الثورة نت:
2025-07-04@17:53:55 GMT

فلسطين.. قضية في ذاكرة العالم

تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT

 

 

على مدى 80عاما ظلت قضية فلسطين بمثابة جرح نازف في الجسد العربي يستوطن وجدان وذاكرة العرب والمسلمين وقبلهما ظلت فلسطين محرقة لأبنائها يكتوون بنارها آناء الليل وأطراف النهار يقدمون في سبيلها قوافل من الشهداء والجرحى والمعاقين والأسرى والمشردين والكثير من التضحيات، في المقابل ظلت القضية عالميا بمثابة قضية ثانوية في أجندات النخب السياسية الغربية -الأمريكية، وهي كذلك أصبحت عربيا وإسلاميا بعد أفول مرحلة المد القومي العربي وبعد قرار الزعماء العرب في قمة المغرب عام 1974م الذي تخلى فيه النظام العربي عن قومية المعركة والتحرير واعتبار (منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني) وهو بمثابة (الحق) الذي يراد به (باطل).

.!، تبعت ذلك زيارة ( السادات للقدس) ومن إبرام اتفاقية (كامب ديفيد) بين مصر والكيان الصهيوني، لتخرج مصر عن معادلة الصراع العربي /الصهيوني، والذي أصبح يعرف لاحقا بالصراع الفلسطيني / الصهيوني..!
وعلى ذات الطريقة التي تعامل بها (بنو إسرائيل) مع الله ورُسله بدءا من قصة (البقرة) التي استغرقوا (أربعين عاما لكي يقتنعوا بذبحها) إلى رحلة التيه (أربعين سنة) أيضا، في إعادة تجسيد حقيقة (الهوية اليهودية) للكيان الصهيوني الذي لا علاقة له باليهودية ولكنه من خلال هذا السلوك يحاول إعطاء وجوده الاستعماري هذا البعد والانتماء لتأصيل علاقته بالمكان والجغرافية وإيهام الآخرين بارتباطه بالمكان..!
حتى العام 1974م لم يكن للكيان وجود، فيما نسبته 80٪ من خارطة العالم الجغرافية، ولم تكن أبواب دول العالم في الغالب مفتوحة أمامه، لكن بعد زيارة السادات وإبرامه الاتفاق مع الكيان، فتحت أمام الكيان بلدان آسيا وأفريقيا والعالم الثالث، ولمَ لا إذا كانت كبرى الدول العربية المعادية للكيان قد أقامت علاقات معه وانتهت بينهما حالة العداء..؟!
وخلال الفترة من 1974- وحتى 2024م ظلت القضية محل تجاذب وتوظيف جيوسياسي وورقة تتجاذبها مصالح إقليمية ودولية، ناهيكم عن توظيفها من قبل بعض مراكز القوى الداخلية الفلسطينية التي وجدت في القضية مشروعاً استثمارياً يحقق لها العديد من المكاسب أهمها الثروة والنفوذ والحضور في دهاليز أنظمة المنطقة والعالم..!
ولا شك أن أحداث الخليج والمنطقة وخاصة أحداث ما بعد معركة (بيروت 1982م) قد وضعت الإرادة الفلسطينية أمام خيارات مرة ومعقدة، وهذا ما دفع القائد العربي الفلسطيني الشهيد الرئيس ياسر عرفات إلى أن يتعاطى مع مرارة المسار وتعقيداته بعد أن أيقن أن (كيلو متراً مربعاً داخل فلسطين) يبقى أشرف وأرحم من البقاء في شتات الجغرافية العربية وتحت رحمة الأنظمة والمصالح، فخاض تجربة (أوسلو) وهو مدرك وعلى يقين بأن (أوسلو) مجرد (فخ) للقضية وهو من وصفه بهذا الوصف يوم توقيع الاتفاق، ولكنه قبل به معتبرا أوسلو مجرد (حقل ألغام) أمام مقاتلين عليهم أن يمروا فيه وليس أمامهم طريق آخر وبالتالي عليهم (سبر) هذا الحقل وتنظيفه مما زرعت فيه من مواد متفجرة حتى يتمكنوا من العبور إلى الجهة الأخرى..؟!
عادت الثورة للداخل وأعلنت عن قيام السلطة والدولة كخطوة على طريق طويل شائك ومعقد، وكان ما كان بعد ذلك، غير أن أحدا لا يقدر ينكر إيجابيات (أوسلو) رغم مرارتها..؟!
بيد أن ما تسمى بـ (صفقة القرن) وما أحدثته قبل ذلك قمة بيروت عام 2002م واعتماد النظام العربي لما اطلق عليها بـ(مبادرة السلام العربية) والتي هي بالأساس مبادرة أمريكية، غير أن كيان العدو وأمريكا اللذين كانا يتحدثان عن إيجابياتها سرعان ما تنكرا لها بعد اغتيال الرئيس الشهيد أبو عمار -رحمه الله – ذلك الرجل والقائد العربي الفلسطيني الذي كان يمكن له ان يخطئ ولكن لا يمكن له ان يخون..!!
صفقة القرن جاءت في لحظة زمنية منهكة فلسطينيا وعربيا ودوليا، لحظة بدت فيها أمريكا وكأنها تعيش حالة انتصار حضاري غير مسبوق..!
لكنها فجأة اكتشفت أنها تواجه تحديات جيوسياسية غير مسبوقة تتمثل في حرب أوكرانيا وتنامي قدرات الصين اقتصاديا، وبروز الجمهورية الإسلامية الإيرانية كقوة إقليمية فاعلة، وإخفاق (مشروع الربيع العربي) رغم سقوط عدد من الأنظمة المعادية للوجود الصهيوني فكريا وثقافيا وعقائديا، وانتشار الفوضى في العديد من أقطار الوطن العربي، تداعيات أجبرت أمريكا على الانسحاب من (أفغانستان) وتسليم البلاد لمن ظلت تحاربهم عقدين من الزمن (حركة طالبان) في محاولة أمريكية لإغلاق منافذ القلق الجيوسياسي فاتحة نافذة أخرى في المنطقة تتمثل في (المشروع الإبراهيمي) الذي هدفت من خلاله لتطبيق وصية (النبي يوشع) الذي يزعم (نتنياهو) أنه امتداد له بحماية (إسرائيل)..!
بيد أن (معركة طوفان الأقصى) جاءت وكأنها تجسد مقولة (النبي عزير) الذي تأمل – بيت المقدس المدمرة على يد جيوش الملك البابلي نبوخذ نصر – حين قال عزير وهو يتأمل بيت المقدس (أنى يحيي هذه الله بعد موتها) فأماته الله مائة عام ثم أعاده للحياة، إنَّ الله يُحيي الأرضَ بعد موتها، ويُحيي العظامَ وهي رميم، ويُحيي الناسَ يوم القيامة، وهو من أحيا الإرادة الفلسطينية يوم السابع من اكتوبر 2023م. والتي أعادت القضية والحقوق إلى ذاكرة العالم واقصد الشعوب التي تجاوزت إرادة الحكومات والأنظمة وأكبر نموذج لهذا الحراك الطلابي داخل الجامعات الأمريكية وهو حراك غير مسبوق وغير متوقع ولكنه حدث وأربك حلفاء وأصدقاء الصهاينة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

(حزب الله): السلاح قضية لبنانية داخلية ولا نقبل تسليمه لإسرائيل

بيروت - أعرب الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، نعيم قاسم، عن رفضه أي تدخل إسرائيلي في النقاش داخل لبنان بشأن موضوع السلاح"، مشددًا على أن "الحزب لن يسلم سلاحه للعدوّ الإسرائيلي"، بحسب سبوتنيك.

وقال قاسم، في كلمة له، ضمن مراسم إحياء ليالي شهر محرم في الضاحية الجنوبية لبيروت: "هناك اتفاق (لحزب الله) معها (إسرائيل) عبر الدولة اللبنانية بشكل غير مباشر، فلتلتزم إسرائيل باتفاقها الذي عقدته مع الدولة اللبنانية".

وأضاف: "أما ما يتعلق بشؤوننا، نحن نعالجها، ولا علاقة للآخرين بأن يتدخلوا فيها"، متابعا: "بالتهديد والقوة يريدون أن يشرفوا علينا، ويريدون أن يقرّروا ما يريدون، لا ينفع معنا التهديد والقوة".

ومضى قائلا: "نحن جماعة لا نقبل أن نساق إلى المذلّة، ولا نقبل أن نسلّم أرضنا، ولا نقبل أن نسلّم سلاحنا للعدو الإسرائيلي، ولا نقبل بأن يهدّدنا أحد بأن نتنازل".

وأكد زعيم "حزب الله" أننا "لن نتنازل عن حقّنا الذي كفلته الشرائع السماوية وقوانين العالم بأسرها”، مشيرا إلى أن "إسرائيل ارتكبت أكثر من 3 آلاف و700 خرق لاتفاق وقف إطلاق النار".

وأكد رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، في وقت سابق، سعي بلاده إلى بسط سيطرتها على كافة الأراضي اللبنانية، وكل القوات المسلحة في البلاد.

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام، عن نواف سلام، في كلمة ألقاها، خلال مؤتمر حول "إعادة إعمار لبنان"، أقيم في بيروت، أن "الدولة نجحت في نزع السلاح من أكثر من 500 مخزن في الجنوب".

وأشار سلام إلى استمرار العمل مع القنوات الدبلوماسية بهدف الضغط على إسرائيل لوقف هجماتها على الأراضي اللبنانية والانسحاب من النقاط الخمس المتبقية، التي لا تزال تسيطر عليها جنوب لبنان.

وأوضح أن "انهيار القطاع المالي كان نتيجة سوء الحوكمة والإفلات من العقاب، وتمر البلد في مرحلة تحديات كبرى تتطلب إصلاحات حقيقية وجذرية".

وعن قضية حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن "هناك من يريد إنهاء هذا الملف بسرعة، وهو أمر يمكن تحقيقه"، مضيفًا: "لكن لا يجب التسرع حفاظا على السلم الأهلي لأنه خط أحمر".

وتابع: "لا أحد في لبنان يريد الحرب والكل متفهم لموضوع حصر السلاح بيد الدولة"، مضيفًا: "على الجميع أن يتعاونوا لإخراج لبنان من الأزمات وإعادة عمل مؤسساته".

 

مقالات مشابهة

  • فلسطين في الوجدان اليمني .. قضية مركزية حاضرة في خطاب المسيرة القرآنية
  • السعودية تُدخل «ثاد» الخدمة.. أقوى درع صاروخي أمريكي في قلب العالم العربي
  • كاتب فلسطيني: حشر الحوثيين قضية فلسطين لتبرير جريمة قتلهم معلم القرآن في اليمن ابتذال
  • (حزب الله): السلاح قضية لبنانية داخلية ولا نقبل تسليمه لإسرائيل
  • أقوى رد من كاتب فلسطيني معروف على حشر الحوثيين قضية فلسطين في جريمة تصفية الشيخ حنتوس.. ''ابتذال وإساءة لقضيتنا''
  • جبهة تحرير فلسطين: الضربة اليمنية لمطار اللد نموذج للتضامن العربي المقاوم
  • فلكية جدة: رصد القمر في طور التربيع الأول بسماء العالم العربي اليوم
  • "فلكية جدة": رصد القمر في طور التربيع الأول بسماء العالم العربي مساءً
  • فلكية جدة: رصد القمر في طور التربيع الأول في سماء العالم العربي اليوم
  • سوريا تشارك بالاجتماع الـ 44 للجنة الاتحاد الجمركي العربي بالقاهرة