نفذت مؤسسة رصد لحقوق الإنسان يوم أمس الإثنين 29 نيسان / إبريل 2024 حدثاً إفتراضياً موسعاً بمناسبة إطلاق التقرير الحقوقي والفيلم الوثائقي اللذان يحملان عنوان " أخاف من الفضيحة " والذي سيتم من خلالهما تسليط الضوء عن العنف الجنسي الذي يتعرض له الأطفال في النزاع المسلح في اليمن.

المؤسسة خلال الندوة التي اقامتها بالتعاون مع معهد Dt institute تحت عنوان " كشف الواقع .

. مواجهة العنف الجنسي ضد الأطفال في اليمن" بهدف رفع مستوى الوعي حول قضية العنف الجنسي ضد الأطفال في اليمن وتعزيز الدعم لضحايا تلك الجرائم وحماية الأطفال اليمنيين من الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان أثناء النزاع المسلح، كشفت عن نماذج لقصص واقعية تم توثيقها من قبلها، وتناولها الفيلم الوثائقي الذي تم استعراضه عن ضحايا الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي المرتكب ضد الأطفال خلال فترة الحرب

الندوة بدأت بعرض تقديمي للسيد أكرم الشوافي رئيس مؤسسة رصد لحقوق الإنسان والذي أشار إلى أن هذا النشاط يأتي ضمن سلسة أنشطة تنفذها المؤسسة منذ عام ونصف في إطار مشروع تعزيـز الوعـي وضمـان حقـوق الأطفال خلال النزاع في اليمـن SAFE. والـذي يهـدف إلى توحيـد الجهـود لحمايـة الأطفـال اليمنـيين مـن الانتهـاكات الجسـيمة لحقـوق الإنسـان أثنـاء الحرب التي عطفت باليمن مـن خلال تعزيـز الاعتراف بهـم محليـا ودوليـاً وتسـهيل مسـاءلة الجنـاة.

موضحاً أن النـدوة تسعى إلى تسـليط الضـوء على أحـد أخطـر الانتهـاكات ضـد الأطفـال وهـو العنـف الجـنسي، وأهمية محاسبة الجناة وممارسة الضغط لتحقيق العدالة والحماية للأطفال المتضررين. والكشف عن فظاعة هذه الجريمة التي لطالما كان مسكوت.

كما أكد سعي المؤسسة إلى أن يكتسب المشاركون في الندوة فهمًا شاملاً للقضايا المتعلقة بالعنف الجنسي ضد الأطفال في اليمن وسيقومون بوضع توصيات قابلة للتنفيذ تهدف إلى مكافحة العنف الجنسي ضد الأطفال بشكل فعال. وسوف يستفيدون من الأفكار المستفادة من الندوة عبر الإنترنت للمساهمة بنشاط في الجهود الرامية إلى زيادة الدعم للضحايا ومحاسبة الجناة. وتمكين المشاركين بالمعرفة العملية لمكافحة العنف الجنسي ضد الأطفال وضمان العدالة للأطفال المتضررين في اليمن.

تناولت الندوة الافتراضية التي أقامتها المؤسسة وضمت أكثر من مائة مشاركاً من النساء والرجال وممثلين عن منظمات المجتمع المدني المحلي والدولي ذات الصلة والمؤسسات الحكومية والأحزاب السياسية والصحفيين والقانونيين، خمسة عروض تقديمية بدأت بعرض الفيلم الوثائقي والتقرير الحقوقي " أخاف من الفضيحة ".

حيث أوضحت المؤسسة بأن هذا العنوان مقتبس من شهادة أحد الناجين، حين سُئل لماذا لم تخبر أمك بما حدث لك؟ قال: "لأنني أخاف منها وأخاف من الفضيحة" وهو عنوان بالغ التكثيف للوصم الذي يشعر به الضحايا ويمنعهم من الإبلاغ.

تم من خلال الفيلم استعراض قصص واقعية عن بعض جرائم الاغتصاب وغيره من اشكال العنف الجنسي ضد الأطفال في اليمن والتي وثقتها المؤسسة، تبع ذلك اطلاق التقرير الإستقصائي تقرير حقوقي يوثق انتهاك العنف الجنسي المرتكب ضد الأطفال خلال الحرب التي شنت على اليمن ووضحت رصد بأن هذا التقرير هو الأول الذي يصدر عنها حول العنف الجنسي ضد الأطفال.

استعرض التقرير الذي تم اطلاقه على وجه التحديد حالات العنف الجنسي ضد الأطفال خلال فترة وقف إطلاق النار الممتدة من أبريل 2022 إلى ديسمبر 2023. وعرض نتائج التحقيق عن حوادث العنف الجنسي ضد الأطفال خلال النزاع، الذي قام بها باحثين في (9) محافظات يمنية . ويورد عدد من نماذج الحوادث المحققة. وكشف نتائج التحقيق في (13) حادثة عنف جنسي، نتج عنها (18) ضحية، بينهم (3) فتيات. وبين أن العدد المحدود للفتيات لايشير إلى حقيقة الواقع، بل إلى أن الوصول إليهن أكثر صعوبة من الوصول الى الفتيان. علاوة على ذلك، يتطرق التقرير إلى التداعيات الاجتماعية التي يعاني منها الأطفال الضحايا، بما في ذلك الوصم الاجتماعي.
ووضح التقرير تعرض أغلب الضحايا الـ (16) للإغتصاب، و(2) لمحاولة اغتصاب، والتزويج القسري. وصاحب ارتكابها أشكال أخرى من بينها- إجبار الأقارب على الاغتصاب، والتعري القسري، والاستغلال في الدعارة، والتصوير الجنسي، والابتزاز والإخضاع للممارسة الجنسية. وفي الوقت نفسه أكدت النتائج أن نصف الضحايا ارتُكبت ضدهم هجمات جسيمة أخرى، نتجت عن كونهم ضحايا عنف جنسي. حيث عُومِلو كمنحرفين، ولُفقت لبعضهم تُهم التحرش الجنسي بأطفال أخرين، أو الاشتراك في جرائم قتل. فلا يزال (5) ضحايا محتجزين بتهم مختلفة، و(3) أُفرج عنهم بعد احتجازهم، و(1) ضحية قُتِل من فاعل الاغتصاب خوفاً من الإنكشاف.
للاطلاع على التقرير كاملاً من خلال الرابط التالي:
http://watch4hr.org/files/Report_I%E2%80%99m_Afraid_of_Scandal_Ar.pdf

كما استعرضت المؤسسة، خلال الندوة، عدد من أوراق العمل والتي قدمها عدد من الخبراء المحليين والدوليين وتناولت التعريف بآليات المساءلة الدولية لضحايا العنف الجنسي في النزاعات المسلحة، وفرص جبر الضرر للضحايا والناجين من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع ، وقضية العنف الجنسي في سياق العدالة الإنتقالية في حالات النزاع وما بعد انتهاء النزاع.

وقد خرجت الندوة بعدد من التوصيات الموجهة لأصحاب المصلحة والتي كانت أبرزها أهمية محاسبة الجناة وتقديمهم للعدالة والحماية للأطفال المتضررين باعتبارها من أخطر القضايا التي يتعرض لها الأطفال في اليمن خلال فترة النزاع المسلح، والتأكيد على أن تفشي الإفلات من العقاب، وتزايد حالات العنف الجنسي والهجمات الجسيمة الأخرى ضد الأطفال، يحتم أن تقف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي امام مسؤوليته، والعمل من أجل تشكيل لجنة دولية للتحقيق في الجرائم الخطيرة، بما فيها المرتكبة ضد الأطفال. وكذلك إدراج الشواغل المتعلقة بالأطفال في محادثات السلام، واعتبار تحقيق العدالة والتعويض وجبر ضرر الضحايا أولوية في محادثات إنهاء النزاع، والتأكيد على أن تحقيق العدالة والمساءلة هي الجسر الآمن للعبور باليمنيين إلى السلام الدائم والضامن لعدم تجدد دورات العنف في المستقبل.

الجدير ذكره أن رصد لحقوق الإنسان Watch4HR هي منظمة حقوقية يمنية مستقلة. منذ تأسيسها كمبادرة ناشطة شبابية في عام 2016، انخرطت في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان والحفاظ عليها والتثقيف بشأن حقوق الضحايا وتعزيز المساءلة والدعوة إلى العدالة والسلام في اليمن. من خلال توثيق الانتهاكات وحشد الدعم لجهود الحد منها والكشف عن مرتكبيها ومحاسبتهم، والدعوة إلى المساءلة أمام المؤسسات اليمنية والدولية.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

تحرش جنسي بمكان العمل.. تقرير يكشف ما يتعرض له أطباء أمراض النساء والتوليد

مثل غيرهم، يتعرض الأطباء والعاملون في الحقل الصحي من الجنسين، إلى التنمر والتحرش الجنسي والتمييز، في مكان العمل، لكن المثير للاهتمام أن العاملين في مجال أمراض النساء والتوليد، من أكثر الفئات في المجال الصحي، عُرضة للتحرش، وفق صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية. 

وأظهرت دراسة حديثة، غطت 5852 مشاركا، أنه على الرغم من أن هذا المجال تهيمن عليه الإناث بشكل متزايد، إلا أن أطباء أمراض النساء والتوليد يتعرضون بانتظام للتحرش الجنسي والتحيز الجنسي في العمل.

وأفاد ما يصل إلى 70.9% من المشاركين في الدراسة، بتعرضهم للتحرش الجنسي في مكان العمل، بينما قال ما يصل إلى 67.2% من المشاركين إنهم تعرضوا للتمييز في مكان العمل. 

وبحسب الصحيفة، فقد وجد الباحثون أنه من بين الاعتداءات الصغيرة التي تم الإبلاغ عنها، أن بعض الأطباء طُلب منهم أن يبتسموا أكثر، أو يتصرفوا بطريقة ودودة.

مسح جديد يكشف أرقاما صادمة عن العنف والتحرش الجنسي في أماكن العمل خلصت المحاولة الأولى لإجراء مسح عالمي حول العنف والتحرش الجنسي في أماكن العمل بجميع أنحاء العالم إلى انتشار الإساءة هناك، والتي ظهرت بشكل خاص بين شباب ومهاجرين وأجراء، والنساء بشكل خاص.

وتناولت الدراسة المتدربين في الحقل الصحي، خاصة المرتبط بأمراض النساء والتوليد، ووجدت أن الأطباء المتدربين الأكثر تعرضا للتحرش بنسبة (30.1 بالمئة)، يليهم المتدربون الآخرون بنسبة (13.1 بالمئة)، وموظفو غرف العمليات بنسبة (7.7 بالمئة). 

ووجد الباحثون أن هناك حاجة إلى تدخلات ومبادرات مؤسسية لمكافحة التحرش والتنمر، وورش عمل وتدريبات عن كيفية الإبلاغ عن التحرش. 

وقال ما يصل إلى 40.2% من المشاركين في الدراسة إنهم لم يبلغوا عن التحرش، لأنهم يخشون الانتقام.

وخلص الباحثون إلى أنه ينبغي استخدام البحث "للاعتراف بانتشار التنمر والإساءة والتحرش الجنسي"، والبدء في العمل بشكل جماعي على مكافحة تلك السلوكيات والإبلاغ عنها.  

ودعا فريق الباحثين إلى إجراء المزيد من الأبحاث بشأن طرق تحسين مناخ الممارسة والاحتراف لممارسي أمراض النساء والتوليد.

مقالات مشابهة

  • النيابة الإدارية تفتتح ورشة العمل الوطنية في مجال مكافحة جرائم العنف ضد المرأة
  • مؤسسة ق قضايا المرأة تطالب بقانون أكثر عدالة لكل أفراد الأسرة
  • تحرش جنسي بمكان العمل.. تقرير يكشف ما يتعرض له أطباء أمراض النساء والتوليد
  • بالعديد من الجوائز.. تكريم أسرة مسلسل " صلة رحم" من المجلس القومي لحقوق الإنسان
  • المجلس القومي لحقوق الإنسان يكرم يوسف عمر عن "أعلى نسبة مشاهدة"
  • عايدة رياض: تكريم «تطوير مصر» من أسعد اللحظات.. وأحضر لفيلم وثائقي عن حياة عادل إمام
  • المجلس القومي لحقوق الإنسان يكرم يسرا اللوزي
  • العسومي: نسعى في الدورة الثانية لدعم تطوير المنظومة العربية لحقوق الإنسان ونشر ثقافتها
  • رئيس البرلماني العربي: نشيد بالإجراءات المتبعة في مصر بمجال حماية حقوق الإنسان
  • رئيس البرلمان العربي: نسعى لدعم تطوير المنظومة العربية لحقوق الإنسان ونشر ثقافتها