نابلس- في صورة عكست حالة الغضب العام رفضا لما يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه ضد الفلسطينيين من قمع وإبادة وترهيب، التزمت مدن الضفة الغربية وقراها، اليوم الأحد، بالإضراب الشامل الذي أعلنته قوى وفصائل وطنية وإسلامية، وطال كافة مناحي الحياة.

واستجابة لدعوات الإضراب بالضفة الغربية عقب مجزرة الاحتلال الإسرائيلي بمخيم نور شمس قرب مدينة طولكرم بشمال الضفة الغربية، والتي راح ضحيتها 14 فلسطينيا في حصيلة غير نهائية، وتزامنا مع مجازر الاحتلال في قطاع غزة، أغلقت المحال التجارية والمؤسسات التعليمية والصحية الخاصة والعامة أبوابها.

وأعلنت حالة الحداد العام، وخلت الشوارع من المارة وسط نداءات لمواجهة جنود الاحتلال والمستوطنين والتصدي لاعتداءاتهم التي تجاوزت كل الحدود، بوصف مراقبين، وباتت تنذر "بانفجار واسع" للضفة الغربية، بدأت مؤشراته تزداد يوما بعد آخر.

دعوات للنفير العام

وجاء الإضراب بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من مخيم نور شمس مساء أمس السبت، بعد 3 أيام من هجوم عسكري واسع خلَّف 14 شهيدا وعشرات المعتقلين وتدميرا كاملا في البنية التحتية، وهدم عشرات المنازل والمنشآت التجارية في المخيم.

وتزامن ذلك كله مع هجمات للمستوطنين على قرى مدينة نابلس لا سيما الجنوبية، وإطلاقهم النار على المواطنين بشكل مباشر وإصابة العديد بجروح خطيرة، إضافة لقتلهم ضابط إسعاف حاول إنقاذ مصابين في بلدة الساوية.

وعبر بيان أصدرته السبت، دعت القوى الوطنية والإسلامية في طولكرم للنفير العام والغضب الشعبي والجماهيري ضد الاحتلال ومستوطنيه، والخروج بمسيرات غاضبة تجوب شوارع المدينة وصولا إلى مخيم نور شمس، حيث شيّعت جثامين 14 شهيدا إلى مثواهم الأخير عصر الأحد.

ويأتي هذا الإضراب، وفق عضو لجنة التنسيق الفصائلي بمحافظة نابلس محمد دويكات، احتجاجا على المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين بالضفة الغربية وغزة.

وتحدث دويكات للجزيرة نت عن استجابة واسعة والتزام مطلق بالإضراب الشامل لكل مناحي الحياة، وهو ما اعتبره تأكيدا على أن الشعب الفلسطيني موحد وملتزم بالقرارات والتوجهات الوطنية العامة، خاصة أن "الإضراب تزامن مع إعلان يوم غضب ومواجهة مفتوحة مع الاحتلال رفضا لسياساته الدموية" كما يقول.

وذكر دويكات أن الفعاليات الجماهيرية المعلنة بالضفة الغربية هي "إسناد للمقاومة الفلسطينية وصمودها الأسطوري بغزة ومخيم نور شمس وعموم الضفة".

آثار الدمار الذي خلفه الاحتلال في مخيم نور شمس (الجزيرة) انفجار وشيك

ولفت دويكات إلى أن ما يجري بالضفة الغربية من "اعتداءات ممنهجة" للمستوطنين واقتحامات لجيش الاحتلال واعتقالات طالت أكثر من 8 آلاف فلسطيني بعد طوفان الأقصى فقط، وإغلاق ومحاصرة مدن الضفة الغربية وقراها بأكثر من 700 حاجز عسكري، وهدم مئات المنشآت السكنية والتجارية وتهجير المواطنين، دليل على استهداف واضح من الاحتلال لكل الوجود الفلسطيني.

وتعكس إجراءات الاحتلال القمعية -برأي دويكات- خشية عامة من تصعيد واسع وشامل، "لأن الضفة ومعادلتها وجغرافيتها تختلف عن غزة". كما أضاف "هذا يؤكد أننا مقبلون على مواجهة مفتوحة مع الاحتلال وسياساته الاستيطانية والاعتقالية والاقتحامات والمواجهات اليومية".

وكل المعطيات على الأرض تشير إلى أن الضفة الغربية بمخيماتها وقراها ومدنها ستشهد انفجارا واسعا ووشيكا، بل إنها تعيشه فعلا، ويدرك الاحتلال أن ذلك سيفتح معركة جديدة عليه، وبالتالي يستبق ذلك بخطوات ضد الفلسطينيين تحول دون هذا الانفجار، وفقا لعضو لجنة التنسيق الفصائلي.

وتزامنا مع إعلان الإضراب السبت والأحد، شهدت الضفة الغربية أعمال مقاومة مختلفة، تخللها إطلاق نار صوب حواجز الاحتلال ونقاطه العسكرية المنتشرة، وكان أبرزها إطلاق نار استهدف حاجز الحمرا العسكري شمال نابلس، وعمليتي طعن وإطلاق نار نفذها مقاومان عند حاجز عسكري قرب مفرق "بيت عينون" قرب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.

كما انفجرت عبوة ناسفة بمستوطن إسرائيلي عبر كمين نصب قرب قرية المغير شمال شرق مدينة رام الله، في حين ذكرت إذاعة جيش الاحتلال أنه وخلال ساعات قليلة وقعت 5 عمليات إطلاق نار ضد قواته بالضفة الغربية.

المطلوب تحرك رسمي

واتفق الشيخ فتحي قرعاوي، السياسي الفلسطيني وواحد من قيادات مخيم نور شمس مع دويكات، على أن الانفجار قادم، وسيكون كبيرا في ظل الضغط الإسرائيلي المهين للإنسان الفلسطيني، حيث إنهم بالمخيم ولليوم الرابع يعانون شحا في أبسط مقومات الحياة من ماء وكهرباء وطعام، إضافة لحالة تدمير واسعة للبنية التحتية.

وقال إن المطلوب لم يعد يتوقف على حالة التضامن الشعبي بالضفة، وإن "على الجانب الرسمي الفلسطيني وقف كل أشكال الاتصال مع الاحتلال، احتراما وكرامة للدماء النازفة".

وأضاف قرعاوي للجزيرة نت "الأمر لا يتوقف على اقتحامات للاحتلال فقط، وإنما هناك حالة عامة تشهدها الضفة الغربية على صعيد الوضع الاقتصادي المتدهور وارتفاع البطالة وفقدان الشباب لأي أمل وأفق سياسي، وبالمقابل تأتي استفزازات الاحتلال ليجتمع كل ذلك، ويهيئ الساحة والشارع الضفاوي للانفجار".

ونقل الباحث بالشأن الإسرائيلي محمد أبو علان في منشور له عبر الفيسبوك، ما تناوله الإعلام الإسرائيلي حول الهجوم الواسع على مخيم نور شمس، وقال إن العملية العسكرية للاحتلال التي استمرت 50 ساعة تُعد الأوسع والأكبر منذ بدء الحرب على غزة، وأكد أن جيش الاحتلال هدف عبر وحداته المختلفة لمداهمة كل منزل وتفتيشه بناء على "توجيهات استخبارية دقيقة".

وذكر أبو علان أن جيش الاحتلال ادعى أنه دمر الشوارع، وفجر بعض المنازل بحجة وجود مواد متفجرة بداخلها، كما قتل "14 مسلحا" وهو العدد الأكبر في هذه العملية من بين عمليات كثيرة نفذت بالمخيم، واعتقل 8 أشخاص وصفهم بالمطلوبين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات بالضفة الغربیة الضفة الغربیة مخیم نور شمس

إقرأ أيضاً:

تصعيد خطير.. قيادات حزبية: هجوم إسرائيل على إيران يتذر بانفجار شامل

حرص عدد من قيادات الأحزاب السياسية في مصر من أن الشرق الأوسط بات على حافة انفجار شامل، بسبب غياب العدالة وتجاهل المجتمع الدولي للجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في ظل التطورات العسكرية الأخيرة بالمنطقة، وعلى رأسها الغارات الإسرائيلية ضد أهداف داخل الأراضي الإيرانية.

وأكدوا أن مصر، برؤيتها الثابتة ومواقفها الدبلوماسية المتزنة، تظل الركيزة الأساسية لاستقرار الإقليم، وتتحرك بمسؤولية قومية وأخلاقية لحماية القضية الفلسطينية ومنع انزلاق المنطقة نحو الفوضى.

اشتعال الصراع نتيجة تجاهل نداءات مصر

أكد المهندس ياسر الحفناوي، القيادي بحزب مستقبل وطن، أن مصر تتعامل مع القضية الفلسطينية باعتبارها مسؤولية وطنية وقومية وأخلاقية، وليست مجرد موقف سياسي عابر، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية تتحرك منذ عقود لدعم الحقوق الفلسطينية، واحتضان كل الجهود الرامية إلى تحقيق تسوية عادلة وشاملة تُنهي هذا الصراع المزمن.

وضع رؤية متكاملة لأصول الدولة غير المستغلة لخدمة مشروعات التنمية بالأقصر | صورريبيرو قبل الظهور الأول: أشارك في كأس العالم ولا أحد يعرفني.. والأهلي الأهم بالشرق الأوسط

وأوضح أن الموقف المصري ظل ثابتًا رغم تغير التحالفات والمعادلات الدولية، ويزداد وضوحًا مع كل حدث يؤكد أن غياب العدالة هو السبب الرئيسي في التوترات المتكررة التي تضرب المنطقة. ولفت إلى أن الضربات الجوية الإسرائيلية ضد إيران، فجر اليوم، تنذر بانفجار كبير في الإقليم يهدد الأمن الجماعي.

وشدد على أن القاهرة كانت من أوائل العواصم التي حذّرت من توسع رقعة الحرب، وأن ما جرى اليوم يبرهن على صحة الموقف المصري، داعيًا إلى الإصغاء لصوت العقل قبل أن تتفاقم الأمور أكثر. وأضاف: "ما حدث ليس مجرد اشتباك عسكري بين قوتين، بل مؤشر على انفلات الأوضاع بالكامل، وسط تجاهل مستمر للجرائم الإسرائيلية في غزة".

وأكد الحفناوي أن مصر تتحرك بديناميكية عالية في المحافل الدولية لوقف نزيف الدم الفلسطيني وتأمين المساعدات لأهالي غزة، إلى جانب مطالبتها بفتح أفق سياسي ينهي الاحتلال، ويحقق حل الدولتين، محذرًا من أن السياسات الإسرائيلية القائمة على التصعيد والعنف لن تجلب الأمن لأحد، بل تُنتج مزيدًا من الصراعات التي يصعب احتواؤها.

مصر تدافع عن استقرار الشرق الأوسط

من جانبه، قال خالد السيد علي، رئيس حزب العربي للعدل والمساواة، إن الدولة المصرية تؤكد يومًا بعد يوم مكانتها كركيزة لاستقرار الإقليم، بفضل تحركاتها المتوازنة وجهودها المستمرة لوقف نزيف الدماء، والدفاع عن الحقوق الفلسطينية باعتبارها قضية عدالة تاريخية وإنسانية لا تسقط بالتقادم.

وأوضح أن القيادة المصرية، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لا تتوانى عن بذل كل الجهود الممكنة عبر التحركات الدبلوماسية والمساعدات الإنسانية والتنسيق الإقليمي، لاحتواء تداعيات الحرب على غزة، والتأكيد على ضرورة وقف التصعيد، وفتح مسار سياسي جاد ومستدام.

وأشار إلى أن العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران يمثل تصعيدًا بالغ الخطورة، يقود المنطقة إلى مرحلة جديدة من الفوضى والانقسام، ويقوض الجهود الرامية لحفظ استقرار الشرق الأوسط، مشددًا على أن مصر كانت سبّاقة في التحذير من هذه التطورات، ودعت مرارًا إلى ضبط النفس.

وأكد رئيس حزب العربي للعدل والمساواة، أن الرؤية المصرية تتأسس على تحقيق سلام شامل وعادل، يضمن الحقوق ويمنع الانزلاق نحو مزيد من الحروب، لافتًا إلى أن مصر لا تبحث عن أدوار استعراضية، بل تتحرك من منطلق مسؤولية قومية وإنسانية لحماية شعوب المنطقة من كوارث الحروب، وتؤمن أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار.

 الغارات على إيران انتهاك صريح

وحذّر المهندس محمد فريد، القيادي بحزب مستقبل وطن، من خطورة الهجمات العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي على إيران، واصفًا إياها بأنها تمثل تصعيدًا غير مسبوق وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، يهدد بانفجار شامل في المنطقة والعالم.

وأضاف أن غطرسة القوة لن تحقق الأمن لأي طرف، بما في ذلك إسرائيل، لافتًا إلى أن مثل هذه العمليات العسكرية لن تؤدي إلا إلى إشعال فتيل الأزمة، وتوسيع رقعة الصراع، وتعريض شعوب المنطقة لخطر بالغ، مؤكدًا أن احترام سيادة الدول وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي هو المدخل الحقيقي لأي سلام.

وأكد أن مصر ستظل داعمة للقضية الفلسطينية من منطلق وطني وإنساني، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية ومنذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، قدمت مساعدات إنسانية ضخمة، وسعت بكل الوسائل السياسية والدبلوماسية لوقف العدوان، وإنقاذ أهالي القطاع من الإرهاب والتجويع الذي تمارسه إسرائيل.

وأشار خميس إلى أن مصر طالما حذّرت من هذه اللحظة، التي يرى فيها العالم بأعينه انفجارًا إقليميًا يوشك أن يتحقق، مؤكدًا أن الدولة المصرية تخوض معركة دبلوماسية شرسة من أجل إنهاء الاحتلال، وتنفيذ حل الدولتين، وأنها ستواصل هذا الدور مهما كانت التحديات، لأن أمن الإقليم يبدأ من عدالة القضية الفلسطينية.

طباعة شارك ايران عزة مصر فلسطين البرلمان

مقالات مشابهة

  • بالتزامن مع التصعيد ضد طهران.. الاحتلال يشدد الإجراءات في الضفة الغربية
  • بحملة مداهمات تخللها اعتداءات على ممتلكاتهم.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 37 فلسطينيًا من الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 37 فلسطينيًا من الضفة الغربية
  • الاحتلال يواصل إغلاق الحواجز العسكرية المؤدية إلى الضفة الغربية
  • العدو الإسرائيلي يضيق الخناق على محافظات الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 15 فلسطينيًا من الضفة الغربية
  • من بينهم أسرى سابقون وذوو شهداء.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 15 فلسطينيًا من الضفة الغربية
  • الاحتلال يغلق الأقصى والضفة الغربية وسط رفع حالة التأهب
  • قوات الاحتلال تغلق الضفة الغربية حتى إشعار آخر
  • تصعيد خطير.. قيادات حزبية: هجوم إسرائيل على إيران يتذر بانفجار شامل