روسيا وكازاخستان تخططان لإطلاق برامج جديدة لدراسة الفضاء
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
كازاخستان – أعلن وزير العلوم والتعليم العالي في كازاخستان، ساياسات نوربيك أن روسيا وكازاخستان تخططان لإطلاق برامج جديدة لدراسة الفضاء.
وخلال اجتماع عقد الخميس، جمع وزراء التعليم التابعين لمنظمة شنغهاي للتعاون قال الوزير:”تعتزم كازاخستان وروسيا إطلاق برامج جديدة للبحوث العلمية والفضائية المشتركة، فضلا عن توسيع التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي”.
وأضاف:”اليوم لدينا اجتماع مخطط له مع رئيس معهد موسكو للطيران، حيث سنعيد تشغيل وتوسيع برامج الذكاء الاصطناعي، ونخطط لإطلاق برامج جديدة في مجال الفضاء والبحث العلمي”.
وأشار الوزير إلى “أن التعاون مع روسيا في مجالات التعليم العالي يمثل أولوية استراتيجية مطلقة بالنسبة لكازاخستان، إذ توجد اليوم سبعة فروع لجامعات روسية رائدة في بلاده، بما فيها فرع تابع لمعهد موسكو للطيران موجود في بايكونور”.
وفي أبريل الماضي كانت وزارة التنمية الرقمية قد أبلغت وكالة “تاس” الروسية أن مجمع إطلاق الصواريخ الجديد “بايتيريك” الذي يتم استحداثه في قاعدة “بايكونور” الفضائية سيبدأ تشغيله عام 2028.
وكانت روسيا وكازاخستان قد وقعتا عام 2018 على بروتوكولات لتعديل الاتفاقيات بشأن استحداث مجمع “بايتيريك” في قاعدة “بايكونور” الفضائية، واتفق الطرفان على أن تقوم كازاخستان بتعديل بعض البنى التحتية في القاعدة وتعديل مجمعات إطلاق صواريخ Zenit-M الموجودة في القاعدة لتحويلها الى مجمعات لتحضير وإطلاق صواريخ الفضاء الروسية الجديدة، وبدورها تتولى روسيا عمليات تطوير صواريخ Soyuz-5 وSoyuz-6 التي سيتم إطلاقها من المجمع المذكور.
وتعتمد روسيا على قاعدة “بايكونور” في العديد من عمليات الإطلاق الفضائية، وبالأخص في إطلاق مركبات نحو المحطة الفضائية الدولية.
المصدر: تاس
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: إطلاق برامج جدیدة
إقرأ أيضاً:
«فيلم حرب العوالم» .. الكائنات الفضائية تهبط على الأرض وتسرق المعلومات الرقمية
طاهر علوان
رواية تعود إلى عام 1898 تدخل عالم الذكاء الاصطناعي وزمن الطائرات المسيّرة
مما لا شك فيه أن مراجعة تاريخ السينما تحيلنا إلى أعمال روائية تم اقتباسها إلى الشاشة عدة مرات ولا تزال حاضرة وموضع اهتمام كتاب السيناريو والمخرجين والمنتجين، من منطلق البناء السردي القائم على عدة عناصر مشتركة بين الوسطين الأدبي – الروائي من جهة والسينمائي من جهة أخرى.
من هنا أضافت الشاشات شهرة إضافية لأعمال كثير من الكتّاب الروائيين من حول العالم الذين تم اقتباس أعمالهم وإعادة إنتاجها بصريا ليشاهدها الملايين وهو اتجاه في السينما والرواية لا يزال موضع اهتمام كثير من النقاد والباحثين وعلى رأس أسئلتهم مدى قرب الرواية من عالم السينما أو ابتعادها عنها.
من هنا يمكننا النظر إلى هذا النوع من الشغف بواحدة من روايات الكاتب الإنجليزي اج جي ويلز الشهيرة وهي رواية حرب العوالم التي كانت قد صدرت لأول مرة في عام 1898 وهي رواية خيال علمي تتعلق بهجوم وغزو كائنات فضائية لإحدى المقطعات البريطانية وبمعنى أنها رواية ذات طابع محلي لكنها تحوّلت إلى العديد من البيئات والأماكن والشخصيات وصولا إلى صراع كوني هائل.
انصب الاهتمام بالرواية لطابعها الخيالي الواسع وهو الأمر الذي أدّى إلى تحويلها إلى أكثر من 15 عملا ما بين فيلم روائي طويل وبين مسلسل تلفزيوني وكان آخرها هو هذا الفيلم الذي نحن بصدده الآن للمخرج ريتش لي، وحيث سوف ننتقل بهذه الرواية من معطياتها المبسطة التي تتناسب مع الزمن الذي ظهرت فيه إلى حرب الذكاء الاصطناعي والخوارزميات وأنظمة قراءة الوجوه والطائرات المسيرة المخصصة للمراقبة فضلا عن ازدحام الفضاء بالأقمار الصناعية.
هنا سوف نشهد اختلالا كونيا يتمثل في قصف فضائي بوساطة كم هائل من النيازك التي تستهدف كوكب الأرض وباتجاه تعطيل أنظمة التوجيه والاستجابة والاتصالات والمراقبة وصولا إلى النفاذ إلى الخوادم التي تسيّر أنظمة الملاحة وتشغل المصانع والمفاعلات الذرية وانتزاع الأوامر والملفات المخزنة فيها وشلّها بالكامل.
كل هذا سوف يصلنا من وجهة نظر ويليام رادفورد - يؤدي الدور الممثل أيس كيوب وهو أحد كبار موظفي وزارة الأمن الأمريكية الذي تنتشر من حوله الشاشات التي يتمكن من خلالها من استخدام كافة الأدوات والبرمجيات التي تتيح له مراقبة كل ما يدب في العاصمة.
لكنه وهو في وسط هذه المهمة فإنه شغوف بمتابعة ولديه، وخاصة ابنته التي هي على وشك الوضع عندما يتم رصد القصف بالنيازك وبدء استهداف الولايات المتحدة يضاف إلى المشهد الابن المشغول بالبرمجيات والألعاب ليظهر فيما بعد أنه ومعه قراصنة آخرون هو المسؤول عن هجمة على الحكومة لفضح توجهها لإنشاء برنامج ضخم لتخزين البيانات الشخصية مما يدفعه ومع القراصنة الآخرين إلى الانتفاض على النظام.
يلفت النظر بناءً على هذه الأحداث، أن كثيرا من النقاد يناقشون الفيلم لكونه كما ذكرنا تجربة جديدة في تحويل تلك الرواية التاريخية ذائعة الصيت للكاتب الكبير أج جي ويلز، ويتجهون بقراءتهم إلى أن الأمر يتعلق بالمقاربة السردية القائمة على ركنين أساسيين وزاويتي معالجة لأحداث الرواية/ الفيلم وهما الحدث الجلل المترتب على غزو الكائنات الفضائية يتم رصدها من طرف شخصية واحدة وهي شخصية ويليام الذي يراقب ويحلل البيانات في وزارة الأمن الداخلي وهو موضع ثقة كبيرة إلى درجة أن رئيس الولايات المتحدة ينصت لمشورته وتقييمه ولكنه مع ثقل هذه المهمة مشغول بولديه ويمنحهما وهو في مكان العمل نفس ما يمنحه لعمله من وقت واهتمام وهي مقاربة استثنائية جعلت كثيرا من النقاد يعلقون على مسارات وأنساق السرد الفيلمي.
وفي هذا الصدد يقول الناقد بيتر ديبورج في موقع فيرايتي: «إذا كان لهذا الفيلم من مغزى، فهو لا يتعلق بالكائنات الفضائية أو خصوصية البيانات أو أيٍّ من نقاط النقاش القائمة على أساس نظرية المؤامرة التي شاهدناها في الفيلم، بل يتعلق الأمر بالأبوة، صورة ذلك الأب، المهووس بالسيطرة على ولديه وصولا إلى التغلغل في معلومات عائلته الخاصة وسوف يتطلب الأمر كارثة عالمية لتعليمه أنه يجب أن يمنحهم بعض المساحة من الاهتمام».
أما الناقد مارك دوجيسك في موقع ميكارفيوز فيقول: «إنها فكرة رائعة بلا شك هي العودة إلى أج جي ويلز، لكن خيال صانعي الفيلم سرعان ما يتجه باتجاه آخر، ففي النهاية، من الأفضل أن يكون هناك سبب وجيه لبقاء الابن المخلّ بالنظام في مكانه، وإلا ستنتهي خدعة السرد بأكملها كما أن مشاهدة رجل جالس وأمامه الشاشة لمدة 80 دقيقة تقريبا ليست دائما أمرا مثيرا، خاصة أن ذلك يجعل بطلنا شخصية سلبية تماما في الدراما. ومع ذلك، فإن جعل شخصيتي الأب والابن نشيطتين للغاية في هذه القصة قد يحطم وهم مشاهدة الغزو الذي سوف يتكشف بفضلهما أنه بلا حول ولا قوة».
على أننا إذا عدنا بهذه الروائية ذائعة الصيت وطرق معالجتها فنيا فإننا سوف نتوقف عند محطات كثيرة منها مثلا من النسخة الإذاعية من الرواية التي أنجزها المخرج الكبير أورسون ويلز في عام 1938 وحبست الأنفاس في ذلك الوقت الذي غابت فيه القراءة المرئية للرواية، وقيل في حينه: إن تلك الرواية – الإذاعية أثارت ذعر المستمعين خوفا من هجوم الكائنات الفضائية العملاقة.
ينتقل الفيلم في قسمه الآخر إلى إشكالية جديدة وهي نظرية المؤامرة وما تحيكه الإدارة الأمريكية من خلال أحد أكثر مسؤوليها تشددا ومكرا وهو المسؤول عن تصميم برنامج سري مخبأ في طبقة سفلى من مبنى وزارة الأمن، أنه يؤمن بمقولة: إن الأب عليه مراقبة أطفاله وكذلك على الحكومة مراقبة شعبها حتى لا يبقى شيء يقومون به دون علم مراصدها وعينها المفتوحة، وخلال ذلك سوف يحتشد الفيلم بمئات اللقطات السريعة لعمليات التصوير السري واقتفاء الأثر والتعرف على الوجوه مع مسحة كوميدية تتعلق بالعائلة ويومياتها من خلال مواقف على طرافتها إلا أنها تثير تساؤلا، هل إن هذا هو الوقت المناسب وسط غزو فضائي وقتال شرس بالطائرات ضد الغزاة الفضائيين أن الأب يناقش أبناءه على أمور هامشية لإظهار حبه لهم وما إلى ذلك؟
ما بعد تجربة المخرج الكبير جورج لوكاس في تحويله الرواية نفسها إلى فيلم في عام 2005 من بطولة توم كروز ها نحن مع نسخة أخرى ومقاربة مختلفة من خلال هذا الفيلم الذي لا يزال يعرض على الشاشات اليوم ويخلف وراءه جدلا نقديا هو امتداد للجدل الجديد القديم حول موضوع الاقتباس من الرواية إلى الفيلم وحول رواية هذا الكاتب.
......
إخراج/ ريتش لي
سيناريو / كيني جولد، مايك هايمان
عن رواية / حرب العوالم – أج جي ويلز
تمثيل/ أيس كيوب في دور ويليام رادفورد، ايفا لونجوريا في دور ساندرا، إيمان بينسون في دور فيث، هينري هول في دور ديفيد،
مدير التصوير/ كريستوفر بروبست