هل تبالغ في الاعتذار للآخرين.. إليك الأسباب والحلول
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
يعد الاعتذار عن الخطأ من سمات الأدب وحسن التربية واحترام الآخر. ولكن الإفراط في الاعتذار قد يضر أكثر مما ينفع، رغم أنه دلالة على رغبة الشخص في تصحيح الأخطاء والعمل على التحسين من سلوكياته اتجاه الآخرين.
فما الذي يجعل البعض يبالغون في الاعتذار؟ وكيف يمكن التخلص من هذا السلوك غير الضروري؟
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4مسجد ليون الكبير.. منارة دينية وثقافية وتحفة معمارية في فرنساlist 2 of 4نورة بوحناش: مقاصد الحداثة مادية وهكذا تسلِّع رمضانlist 3 of 4القراءة النقدية.. كيف تقرأ مقالا فلسفيا وتفهمه؟list 4 of 4جذور التاريخ في مواجهة الاستعمار.. العربية إرث الإسلام في بوركينا فاسوend of list الاعتذار واجب إنساني واجتماعي
تقول الباحثة والمستشارة الاجتماعية الدكتورة فاديا إبراهيم للجزيرة نت إن "الاعتذار ضروري، وواجب إنساني واجتماعي، ويدل على الوعي واحترام الآخرين وتقدير مشاعرهم، لكنه في المقابل يجب أن يكون بقدر معين، وطريقة محددة تتناسب مع حجم الموقف، لا أقل ولا أكثر. المبالغة في الاعتذار غير ضرورية أبدا، وتنم عن قلة الثقة بالنفس وقلة احترام الذات".
وتضيف، "يبالغ البعض بالاعتذار نتيجة لعدم التوازن وغياب الحكمة في ردود الفعل، وربما تكون نتيجة تعود سلوكي، أو أن الأطراف الأخرى هي من يدفعنا أحيانا للمبالغة في اعتذارنا، لأنها شخصيات نرجسية أو تفتقر للمستوى الكافي من المسامحة أو التسامح وقبول الأخطاء. كما يحدث ذلك أحيانا بسبب خوفنا من خسارة بعض الأشخاص، نتيجة المبالغة أيضا في حبنا لهم".
وتقول إبراهيم إن المبالغة بالاعتذار قد توصل صاحبها إلى دوامة نفسية وشعورية صعبة، فيعيش في دور "الضعيف"، وقد يتم ابتزازه عاطفيا من قبل الطرف الآخر، وغالبا ما يصل إلى مستويات مرتفعة من تأنيب الضمير، فيعيش في حالة قلق وإحباط دائمين، ويقسو على نفسه بشكل كبير.
وللتخلص من هذا السلوك السلبي تنصح إبراهيم بأن ندرب أنفسنا على إخضاع كل المشكلات التي نمر بها للتقييم العقلي قبل العاطفي، ومراجعة أنفسنا كيف أخطأنا ولماذا، وهل يستحق الخطأ اعتذارا؟
وإن كان كذلك، أي درجة أو مرحلة من الاعتذار يستحق الموقف، دون أن نضر صحتنا النفسية، ودون أن نمس كرامتنا وذواتنا.
وهذا يتحقق أكثر عند الأشخاص الذين يمتلكون مهارة حل المشكلات، ويمكن أن ندرب أنفسنا على هذه المهارة لنصل إلى مرحلة التوازن في حل مشكلاتنا واعتذاراتنا.
ويجب ألا تسيطر علينا المشاعر السلبية، ولا نلوم أنفسنا بشكل كبير، لأن الخطأ وارد في التفاعلات الاجتماعية والإنسانية، وفق إبراهيم.
وتقول إبراهيم إن تطوير الثقة بالنفس جزء أساسي للتخلص من سلوك المبالغة في الاعتذار خصوصا بين الأزواج. والحرص على عدم الوقوع كضحايا للطرف الآخر، وأن ندرس سلوكه ونفسيته بشكل جيد، وأن يكون لدينا درع واق من كلمات الآخر وتصرفاته، ولا نفكر في ردود فعله الدرامية.
وتضيف "علينا أن نقدر خطأنا من وجهة نظرنا نحن، وليس من وجهة نظر الطرف الآخر فقط، وأن نحكم العقل في كل خطوة".
وفي بعض الحالات يمكننا طلب النصيحة من أشخاص من أصحاب الحكمة، أو حتى اللجوء إلى المختصين في السلوك لمساعدتنا على تجاوز هذه المشكلة أو هذه الصفة، وفق إبراهيم.
كما علينا أن ندرك أن الاعتذار قانون يطبق على الجميع، ولا نلتفت لبعض التقاليد المجتمعية التي تعطي بعض الفئات أهمية أكثر من غيرها، مثل وجوب اعتذار الزوجة بشكل دائم ومبالغ فيه للزوج، أو أن الزوج أيضا يجب أن يعتذر للزوجة إذا لزم الأمر، وليس بشكل دائم.
وتوضح "حتى الأبناء في بعض المواقف يجب أن نعتذر لهم إن أخطأنا في حقهم، فهذا يدل على احترامنا وتقديرنا لمشاعرهم وإنسانيتهم، حتى لو كانوا صغارا في السن".
تقول المستشارة وخبيرة الإتيكيت رامه العساف الاعتذار فضيلة سامية تعبر عن الأخلاق العالية للفرد وليس نقيصة، فهو يعبر عن شخصية قوية متزنة تدل على الرغبة الصادقة بدوام المحبة، وتوثيق روابط العلاقات وتوطيدها، لذلك فهو واجب عند الخطأ.
وليستطيع أي شخص تقديم الاعتذار بصورته الصحيحة دون مبالغة عليه أن يتقن فن الاعتذار، وفق العساف، ومن أهم قواعده:
الاعتذار المباشر الشفوي. الاعتذار أمر واجب للقريب والبعيد. الاعتذار بشكل غير مباشر. السرعة في تقديم الاعتذار. عدم الإلحاح والتكلف في تقديم مشاعر الاعتذار. لا تبرر الخطأ عند الاعتذار. اختيار الوقت المناسب للاعتذار.تقول العساف، كثير من الأشخاص يبادرون بكثرة الاعتذار لشعورهم بالندم عن الأفعال أو الكلمات، كما أن الاعتذار له اعتبار ثقافي واجتماعي، ويعد مظهرا من مظاهر الأدب والاحترام. وكثرة الاعتذار دلالة على الرغبة الدائمة عند الأشخاص في تصحيح الأخطاء والعمل على التحسين من سلوكياتهم اتجاه الآخرين.
وتضيف "يعتبر الخوف من العواقب السلبية لعدم الاعتذار، كفقدان الثقة أو خسارة العلاقات أكثر ما يشغل بال الأشخاص، فلذلك نجدهم يكثرون من الاعتذار بسبب القلق المستمر حول تأثير أفعالهم على الآخرين، والرغبة الدائمة في تقديم الاعتذار حتى في حالة الشك بالذنب، لذا يجب الاستماع بصبر للتعبير عن المشاعر واحترامها، وتقبل الاعتذار مع تجنب تكرار الخطأ في المستقبل، لضمان صفاء النفوس".
وتطبيق قواعد الاعتذار يجعله اعتذارا صادقا وفعالا، دون تكلف أو مبالغة، مما يظهر حرص الأشخاص على تجديد علاقاتهم، ويعكس شيمة التسامح واللين فالاعتذار من شيم النبلاء، فالشعور بعدم الارتياح والضيق عند عدم الاعتذار يجعل الأشخاص يبالغون فيه، حتى وإن كان لا يتطلب الموقف الاعتذار، وفق العساف.
وبحسب ما نشر موقع "سيكولوجي توداي" فإن الإفراط في الاعتذار يزيد من قلقك بشأن الموقف. فأنت من غير قصد تجعل قلقك أقوى وأكثر ثباتا، كلما بالغت في الاعتذار.
لذلك، إليك خطوات بسيطة تساعدك في التخلص من مشاعر القلق والإفراط في الاعتذار:
قم بتسمية ما تشعر به "ألاحظ أنني أشعر بالنشاط"، أو "أدرك أنني أعاني من القلق". ذكر نفسك بألا تتصرف وكأنك في خطر. فأنت ببساطة تشعر بعدم الارتياح، وهذا ليس خطيرا، لا تتعامل مع الأمر كخطر حقيقي. أظهر لعقلك أنك آمن (قم بتقوية عضلاتك، وأطل أنفاسك، أرخ فكك، أرح أكتافك، وما إلى ذلك). ذكر نفسك أن المشاعر ليست خطيرة، إنها تجارب مؤقتة ستمر من تلقاء نفسها، ولا تحتاج إلى فعل أي شيء. أعد توجيه انتباهك إلى شيء تفعله في ذات الوقت الذي تشعر فيه بالقلق.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات اجتماعي فی الاعتذار یجب أن
إقرأ أيضاً:
تساقط الشعر.. هل يمكن إيقافه نهائيًا؟
يُعد تساقط الشعر والصلع من أكثر المشكلات الصحية الشائعة التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، وتؤدي في كثير من الحالات إلى فقدان الثقة بالنفس والشعور بعدم الراحة النفسية.
الأسباب وراء تساقط الشعروهناك عدة عوامل داخلية تلعب دورًا رئيسيًا في تساقط الشعر، أبرزها العوامل الوراثية، واختلال التوازن الهرموني، والإجهاد، والاضطرابات النفسية، ونقص بعض العناصر الغذائية الضرورية.
ويمكن للبيئة المحيطة، واستخدام بعض الأدوية والمنتجات الكيميائية، قد تكون من الأسباب الإضافية التي تؤثر سلبًا على صحة الشعر، وفقا لما نشر في موقع The Health Site.
هل يمكن إيقاف تساقط الشعر نهائيًا؟أكدت الدراسات الطبية، وفقًا للتقرير، أنه لا يمكن إيقاف تساقط الشعر بشكل دائم، إلا أن من الممكن السيطرة عليه والتقليل من حدته من خلال اتباع أنماط حياة صحية وطرق علاجية فعالة، وتشمل:
ـ إتباع نصائح غذائية ونمط حياة صحي:
أوصى الخبراء بضرورة اتباع نظام غذائي متوازن، غني بالفيتامينات والمعادن والبروتينات، خاصة الحديد، الذي يلعب دورًا هامًا في تقوية بصيلات الشعر.
كما تم التأكيد على أهمية تقنيات تقليل التوتر، مثل اليوجا والتأمل، إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لدورها في تحفيز الدورة الدموية ونمو الشعر.
ـ العلاجات الطبية والحديثة:
أشار التقرير إلى فعالية بعض الأدوية، مثل: المينوكسيديل، الذي يعمل على تحفيز نمو الشعر من خلال تحسين تدفق الدم إلى فروة الرأس.
كما تُستخدم أدوية أخرى لموازنة الهرمونات وبالتالي الحد من تساقط الشعر.
ـ العلاجات الطبية:
وهناك طرق حديثة لعلاج تساقط الشعر، مثل: العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP)، حيث تُستخلص الصفائح الدموية من دم المريض وتُحقن في فروة الرأس لتقوية البصيلات وتحفيز النمو.
كما يعتبر العلاج بالليزر أحد الخيارات الفعالة لتحفيز الدورة الدموية وزيادة كثافة الشعر.
ـ زراعة الشعر:
وفي الحالات المتقدمة، يمكن اللجوء إلى زراعة الشعر، حيث يتم نقل بصيلات سليمة من مناطق كثيفة في فروة الرأس وزراعتها في المناطق المتضررة، ما يساعد في استعادة النمو الطبيعي للشعر.