صحيفة التغيير السودانية:
2025-05-17@10:13:32 GMT

قول عسكرية.. قول جاهزية!

تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT

قول عسكرية.. قول جاهزية!

بثينة تروس

لا يخفى على أحد بعد مرور عام من الحرب أن مسرح الفوضى، وانتشار السلاح، واستباحة البلاد، ونهب مواردها، قد اكتمل إعداده، بالفتن لختام انشطار الوطن إلى غير أمان. وخاب فأل الفلول حين نجح شباب وشيوخ قبيلة البني عامر في إخماد نيران مخططهم، لانشطار مكونات الشرق. ولو قدر للذاهبين بمعركتهم شمالاً من قوات الجنجويد فليستعدوا، لأنهم لن يجدوا غير التهميش المدهش وتغبيش الوعي، فلقد سبقتكم عليها أيادي الحركة الإسلامية لمدة ثلاثين عاماً حسوم.

وسيجدون نفس علة ما يشتكون من إخفاقات دولة 56. كما لم يستطع الجيش بمليشياته الجهادية من تحرير الجزيرة وتلبية استغاثة أهلها العزل، إذ لا خير في المعتدي ولا خير في الذي فرّ من المعركة.

بالأمس القريب وحينما كانت الشوارع تهتف (لا إله إلا الله، الكيزان أعداء الله) و (العسكر للثكنات والجنجويد ينحل) كتب الكيزان، أعداء التغيير، على الجدران: (حميدتي لحماية الإسلام. ألم يكونوا إخوة متحابين نفذوا سوياً مجزرة القيادة العامة في يونيو 2019؟ أي ذاكرة تلك التي تنسي منظر قوات الجيش، والدعم السريع، وكتائب الظل الإسلاموية، واللجنة الأمنية، وهم يتحلقون بوحشية حول الشباب المعتصمين أمام القيادة العامة، وهم يفترشون الأرض وأيديهم فوق رؤوسهم، وآخرون مقيدون لا يكادون يقوون على المشي، وقوى الشر تصرخ فيهم بهستيريا (قول عسكرية) فيما يشبه الاستجابة على مطالب المدنية، وهتافات (مدنيااااو) ويواصلون ضربهم بأعقاب البنادق وبالعصي، بوحشية غاشمة ويتصايحون بحقد أعمى (مدنية ولا عسكرية؟) والشباب والكنداكات ما بين الدم وإزهاق الأرواح يرددون (لا. عسكرية، عسكرية) ثم يصورونهم بفيديوهات يتبارون في تسجيلها وبثها، (وحدس ما حدث.

نفس المشهد يتكرر في أحد فيديوهات إعلام الحرب الآن، قوات الدعم السريع يتحلقون حول مجموعة من أسرى مليشيات كتائب الجيش بعد معركة الجيلي، في نفس حالة هستيريا جنون الاعتصام (قول جاهزية، سرعة، حسم) مستعرضين قوتهم وسيطرتهم. ثم لا تبعد بعيدا عن ذلك المشهد، فيطالعك إعلام الطرف الآخر، مشهد لأفراد من منتسبي الجيش، وهم يصوبون دوشكاتهم وأسلحتهم، على رؤوس أسراهم من الدعم السريع، يصرخون مكبرين ومهللين لانتصارهم في المعركة نفسها على المتمردين. لكن المُختلف عن المشهد الأول أن جل رسالتهم موجهة للقوى المدنية، أي باختصار الطرف الذي لا يحمل سلاحاً في المعركة، من الواضح أنها ليست بمعركة (الكرامة) للوطن، وإنما تقودهم حفائظ نفوسهم والضغائن من ضياع سلطتهم، وهم دائما ما يهددون بأنهم عائدون، وسوف ينتصرون.

ولم يخفوا نيتهم بأن أول مهامهم بعد انتصارهم إعادة قوانين النظام العام سيرتها الأولى، وضبط اللبس، والسلوك، وسوف ينظمون الشارع السوداني، وتأديبهم بالضرب (والمتق) وحسم الفوضى وإقامة الحدود من حد السرقة وقطع الأيدي، والرجم. وبالطبع عجزوا عن شرح أسباب فشل حكومتهم عن تطبيق هذه الحدود على الفاسدين (وجلهم من المنتسبين إليهم) طوال ثلاثة عقود. أنهم أقوام لا تعلمهم التجارب، ولا يورثهم قبح الحروب حكمتها، فبدلا من تطمين المواطن بأنهم سوف يعمرون الأرض، ويستخلفون الدمار بالعمار، والموت بالحياة الرخية، ويعيدون المستشفيات، والمدارس والمدن سيرتها الأولى، فها هم يتوعدونهم بالانتقام والويل والثبور والمزيد من الموت وكأن ويلات الحرب لا تكفيهم انتقاماً من الشعب الذي ثار عليهم واقتلع نظامهم.

الشعب السوداني بلا جدال ضحية هذه الحرب التي لا تخضع لقوانين الحروب، إذ تظل الانتهاكات والمجازر البشعة مستمرة والتطور الوحيد يقع في أدواتها ومنهجيتها القمعية بعد أن استبيحت المدن والقرى، واحتلت بيوت المواطنين، ونهبت من طرفي الحرب! وقصفت منازلهم بلا رحمة، فزهقت الأنفس وضاع حصاد السنين، وتدمرت المنظومة الصحية والتعليمية المتهاويتان أصلا! وحصاد عام من الاحتراب كان ما يزيد عن ثلاثة عشر ألف قتيل، وما يفوق العشرين مليوناً يواجهون الموت بالمجاعة، وجل النازحين من الشيوخ، والأطفال، والنساء والفتيات اللائي واجهن العنف الجنسي والقهر والذل.

أما الحرب الإعلامية بين طرفي القتال، فلقد بلغت حدا من الاحترافية، أتقنوا فيها صناعة الفتن التي أعجز المدنيون صدها، فتصدعوا وانقسموا بأكثر مما كانوا عليه من تصدع وانقسام، حتى إنهم عجزوا عن أن يوحدوا شتاتهم في مظلة إعلامية موحدة  لجميع السودانيين جميعهم الذين يؤمنون بوقف الحرب بلا تمايز بين انتماءاتهم السياسية أو العقائدية، يستطيعون من خلالها كسب المجتمع الدولي لصفهم، ليقف معهم وهم يسعون لاستعادة الوطن، وينشرون من خلالها رسالة السلام وضرورته الملحة، ويرفعون مستوى الوعي بكيفية وقف الحرب، والتخطيط لما بعدها، وإحياء مطالب التغيير وفاء لجيل الشباب الذي آمن بالسلمية لتحقيق العدالة، واستشهد عدد كبير منه فداء لها. الشاهد في الأمر أن أعتى وأشرس الحروب انتهت بوضع السلاح والانحياز للتفاوض والسلم ولحفظ حقوق المواطن، وحفظ كيان الأوطان، وتبقى الحقيقة الثابتة أنه لا يحل مشكلة السودان إلا السودانيين أنفسهم.

الوسومبثينة تروس

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

“سيدات أعمال الشارقة” و”شراع” يختتمان “معسكر جاهزية الأعمال”

 

اختتم “مجلس سيدات أعمال الشارقة” بالتعاون مع مركز الشارقة لريادة الأعمال “شراع”، فعاليات “معسكر جاهزية الأعمال” الذي أُقيم على مدار خمسة أيام بمشاركة مجموعة متميزة من رائدات الأعمال الطموحات، بهدف تمكين المرأة في بيئة ريادة الأعمال وتسريع تأسيس ونمو الشركات الناشئة التي تقودها سيدات، من خلال تدريب عملي مكثف يغطي المهارات الأساسية للنجاح في هذا القطاع الحيوي.
جاء هذا التعاون الإستراتيجي ليعكس التزام الطرفين بدعم المرأة كرائدة للتغيير وصانعة للفرص من خلال تزويدها بالأدوات المعرفية والمهارات التقنية والعملية اللازمة لإطلاق وتوسيع مشاريعها وتعزيز حضورها في المشهد الاقتصادي المحلي والدولي.
وسلّط المعسكر الضوء على أبرز التحديات التي تواجه رائدات الأعمال ووفّر لهن بيئة تدريبية محفزة تضم ورش عمل تخصصية وجلسات توجيه فردية بإشراف خبراء في مجالات القانون والتسويق والإدارة المالية وتقنيات عرض المشاريع، كما تناول البرنامج مهارات التواصل وتطوير العلامة التجارية وإعداد الميزانيات وبناء علاقات فعالة مع المستثمرين.
وأكدت مريم بن الشيخ مديرة مجلس سيدات أعمال الشارقة، أن المعسكر شكل خطوة نوعية نحو تعزيز مكانة المرأة في المشهد الريادي، مشيرة إلى السعي من خلال هذه المبادرات إلى تمكين المرأة في مختلف مراحل رحلتها الريادية وتزويدها بمنصة تفاعلية لتبادل المعرفة والخبرات تُمكّنها من التحول من فكرة إلى مشروع واقعي يضيف قيمة حقيقية للاقتصاد الوطني.
وقالت عبير الأميري مدير إدارة الشراكات والبرامج في “شراع”، أن هذه المبادرة تعزز من مكانة الشارقة كمركز عالمي يحتضن الابتكار والطاقات النسائية، مؤكدة الإيمان بدور المرأة كعنصر محوري في منظومة ريادة الأعمال حيث عكس هذا المعسكر التزام “شراع” بتهيئة بيئة داعمة تعزز من فرص السيدات في تحقيق طموحاتهن وتحويل أفكارهن إلى مشاريع ريادية ناجحة.
وتعرفت رائدات الأعمال المشاركات في البرنامج على أساسيات الممارسات التجارية من خلال جلسات تفصيلية تتناول هياكل الشركات وحقوق الملكية الفكرية وصياغة العقود ومتطلبات الامتثال إلى جانب بناء إستراتيجيات تسويق متماسكة وإنتاج محتوى جاذب بالإضافة إلى إعداد الميزانيات وإدارة التدفقات النقدية وبناء العلاقات مع المستثمرين وتعزيز مهارات السرد القصصي لتقديم الأفكار بفاعلية أمام لجان التقييم والمستثمرين.
وستنضم الخريجات إلى منظومة الشركات الناشئة المزدهرة التي يدعمها “شراع” مما يفتح أمامهن آفاقاً أوسع للاستفادة من الدعم المستمر والإرشاد المتخصص الذي يلبي احتياجاتهن ومن فرص التواصل مع مجموعة من الخبراء والمستثمرين ورواد الأعمال، مما يوفر لهن منصة حيوية تساعدهن على مواصلة رحلتهن الريادية بثقة، ضمن بيئة حاضنة تسهم في تسهيل عملية تبادل الخبرات وتوفير فرص التعاون وتعزيز النمو المستدام للمشاريع في جميع مراحلها، ومن خلال دمج المشاركات في هذه المنظومة يضمن البرنامج استمرار حصول المشاركات على التوجيه والإرشاد وفرص الحصول على دعم مشاريعهن حتى بعد اختتام المعسكر.
وتأتي هذه المبادرة تجسيداً لرؤية دولة الإمارات تجاه ترسيخ أهداف التنمية المستدامة من خلال تعزيز ثقافة ريادة الأعمال حيث تعبر الشراكة بين “مجلس سيدات أعمال الشارقة” و”شراع” عن التزام مشترك بدعم التنوع الاقتصادي وبناء بيئة ريادية تحفّز نمو الشركات الناشئة، حيث تهدف هذه الشراكة إلى ترسيخ مشهد ريادة الأعمال وتشجيع النساء على قيادة مسيرة الابتكار وتحقيق طموحاتهن التجارية بما يواكب التطلعات الوطنية لإمارة الشارقة ودولة الإمارات.وام

 


مقالات مشابهة

  • عربات جدعون.. الجيش الإسرائيلي يعلن بدء هجوم واسع النطاق على غزة مع نهاية جولة ترامب الخليجية
  • بالفيديو .. دفاعات الجيش السوداني تحبط هجوم على سلاح المهندسين ..تدمير مدفع وسيارات قتالية وسقوط قتلى من الدعم السريع
  • “سيدات أعمال الشارقة” و”شراع” يختتمان “معسكر جاهزية الأعمال”
  • الزمالك يكشف عن جاهزية صلاح مصدق لمواجهة بتروجت
  • «سيدات أعمال الشارقة» و«شراع» يختتمان «معسكر جاهزية الأعمال»
  • مسيرات “الدعم السريع” تقطع الكهرباء عن الخرطوم وعدد من الولايات
  • هذه الفوضى ستنتهي بعد هذه الحرب.. الجيش سينتشر على امتداد خريطة السودان
  • جعجع: المشهد الذي انطلق من السعودية هو الطريق الصحيح لحل مشكلات المنطقة
  • الجيش السوداني يقتحم آخر معاقل الدعم السريع في أم درمان
  • اعترافات من داخل الجيش الإسرائيلي: غزة على شفا مجاعة