لجريدة عمان:
2025-08-03@04:34:45 GMT

هل هذا وقت مناسب لبحث «حل الدولتين»؟!

تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT

هل هذا وقت مناسب لبحث «حل الدولتين»؟!

تنظر جميع دول العالم، تقريبا، إلى خيار «حل الدولتين» باعتباره الخيار الأنسب للقضية الفلسطينية، وهو الخيار العربي الذي ما زالت تتبنّاه جامعة الدول العربية، وتدعو إليه، شكليا على الأقل، القوى الكبرى في العالم مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وروسيا. وأكد أمس المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض الالتزام بحل الدولتين بوصفه خيارا لإنهاء الصراع والحروب في المنطقة، وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان: « وفي سياق غزة، يعد هذا التزاما حقيقيا بحل الدولتين، وهو طريق ذو مصداقية ولا رجعة فيه إلى دولة فلسطينية، وهذا هو الحل الوحيد المعقول والموثوق الذي يضمن لنا عدم الاضطرار إلى العودة إلى نفس الوضع بعد عامين أو ثلاثة أو أربعة أعوام».

. ويأتي هذا التأكيد السعودي في ظل أحاديث كبيرة عن ذهاب المملكة العربية السعودية إلى تطبيع مع إسرائيل دون اشتراط قيام دولة فلسطينية مستقلة!

ويقترح خيار «حل الدولتين» إنشاء دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب «إسرائيل». ورغم الاحتفاء العالمي بهذا الخيار وما مرّ به عبر السنوات الماضية من مفاوضات وما صادفه من تطور في السياسات العالمية، والتغيرات الديموغرافية التي يفترض أن تكون جميعها قد أقنعت دول العالم وأقنعت المحتل الإسرائيلي أنه خيارها الأفضل إلا أن إسرائيل ما زالت لا تضع هذا الخيار، أبدا، ضمن أجندة سياساتها أو ضمن أي مستوى من مستويات خياراتها الاستراتيجية حتى في أفضل المناخات السياسية لديها، أمّا الآن وفي هذا المناخ السياسي المضطرب وفي ظل هذه الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة فإن وضع «حل الدولتين» ضمن أجندة مباحثات سياسية فهذا أدعى إلى تحويل الخيار إلى لعبة سياسية منه إلى خيار استراتيجي.

وسبق أن طرحت هذه الجريدة في هذه المساحة التحديات الجديدة التي أضيفت إلى تحديات «حل الدولتين» في ظل حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي. وتلك التحديات تضاف إلى التحديات البنيوية الداخلية في فلسطين نفسها في ظل الانقسام بين غزة والضفة الغربية وفي ظل الكثير من الأطروحات السياسية التي تبدو محقة جدا عندما تعتبر أن سياق «حل الدولتين» لا يلبي تطلعات أكثر من سبعة عقود من النضال من أجل تحرير فلسطين المحتلة.

رغم ذلك فإن عموم الشعب الفلسطيني وصل إلى ما يشبه القناعة بخيار «حل الدولتين» على أن تكون فلسطين دولة كاملة الاستقلال وعاصمتها القدس الشرقية وليس «أبوديس» كما طرحت إسرائيل ذات يوم، وأن تهدم إسرائيل كل المستوطنات غير القانونية التي أنشئت في أعقاب اتفاق أوسلو.

لكن المشكلة الأكبر في «حل الدولتين» تكمن في إسرائيل نفسها؛ فهذا الخيار وفقا للفلسفة الإسرائيلية المتطرفة محفوف بالكثير من التحديات السياسية والأيديولوجية. ولا تظهر حكومة نتنياهو -المدعومة بأحزاب يمينية ودينية متطرفة- أي اهتمام بهذا الحل، بل إنها تسخر منه في كل مناسبة.

كما أن إمعان إسرائيل في توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، التي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي ولكن ينظر إليها على أنها حق ديني وتاريخي في إسرائيل، يعقد «حل الدولتين» تماما ويمنح أي محاولة حقيقية لترسيم الأراضي المطلوب لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.

على أن هذا ليس هو التحدي الأكبر ولا الأهم؛ فالكثير من المستوطنين الإسرائيليين و«رجال الدين!» باختلاف طوائفهم يفسرون مفهوم الدولة اليهودية بطريقة لا تتوافق مع خيار «حل الدولتين» وفق ما يطرحونه لأرض الكتاب المقدس.. وهذا التفسير هو أكبر تحد لفكرة إقامة «الدولتين» وأي جهد لإحلال السلام في فلسطين.. ولذلك لا يمكن تجاهل هذه الأطروحات في أي مرحلة يناقش فيها العرب خيار «حل الدولتين»؛ لأنه دون تغيير حقيقي لهذه القناعات الإسرائيلية فإن الحديث عن «حل الدولتين» ليس إلا تسطيحًا للقضية وهروبًا من جوهرها. وإسرائيل الآن رغم مأزقها الكبير والمعقد إلا أنها في أكثر لحظاتها تطرفا وهذا يقودها إلى الضعف والتآكل من الداخل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: دولة فلسطینیة حل الدولتین

إقرأ أيضاً:

أول دولة أوروبية تحظر تجارة الأسلحة مع إسرائيل

ليوبليانا- الوكالات

فرضت سلوفينيا يوم الخميس حظرا على صادرات وواردات وعبور الأسلحة إلى إسرائيل، بعد أسبوعين من إعلانها وزيرين إسرائيليين شخصين غير مرغوب فيهما.

وأكد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء روبرت غولوب، القرار الذي بادر به الأخير -خلال جلسة حكومية عقدت الخميس- في حين نقلت وكالة الأنباء الرسمية عنه القول إن سلوفينيا هي "أول دولة أوروبية تتخذ مثل هذه الخطوة".

وبموجب القرار الجديد، تُحظر جميع الأسلحة والمعدات العسكرية المرسلة من سلوفينيا إلى إسرائيل، أو المُستوردة منها، أو المنقولة عبر الأراضي السلوفينية.

وتأتي هذه الخطوة في ظل تزايد الانتقادات للأزمة الإنسانية في غزة، ونتيجة لعجز الاتحاد الأوروبي عن اتخاذ إجراءات ملموسة بشأن إسرائيل.

وأضاف البيان أن الحكومة "لم تصدر أي تصاريح لتصدير الأسلحة والمعدات العسكرية إلى إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 بسبب النزاع".

وفي أوائل يوليو/تمّوز الماضي، حظرت سلوفينيا، في خطوة كانت الأولى من نوعها في الاتحاد الأوروبي، دخول وزيرين إسرائيليين من اليمين المتطرف إلى البلاد.

وأعلنت يومها أنّ وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش "غير مرغوب فيهما" بسبب ما وصفتها "بتصريحاتهما الداعية إلى تنفيذ إبادة والتي تشجع عنفا متطرفا وانتهاكات خطيرة للحقوق الإنسانية للفلسطينيين".

وفي يونيو/حزيران 2024، أقر برلمان سلوفينيا تشريعا يعترف بدولة فلسطين، بعد خطوات مماثلة اتّخذتها أيرلندا والنرويج وإسبانيا، مدفوعة جزئيا بإدانة قصف إسرائيل لغزة.

وفي وقت سابق الخميس، استدعت وزارة الخارجية السلوفينية السفيرة الإسرائيلية المعتمدة لديها، للاحتجاج على الكارثة الإنسانية الناجمة عن منع وصول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى غزة.

وأعلنت الخارجية السلوفينية، في منشور عبر حسابها على منصة "إكس"، أنها استدعت السفيرة المعينة حديثا في ليوبليانا، روث كوهين دار، إلى الوزارة، داعية إسرائيل إلى الوقف الفوري لقتل وتجويع المدنيين.

وقد تصاعدت أخيرا الدعوات الدولية والأممية لإنهاء الحرب والحصار المفروض على قطاع غزة بعد الارتفاع الكبير في أعداد الشهداء الفلسطينيين المجوّعين الذين يقتلون في "مصائد الموت" عند نقاط توزيع مساعدات ما تسمى "بمؤسسة غزة الإنسانية" التي تقف وراءها الولايات المتحدة وإسرائيل.

وخلفت الإبادة الإسرائيلية بدعم أميركي أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

مقالات مشابهة

  • طريقة حفظ الخيار طازجًا لأسبوعين.. حيلة غير متوقعة
  • خيار مثالي للفطور أو الغداء.. طريقة عمل العدس بجبة شكشوكة
  • أول دولة أوروبية تحظر تجارة الأسلحة مع إسرائيل
  • عبد المنعم سعيد: حل الدولتين يجعل إسرائيل سنغافورة في الشرق الأوسط
  • رغم التحديات… ليبيا في قائمة الدول الإفريقية الأغنى لعام 2025
  • غليون لـعربي21: أوروبا تعترف بفلسطين خوفاً من وصمة الإبادة التي شاركت فيها
  • سلوفينيا .. أول دولة أوروبية تحظر تجارة الأسلحة مع “إسرائيل”
  • من واشنطن.. عبد العاطي: لا سلام دون دولة فلسطينية... ومصر ترفض التهجير وداعمة لحل الدولتين
  • وزير الخارجية يؤكد على أهمية إيجاد أفق سياسي يفضي إلى تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة
  • لبحث المفاوضات مع حماس والأزمة الإنسانية في غزة.. ويتكوف يصل إلى إسرائيل