هآرتس: قطر جزء من الحل لا المشكلة في حرب غزة
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
استعرض الكاتب الإسرائيلي ألون بينكاس -في مقال تحليلي بصحيفة هآرتس- دلالات ما أعلنته دولة قطر من تقييم وساطتها بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة، وخاصة في ضوء ما قال إنها انتقادات منسقة على ما يبدو من جانب أعضاء بالكونغرس الأميركي تستهدف الدور القطري وتخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ورأى بينكاس -الصحفي والدبلوماسي الإسرائيلي السابق- أنه إذا كانت قطر فعلا بصدد إجراء مراجعة جادة لدورها في الوساطة بين الجانبين فسيكون ذلك تطورا سلبيا للغاية. وإذا كانت إسرائيل لا ترغب باستمرار الوساطة القطرية أو تشعر أنها تستطيع الاستغناء عنها فعليها أن تقول ذلك بصراحة ووضوح، حسب رأيه.
وذكر الكاتب أن قطر ما فتئت تتعرض للانتقاد الشديد والشيطنة في إسرائيل والولايات المتحدة بحجة أنها تموّل حماس وبالتالي تقويّ شوكتها على مدى سنوات، مشيرا إلى أن الدوحة "هدف سهل" لأولئك المنتقدين لأنها قامت بتحويل قرابة 1.5 مليار دولار إلى غزة.
لكنه أوضح أن ما يتجاهله المنتقدون عن عمد هو أن ذلك كله تم بموافقة إسرائيلية وأميركية، بل ما كان له أن يتم لولا التنسيق الإسرائيلي. وأكثر من ذلك أنه لما فكرت قطر في تغيير هذه السياسة عام 2018 توسلت إليها إسرائيل لكي لا تفعل ذلك.
"مكاسب سياسية ضيقة"
وأشار بينكاس إلى تصريحات رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يوم الأربعاء الماضي بشأن تقييم الوساطة وحديثه عن محاولة بعض الأطراف استغلالها لتحقيق "مكاسب سياسية ضيقة".
وقال إنه إذا كان المقصود من هذه التصريحات أن تشكل صدمة فقط للأطراف المعنية وتدفعها للتفكير باحتمالات سير الأمور من دون الوساطة القطرية، فإن على تلك الأطراف أن تكبح حملتها ضد الدولة الخليجية.
ولفت المحلل الإسرائيلي أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري وضع تصريحاته في سياق أوسع حين قال إن أفضل سبيل لخفض التصعيد هو إنهاء الحرب في غزة. والمراد بالتصعيد طبعا -وفقا للكاتب- هو المواجهة الحالية بين إسرائيل وإيران، أما تصريحاته عن المكاسب السياسية الضيقة فهي تنطبق -حسب المقال- على نتنياهو وبعض أعضاء الكونغرس الأميركي.
وخاض الكاتب في تفاصيل هذا الاستهداف لدولة قطر من جانب مشرعين أميركيين خلال الشهر الجاري، قائلا إن الجمهوريين في لجنة الرقابة بمجلس النواب زعموا أن قطر دفعت لحماس 30 مليون دولار شهريا منذ 2018.
ثم أشار إلى أن 3 أعضاء جمهوريين بمجلس الشيوخ: تيد باد وريك سكوت وجوني إرنست قدموا مشروع قانون لتجريد قطر من صفتها حليفا رئيسيا للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وقال المحلل الإسرائيلي إن هؤلاء الأعضاء تناسوا أن كل التمويل الذي تم تحويله إلى غزة منذ 2017 جاء بموافقة إسرائيل ومراجعتها وبعلم الولايات المتحدة وتشجيعها.
أما ثالث هذه الاستهدافات الأميركية -المنسقة حسب وصف بينكاس- فهي بيان أصدره العضو الديمقراطي بمجلس النواب ستيني هوير، وقال فيه إن على الولايات المتحدة أن تعيد تقييم علاقتها مع قطر إن لم تضغط على حماس حتى تطلق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة وتوقف إطلاق النار.
وفيما يتعلق بالانتقادات الإسرائيلية لقطر، ذكر بينكاس أن نتنياهو الذي كان يرى مصلحة في تقوية شوكة حماس من أجل تقسيم الفلسطينيين سياسيا -حسب المقال- يحاول الآن التهرب من المسؤولية عن "رعونته وعن سياسته التي تنطوي على إهمال جسيم".
كما تطرق الكاتب إلى دور قطر في استضافة قادة المكتب السياسي لحركة حماس، وقال إنه كانت لدى إسرائيل والولايات المتحدة مخاوف في الماضي إن لم تقم قطر بهذا الدور أن يستقر هؤلاء القادة في إيران.
وأكد بينكاس أيضا أن الوساطة والدور الإنساني لقطر في غزة ليسا أمرا جديدا وأنهما يسيران بشفافية ولا يمكن الاستغناء عنهما.
وختم بالقول إنه إذا كان لدى إسرائيل مرشح أفضل للقيام بدور الوساطة فليكن، وإلا فإنه فمن الحكمة أن توقف هجومها على قطر لأنه ليس من ورائه أي طائل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات فی غزة
إقرأ أيضاً:
مدير معهد فلسطين للأمن القومي: اغتيال رائد سعد يهدف لإرباك حماس ورفع معنويات الداخل الإسرائيلي
أكد اللواء حابس الشروف، مدير معهد فلسطين للأمن القومي، أن اغتيال القيادي رائد سعد والتصعيد الإسرائيلي الأخير في قطاع غزة يأتيان في إطار سياسة إسرائيلية ثابتة تقوم على خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي انتهكته إسرائيل مرارًا، مؤكدًا أن تل أبيب لا تزال متمسكة بنهجها العسكري في التعامل مع القطاع.
وأوضح الشروف، خلال مداخلة على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن إسرائيل تعتمد استراتيجية تُعرف بـ«قطع رأس الأفعى»، وتهدف من خلالها إلى توجيه ضربات مركزة لقيادات حركة حماس، في محاولة لإرباك منظومة القيادة والسيطرة داخل الحركة، وإضعاف قدرتها على إدارة المشهد الميداني في قطاع غزة.
وأضاف أن لهذه الضربة أبعادًا داخلية إسرائيلية واضحة، تتمثل في توجيه رسالة إلى الجمهور والجيش الإسرائيليين مفادها أن الحكومة قادرة على استهداف قيادات حماس والاستمرار في العمليات العسكرية، وذلك بهدف رفع المعنويات في ظل الضغوط الداخلية التي يواجهها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأشار الشروف إلى أن اغتيال رائد سعد يمثل ضربة موجعة لحركة حماس وقد يُحدث ارتباكًا مؤقتًا داخل بنيتها التنظيمية، إلا أنه لا يمكن اعتباره ضربة قاضية أو حاسمة، مؤكدًا أن الحركة تمتلك القدرة على امتصاص مثل هذه الضربات وإعادة ترتيب صفوفها.
وشدد مدير معهد فلسطين للأمن القومي على أن استمرار هذه السياسة يعكس غياب نية حقيقية لدى إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار، ويؤكد أن التصعيد ما زال خيارًا مطروحًا بقوة في الحسابات الإسرائيلية، رغم الجهود الإقليمية والدولية الرامية لاحتواء الموقف.
اقرأ أيضاًبأمر مباشر من نتنياهو.. تقارير عبرية تكشف تفاصيل اغتيال رائد سعد في غزة
مستشار الرئيس الفلسطيني: قبلنا خطة ترامب لوقف الإبادة الجماعية في غزة
«الهيئة الدولية لدعم فلسطين»: حماية «الأونروا» في غزة واجب للحفاظ على القضية الفلسطينية