مقال بواشنطن بوست: بايدن يترك الأسد بعيدا عن المصيدة لكن العواقب وخيمة
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
يقول كاتب العمود بصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية جوش روغين إن العالم يعلّم حاليا جميع الدكتاتوريين درسا حول كيفية ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية، والهروب من المساءلة، وقبولهم في النهاية بالمجتمع الدولي.
وأوضح الكاتب أن إدارة الرئيس جو بايدن تساعد في كتابة هذا الدليل، بسماحها ضمنيا بالتطبيع مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف أن "الكثير من الدكتاتوريين ورجال العصابات الآخرين الذين يرتكبون جرائم ضد الإنسانية في أماكن مثل روسيا والصين وميانمار والسودان سيدرسون قواعد اللعبة التي ساعد الغرب الأسد في كتابتها: تجاهل الانتقادات، انتظار أن يتضاءل انتباه العالم". ونهاية المطاف، الولايات المتحدة ستغض الطرف عن الفظائع المرتكبة.
خالية من وسائل الإعلاموأشار الكاتب إلى أنه وبعد 13 عاما من بدء الثورة السورية، أصبحت البلاد خالية من وسائل الإعلام الغربية بسبب انشغالها بالأزمات الجديدة، لكن الأسد يواصل ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك قصف وسجن وتعذيب آلاف المدنيين، بينما يعمل بنشاط على زيادة زعزعة استقرار الشرق الأوسط بالشراكة مع روسيا وإيران.
ودعا روغين أميركا وحلفاءها، مع تصاعد التوترات مع هذا المحور، إلى التمسك بسياساتها تجاه سوريا، قائلا إن المزيد والمزيد من الدول، وخاصة شركاء الولايات المتحدة بالخليج العربي، يرحبون بعودة الأسد إلى الحظيرة الدبلوماسية، جريا وراء العقود المربحة لإعادة بناء المدن التي دمرها.
سياسة معلنة وأخرى وراء الكواليس
وزعم الكاتب أن السياسة الرسمية لإدارة بايدن تتمثل في معارضة التطبيع مع الأسد، وخاصة من خلال العقوبات، حتى يتوقف عن المذبحة. لكن وراء الكواليس، تقوم الإدارة بتخفيف هذا الضغط بهدوء وعن عمد، وفقا للمشرعين في كلا الحزبين والجماعات السورية الأميركية.
وأورد الكثير من الشواهد المتمثلة في تصريحات النواب بالكونغرس حول ما أسماه "نسيان الكثيرين في الغرب تماما الفظائع التي جرت في سوريا".
وقال إن الجهد الرئيسي في أميركا لتمديد وتوسيع العقوبات ضد الذين يساعدون في إعادة تأهيل نظام الأسد تمثل في "قانون مناهضة التطبيع مع نظام الأسد" الذي تم إقراره في فبراير/شباط الماضي بأغلبية كبيرة في مجلس النواب.
وكان رئيس مجلس النواب مايك جونسون (جمهوري) أراد إدراج هذا القانون في حزمة المساعدات التكميلية، لكن في سياق المفاوضات، اعترض البيت الأبيض، ولم يعترض على إدراج قوانين عقوبات أخرى، بما في ذلك العديد منها التي تستهدف إيران.
فشل البيت الأبيضوعلق الكاتب بأن فشل إدارة بايدن في محاسبة "القاتل الجماعي" الأسد يمكّن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والنظام الإيراني.
ونقل عن بعض النواب قولهم إنه ما لم يتم تمرير هذا التشريع قبل نهاية هذا العام، فإن نظام العقوبات الحالي الذي تم إنشاؤه عام 2020 بموجب "قانون قيصر" لحماية المدنيين في سوريا سينتهي، وسيرفع الضغط عن الذين يساعدون في التطبيع مع الأسد.
وقال إن الأميركيين السوريين الذين عملوا على صياغة التشريع مستاؤون مما يعتبرونه تعطيلا من البيت الأبيض لمشروع القانون دون الاعتراف بذلك علنا. وتقول هذه الجماعات إن التشريع يمثل أفضل وسيلة ضغط متاحة لتأمين بعض الحماية للمدنيين السوريين.
الجالية السورية الأميركيةونقل عن محمد علاء غانم، مسؤول السياسات في التحالف الأميركي من أجل سوريا، وهو منظمة جامعة تضم مجموعات سورية ناشطة، قوله "نحن في الجالية السورية الأميركية نشعر بالفزع العميق والإحباط الشديد من تصرفات البيت الأبيض في عرقلة مشروع قانون حقوق الإنسان الحاسم هذا، وسيتذكر مجتمعنا ذلك وهو يتوجه إلى صناديق الاقتراع في نوفمبر/تشرين الثاني القادم".
وختم روغين مقاله بالقول إن العقوبات ليست حلا سحريا، لكن سيتم دمجها مع إستراتيجية شاملة للتفاوض على حل دبلوماسي في سوريا، وعلى الذين يدعون إلى ترك العقوبات على الأسد تنقضي أن يتعاملوا مع العواقب المتوقعة، لأن الأسد وشركاءه سيصبحون أكثر ثراء وقوة، وسيتم تشجيعهم في انتهاكاتهم ضد مواطنيهم، وسينمو "التطرف" وعدم الاستقرار في أنحاء المنطقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات البیت الأبیض
إقرأ أيضاً:
سوريا تجري أول عملية تحويل مصرفي دولي عبر نظام سويفت منذ اندلاع الحرب الأهلية
أعلن محافظ مصرف سوريا المركزي، عبد القادر حصرية، يوم الخميس أن سوريا نجحت هذا الأسبوع في تنفيذ أول تحويل مصرفي دولي عبر نظام "سويفت" للمدفوعات المالية الدولية منذ اندلاع الحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد منذ 14 عاماً. ويُعد هذا الإنجاز علامة فارقة في جهود سوريا لإعادة الاندماج في النظام المالي العالمي اعلان
وأوضح حصرية في تصريحات لوكالة "رويترز" من دمشق أن المعاملة تمثلت في تحويل تجاري مباشر من بنك سوري إلى بنك إيطالي يوم الأحد الماضي، مشيراً إلى أن "الباب أصبح الآن مفتوحاً لإجراء المزيد من هذه المعاملات".
كما كشف حصرية عن توقعاته بأن تتم أول معاملة مالية مع بنك أميركي خلال الأسابيع المقبلة، وذلك عقب اجتماع رفيع المستوى عُقد بين بنوك تجارية سورية وأخرى أميركية، بحضور مسؤولين من الولايات المتحدة، ضمن جهود تسريع إعادة ربط النظام المصرفي السوري بالنظام المالي العالمي.
Relatedألمانيا تقول إن عزل روسيا عن نظام سويفت ستكون خطوة صعبة فنيافي ظل العقوبات الغربية.. إيران وروسيا تربطان أنظمتهما المصرفية "بدون نظام سويفت"حاكم مصرف سوريا المركزي ينشر فيديو لكشف الأوراق النقدية المزورةويأتي هذا التطور بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو الماضي عن نية رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، تلاه صدور أوامر تنفيذية برفع بعض هذه العقوبات بشكل رسمي.
ويُعد استئناف المعاملات المصرفية بين سوريا والولايات المتحدة إنجازاً مهماً سيساهم في فتح الباب أمام ضخ المعاملات المالية الكبرى التي تدعم عمليات إعادة الإعمار وتنشيط الاقتصاد السوري، إلى جانب الحد من الاعتماد على الاقتصاد غير الرسمي الذي يعتمد بشكل أساسي على النقد.
وعقد حصرية، الأربعاء، مؤتمراً عبر الإنترنت ضم عدداً من البنوك السورية وبعض البنوك الأميركية، إلى جانب مسؤولين أميركيين، من بينهم مبعوث واشنطن إلى سوريا توماس باراك، حيث وجه دعوة رسمية للبنوك الأميركية لإعادة بناء علاقاتها المصرفية مع سوريا بعد سنوات من العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على النظام السوري إثر القمع الدموي للاحتجاجات عام 2011.
وأكد محافظ مصرف سوريا المركزي أن لدى دمشق "هدفين واضحين": إنشاء مكاتب تمثيلية للبنوك الأميركية داخل سوريا، واستئناف المعاملات المالية بين البنوك السورية ونظيراتها الأميركية، متوقعاً أن "يحدث الهدف الثاني خلال أسابيع".
ومن بين البنوك التي دُعيت للمشاركة في المؤتمر كل من جيه بي مورغان، مورغان ستانلي، وسيتيبنك، لكن لم يتضح بعد من شارك فعلياً في الاجتماع.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة