المرأة.. دور محوري في تحقيق الاستدامة
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةتسجّل المرأة حضوراً بارزاً ومؤثِّراً في مجال الاستدامة ومشاريع الطاقة المتجددة، وتسهم بشكل فاعل في التقليل من البصمة الكربونية، وتحظى بدعم كبير لتمكينها وتعزيز وجودها في المجال التكنولوجي، لتلعب دوراً محورياً في تسريع التنمية المستدامة، وتحقيق الأهداف المناخية، لخلق عالم أكثر صحة وأمناً واستقراراً.
قصص نجاح
التقت «الاتحاد» نخبة من النساء الرائدات في مجال الاستدامة، على هامش مشاركتهن في فعاليات «القمة العالمية لطاقة المستقبل 2024»، التي نظمتها شركة «مصدر» مؤخراً في مركز «أدنيك» أبوظبي، هذه الفعالية السنوية الرائدة في مجال الأعمال والتي تركز على الطاقة البديلة والاستدامة، سلّطت الضوء على دور النساء في مجالات منظومة الطاقة، ومنحت كل سيدة فرصة سرد قصة نجاحها وآرائها حول العديد من القضايا، ومنها التغير المناخي والسياحة المستدامة وتكنولوجيا المدن الذكية وتكامل الاقتصاد الدائري، والتنوع في مكان العمل.
تمكين
قالت هند الحويدي، الرئيس التنفيذي للتطوير في مجموعة «بيئة»: ركّزتُ خلال مسيرتي المهنية على التعليم، ونجحتُ في تطوير مهاراتي القيادية، لا سيما في ظل الدعم والفرص الكبيرة التي قدمتها لي «مجموعة بيئة»، وبشكل خاص فرص التنمية الذاتية والتطوير المهني والقيادي، لتولي مناصب أكبر وأعلى وأكثر أهمية، فبدأتُ بقطاع التعليم ثم انتقلتُ إلى التدريب والتنمية والتطوير والثقافة، وأحرصُ على تدريب الكفاءات الموجودة في «مجموعة بيئة»، علماً بأن فرص التدريب التي وفرتها لي المجموعة في بداية مسيرتي المهنية، هي التي مكّنتني من الوصول إلى المنصب القيادي الذي أتولاه حالياً، وأعمل الآن على تطوير كفاءات الزميلات، وتعزيز مهاراتهن القيادية، تماشياً مع سياسة المجموعة.
طاقة نووية
أشارت ميرة البلوشي، مهندس أول البرامج في شركة «نواة للطاقة»، التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، إلى أنها تعمل في محطات «براكة» كمهندس أول لبرنامج المعادن الذي يستهدف تطوير استراتيجيات الوقاية، وأضافت «نتيجة لاستراتيجية مؤسسة الإمارات للطاقة النووية الخاصة بأولوية تطوير الكفاءات الإماراتية في هذا القطاع العلمي والتكنولوجي المتقدم، خصوصاً الكفاءات النسائية، فقد أسهمنا بدور مهم في مسيرة تطوير محطات براكة، خاصة البرنامج النووي السلمي الإماراتي، الذي شاركنا فيه بنسبة عالية تصل إلى 20%، وقد أثبتت الكفاءات النسائية حضوراً قوياً في مختلف تخصصات قطاع الطاقة النووية في الدولة، إذ لدينا إماراتيات متخصصات كمشغلات مفاعلات نووية ومشغلات ميدانيات، ومتخصصات في الوقود النووي والهندسة بمختلف فروعها، بالإضافة إلى مجالات الدعم والإدارة وغيرها، وفي الآونة الأخيرة، تُوّجت الجهود النسائية الإماراتية بإطلاق فرع الشرق الأوسط من منظمة المرأة في الطاقة النووية، حيث تتولى رئاسة هذا الفرع واحدة من الكفاءات النسائية الإماراتية، وهذا نتيجة السمعة المميزة للبرنامج النووي السلمي الإماراتي، وتحقيقه إنجازات استثنائية في زمن قياسي، إلى جانب الدور الريادي لدولة الإمارات في هذا القطاع».
تسهيلات
نرمين نجم، رئيس قسم التسويق والعلاقات العامة في مدينة مصدر، أشارت إلى أن المرأة أصبحت اليوم أكثر تأثيراً في مجال الاستدامة، ولها دور كبير في قيادة رحلة الاستدامة في المنطقة الحرة في مدينة مصدر، حيث إن هناك عشرات الشركات تقودها نساء، وأضافت «في مدينة مصدر، نحرص على دعم المرأة في مجال الاستدامة من خلال توفير تسهيلات ومحفزات للشركات الخاصة بالمرأة، لتعزيز مبادئ الاستدامة بداية من أسرتها، وحتى تأثيرها على المجتمع».
إدارة الطاقة
قالت هنادي الحياري، شركة «سمارت أي كلوبال»: ندرك جيداً أن العالم اليوم يتجه نحو إدارة الموارد، ونحن من الشركات الأردنية الرائدة في هذا المجال، وشركتنا تمثل النساء 70% من كوادرها، ونعمل على رصد المنشآت أو البيوت، وندرس حجم استهلاك الطاقة فيها، ونضع خططاً للتقليل من استهلاك الطاقة بنسبة تتراوح بين 20 و30%، والشأن ذاته بالنسبة للمياه واستهلاكها في المدارس والبيوت والمزارع.
تبادل خبرات
أما ملاك الراعي، مديرة تطوير بشركة «سولارابيك»، وهي منصة تعليمية إخبارية في منطقة الشرق الأوسط، في مجال الطاقة المتجددة والاستدامة باللغة العربية، فأشارت إلى أن شركة «سولارابيك» تضم أكثر من 60% من النساء، قائلة «ننظم مسابقات خاصة بالمهندسات، ونعمل على تدريبهن وتمكينهن، ونفتح لهن باب تبادل الخبرات والتواصل، كما نوفر تدريبات معتمدة من ألمانيا، ومن مختلف أنحاء العالم في الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية وجميع المجالات المتعلقة بالطاقة والاستدامة».
تكنولوجيا الأغذية
أعربت سوزان باين، الرئيس التنفيذي للعمليات بشركة «سوستانبل بلانت»، والتي حرصت على الحضور من كندا للمشاركة في القمة، عن سعادتها بالعودة إلى أبوظبي، والمساهمة بأفكار إبداعية من خلال شركتها المتخصصة في تكنولوجيا الأغذية الزراعية، إضافة إلى تسليط الضوء على مساهمات المرأة القيمة في مجالات الابتكارات التقنية لمكافحة التغير المناخي، موضحة أن الشركة تختص بإنتاج البروتينات النباتية التي تسهم في تجديد موارد الأرض، والتخفيف من انبعاثات الكربون، ونحن اليوم في المنصة الأمثل لتبادل الآراء والخبرات، فضلاً عن إفساح المجال أمام السيدات لاستعراض العديد من البدائل المستدامة، بما يعزز دورهنّ في تكنولوجيا المناخ، بما فيها حلول استبدال المواد البلاستيكية الدقيقة الموجودة في الدهانات والإطارات ومستحضرات التجميل، بالخرز الطبيعي البديل أو بعبوات قابلة للتحلل الحيوي والمصنوعة من الأعشاب البحرية.
بيئة خصبة
تضيف باين: على نحوٍ مماثل، توفر «سوستانبل بلانت» البروتين النباتي على نطاق واسع ضمن أراضٍ غير صالحة للزراعة باستخدام الحد الأدنى من المياه، فالشركات الذكية مناخياً لا تولّد المزيد من النفايات، بل تنتج نفايات أقل وبكفاءات أكبر لتعمل مع الطبيعة وليس ضدها، وتقدّم دولة الإمارات بيئة خصبة للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تقودها سيدات يعملن في ميادين الطاقة والاستدامة، وأنا فخورة بالدعم الذي نتلقاه من مبادرة ملتقى «تبادل الابتكارات بمجال المناخ - كليكس».
جودة الهواء
قالت شروق علي، مهندسة إلكترونية بشركة «إيكو سيستم أنفورماتيكس» وحاصلة على دكتوراه في هندسة الاتصالات، ومشرفة على براءات الاختراع «نقدم خدمات وحلولاً عبر جهاز ذكي يقيس ويراقب جودة الهواء عبر تثبيته على السيارات و(الدرون)، حيث يرسل إشارات تحذيرية لصناع القرار لاتخاذ الحل المناسب قبل تفاقم المشكلة»، وأضافت: «جودة الحياة تؤثر في حياة الناس بشكلكبير، فمثلاً قد يكون الشخص حريصاً على طعامه وشرابه وصحته البدنية، لكنه يعاني أمراضاً خطيرة نتيجة تلوث الهواء، والذي قد يؤدي إلى إسقاط الحمل أو تشوه الأجنة، فضلاً عن انتشار أمراض السرطان».
خلايا جذعية
أشارت عليا عبد الرازق، الرئيس التنفيذي للعمليات في «سيل سيف»، التي تم افتتاحها عام 2006 كأول منشأة خاصة بالخلايا الجذعية في المنطقة، إلى أن «سيل سيف» بإدارة مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، هي شركة رائدة في مجال توفير حلول طبية متقدمة من خلال الخلايا الجذعية المخزنة، انطلاقاً من التزامها بإحداث ثورة في الطب الحديث، مع إمكانية تخزين الحبل السري والخلايا الجذعية المشيمية التي تعتبر علاجاً لمختلف الحالات المستعصية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: المرأة الإماراتية تمكين المرأة قمة طاقة المستقبل الإمارات القمة العالمية لطاقة المستقبل الاستدامة فی مجال الاستدامة إلى أن
إقرأ أيضاً:
سلطنة عمان تتقدم في ترسيخ مكانتها العالمية كوجهة للسياحة والاستثمار
كتبت - أمل رجب
أكد تقرير صادر عن وحدة أبحاث الاستثمار «إف دي آي انتليجنس»، التابعة لصحيفة «فايننشال تايمز»، أن سلطنة عمان تتقدم بتسارع في مساري التنويع الاقتصادي ومواكبة متطلبات النمو المستقبلي من خلال وضع الاستثمارات في مختلف القطاعات على طريق الاستدامة وفق أهداف «رؤية عمان 2040» التي تمثل إطارا لبناء اقتصاد وطني متنوع ومستدام من خلال تعزيز التنمية، وزيادة الجاذبية الاستثمارية لسلطنة عمان.
وأشار التقرير إلى أن تنفيذ رؤية عُمان يحظى بدعم كبير من مبادرات تحفيز الاستثمارات وإتاحة الأراضي للمستثمرين وتطوير التشريعات، مما يسهم بشكل متزايد في تعزيز مكانة عُمان كوجهة عالمية للاستثمار والسياحة، وتجتذب مشروعات المدن المستقبلية استثمارات دولية متزايدة تدعم نمو العديد من الأنشطة والقطاعات مثل السياحة والتطوير العقاري والتكنولوجيا الذكية، وبدأ تنفيذ رؤية عمان يؤتي ثماره بالفعل من خلال تعزيز الاستقرار المالي، ورفع تصنيف سلطنة عُمان طويل الأجل إلى درجة الجدارة الاستثمارية، والارتفاع الملموس في حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في سلطنة عمان، ومن المتوقع أن تسفر جهود التنويع الاقتصادي عن تحفيز النمو ودعم الاستقرار المالي واستمرار زيادة جاذبية سلطنة عمان لدى المستثمرين والزوار على حد سواء.
وأضاف التقرير: إن آفاق التنمية الحضرية واعدة نظرا لعوامل متعددة منها عدد السكان الذي يتجاوز 5 ملايين نسمة، والنظرة الايجابية لسلطنة عمان كوجهة استثمارية موثوقة، على عكس أسواق العقارات المتراجعة في أوروبا وأمريكا الشمالية، كما تواصل سلطنة عمان تعزيز جاذبيتها السياحية مما يتيح فرصا استثمارية واعدة خاصة مع تبني نهج سياحي شامل، يعتمد على تنوع التجارب والخيارات السياحية المتاحة للزوار المحليين والدوليين، وتحسين تنافسية وجودة العروض السياحية. وتندرج هذه الجهود في إطار خطط التنمية التي تنفذ في جميع أنحاء البلاد، وتستهدف رفع مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي الى 10 بالمائة بحلول عام 2040، ورفع أعداد الزوار الدوليين الذين تجتذبهم سلطنة عُمان بفضل ثقافتها العريقة وتراثها الفريد ومقوماتها الجغرافية والطبيعية المتنوعة.
وأكد التقرير أن الاستدامة أصبحت جزءًا أساسيًا من خطط التنمية في سلطنة عُمان، التي تسعى لضمان تكيف مسار استثماراتها مع متطلبات المستقبل للحفاظ على البيئة والمساهمة في احتواء التغير المناخي، ومع ازدياد حدة الظواهر الجوية نتيجة الاحتباس الحراري، تتخذ سلطنة عُمان خطوات لدمج الاستدامة البيئية والمناخية في مختلف خطط التنمية الحضرية والسياحية، وتركز مشروعات التطوير الحضري على اتباع أفضل الممارسات في مجال التكيف مع المناخ والبنية الأساسية والتوسع في المساحات الخضراء، وتعزيز قدرة السواحل على الصمود في مواجهة الظواهر والأنواء المناخية، كما تستثمر سلطنة عُمان في الجيل القادم من التقنيات الذكية، مثل أنظمة الذكاء الاصطناعي، لتحسين جودة الهواء ودعم التخطيط وإدارة حركة المرور والتحول نحو النقل الذكي والأخضر، وتتمحور منظومة المدن المستقبلية حول رفع جودة المعيشة والحفاظ على الاستدامة، خلال شوارع مخصصة للمشاة ومناطق خالية من السيارات وتمتد خطط التطوير الحضري من العاصمة مسقط الى العديد من المحافظات منها ظفار التي تعد مركز لوجستي رئيسي ووجهة سياحية بارزة في البلاد تجتذب أكثر من مليون زائر سنويا، وتسهم مخططات التطوير الحضري في تشجيع السياحة على مدار العام إلى هذه الوجهة التي تمثل بوابة بين آسيا وأوروبا وإفريقيا.