إيران تتوعد إسرائيل برد أقوى خلال ثوان إذا هاجمتها مجدداً
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
توعدت إيران على لسان كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، مساء الاثنين، بأنها سترد على الاحتلال الإسرائيلي خلال ثوان "إذا ارتكبت خطأً جديداً".
وقال باقري كني، وهو نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية في برنامج تلفزيوني محلي، إن "الصهاينة ارتكبوا خطأً استراتيجياً بارتكابهم جريمة دمشق (الهجوم على القنصلية الإيرانية) وهو ما وفر الشرعية لاختبار جاد للقدرات العسكرية والدفاعية الإيرانية".
واعتبر المسؤول الإيراني أنه "إذا كانت هناك عقلانية لدى الكيان الصهيوني فلا ينبغي أن يكرر خطأه"، مشددا على أنه "إذا ما ارتكب خطأ آخر فعليه أن يتوقع ضربة أصعب وأسرع. عليهم أن يعلموا أنه لن يكون أمامهم 12 يوماً، بل سيتلقون الرد خلال ثوان"، وذلك في إشارة إلى الرد الإيراني على الهجوم على القنصلية بعد 12 يوماً.
وتابع كبير المفاوضين الإيرانيين أن بلاده عندما قررت معاقبة إسرائيل حفاظا على مصالحها "قد خططت لمواجهة خباثتهم المستقبلية"، على حد قوله.
من جانبه، حذر المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية أبو الفضل شكارجي، قادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من مواصلة دعم الاحتلال الإسرائيلي ضد إيران، داعيا إياهم إلى إنهاء دعم "الكيان الآيل إلى الزوال"، وفق التلفزيون الإيراني.
وخاطبهم شكارجي بالقول: "تعلمون جيداً أن إيران أثبتت أنها ليست داعية حرب ولا تسعى إلى توسيع نطاق الحرب"، مؤكدا في الوقت ذاته، "إذا تجاوزتم والكيان العاجز المتخبط الحد سنقطع رجلكم برد أقوى من الرد السابق على إسرائيل المعتدية الشريرة".
ودعا المتحدث العسكري الإيراني، حلفاء إسرائيل إلى "أن يكونوا عقلاء وإنهاء دعمهم لها بدلا من إدانة رد إيران"، مشيدا بقدرات إيران العسكرية وقال إن الصواريخ والمسيرات الإيرانية "قد تخطت أنظمة الرادارات المتطورة والدفاع الجوي".
إلى ذلك، نفت شركة المطارات والملاحة الجوية الإيرانية، إنشاء منطقة حظر جوي غربي إيران، مؤكدة أن "جميع المسارات الجوية الإيرانية مفتوحة ولا توجد أية قيود"، وفقا لوكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية.
في الأثناء، واصل وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، اتصالاته الدبلوماسية المكثفة، حيث أجرى الاثنين، مباحثات هاتفية مع كل من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، والأمين العام لمنظمة "شنغهاي" تشانغ مينغ، فضلاً عن وزراء خارجية الصين، روسيا، إندونيسيا، ماليزيا، وسلطنة عمان، والنمسا، وسلوفينيا، وألمانيا، وبريطانيا.
وفي مباحثاته مع غوتيريس مساء اليوم الاثنين، قال أمير عبداللهيان، إنه بعد إخفاق مجلس الأمن في إدانة الهجوم الإسرائيلي على السفارة الإيرانية "فالخيار المتبقي الوحيد كان هو الدفاع المشروع عن النفس ومعاقبة الكيان الإسرائيلي".
وأضاف أن إيران كان بمقدورها تنفيذ عملياتها على نطاق أوسع، لكنها استهدفت فقط المواقع العسكرية التي نفذ منها الهجوم على السفارة الإيرانية، مؤكداً أن "الأمن الإقليمي يهمنا جدا، لكن الكيان الصهيوني منذ ستة أشهر يعمل على إبادة وقتل الأطفال والنساء الفلسطينيات العزل من دون أن توقفه أميركا وحلفاؤه".
ومن جهته، قال غوتيريس إنه دعا إسرائيل إلى عدم الرد لخفض منسوب التوترات في المنطقة لصالح استتباب السلام.
وأفادت القناة 12 العبرية في وقت سابق الاثنين، بأن جلسة مجلس الحرب الإسرائيلي قررت، "إيلام إيران وإيلامها من دون أن تسبّب حرباً شاملة"، في سياق الرد الإسرائيلي المرتقب على الهجوم الإيراني.
وقالت القناة إن المشاورات تتواصل بشأن خيارات للرد بدرجات متفاوتة، ما بين ردود صغيرة نسبياً وأخرى أكثر قوة وشدّة. كما ناقشت الجلسة، التي انتهت مساء، بعض الردود التي يمكن تنفيذها على الفور، من دون أن تذكر القناة ماهيتها.
وأشارت القناة إلى أن تل أبيب تريد القيام بعملية يتم تنسيقها مع الولايات المتحدة. ويُنتظر عقد اجتماعات أخرى لمجلس الحرب، في وقت استدعى فيه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قادة المعارضة الإسرائيلية، قبل أن يجري إرجاء اللقاء مجدداً، على خلفية امتداد جلسة "الكابينت" إلى وقت طويل نسبياً. وفي السياق، أبلغ وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الأحد، بأن إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد، وفقاً لمسؤول أميركي ومصدر آخر تحدثا لموقع "أكسيوس".
وذكر المصدران للموقع الأميركي أن غالانت قال لأوستن في مكالمة هاتفية إن إسرائيل لا يمكنها السماح بإطلاق صواريخ باليستية على أراضيها من دون رد، مضيفاً أن "إسرائيل لن تقبل معادلة ترد فيها إيران بهجوم مباشر في كل مرة تضرب فيها إسرائيل أهدافاً في سورية".
بدوره، نقل أوستن رسالة مماثلة لتلك التي قدمها الرئيس بايدن لنتنياهو مساء السبت، مشدداً على "ضرورة بذل كل ما هو ممكن لتجنب المزيد من التصعيد"، بحسب الموقع نفسه.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: ايران اسرائيل طهران دمشق الكيان الصهيوني من دون
إقرأ أيضاً:
الجزيرة نت ترصد تفاعل الشارع الإيراني مع الضربة الإسرائيلية
طهرانـ استفاق الإيرانيون فجر اليوم الجمعة على وقع دوي انفجارات وصافرات إنذار، إثر هجوم إسرائيلي استهدف منشآت نووية وعسكرية في العاصمة طهران وعدد من المحافظات، في تصعيد مفاجئ بعد انقضاء مهلة الـ60 يوما التي منحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن ملفها النووي.
وعلى خلاف الهجوم السابق يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الذي وُصف حينها بأنه محدود، فقد خلّف الهجوم الأخير صدمة واسعة، خاصة مع انتشار صور الضربات الجوية وإعلان مقتل عدد من كبار القادة العسكريين، وهو ما أثقل كاهل الرأي العام الإيراني بمزيج من الحزن والقلق.
الحدث وصفته أوساط سياسية إيرانية بأنه "غير مسبوق" منذ الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، حينما فقدت إيران في يوم واحد قيادات عسكرية بارزة، بينهم رئيس الأركان ولي الله فلاحي، ونائب قائد الحرس الثوري يوسف كلاهدوز، ووزير الدفاع موسى نامجو، وسط ظروف كانت توصف حينها بالكارثية، إذ كانت مدينة خرمشهر تحت سيطرة الجيش العراقي.
ترامب والموعد الرمزي
من المفارقات التي تداولها رواد مواقع التواصل في إيران، تزامن الهجوم مع "اليوم 61" من تهديد ترامب باستخدام القوة العسكرية إذا لم تفضِ المفاوضات النووية إلى اتفاق. وكتب الصحفي علي تقوي على منصة "إيتا" المحلية أن توقيت الهجوم "رسالة مباشرة تفيد بأن واشنطن وتل أبيب لا تنتظران نتائج جولة المحادثات المقررة الأحد المقبل".
إعلانوفي رد فعل سريع، خرجت مظاهرات عفوية في عدة مدن كبرى، نقلها التلفزيون الرسمي الإيراني، ورفع فيها المتظاهرون شعارات "الموت لإسرائيل" و"الانتقام حتمي"، كما دعت لجان تنظيم صلاة الجمعة إلى تنظيم مسيرات مليونية للتنديد بالهجوم، بينما أطلقت حسابات رسمية ومؤيدة للحكومة وسوما (هاشتاغات) مثل "الوحدة في مواجهة العدو" و"الرد المؤلم".
في المقابل، انتشرت دعوات على المنصات الاجتماعية لعدم الانجرار وراء "الحرب النفسية" التي يروج لها من يوصفون بـ"أعداء الداخل والخارج".
ورغم محاولات الإعلام الحكومي تقديم تغطية موحدة ومطمئنة، أثار بث صور مباشرة من المواقع المستهدفة في طهران ردود فعل متباينة، إذ انتقد بعض المواطنين الإعلان السريع عن استشهاد قادة بارزين. وكتب أحدهم "لماذا نكشف عن أسماء شهدائنا بهذه السرعة؟ هذا يُسهل عمل جواسيس العدو".
آخرون استغربوا "تباهي الإعلام الرسمي بدقة العملية الإسرائيلية"، معتبرين ذلك "سلوكا غير مفهوم ويضر بالمعنويات العامة".
ورغم خطورة الهجوم، فلم تسجل أي اضطرابات في المدن الكبرى، وسارت الحياة العامة بهدوء نسبي وسط حالة من الترقب، ويقول مهدي -وهو موظف حكومي من طهران- "نحن مستعدون للدفاع عن بلدنا، لكننا نأمل ألا تنجر البلاد إلى حرب شاملة؛ الرد مطلوب، ولكن بعقلانية تحفظ الاستقرار".
أما زهراء، وهي ربة منزل خمسينية من جنوب طهران، فتقول "نثق بالحكومة، لكننا خائفون على الغد، الأسعار ترتفع والوضع المعيشي خانق، ما نحتاجه هو الأمان، قبل أي شيء آخر".
جيل الشباب
ويظهر أن الشباب الإيراني ينظر إلى الحدث من زاوية أوسع، تأخذ في الاعتبار الظروف السياسية والاقتصادية المعقدة التي تمر بها البلاد، إذ تقول رها (طالبة علوم سياسية من أصفهان): "ندعم دولتنا ضد أي اعتداء، لكننا نأمل أن يكون الرد محسوبا، هذه منطقة معقدة، وكل خطأ قد يؤدي إلى عواقب طويلة الأمد".
إعلانويوافقها الرأي بهرام من مدينة مشهد، مضيفا "يجب الرد للحفاظ على الهيبة، لكن دون أن ننسى معاناة الناس اقتصاديا، المعركة ليست فقط عسكرية، بل أيضا اقتصادية وإعلامية".
وفي ظل الأوضاع الأمنية الراهنة، لا تُسمع انتقادات علنية واسعة، لكن كثيرين يعبرون عن مخاوفهم من مغبة الانزلاق إلى مواجهة قد تتجاوز حدود السياسة لتؤثر على تفاصيل الحياة اليومية.
ويقول ناشط اجتماعي -فضل عدم الكشف عن هويته- "لسنا ضد الدفاع عن وطننا، لكن نرجو أن يتم ذلك بأقل خسائر ممكنة، المواطن هو من يدفع الثمن في النهاية".
ويؤكد متحدثون محليون أن هذه الأصوات لا تعكس معارضة سياسية، بل تعبر عن رغبة عميقة في تجنيب البلاد مزيدا من الأعباء.
ويبدو أن ذاكرة الإيرانيين المثقلة بالحروب والعقوبات والحصار، باتت تنظر إلى أي تصعيد جديد بعين الحذر، خاصة أن الظروف الاقتصادية اليوم أكثر هشاشة، ويقول أحد التجار في سوق طهران: "نحن شعب صبور، ولكن الوضع لا يحتمل المزيد. نأمل أن تمر هذه الأزمة دون تصعيد كبير".
وفي ظل الخطاب الرسمي الذي يتوعد برد "حازم ومناسب"، وتعبيرات شعبية تميل إلى ضبط النفس دون التفريط في السيادة، تبدو إيران اليوم أمام مفترق حساس، فبينما يؤكد الشارع استعداده للدفاع عن بلاده، يطالب أيضا بعدم الذهاب نحو المجهول.
ويرى مراقبون أن المعادلة اليوم لا تحتمل الشعارات فقط، بل تتطلب قرارات دقيقة تراعي توازنات الداخل والخارج، وتحفظ الكرامة دون أن تفتح أبواب التصعيد على مصراعيها.