صحيفة أمريكية: البيت الأبيض يضغط على إسرائيل لتغيير سلوكها بعد انتهاكات حقوق الإنسان
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أفادت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، بأن مسئولي البيت الأبيض يواصلون الضغط على إسرائيل لتغيير سلوكها في الحرب على غزة؛ بعد التقارير المتعلقة بالانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في قطاع غزة، بينما يرفضون في الوقت نفسه دعوات جماعات حقوق الإنسان وبعض الديمقراطيين بحجب المساعدات العسكرية.
وأوضحت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، اليوم السبت - أن وزارة الخارجية الأمريكية وجدت أدلة على أن ثلاث وحدات من الجيش الإسرائيلي ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان، لكنها تؤجل اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستحجب المساعدات العسكرية لإحدى الكتائب، حسبما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في رسالة إلى الكونجرس يوم أمس الجمعة.
وأشارت إلى أن رسالة بلينكن تسلط الضوء على الخط الرفيع الذي تسير عليه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الوقت الذي تواجه فيه ضغوطًا لاتخاذ إجراءات ضد أقرب حليف لها في الشرق الأوسط بموجب قانون أمريكي يحظر مساعدة قوات الأمن الأجنبية التي يثبت أنها ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان.
وأضاف التقرير، أنه لهذا دعا مسؤولو البيت الأبيض مرارا وتكرارا إسرائيل إلى تغيير سلوكها في الحرب في غزة وحماية المدنيين الذين لجأوا إلى مدينة (رفح)، لكن البيت الأبيض رفض حتى الآن دعوات جماعات حقوق الإنسان وبعض الديمقراطيين بحجب المساعدات العسكرية.
وتابعت الصحيفة أن رسالة بلينكن لم تذكر اسم الكتيبة التي قد تواجه قطع المساعدات، لكنها نقلت في الوقت نفسه عن مسؤول أمريكي (لم تسمه) قوله إنها وحدة مكونة من 500 عنصر تتألف جزئيا من جنود متشددين وتسمى "نتساح يهودا ".
ونقلت الصحيفة عن بلينكن قوله - في رسالته الموجهة إلى رئيس مجلس النواب مايك جونسون - إن وحدتين أخريين في الجيش الإسرائيلي "متورطتان بشكل موثوق" في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد المدنيين الفلسطينيين في (الضفة الغربية) خضعتا لتأهيل فعال ونتيجة لذلك ستستمران في تلقي المساعدات الأمريكية.
وتابعت أن كبار المسؤولين الإسرائيليين أدانوا علنًا الجدل الأمريكي حول ما إذا كان سيتم تفعيل القانون، قائلين "إن حجب المساعدات الأمريكية غير مناسب بينما تكون إسرائيل في حالة حرب".
وذكرت الصحيفة أن جونسون وغيره من الجمهوريين حذروا البيت الأبيض من فرض عقوبات على إسرائيل، فيما أكد بلينكن لجونسون أن أي عقوبات لن يكون لها أي تأثير على قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها ضد حماس أو إيران أو حزب الله أو أي تهديدات أخرى.
ونوهت "وول ستريت جورنال" إلى أن وحدة "نتساح يهودا" حققت أعلى معدل إدانة من أي وحدة في الجيش الإسرائيلي؛ بسبب جرائم ضد الفلسطينيين منذ عام 2010، وفقا لمنظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "يش دين" حيث أُدين جنودها باستخدام الصعق بالكهرباء لتعذيب المعتقلين الفلسطينيين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الفلسطينيين المساعدات الامريكية إسرائيل غزة لحقوق الإنسان البیت الأبیض حقوق الإنسان
إقرأ أيضاً:
3 أهداف لزيارة "ويتكوف" مركز مساعدات أمريكية برفح أهمها تلميع صورة "إسرائيل"
غزة - خاص صفا
ليست الأهداف المعلنة لزيارة المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي "ستيفن ويتكوف" للكيان الإسرائيلي وغزة، والمتعلقة بالاطلاع على الوضع الإنساني في الأخيرة، حقيقية، لكن الرجل اليهودي جاء لـ"عدة ملفات، منها إيجاد صيغة لمواجهة الضغط العالمي الذي تتعرض له إسرائيل".
ويؤكد محللان سياسيان في حديثين منفصلين مع وكالة "صفا"، أن "ويتكوف" جاء لمحاولة تلميع صورة "إسرائيل" المشوهة عالميًا بسبب الإبادة والتجويع الذي تمارسه بحق مليوني نسمة بالقطاع، وأيضًا لهدفين آخرين متعلقين بالمفاوضات والوضع الداخلي الإسرائيلي.
ووصل المبعوث الأمريكي "ويتكوف" للكيان الإسرائيلي الليلة الماضية، وزار مركز ما تسمى المساعدات الأمريكية الإسرائيلية جنوبي قطاع غزة، والتقط صورًا فيها، وغادر قبل أن يتم استئناف استهداف منتظري المساعدات من جيش الاحتلال.
وقبيل وصول "ويتكوف" صباح اليوم للمؤسسة الأمريكية، تم تنظيم المكان، وتسوية المنطقة الرملية، التي سالت فيها دماء المئات من طالبي المساعدات، وإبعاد الدبابات والقناصة، وتقليص عشرات الآلاف من طالبي المساعدات، لعددٍ قليل من أسر عناصر ياسر أبو شباب، ضمن "مسرحية هزلية أمام العالم"، لتلميع المكان.
مواجهة المزاج العالمي
ويقول المختص بالشأن السياسي والإسرائيلي عماد عوّاد "إن الهدف الأول لزيارة ويتكوف، هو صياغة استراتيجية مع إسرائيل للوقوف بوجه تشوه صورتها أمام العالم، خاصة بظل الحراك العالمي الحالي والاعترافات بالدولة الفلسطينية من عدة دول، وهو ما أعاد القضية الفلسطينية لزخمها".
ولم يكمل عواد حديثه عن زيارة "ويتكوف" قبل أن يستدرك بأن "الاعترافات بالدولة الفلسطينية وصفة لاقتتال فلسطيني داخلي، لأن الدولة الفلسطينية المقصودة على المقاس الغربي والإسرائيلي".
ويكمل "لكن المقلق لإسرائيل وويتكوف، هو أن هناك مزاج عالمي يتغير، وبالتالي هم بحاجة لإيجاد صيغة ما لمواجهتها".
ومن أجل مواجهة هذا المزاج السلبي، يرى عواد أن الجانبين يسيران بعدة اتجاهات، الأول إيجاد آلية لادخال المساعدات بحدودها الدنيا، تؤدي إلى إيقاف الزخم العالمي ضد "إسرائيل" في هذه القضية، خاصة أنها ترتفع بشكل متسارع.
ملف المفاوضات والضغط الداخلي
والأمر الثاني من وجهة نظره، هو محاولة تحريك ملف المفاوضات، معللًا ذلك بـ"أن إسرائيل كانت تعتقد أنه سيكون هناك موافقة من حماس على كل الشروط، ولن يكون هناك اعتراضاً، وحينما اعترضت حماس فاجأها ذلك".
وبحسب عواد، فإن الجانب الثالث لزيارة "ويتكوف"، هو أن هناك صراع داخلي إسرائيلي حول استمرار الحرب، خاصة أن الجيش الإسرائيلي يسحب بعض ألوية جنوده من غزة، وهناك خلاف عميق بين اليمين المتطرف والجيش فيما يتعلق بهذه القضية.
ويعتقد أن ويتكوف "جاء أيضاً لتحريك ملف المفاوضات، لكن من خلال محاولة الحفاظ على الجزء الأهم من الشروط الإسرائيلية".
ويستدرك "ولكن باعتقادي هذا الموضوع ليس سهلاً، خاصة أنه من الواضح أن إسرائيل والولايات المتحدة، تدركان تماماً أن هناك شروطًا لا يمكن أن تتنازل عنها حماس، خاصة في ظل النية الإسرائيلية الأمريكية المبيتة، أنهما ذاهبتان ما بعد الهدنة لتطبيق مشروع التهجير من غزة".
وبالمحصلة فإن "ويتكوف جاء لأجل العديد من الملفات، منها المفاوضات، وإيجاد صيغة لتخفيف الضغط الدولي على إسرائيل، ومنها محاولة فكفكة الملف الداخلي الإسرائيلي، لأن من يتابع ما يجري بالوضع الداخلي الإسرائيلي يدرك تماماً أن ما يحدث ليس سهلًا أبدًا"، يقول عواد.
وعقب مغادرة "ويتكوف" لمركز ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" لتوزيع المساعدات، فتح جيش الاحتلال النار على طالبيها بذات المركز، ما أدى لاستشهاد خمسة منهم على الأقل، وإصابة العشرات.
عزلة دولية
من جانبه، يرى المحلل السياسي طلال عوكل في حديثه لوكالة "صفا"، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لم يكن يرغب بزيارة ويتكوف، لأن المبعوث الأمريكي يريد دفع المفاوضات.
ويقول "إن ويتكوف يزور إسرائيل أيضًا للضغط من أجل دفع المفاوضات، ويستهدف أيضاً تحسين آليات إرسال وتوزيع المساعدات في القطاع، بعد أن انفضحت سردية التواطؤ على المجاعة وقتل طالبي المساعدات".
ويشير إلى تصريحات الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، تجاه الوضع الإنساني في القطاع، والتي خرج بها بالتزامن مع زيارة "ويتكوف".
ويقول إن: "الولايات المتحدة تريد حسم هذه المهزلة، بسبب أنها لم تعد تتحمل ممارسات نتنياهو وحكومته، والتي تدفع البلدين نحو عزله دولية متزايدة".
وعيّن "ترامب" ستيفن ويتكوف (67 عاما)، مبعوثاً خاصًا له في الشرق الأوسط بمايو عام 2024 المنصرم، وهو يهودي، شكل تعيينه مفاجأة للعالم، لعدم وجود أي خبرات سياسية له، وهو صاحب مقترح وقف إطلاق النار بغزة الذي تدور حوله المفاوضات، دون الوصول لاتفاق حتى اليوم.
ومنذ أكتوبر للعام 2023 ترتكب "إسرائيل" بدعم أمريكي، حرب إبادة جماعية وجريمة تجويع، أدت لاستشهاد ما يزيد عن 60 ألف شهيد، بالإضافة لـ حوالي 145 ألف إصابة، وما يزيد عن 14 ألف مفقود تحت الأنقاض.