رصدت الوثائق تفاصيل إبرام مصر لمعاهدة السلام مع إسرائيل، والتى وقَّعها الرئيس السادات يوم الاثنين 26 مارس 1979، والتى تتضمن «معاهدة السلام»، و«الخطاب المتبادل حول الحكم الذاتى للفلسطينيين»، فضلاً عن محضر متفق عليه خاص بالمواد الأولى والرابعة والخامسة والسادسة للمعاهدة والملحق الأول لمعاهدة السلام، كما ردت على أبرز الاستفسارات المثارة حولها، مؤكدة أن المعاهدة لا تتضمن أى بنود سرية حسبما تردد عقب توقيع معاهدة السلام بين الجانبين.

وأوضحت اللجنة أن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل تؤكد اقتناع مصر وإسرائيل بالضرورة الماسة لإقامة سلام عادل وشامل ودائم فى الشرق الأوسط وفقاً لقرارى مجلس الأمن، وتؤكد على الالتزام من جديد بإطار السلام فى الشرق الأوسط المتفق عليه فى كامب ديفيد، مشيرة إلى أن هذا الحديث يُقصد به سلام بين مصر وإسرائيل وكل جيرانها العرب ممن يكونون على استعداد للتفاوض من أجل السلام على الأساس المشار إليه.

كما أن معاهدة السلام تشكل خطوة عامة فى طريق السلام الشامل وتسوية النزاع «العربى - الإسرائيلى» من جميع جوانبه.

وشددت اللجنة على أن المفاوض المصرى سيكون دائماً على استعداد فى المراحل المقبلة من المفاوضات، لتقديم الخبرة والجهد للأشقاء العرب أطراف النزاع، إذا ما طُلب منه ذلك فى سبيل التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم ٢٤٢ بكل بنوده، والذى يقضى بالانسحاب الإسرائيلى الكامل من الأراضى التى احتُلت سنة ١٩٦٧.

وقالت اللجنة إن مضيق تيران وخليج العقبة هما من الممرات المائية الدولية المفتوحة لكافة الدول، وفق المعاهدة، وما قبلها؛ فهو واقع منذ عام 1956، وهناك خطابات متبادلة بين مصر وإنجلترا وفرنسا تشير إلى حق إسرائيل فى استخدام مضيق تيران، كما أن هذا الحق وارد أيضاً فى قرار مجلس الأمن رقم ٢٤٢، وبحكم أن إسرائيل لها موقع على خليج العقبة فهى فى حاجة إلى أن تمر فى الخليج، وهذا اتجاه مُسلَّم به فى المؤتمر الذى يعيد النظر فى قانون البحار، وقد سبق الأخذ به فى مؤتمر جنيف عام ١٩٥٨، كما أن النص فى هذه الاتفاقية لا يلزم السعودية والأردن، فلكل منهما الحق فى إقرار ما عليه مصالحه.

وأكدت اللجنة البرلمانية أن الالتزامات العربية لمصر لها الأولوية على الالتزامات المترتبة على هذه الاتفاقية، مؤكدة أن المعاهدة تنشئ التزامات تعاقدية ولا يمكن لهذه الالتزامات أن تخل بالقواعد الأساسية للقانون الدولى، ولا يمكن لدولة أن تتعاقد مع دولة أخرى تعاقداً يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة، والالتزامات التعاقدية أياً كانت لا يمكن أن تتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة، وهناك تصريحات رسمية مصرية تنفى أن تلزم الحكومة نفسها بأی أولوية لهذه المعاهدة على المعاهدات الأخرى مثل معاهدة الدفاع المشترك بين الدول العربية.

وتابعت: «وإذا كان التزام الدول بميثاق الأمم المتحدة وهو الدستور الأعلى الذى لا يتناقض مع حق الدفاع الجماعى الشرعى وهو حق طبيعى للفرد والدولة، فلا يمكن للمعاهدة أن تتعارض مع القواعد الدستورية. إن النصوص لا تفسر فى فراغ، وإنما فى ضوء الأطراف والأعمال التحضيرية لها. ثم إن الفيصل هنا هو إدارة مصر، وهى الملتزمة بتنفيذ التزاماتها».

وواصلت: «إن التزام مصر قائم تجاه الدول العربية طبقاً لاتفاقية الدفاع المشترك، وإذا حدث أى عدوان من إسرائيل على أى دولة عربية تدخل فى نطاق الدفاع المشترك فإن مصر ستقف إلى جانب الدولة العربية المعتدى عليها».

وتطرقت اللجنة للشق الثانى من معاهدة السلام «المصرية - الفلسطينية»، الخاص بالحكم الذاتى للفلسطينيين، مضيفة: «أصر المفاوض المصرى على رفض توقيع الشق الأول دون الشق الثانى، الذى هو مكمل للأول ومرتبط به تماماً من الناحية القانونية، لا يوجد فرق بين الشقين، ولهما نفس القوة الإلزامية».

وأضافت: «وهناك ارتباط وثيق بينهما من النواحى الزمنية والموضوعية والقانونية السياسية، فلقد مهَّد الشق الثانى من المعاهدة الطريق إلى خطة عمل عربى مشترك من أجل إقامة الحكم الذاتى الفلسطينى وفق جدول زمنى».

وقد تضمنت الوثيقة المشار إليها خطوطاً مفصلة بالنسبة للقضية الفلسطينية، وان تركت للمفاوضات نقاطاً أخرى لا بد أن تتداولها الأطراف المعنية، وقد وضع المفاوض المصرى هدفاً استراتيجياً هو ضرورة الاعتراف بالشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة، ولا شك أن تحقيق هذا الهدف يتطلب جهوداً مضنية، ويمكن أن يمر بمراحل مختلفة، وفى هذه الوثيقة تعترف إسرائيل لأول مرة بأن هناك حقاً فلسطينياً.

واشتمل الاتفاق على توفير حكم ذاتى كامل لسكان الضفة الغربية وغزة يتم فور قيامه إلغاء الحكومة العسكرية الإسرائيلية وإدارتها المدنية.

وترى اللجنة أنه حينما يقوم الكيان الفلسطينى، وأياً كانت حدوده فى المرحلة الحالية، فإنه يستطيع أن يفرض التطور، بالطريقة التى يرتضيها الفلسطينيون ككيان مستقل مرتبط بالأردن أو كدولة مستقلة، وهى أمور تتوقف على عوامل مختلفة تتوقف على مدى صلابة الموقف الفلسطينى ووحدة كل عناصره، ومن مواده التضامن العربى الحقيقى.

ولما كانت هذه الوثيقة تؤكد التزامها بمبادئ الأمم المتحدة والتزامها بالقرار ٢٤٢ وبأن يعترف الحل الناتج عن المفاوضات بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، فإن الأساس المهم قد تمت معالجته، ويتبقى أن يقوم الجانب الفلسطينى بمساندة القوى العربية المختلفة والدول الصديقة بالمساهمة فى تكملة البناء.

وأضافت: «وتعهدت الولايات المتحدة فى الشق الثانى من المعاهدة بالاشتراك كشريك كامل فى جميع المفاوضات من أجل قيام الحكم الذاتى فى الضفة الغربية وقطاع غزة، وفى جميع مراحل المفاوضات حتى يتم تكوين الكيان الفلسطينى، وبمجرد انتهاء هذه المفاوضات يجب إجراء الانتخابات لإقامة سلطة الحكم الذاتى فوراً، وبمجرد قيام الحكم الذاتى يجب على الحكومة الإسرائيلية العسكرية أن تنسحب من غزة والضفة وما يتبقى من القوات يتمركز فى بعض القواعد العسكرية المحددة، وستقوم إسرائيل بعدة إجراءات من جانبها قبل الدخول فى المفاوضات، وهذه الإجراءات تتضمن الإفراج عن المعتقلين والسماح بالنشاط السياسى وعودة النازحين ونقل مقر القيادة العسكرية خارج المدن والسماح بحرية الحركة والسفر للفلسطينيين».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معاهدة السلام إسرائيل سيناء الاحتلال غزة فلسطين مصر السادات معاهدة السلام الأمم المتحدة لا یمکن

إقرأ أيضاً:

مساعد وزير الخارجية الأسبق: الرئيس السيسي لا يدخر جهدا لمساعدة الأشقاء في غزة (حوار)

قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنّ قرار مجلس الأمن صدر عشية انعقاد المؤتمر الدولى للاستجابة الإنسانية الطارئة فى غزة، وبالتالى يبحث المؤتمر محاور مهمة تناولها القرار الأممى، ومن بينها مخطط تجزئة قطاع غزة، لأن إسرائيل تفكر فى اقتطاع جزء من شمال غزة لإقامة قاعدة عسكرية من أجل السيطرة الأمنية، وهو ما شمله قرار مجلس الأمن.. فإلى نص الحوار:

فى البداية.. ما أهمية المؤتمر الدولى للاستجابة الإنسانية الطارئة فى غزة؟

- المؤتمر تشارك فيه أكثر من 70 دولة ومنظمة وهيئة دولية، ويتناول محورين؛ الأول سياسى يتمثل فى وقف إطلاق النار بجميع أنحاء قطاع غزة، ورفع الحصار الإسرائيلى عن القطاع وتأمين وصول المساعدات، والاتفاق مع الهيئات الدولية ومنظمات المجتمع المدنى التى ستتسلم المساعدات وكيفية توزيعها، والمحور الثانى اقتصادى ويتمثل فى تعهدات من الدول والمؤسسات الدولية المشاركة بتقديم أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية، سواء غذاء أو مياه أو أدوية أو معدات طبية ووقود، لأن القطاع فى أشد الحاجة إلى هذه المساعدات، لتحقيق المبادرة التى طرحها الرئيس الأمريكى جو بايدن يوم 31 مايو بتسليم 600 شاحنة يومياً على الأقل للقطاع، وهو ما يتطلب فتح معبر رفح، والذى بدوره يتطلب انسحاب القوات الإسرائيلية من محور صلاح الدين، والعودة إلى تسليم المساعدات للجانب الفلسطينى وليس إلى قوات الاحتلال وفقاً للمطلب المصرى الذى بحثته القاهرة خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكى مع الرئيس عبدالفتاح السيسى.

كيف ترى توقيت انعقاد المؤتمر صبيحة قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فى غزة؟

- من حسن الحظ أن قرار مجلس الأمن صدر عشية انعقاد المؤتمر، وبالتالى يبحث المؤتمر خطط إسرائيل بشأن اقتطاع جزء من شمال غزة لإقامة قاعدة عسكرية من أجل السيطرة الأمنية على القطاع، وهو ما شمله قرار مجلس الأمن، ومن المهم مناقشة حل الدولتين وسط هذا الحشد، لأن قرار مجلس الأمن تضمنت الفقرة الأخيرة منه إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وعدم تجزئة أو فصل قطاع غزة والضفة الغربية وأن تكون جميعها تحت حكم الشرطة الفلسطينية.

ما دلالات مشاركة وزير خارجية أمريكا أنتونى بلينكن فى المؤتمر؟

- حضور «بلينكن» رسالة لإسرائيل بأنه آن الأوان لإنهاء هذه المأساة، وسط شكوك حول مدى التزام إسرائيل ببنود قرار مجلس الأمن الصادر مؤخراً، وذلك على الرغم من أن «بلينكن» لا يزال يلقى العبء على حماس.

كيف ترى دور مصر منذ العدوان على غزة؟

- فلسطين كلها جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى، وهى بوابة مصر الشرقية، وعندما ندافع عن فلسطين فنحن ندافع عن أمن مصر القومى، ومصر بقيادة الرئيس السيسى لا تدخر جهداً لتقديم المساعدة للأشقاء فى قطاع غزة، بداية من المساعدات الإنسانية وصولاً للتفاوض من أجل وقف إطلاق النار ومنع هذه المجزرة والإبادة الجماعية التى تمارسها إسرائيل، إلى جانب جهودها فى إدخال المساعدات وعدم تجويع الشعب بعد تدمير معظم أدوات الإنتاج سواء الزراعة أو المواد الغذائية، فضلاً عن تدمير المستشفيات والمرافق ومحطات المياه والكهرباء، فمصر تسعى إلى وقف فورى لإطلاق النار وبدء عملية الإعمار لإنقاذ الإخوة الفلسطينيين من الموت، وتمثل الأردن أيضاً جزءًا من القضية الفلسطينية لأن 60% من سكانها من أصول فلسطينية، وأغلب اللاجئين الفلسطينيين توجهوا للأردن منذ 1948 أو بعد حرب 1967 وتشرف عليهم «الأونروا»، وبالتالى هم جزء من الأمن القومى الأردنى.

مقالات مشابهة

  • ننشر حيثيات قبول استئناف متهم بأحداث شغب السلام
  • «حماس»: أبدينا إيجابية في المفاوضات للوصول إلى اتفاق شامل لوقف العدوان على غزة
  • طوفان الأقصى يدفع الشباب الإسرائيلي للهجرة المعاكسة
  • مساعد وزير الخارجية الأسبق: الرئيس السيسي لا يدخر جهدا لمساعدة الأشقاء في غزة (حوار)
  • لجنة تحقيق أممية: “إسرائيل” ارتكبت جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة
  • الولايات المتحدة تجدد التزامها بالدفاع عن الفلبين بموجب معاهدة الدفاع المشترك
  • رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا من ملتقى حي الحسين بالمفرق
  • انعدام الخدمات الصحية برفح جراء العدوان الإسرائيلي
  • «صفقة الأسرى وعدم توسيع رقعة الصراع».. أبرز مطالب بلينكن من نتنياهو
  • 50 % من ضباط الجيش الإسرائيلي لا يريدون استكمال الخدمة (فيديو)