نُشرت في مجلة علمية محكمة متخصصة في مجالات الصيدلة والتغذية والأمراض العصبية، مما يعكس جودة البحث وأهميته العلمية، وجاءت ضمن المشاريع البحثية الممولة من برنامج التمويل المؤسسي المبني على الكفاءة، التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.