سفير مصر بالدنمارك : ثوابتنا راسخة تجاه القضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
شارك السفير كريم شريف، سفير مصر لدى الدنمارك، في الاجتماع الذي عقدته مجموعة السفراء العرب والمجموعة الإسلامية بكوبنهاجن مع كل من رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الدنماركي مايكل جنسن، والمتحدث الرسمي باسم اللجنة جسبر بيترسن، فى إطار الجهود العربية الاسلامية/المصرية لتوضيح وتحديث المواقف بشأن الأوضاع في غزة.
وفي هذا السياق، أكد السفير المصري على ثوابت الموقف المصري بشأن الأوضاع في غزة والمأساة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مؤكداً على الحاجة إلى التخلي عن المعايير المزدوجة ووضع إسرائيل أمام مسؤولياتها. كما تناول الجهود المصرية لاستعادة الاستقرار الإقليمي من خلال التوصل إلى وقف إطلاق النار في القطاع وتعزيز إنفاذ المساعدات الإنسانية، مؤكداً على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسئولياته لتنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة. كما أكد رفض مصر القاطع لأي عمليات عسكرية في رفح الفلسطينية لما ستسفر عنه من تبعات كارثية.
أعرب رئيس لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان عن تقدير بلاده للدور المحوري الذي تقوم به مصر لاستعادة الاستقرار في المنطقة، فضلاً عن استضافتها ما يزيد عن ٩ مليون لاجىء، بما ينطوي على ذلك من تحديات إقتصادية ومالية وأمنية. كما وعد بنقل الرسائل المختلفة التي تضمنتها المداخلات العربية/الإسلامية للجانب الاسرائيلي، مع إبراز عزمهم على مواصلة تقديم الدعم الإنساني من خلال وكالة " الأونروا"، وكذا قرارهم بوقف تصدير الأسلحة الدنماركية إلى إسرائيل خلال الفترة القادمة انبثاقاً من القرارات الأوروبية الأخيرة فى هذا الصدد.
شهد اللقاء توافقاً تاماً على أهمية العمل بشكل عاجل للوصول إلى وقف لإطلاق النار، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل كاف إلى كافة مناطق قطاع غزة لتخفيف من وطأة المأساة الإنسانية التي يتعرض لها، مع التشديد على ضرورة التحرك نحو إنفاذ حل الدولتين بما يسهم في استعادة الاستقرار الإقليمي وإرساء الأمن والسلام فى المنطقة.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
رؤية الحج الإنسانية التي تتسع للعالم أجمع
يبدأ حجاج بيت الله الحرام غدًا الأربعاء في التوجه إلى مدينة الخيام في منى لقضاء أول أيام موسم الحج وهو يوم التروية استعدادًا للنسك الأعظم في الحج وهو الوقوف بصعيد عرفات الطاهر. ومشهد حجاج بيت الله الحرام وهم يؤدون مناسك الحج مشهد متكرر كل عام، ولكنه لا يفقد دهشته ولا عمقه، ملايين البشر يأتون من أقاصي الأرض، مختلفي اللغات والأعراق والانتماءات، ليقفوا على صعيد واحد، ولباس واحد، وأمام رب واحد. لا يوجد مشهد أكثر عظمة وأعمق دلالة من هذا المشهد الذي يحقق معنى المساواة والكرامة والاندماج الروحي بين الناس.
والحج إضافة إلى أنه الركن الخامس من أركان الإسلام فهو أيضا تجربة وجودية شاملة، تهذّب الروح، وتعيد ضبط علاقتها مع الآخر، وتغرس في النفس معاني التواضع والسكينة والعدالة. وفي الحج يمكن أن يقرأ الإنسان الكثير من القيم التي فطر الله الناس عليها، إضافة إلى دلالات مستمدة من يوم القيامة؛ حيث لا تقاس قيمة الإنسان بماله أو سلطته ولكن بامتثاله للحق، وبقدرته على تجاوز أنانيته نحو فهم أوسع للوجود البشري المشترك.
وإذا كان الحس الإنساني يتراجع اليوم أمام صراعات الهوية والتعصب والماديات القاتلة، فإن فريضة الحج تقدم نموذجا بديلا، فإضافة إلى شعار التوحيد فإن الحقائق التي يقرها الحج تتمثل في حقيقة الأخوة الإنسانية، ورسالة السلام، ومنهج الرحمة. ولعل المكان الوحيد في العالم الذي يتساوى فيه الجميع هو صعيد عرفات، والموقف الوحيد الذي تذوب فيه الحدود، هو الطواف. والمشهد الوحيد الذي تتحول فيه الجموع إلى روح واحدة مندمجة، هو الحج.
ومع اكتمال وصول حجاج بيت الله الحرام إلى جوار بيته العتيق فإننا نحتاج إلى أن نتأمل فريضة الحج وطقوسها لا بوصفها ممارسة فردية ولكن بوصفها منظومة قيمية قادرة على إنقاذنا من الانحدار الأخلاقي. فالحج يعلّمنا أن العظمة في التواضع، والقوة في الصفح، والكرامة في المساواة. ومن كان حجه مبرورا، فليجعله بداية لا نهاية، وليكن ما تعلمه هناك هو ما يزرعه هنا: في بيته، وفي عمله، وفي وطنه، وفي العالم بأسره.
وإذا كانت شعائر الحج تنتهي في مكة المكرمة فإنها تبدأ في نياتنا، وفي صدقنا، وفي استعدادنا لأن نكون أفضل مما كنا.
كل عام، تمنحنا هذه الرحلة فرصة جديدة، لنسأل أنفسنا: هل يمكن أن نكون حجاجا حتى وإن لم نذهب؟ هل يمكن أن نعيش مبادئ الحج ونحن في بيوتنا؟ هذا هو المعنى الحقيقي لحج لا ينتهي بعد أن تكون أرواحنا قد صقلت وملئت بالقيم الإنسانية النبيلة.