هند عصام تكتب: اللص الذي تزوج ابنة الملك
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
كلما اعتقدنا أننا قد انتهينا من كتابة ورواية قصص الأدب الفرعوني نكتشف إنه مازال بعد وتأتي قصة جديدة لذيذة تتطلب ان تكتب علي طريقتنا الخاصة مثل نظيرتها من قصص الأدب الفرعوني التي تمت روايتها علي طريقتي الخاصة مثل قصة الأخوان والزوجة اللعوب التي حظيت علي صدى مميز من قبل القارئ وسنوحي والبحار الغريق والثعبان والفلاح الفصيح والأمير الملعون وغيرها من القصص ،فالأدب الفرعون كنز من كنوز أجدادي القدماء لم ولن ينتهي فكلما اطلعنا علي بردياتنا الفرعونية وجدران معابدنا ومقابرنا الفرعونية وإلي الحضارة التي لم ولن تندثر ابداً و نجد كل ما هو جديد وعظيم كي نقدمه للقارئ لذلك لم يشعر قارئ قصصي ومقالتي بالملل قط .
وقصة اليوم من أشهر القصص والأساطير في الأدب الفرعوني قصة جميلة وطريفة عن الملك رعمسيس عندما تعرض للسرقة لفترات طويلة دون أن يعلم من هو السارق، وقد واجد واصطنع الحيل لمعرفة من هو السارق والقبض عليه إلا أن اللص الذكي تحايل عليه و أفلت منها ولشدة إعجاب الملك بذكاء اللص قرر يزوج اللص من ابنته .
ولذلك هيا بنا نتعرف علي تفاصيل أكتر عن قصة اللص الذكي والملك رعمسيس ويرجع كل هذا إليّ ثراء الملك، فكان الملك رعمسيس يتمتع بالغني الفاحش و بالثراء الشديد، فقد كان يمتلك كبيات كبيرة جداً من الذهب الخالص، و كان يخاف عليها جداً من السرقة لذلك قرر إنشاء خزانة كبيرة للحفاظ عليها من اللصوص والسرقة وقام بوضع كل الذهب في جرار كبيرة ليسهل عدها ومعرفة النقصان فيها عند سرقتها ، وظل الملك يفكر ويبحث عن مهندس بارع لتشييد الخزانة التي تحمي الذهب من السرقة و أحضر له جنوده مهندس شديد الذكاء يشهد ببراعته كل من حوله وبالفعل قام المهندس بتشييد خزانة كبيرة جداً لا يوجد له سوى باب واحد وذلك لتأمينها وتم وضع قفل كبير جداً لا يتم فتحه سوى بأختام الملك مما جعل الملك يعجب به وبذكائه ويكافئه مكافئة كبيرة على براعته وحسن صنعه للخزينة .
و تم نقل جميع الذهب وأموال الملك إلى الخزانة التي صنعها المهندس وأعجب بها الملك وتم قفلها وظل الملك مطمئن ينعم لفترة طويلة بالأمان علي ذهبه وأمواله ، دون أي سرقة أو نقصان للمال، وبعد فترة طويلة شعر المهندس الذي صنع الخزينة للملك بأنه حان آجله وان الموت قد أقترب جداً منه فأرسل في طلب أولاده وكانوا ولدين، و أخبرهم والدهم انه قد صنع حيلة ذكية جداً بخزانة الملك وذلك من خلال وضع قالب من الطوب بطريقة هندسية يمكن لرجلين فقط إزاحته من مكانه والدخول والخروج من وإلى الخزانة دون أن يشعر أحد، حتى ينعما بأموال الملك، وبالفعل بعد وفاة أبيهم ذهب الأخوين إلى خزانة الملك وأزاحوا قالب الطوب ودخلوا، ووجد الأخوين الخزانة مملؤة بالذهب والاموال الكثيرة وأنه لن يلاحظ الملك في حالة نقصان الذهب لكثرة الذهب فيها وبالفعل اخذوا إحدى الجرار، وتكررت عملية السرقة كلما نفد المال منهم يزاح الحجر وياخذ الذهب .
لدرجة شعر فيها الملك و اكتشف أن خزانته تسرق لكثرة ما سرقة منها ، وأن الذهب قد قل فيها ولكن ما كان يدهشه ويطير عقل الملك أن السارق لا يدخل عبر الباب فالقفل لا يفتح إلا بختم الملك والختم معلق في رقبة الملك فكيف تتم السرقة، ظل يفكر في حيلة للقبض على اللص وبعد تفكير طويل توصل بالفعل و طلب من رجاله صناعة أفخاخ حول الخزينة و بجانب جرار الذهب للقبض على اللص، لم يكن يعلم الأخوين السارقين للذهب وأموال الملك أن الملك صنع الفخ لهم وعند دخول الأخ الأول منهم قبض على رجله الفخ فصاح ينادي على أخيه ويحذره من الأفخاخ دخل الأخ الثاني وراي اخوه مكبلاً في الفخ، طلب الأخ المقبوض عليه من أخيه أن يقوم بقطع رقبته حتى لا يتعرف الملك على جثته ويطاله العقاب هو وأمه، وهنا قال له الأخ الأسير في أسى: “لو بقيت هنا سيقبض علي الملك وسيتعرف عليك وعلى باقي الأسرة وسيقتل الجميع، فاقطع رأسي يا أخي وخذها معك حتى لا يستدل الملك على شخصيتي”، رفض الأخ في بادئ الأمر ولكن أمام إلحاح أخيه وعدم وجود حل آخر فعل ذلك ، وقطع رأس أخيه وحملها معه عائدا للمنزل،ً وخرج برأس أخيه وهو يبكي على فراقه وفي اليوم التالي، وجد الملك جثة مقطوعة الرأس داخل الخزانة فأمر بتعليق الجثة على الطريق والقبض على أي شخص يراه الحراس يبكي على الجثة، قام الحراس بتنفيذ أمر الملك وبالفعل تم تعليق الجثة .
ولكن الأم جلست تبكي متخفية في بيتها وطلبت من ابنها إحضار جثة أخيه ودفنها، ومن كثرة بكاء الام علي أبنها خرج الإبن لتلبية طلب أمه عن طريق حيلة بسيطة قام و تنكر في صورة بائع نبيذ وقام بإحضار عربة يجرها حمار ووضع عليها كمية كبيرة من النبيذ ولم يربط الحمار جيداً وعندما وصل عند الجنود والسور المعلق عليه جثة أخيه فر الحمار الذي ترك العربة وظل يركض ، وقام قبل ذلك بثقب بعض القرب، فتدفق النبيذ منها، وعاد مره أخري و تصنع الأخ أنه كان يجري وراء الحمار وتظاهر بالضيق من ذلك فالتفت الحراس إليه وسارعوا بإحضار أباريق وتلقفوا فيها النبيذ السائل، وراح ينهرهم في غضب مصطنع، وأخيرا تظاهر بالغضب والأستياء ، فطيبوا خاطره وأجلسوه معهم وتشاركوا الشراب مرارا وظل بجانب الحراس وهم يشربون النبيذ ويتظاهر بانه يشرب مثلهم حتى ثملوا جميعاً وغلبهم النوم، وعندما تأكد من نومهم قام بفك جثة أخيه ودفنها كما طلبت منه أمه .
وعندما علم الملك بأمر أختفاء الجثة ازداد غضبه وغيظه من المحولات الفاشلة وظل يفكر في حيله اكثر ذكاء من اللص وعندما توصل للحيله في اليوم التالي واكتشاف خدعة جديدة ، وذلك
بأن يطلب من ابنته أن تعلن بأنها ستهب نفسها لأي شخص كزوجة بشرط أن يقص عليها أنكر وأمكر الأفعال التي فعلها في حياته، فإذا أخبرها بقصة الخزانة والجثة فلتقبض عليه بسرعة، استجابت الابنة لطلب والدها وأمرت الجنود بإذاعة الخبر في المدينة أنها سوف تتزوج أذكى شخص في المملكة بشرط أن يخبرها بأنكر وأمكر أفعاله على الإطلاق، فهم اللص قصد الملك، وقرر أن يلقنه درسا قاسيا هذه المرة يرد الحيلة بحيلة أكبر منها و يثبت له أنه قادر على الدخول إلى غرفة ابنته والاعتراف لها بفعلته دون أن يستطيع أحد القبض عليه، وقبل ذهابه إلى الأميرة قطع ذراع أخيه المتوفى وحملها معه في جوال و أخبر ابنته واعترف أمامها بانه هو السارق في الظلام وما أن انتهى من اعترافه حتى فر واختفى، ظلت الابنة تنادي على الحراس وهي ممسكة بيد جثة أخيه ظناً منها أنها يد السارق ، وعندما دخل الحراس وأضاءوا الغرفة ووجدوها ممسكة بيد جثة ولا يوجد معها أحد صعقه الحراس وصعقة الاميرة من خدعة اللص .
وعندما علم الملك بخدعة اللص وبما فعل ، أعجب أعجاباً شديداً بذكاء اللص الخارق وجعل الحرس يعلنون في جميع طرقات المدينة ان الملك عفا عن اللص وأعجب بذكائه الشديد وأنه يعده بالزواج من ابنته، ذهب اللص إلى الملك وأظهر شخصيته له، وتم الزواج بالفعل وأصبح اللص زوجاً لابنة الملك .. وعينه كبيرا لمستشاريه ليستفيد من ذكائه، بعد أن أدرك أنه أذكى المصريين على الإطلاق .
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
آية عبد العزيز تكتب: فيلم " أحمد وأحمد" عودة حميدة للأحمدين
أقيم أمس العرض الخاص لفيلم “ أحمد وأحمد” بأحد المولات بمنطقة أكتوبر بحضور أبطاله تمهيدا لعرضه اليوم في دور العرض السينمائية بعد شهورا من التحضير والتنفيذ تحت قيادة المخرج أحمد نادر جلال
يُعد توقيت طرح فيلم "أحمد وأحمد" أحد أبرز نقاط قوته، إذ جاء في وقت مناسب، بعيدًا عن منافسة مباشرة مع أعمال جماهيرية أخرى عرضت قبل موسم عيد الأضحى بأيام، واستمرت في شباك المنافسة بمفردها وهي "المشروع إكس" و"ريستارت"، مما أتاح له فرصة الظهور والتألق.
وقد أحسن صنّاع العمل استغلال الظروف الفنية لكل من أحمد السقا وأحمد فهمي، فقدموا كيمياء فنية هادئة ومتزنة بين نجمين يمتلك كلٌّ منهما تاريخًا فنيًا وخبرة مختلفة وكل منهما يتمنى العودة لما يحبه.
القصة الرئيسية والعلاقة المحورية
تدور أحداث الفيلم في إطار أكشن كوميدي حول شاب يرتبط بعلاقة قوية مع خاله، الذي يختفي فجأة، ثم يظهر فاقدًا للذاكرة، فينخرطان سويًا في سلسلة من المواقف المعقدة والمفارقات الكوميدية، سبق وقد شاهدنا تيمة "الخال وابن الأخت" في فيلم "البدلة"، إلا أن الاختلاف هنا في التفاصيل، إلى جانب فارق السن بين النجمين، جعل هذة الثيمة ملائمة جدًا ومقنعة في هذا السياق.
الأداء التمثيلي:
أحمد السقا: قدّم أداءً قويًا في مشاهد الأكشن التي تميز بها، وتم تنفيذها بحرفية عالية.
ورغم قلة الجمل الحوارية في دوره، فإن ذلك لم يُعد نقطة ضعف، بل جاء كخيار واعٍ لتجنب التكرار أو الابتذال. ومع ذلك، شعرتُ بأن جرعة الأكشن في الربع الأول من الفيلم كانت مبالغًا فيها، وكادت أن تطغى على الطابع الكوميدي، لكن لا يمكن إنكار جودة تنفيذ هذه المشاهد، خاصة مشهد المطاردة الطويل، الذي أخرجه أحمد نادر جلال ببراعة، وشهد مشاركة فنانة مغمورة أدّت دور "المرأة التي تتعلم القيادة"، وقد كانت لافتة للنظر ومليئة بالحيوية.
أحمد فهمي: ظهر في حالة ارتياح فني وثقة من دوره في هذا الفيلم، وظهر بانسجام واضح مع أحمد السقا، مما أضفى على الأداء طابعًا سلسًا وخفيفًا.
ورغم أن الحوار كان متمركزًا لديه، فإنه قدّمه دون مبالغة، وتمكن من الإضحاك دون افتعال وأظن أن غيابه عن وسائل التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية جاء في إطار تركيزه على عمله الفني.
جيهان الشماشرجي: رغم أن الدور لم يتضمن مساحة كبيرة للتمثيل، فإن حضورها كان لطيفًا وملائمًا، ووجهها له جاذبية واضحة أمام الكاميرا.
ضيوف الشرف:
غادة عبد الرازق: كان ظهورها هو الأضعف، إذ لم يُستثمر دورها كما ينبغي، رغم أن شخصية “ زوزو” التي تقدمها في هذا العمل والتي هي جزء أصيل من ماضي البطل الذي كان متزوج منها قبل فقدانه للذاكرة، كان من الممكن أن يخرج منه مساحات تمثيلية قوية وإيفهات عالية تضيف للفيلم وتظهرها بشكل مختلف.
حاتم صلاح وأحمد عبد الوهاب: شكّلا مفاجأة كوميدية حقيقية في الفيلم. ودائما ما يثبتوا أنهم قادرين على إخراج الكوميديا، حيث قدما أداءً تلقائيًا وحيويًا، وأثبتا جدارتهما الكاملة.
طارق لطفي: رغم أهمية دوره في السياق الدرامي، شعرت أن الشخصية لا تتناسب كثيرًا مع طبيعته كممثل، ولم يترك الأثر المتوقع.
أما باقي ضيوف الشرف، فلم يكن لهم تأثير كبير يستحق التوقف عنده في رأيي.
نقطة تساؤل:
الفيلم هو التجربة الأولى في الكتابة لكل من أحمد درويش ومحمد عبد الله، وقد أثار فضولي وجود شخصين تولوا فكرة الإشراف عام الكتابة رغم أنهم كتاب مبتدئين في الأساس، واللذين ظهرا أيضًا كممثلين ضمن الفيلم. لست على يقين هل أكانت هذه نقطة إيجابية أم سلبية في السيناريو لكنه كان لافتًا للإنتباه.
إذا كنت تبحث عن فيلم خفيف وممتع، يجمع بين الأكشن والكوميديا، ويقدّم تناغمًا بين نجمين بحجم أحمد السقا وأحمد فهمي في أول تعاون سينمائي بينهما، فـ "أحمد وأحمد" خيار موفق. الفيلم مسلٍّ، سريع الإيقاع، ويمنح المشاهد جرعة من الضحك والمتعة دون ابتذال أو ملل.