هل يجوز للمحرم لف الرباط الضاغط على الفخذ ؟.. الإفتاء تحسم الجدل
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا من أحد المتابعين يستفسر فيه عن مدى جواز استخدام الرباط الضاغط على الفخذ خلال الإحرام، وذلك للحماية من التسلخات الناتجة عن المشي.
وأوضحت الدار في ردها أنه لا مانع شرعًا من استخدام هذا الرباط أثناء الإحرام إذا دعت الحاجة لذلك، مشيرة إلى أن الممنوع في الإحرام هو ارتداء المخيط على الهيئة المعتادة، بينما لا يُعد الرباط الضاغط من هذا النوع.
الحكمة الإلهية من الإحرام في الحج
أكد الشيخ السيد عرفة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الإحرام في الحج يمثل بداية رحلة روحية تبدأ بالتخلي عن كل مظاهر الدنيا والزينة، مشيرا إلى أنه لحظة إعلان الحاج استسلامه الكامل لله بقول "لبيك اللهم لبيك"، والتي تعبر عن خضوع وخشوع تامين.
وأوضح في خلال حواره ببرنامج "صباح البلد" على قناة صدى البلد، أن الإحرام ليس مجرد لباس أو طقس شكلي، بل هو حالة روحية تسمح للحاج بالدخول في صفاء ونقاء، استعدادا لخوض مناسك الحج بقلوب متجهة نحو الله، وبعزيمة على تحقيق التوبة والاقتراب منه.
وأشار الشيخ عرفة إلى أن الحج يمثل تجربة إيمانية خالصة، تستوجب خشوع الحاج وتجديد العهد مع الله، وتحرره من أغلال الدنيا، مما يجعلها رحلة ذات أبعاد روحية عميقة لا ينالها إلا من اصطفاه الله.
حكم حج الصغير
وفي سؤال آخر ورد إلى دار الإفتاء حول مدى صحة حج الصغير، ذكرت السائلة أنها رافقت شقيقها في أداء فريضة الحج، وكان برفقته ابنه الصغير، وبعد العودة أخبرهم البعض بعدم صحة حج الأطفال لصغر سنهم وعدم قدرتهم على إتمام المناسك.
وردت الإفتاء عبر موقعها الإلكتروني مؤكدة أن ما أداه الطفل من مناسك الحج يُعد صحيحًا شرعًا، سواء أتمّها بنفسه أو قام والده بمساعدته فيها أو أداها عنه، وبيّنت أن هذا الحج يُحتسب كحج تطوع يُثاب عليه الطفل ووالده.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإفتاء الرباط الضاغط الإحرام الحج ی
إقرأ أيضاً:
العمرة .. تعرف على حكمها وفضلها وشروط وجوبها ووجوه أدائها
عرف الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء عبر منشور جديد له عبر صفحته فيس بوك العمرة.
تعريف العمرة
وقال إن العمرة في اللغة : الزيارة. واعتمر في اللغة بمعنى زار. غير أن معناها الشرعي غلب في الاستعمال على معناها اللغوي.
وفي الاصطلاح : هي زيارة بيت الله الحرام زيارة محرم مشتملة على طواف وسعي وباقي أركان وواجبات العمرة، وقد شرع الله العمرة في السنة السادسة من الهجرة على الراجح، وأما الحج فقد شرع في سنة تسع أو عشر على الراجح كذلك.
حكم العمرة:
وأشار الى أن الفقهاء اختلفوا في حكم العمرة، فمنهم من قال بوجوبها، ومنهم من قال بندبها فقط، ومنهم من فرق بين المكي وغيره، فأوجبها على غيره، ولم يوجبها على المكي.
فذهب الشافعية والحنابلة إلى أنها واجبة على المكي وغيره بدليل قوله تعالى : {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ } فالأمر بالإتمام معناه الأداء والإتيان بهما كما في قوله تعالى : {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} أي ائتوا بالصيام، تفسير من ذهب إلى وجوب العمرة كما نقله القرطبي وغيره.
ولفت الى ان الراجح أن العمرة واجبة، للآية المذكورة، وقد بوب البخاري باباً في صحيحه بعنوان «باب وجوب العمرة وبيان فضلها» وروى عن عبد الله بن عمر قوله : «ليس أحد إلا وعليه حجة وعمرة» [صحيح البخاري] وقال ابن عباس رضي الله عنهما : «إنها لقرينتها في كتاب الله ثم تلا قوله تعالى : {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ... الآية » [صحيح البخاري].
وفي إحدى روايات حديث جبريل عندما سأل النبي ﷺ عن الإسلام فقال : «أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وان تقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتحج وتعتمر وتغتسل من الجنابة وأن تتم الوضوء وتصوم رمضان قال فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم قال نعم قال صدقت» [صحيح ابن خزيمة].
شروط وجوب العمرة:
وأوضح انه يشترط لوجوب العمرة : العقل والإسلام ، والبلوغ والحرية ، والاستطاعة، والاستطاعة شرط لفرضية العمرة فقط ، لكن لا يتوقف عليها سقوط الفرض عند من يقول بفرضية العمرة أو وجوبها ، فلو اعتمر من لم تتوفر فيه شروط الاستطاعة صحت عمرته وسقط الفرض عنه.
فضل العمرة:
وذكر أن للعمرة فضائل عديدة، وخصال حميدة، وآثار عظيمة، ومن أبرز فضائل العمرة تكفير الذنوب واستجابة الدعوات فقد ورد في ذلك المعنى أحاديث كثيرة منها : ما رواه أبو هريرة -رضى الله عنه- عن رسول الله ﷺ أنه قال: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما , والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» [أخرجه أحمد ، وابن حبان] . وما رواه أبو هريرة -رضى الله عنه- أيضا عن رسول الله ﷺ أنه قال : «الحجاج والعمار وفد الله , إن دعوه أجابهم , وإن استغفروه غفر لهم» [ابن ماجة ، والبيهقي في الشعب].
وبين وجوه أداء العمرة وقال هى:
1- إفراد العمرة : وذلك بأن يحرم بالعمرة أي : ينويها ويلبي - دون أن يتبعها بحج - في أشهر الحج, أو يحج ثم يعتمر بعد الحج, أو يأتي بأعمال العمرة في غير أشهر الحج فهذه كلها إفراد للعمرة.
2- التمتع، وسيأتي تفصيله في الحج.
3- القرآن، وسيأتي تفصيله في الحج.