العدوان يكتب .. حقائق من خفايا اتفاقية أوسلو. . !
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
حقائق من #خفايا #اتفاقية_أوسلو. . !
#موسى_العدوان
في هذه الأيام التي يجري بها اتهام الآخرين بخيانة القضية الفلسطينية، دعونا نعود إلى شاهد من أهل البيت الفلسطيني نفسه، لنعرف رأيه بمن خان تلك القضية حقيقة، بعيدا عن الاتهامات العشوائية.
وهذا الشاهد هو السيد بسام أبو شريف مستشار الرئيس عرفات الأقرب إليه، والذي نشر مؤخرا جزءا من مذكراته على مختلف وسائل الإعلام، بيّن بها حقائق ما جرى من خفايا اتفاقية أوسلو.
تلك الاتفاقية التي ما زالت السلطة الفلسطينية متمسكة بها، رغم ما جرّته على القضية الفلسطينية وشعبها، من مآسٍ وانتكاسات. وسأورد تاليا مقتطفات من تلك المذكرات.
يقول أبو شريف : ” كان أبو عمار – والحقيقة أنها نقطة ضعفه الأساسية – يستعجل إقامة دولة فلسطينية، وأن يكون رئيسها قبل أن يمضي به العمر، فجاءه من يُزيّن له أوسلو ويقول له دولة فلسطينية مستقلة بعد مرحلة انتقالية. . !
يومها وبحكم واجبي كمستشار قلت لأبو عمار : احذرهم إنهم يجروك إلى كمين، لتحويل منظمة التحرير إلى أداة كناسة وحراسة، في الضفة الغربية وقطاع غزة تحت السيادة الإسرائيلية. وطالبته بعدم القبول بأوسلو وقلت : إنّ من يزين لك أوسلو منهزم داخلياً وتعب ومش قادر يكمل.
وبعد جدال كبير وافق أبو عمار على أوسلو، ومن جانبي استقلت من موقعي وذهبت للإقامة في الأردن، ولم أدخل إلى الأرض المحتلة إلا بعد عام ونصف العام، من دخول ياسر عرفات إليها وإثر اتصال منه. أما لماذا قبل ياسر عرفات بإعلان المبادئ واتفاقات أوسلو، ولم يتمسك برؤية حل الدولتين الواردة بالرؤية الفلسطينية لحل الدولتين، التي نُشرت في مقال عام 1988.
وإنّ من زيّن لعرفات ذلك الكمين، لعب على مسألة حساسة لديه، أي الدولة الفلسطينية المستقلة. وجاءت اتفاقات أوسلو ولم تمنحنا دولة ولا أرض، ومكنت الإسرائيلي من التحكم بلقمة العيش، والاقتصاد الفلسطيني. ثم وقع أبو علاء قريع الاتفاق الاقتصادي في باريس، وهو اتفاق استسلام سلّم فيه رقاب الفلسطينيين لإسرائيل.
وأضاف أبو شريف : بعد عودتي إلى الأرض المحتلة، شاركت بحفل لجمعيات سلام، وكان شمعون بيريز حاضرا واقترب مني وقال : يبدو أن صديقك جاد حول إقامة دولة فلسطينية مستقلة . . ! ، فقلت له: بالطبع، ولذلك وقع المعاهدة، فقال لي: قل لصديقك إنه لا يوجد، ولن يوجد أي إسرائيلي، يوافق على إقامة دولة فلسطينية مستقلة، فقط حكم إداري ذاتي تحت السيادة الإسرائيلية.
فقلت له : لكن هذا مناقض لما أتُفق عليه، فأجابني مبتسماً : عليك قراءة الاتفاق مرة أخرى، انتم اعترفتم أن لا حق لكم على هذه الأرض، فكيف نمنحكم دولة، على أرض ليس لكم حق فيها وعليها ؟ ولن تقبل أي حكومة إسرائيلية إعطائكم دولة فلسطينية، أو إقامة دولة للفلسطينيين.
ونقلت هذه الرسالة للرئيس ياسر عرفات، فهز رأسه وقال : يكذبون . . إنهم بالفعل خدعونا وهم لا يريدون السلام. فقد أدرك عرفات حقيقة كمين أوسلو، وعرف منذ العام 2000 أنه لن تكون هناك دولة ولا عودة لاجئين ولا سيادة ولا حدود ولا وقف للاستيطان ولا شيء ! وأنه اعترف لهم بحق تاريخي على معظم فلسطين من أجل قبولهم بإعطائه دولة، ولكنهم لم يعطوه شيئا على الاطلاق. وأنّ كل الفرص ( أغلقت . . أغلقت . . أغلقت ) وبدأ يهيئ لمقاومة الاحتلال . . !
ورأى بسام أبو شريف مستشار الرئيس عرفات : أنّه بعد اغتيال عرفات تحوّلَ النظام الفلسطيني، والمنظمة والسلطة الفلسطينية وأجهزتها، إلى أداة لخدمة إسرائيل، تحت غطاء ( التنسيق الأمني ).
تعمل هذه الأجهزة على منع المقاومة، وتسليم المناضلين لسلطات الاحتلال، وإعطاء الإسرائيليين معلومات عنهم، وملاحقة كل من يحاول مقاومة الاحتلال، وحتى قمع تظاهرات المطالب الاقتصادية والحياتية والاجتماعية، إذ تتعامل أجهزة الأمن معها وكأنها عدوّ، لأن الأمريكيين والإسرائيليين دربوها على ذلك.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو : بعد أن أوضح السد بسام أبو شريف مستشار عرفات، حقيقة ما جرى في اتفاقية أوسلو، هل يمكن للمتفذلكين مواجهة الحقيقة المؤلمة، ويخبرونا من الذي خان القضية الفلسطينية، وأضاع حقوق الشعب الفلسطيني، خاصة في العقود الثلاث الأخيرة ؟
التاريخ : 29 / 4 / 2024
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: خفايا اتفاقية أوسلو موسى العدوان اتفاقیة أوسلو دولة فلسطینیة إقامة دولة أبو شریف
إقرأ أيضاً:
البيان الصادر عن الاجتماع الاستثنائي الـ(49) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون بشأن العدوان الذي شنته إيران على دولة قطر
المناطق_واس
عقد المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعه الاستثنائي التاسع والأربعين، في الدوحة بدولة قطر، يوم الثلاثاء 28 من ذي الحجة 1446هـ الموافق 24 يونيو 2025م، برئاسة معالي وزير الخارجية بدولة الكويت رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالله علي اليحيا، ومشاركة: صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، ووزير الخارجية بمملكة البحرين الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، ومعالي وزير الخارجية بسلطنة عُمان السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، ومعالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر، ومعالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأستاذ جاسم محمد البديوي.
وذلك لمناقشة الهجمات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت دولة قطر في يوم الاثنين 23 يونيو 2025، وتم التوصل إلى ما يلي:
عبّر المجلس عن أسفه الكبير وإدانته الشديدة لما قامت به الجمهورية الإسلامية الإيرانية من هجمات صاروخية استهدفت إحدى القواعد العسكرية في دولة قطر، وهو ما يمثل انتهاكًا إيرانيًا صريحًا ومرفوضًا وخطيرًا لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي ومبادئ حسن الجوار ومخالفة واضحة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة مهما كانت الذرائع والمبررات، وعبّر المجلس عن تضامنه التام مع دولة قطر ودعمها الكامل لها فيما تتخذه من إجراءات تحفظ لها الأمن والاستقرار.
أدان المجلس الوزاري استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وقتل المدنيين، مؤكدًا رفضه للتصعيد العسكري الذي تقوم به سلطات الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، والتوسع في احتلال أجزاء واسعة من القطاع، ومنع المنظمات الدولية المعنية من إيصال المساعدات الإنسانية وتشغيل المنشآت الطبية، وشدد المجلس على ضرورة استئناف المفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتقديم المساعدات للمدنيين.
أشاد المجلس الوزاري بقدرات القوات المسلحة القطرية في التصدي للهجوم الذي شنته إيران على دولة قطر، مؤكدًا أن أمن واستقرار دولة قطر يُعدّ جزءًا لا يتجزأ من أمن واستقرار دول مجلس التعاون جميعًا، وأن أي تهديد تتعرض له أي دولة عضو هو تهديد مباشر لكافة دول المجلس، مجددًا رفضه القاطع لأي مساس بسيادة دولة قطر أو تهديد لأمنها واستقرارها.
أكد المجلس الوزاري ضرورة الالتزام بالأسس والمبادئ المبنية على ميثاق الأمم المتحدة ومواثيق القانون الدولي، ومبادئ حسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل الخلافات بالطرق السلمية، وعدم استخدام القوة والتهديد بها.
رحب المجلس الوزاري بإعلان فخامة الرئيس دونالد ترمب بشأن وقف إطلاق النار، مؤكدًا ضرورة الوقف الفوري لكافة الأعمال العسكرية، مشيدًا بجهود دولة قطر للتوسط ووقف إطلاق النار، للمحافظة على أمن واستقرار المنطقة، وبذل كافة الأطراف جهودًا مشتركة باغتنام وقف إطلاق النار للتهدئة واتخاذ نهج الدبلوماسية كسبيل فعال لتسوية النزاعات، والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب، والدفع نحو عودة جادة إلى المفاوضات تفضي إلى حلول مستدامة، لما تمثله اللحظة من فرص لشق مسار جديد نحو مستقبل إيجابي للمنطقة، مؤكدًا المجلس على استعداده لدعم كافة الجهود بهذا الصدد.
يشيد المجلس بنجاح فخامة رئيس الولايات المتحدة السيد دونالد ترمب، في تحقيق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، ويدعو فخامته إلى بذل جهود للوصول إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة.
نوه المجلس الوزاري بما تضمنته رؤية مجلس التعاون للأمن الإقليمي، التي تم الإعلان عنها في مارس 2024، بشأن أولوية مسار الحوار والدبلوماسية للعلاقات بين الدول، وأن هذا المسار هو السبيل الوحيد لتجاوز الأزمات الراهنة والحفاظ على أمن المنطقة وسلام شعوبها، مؤكدًا أن أي تصعيد من شأنه أن يقوض الأمن الإقليمي، ويجر المنطقة إلى مسارات خطيرة ستكون لها تداعيات كارثية على الأمن والسلم الدوليين.
أشاد المجلس الوزاري بدور سلطنة عُمان في المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن الملف النووي، وثمن المجلس دور دولة قطر والولايات المتحدة والدول الأخرى التي أسهمت في التهدئة، والتأكيد على أهمية استمرار جهود الوساطة الفاعلة.
أكد المجلس الوزاري على أهمية الحفاظ على الأمن الجوي والبحري والممرات المائية في المنطقة، والتصدي للأنشطة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم، بما في ذلك استهداف السفن التجارية وتهديد خطوط الملاحة البحرية والتجارة الدولية، والمنشآت النفطية في دول المجلس، كما أكد المجلس الوزاري على التزام وحرص دول مجلس التعاون على استقرار أسواق الطاقة العالمية.
صدر في مدينة الدوحة بدولة قطر في يوم الثلاثاء 28 من ذي الحجة 1446هـ، الموافق 24 يونيو 2025م.