قيادة المؤسسات التعليمية في ظل الأزمات الطبيعية
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
د. رضية بنت سليمان الحبسية
عندما يُواجه المجتمع تهديدات الكوارث والأزمات الطبيعية كالأعاصير والزلازل والبراكين، يُصبح أمن وسلامة الطلاب والكوادر البشرية والممتلكات في المؤسسات التعليمية أمرًا ذا أهمية قصوى. ففي مثل هذه الظروف الاستثنائية تبرز الحاجة إلى قيادة رشيدة وفعّالة، قادرة على اتخاذ قرارات تعليمية حاسمة لاحتواء التأثيرات السلبية للأزمة، وتقليل خسائرها البشرية والمادية.
وكنتيجة لما تعرضت له عُماننا الحبيبة من كارثة بشرية ومادية جرّاء تأثيرات "منخفض المطير"، وتحديدًا الخسائر البشرية التي أثارت سخطًا وجدلًا مجتمعيًّا، وردود أفعال دوليّة واسعة النطاق؛ حزنًا على شهداء العلم، وتعاطفًا مع أُسرهم الذين دفعوا بأبنائهم إلى المدرسة، برغم سوء الأحوال المناخية، واثقين أنهم في رعاية حكيمة، قادرة على حمايتهم من أية مخاطر قد تتعرض لها البيئة المدرسية.
وبحسب ما تشير إليه الأدبيات، تتحدد قيمة وقوة القيادة الرشيدة في قيادة المؤسسات التعليمية، في القدرة على التخطيط الاستراتيجي، والتنظيم الفعّال، واتخاذ القرارات الحكيمة. ومن وجهة نظري، فإنَّ الأزمة الحقيقية في مجتمعاتنا العربية، لا تكمن في التخطيط وإعداد اللوائح والأدلة المنظمة للتعامل مع الأزمات، ولا في تدريب وإعداد قادة المدارس على إدارة الأزمات في مدارسهم، بل تكمن المعضلة في قوة ورشادة القرارات المتخذة في الأوقات الصعبة، كما تكمن التحديات في الفجوة بين ما يتم تدريبهم عليه، ودرجة الصلاحيات الممنوحة لهم في اتخاذ قرارات بشأن مدارسهم.
ولجعل القيادة الرشيدة موضع التطبيق في المؤسسات التعليمية فترة الأزمات، لا بُد من الوعي بسمات وخصائص هذا النوع من القيادة، ومن أبرزها: قدرة مُتخذ القرار على وضع وتنفيذ استراتيجيات فعّالة لإدارة الأزمات، بما في ذلك وضع خطط الطوارئ واستراتيجيات إدارة المخاطر، والقدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة سريعة ودقيقة، بناءً على فهم شامل للوضع والبدائل المتاحة، أيضًا القدرة على التواصل بوضوح وفعالية مع جميع الأطراف المعنية؛ بما في ذلك الكوادر المدرسية وأولياء الأمور والمجتمع بشكل عام، من أجل توفير معلومات دقيقة وفورية، والاستجابة للاتصالات الواردة، والتعامل معها بحكمة في ضوء المعايير المعتمدة، كما تأتي قدرة مُتخذ القرار على البقاء هادئًا ومركزًا تحت الضغط، والحفاظ على رؤية إيجابية وتفاؤلية في مواجهة التحديات، في مقدمة السمات التي تساعد القائد على اتخاذ قرارات رشيدة.
وفي هذا المقام، نتقدم ببعض الأساليب التحسينية المُقترحة التي يمكن الاستفادة منها في إدارة الأزمات في المؤسسات التعليمية، في حال حدوث أزمات مستقبلية مماثلة، ومن هذه الأساليب والإجراءات ما يلي:
التحول نحو اللامركزية في إدارة الأزمات، ويتطلب ذلك تعزيز التواصل والثقة بين الإدارة العُليا والإدارة الوسطى والإدارة المدرسية، وتقديم الدعم المعنوي في التعامل مع الأزمات. إجراء مراجعة شاملة للوائح والبروتوكولات الإدارية، بهدف منح إدارات المدارس حرية أكبر في التصرف، واتخاذ القرارات أثناء إدارة الأزمات المدرسية؛ لضمان استيعاب الأزمات المحتملة مسبقًا، والحدّ من الخسائر المحتملة. رفع مستوى المعرفة والكفاءة المهنية لمديري المدارس، بحيث يكونوا قادرين على إدارة الأزمات بكفاءة وفعالية عالية، من خلال توفير فرص التدريب والورش العملية التخصصية في إدارة الأزمات وتنمية المهارات القيادية ذات الصلة. تعزيز التعاون والتنسيق بين المدارس والجهات المعنية الأخرى ذات الصلة بإدارة الأزمات على المستوى المحلي، في تبادل المعلومات والتحذيرات المُبكرة؛ لضمان استجابة منسقة وفعّالة وسريعة للأزمات المدرسية. إنشاء آليات لتقييم أداء إدارة الأزمات المدرسية، وإجراء تحليلات مستمرة للأزمات السابقة والحالية، وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين؛ لضمان تطوير استراتيجيات فعّالة للتعامل مع الأزمات المستقبلية.ختامًا.. يتوجب على القيادات التعليمية انتقاء أفضل الممارسات والاستراتيجيات، لتعزيز القدرة التحضيرية للمدارس، وتعزيز الاستجابة الفعّالة للكوارث والأزمات، ومعالجة أي قصور أو خلل في إدارة الحالات الطارئة؛ للارتقاء بأداء المؤسسات التعليمية، والحفاظ على سلامة الطلاب والعاملين بها، وخلق بيئة تعليمية آمنة، بما يُعزز من سمعة ومكانة المؤسسة التعليمية، وثقة أولياء الأمور والمجتمع في القائمين عليها.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
سيناريوهات داخلية لمواجهة التداعيات المُحتملة.. نواب: الدولة تضع نصب أعينها الشأن الداخلي واحتياجات المواطن.. ولجنة إدارة الأزمات جاهزة لمواجهة التحديات
الحكومة: نعمل على وضع سيناريوهات لمختلف التداعيات المُحتملة لهذه الأحداثبرلماني: لجنة الأزمات ستضع كل السيناريوهات المحتملة لتداعيات الحرب الإسرائيلية - الإيرانيةنائبة: السلام العادل الطريق الوحيد لضمان الأمن الجماعيعقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أمس الاثنين، اجتماعًا بمقر الحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة، مع أعضاء اللجنة الاستشارية للشئون السياسية.
وفي مستهل الاجتماع، أشار رئيس مجلس الوزراء، إلى أن الأحداث في المنطقة تتغير ليس فقط كل يوم، بل كل ساعة، مضيفا: نحن كحكومة نعمل على وضع سيناريوهات لمختلف التداعيات المُحتملة لهذه الأحداث.
وتابع الدكتور مصطفي مدبولي قائلاً: أحرص على الاستماع إلى قراءاتكم وتحليلاتكم للأحداث، والتداعيات والتأثيرات المتوقعة لها، ورؤاكم المختلفة للتحركات في الفترة المقبلة.
وخلال الاجتماع، استعرض أعضاء اللجنة رؤيتهم لمسار الاحداث الجارية وتوقعاتهم المستقبلية لها، وكذا دلالات العمليات العسكرية الإيرانية ـ الإسرائيلية والتداعيات والتأثيرات المحتملة على مصر.
في هذا الصدد، عبر النائب عبد الفتاح يحيي، عضو مجلس النواب، عن قلقه إزاء التطورات الأخيرة في إيران، مدينا التصعيد المتسارع والتوتر الدائر في المنطقة، والذي ينذر بعواقب خطيرة تهدد الأمن والسلم الاقليمى والدولى.
و أشار«يحيي» في تصريح خاص لـ «صدى البلد» إلى أن لجنة الأزمات التي تم تشكيلها من قبل رئاسة مجلس الوزراء تؤكد جاهزية الدولة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، والتي ستدرس تأثيرات الحرب على جميع القطاعات التنموية بالدولة.
كما بعث عضو النواب برسالة طمأنة للشعب المصري، قائلا:
جهود الدولة تتحرك لدعم الاستقرار الاقتصادي رغم الظروف الدولية الصعبة، وارتفاع أسعار الشحن والسلع، كل هذا يبرز قدرة القيادة السياسية على استشراف المخاطر وتأمين احتياجات الدولة والمواطنين .
وأكد عضو البرلمان على أن الحلول السياسية والمفاوضات السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة وتحقيق التسوية الدائمة.
في سياق متصل، أشادت النائبة ميرفت الكسان، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، تصريحات الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء بشأن الاستعداد لـ كل السيناريوهات المحتملة للحرب الإيرانية الإسرائيلية.
و أشارت« الكسان» في تصريح خاص لـ «صدى البلد» إلى أن الجهود التى قامت بها الحكومة بناءا على توجيهات الرئيس السيسي باتخاذ جميع الاحتياطات المالية والسلعية، تُجسد رؤية اقتصادية استباقية لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، موضحة أن الدولة تبذل جهودا حثيثة لسد احتياجات المواطنين والحفاظ على المخزون الاستراتيجي من الطاقة والسلع دون تأثر، بالمخاطر التى تحيط بخطط الحكومة.
وأكدت عضو البرلمان أن دعم الاستقرار في المنطقة لن يحدث إلا من خلال وقف سياسات التصعيد والانتهاك في إيران، موضحة أن السلام العادل الطريق الوحيد لضمان الأمن الجماعي.