[email protected]
حسن إبراهيم حسن الأفندي
قضى الله أن أحـيا بُعَـيـْـدك بـاقـيـا
أقـاوم أحـزانــي وأدفــع مـاضـيـا
وأنت الـذي قد كـان يعـلـم أنـني
رقيـق الحــواشــي لا يقـاوم غازيـا
فلا الســيف واللـيـل البهيـم برفقتي
ولا القلـب يقـوى أن يجاري أعـاديـا
هو المـوت لم يرحم وفرق بينـنـا
ويجمعنـا بعـد التـفـرق ثــانـــيــــا
قـريبا أخـي يـأتي الي بكــأســـه
لأرتـاح من دنيـا تكــدر حــاليـا
هوالمـوت فـتاك الكمـاة جبـابرا
وقَتــَّال طفــل لم يعـد بعد ضاويـا
هوالمـوت يرمينـا يداهـم خلـســــة
فلا القصـر ينجـينا ولا الكهف حاميـا
هو الموت سـرغامـض عز وصفــه
لعلك بعـد المـوت تدرك خـافــيا
وجدت بنات الحور يقصر طرفهـا
وغيرك لا يبصـرن من ظل آويا
وجدت قصورا عاليات وريفــة
بها ثمر يدنو إليك مــــواتـيا
فقد كنت رغـم الفقر والضيق و العنا
تجـود بما في الكف تدفع ساخـيا
تهش تبش دون قلب منافق
ولا ترتضــي إلا وكفك عـاليا
لئن باعـدت بيني وبينك حــفـرة
فما زلـت في نفســـي تخيم باقيا
هو الموت أحيـا مرّه ألـف مـرة
أذوب وإن أبدو إلى الغير هانيا
فهل يا ترى قابلت من كان حبهـم
غماما يقي حــر الهجير سمـائـيا
فقدت وما فقدي لمثلك هــين
وقد كنت أرجو أن بكيت وداعيا
تباعدنا دنيا برغـم مــحـــبـــة
ولا كان قلبي أو فـؤادك راضـيــا
وأنت الى رزق تجـوب بقاعهـــــا
كلانا بأصقــاع تباعــد بـاكــيــا
( يقيم الرجال الموسـرون بأرضهــم
ويرمي النوى بالمقترين المراميا)
ألــوم لنفســـي تارة وأصـــدهـــا
وما علـمـت نفـسي القــصي ودانيا
تراودني ذكـرى اليـك عـــزيـزة
وتحـرم عيني أن تنام لياليا
ولا صرفت عني الليالي خيـاله
وإن كان طبـع الآدمي التناسـيا
أأنسـاه هل في ذاك رد جـمـيـله
وحســنى بجــيدي ألزمتني وفائيا
وعاذلة تحنـو علي تلـــومـني
وتحتــار في أمـــري تشاهد ما بيا
تقول أما يكفي بكاؤك لــيـلـة
وأخرى وأخرى ثم شهرا معانيـا
وهل يُرْجِعَــنّ الدمع من غاب نجمه
وغطـى لـه نـبث التـراب مواريـا
فقلت لها عذرا فليســت عواطفـي
كما ظن بعض الناس تَرضى قياديا
أحاسيسنا ليست لنا بمـديـنة
نسـيّرها أنى نشـاء الـمـناحـيا
ألا ليت شعري من يعود من الفنـا
فيخبرنا عــما رآه مــــدانـيا
لعـل بذا يخمدن نيران ثــاكــل
ويمحـوه من بعد العذاب عنائـيا
وأعلم أن اللـه أرحـم راحــم
ويغفـــر ذنب العبــد من كان عاصيا
فيـا رب جاء العبد بابك طارقــا
وفي نفســـه خـوف مـن الله باديــا
تجاوز الهي عن ذنوب و إن تكـن
كـرمـل صـحـارى أنت تعلم حـاصيا
وضاعـف لـه الخيرات وهي كثيرة
وأنت غـني أن تعــذب واهــيا
ويا قبـر تـســقى بالملث وطلـه
وغــيداقة تروي التـراب تـواليا
ولا غاب عنك الخيروالظل والصبا
نعيم حـضين من بجوفـك ثـاويا
حسن إبراهيم حسن الأفندي
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
ابنة نجيب محفوظ تتحدث عن أعمال والدها في ذكرى ميلاده
روت ابنة الأديب المصري نجيب محفوظ، تفاصيل من حياته الخاصة، وأعماله الأدبية، بالتزامن مع حلول ذكرى ميلاده.
وتكشف ابنته أم كلثوم في حديث لموقع قناة "القاهرة الإخبارية" في ذكرى ميلاد الأديب العالمي عن كواليس لم تُروَ كثيرًا، وعن موقفه من الأعمال التي قُدّمت عن رواياته، وكيف كان ينظر إلى المرأة في أدبه، وإلى الخيال الذي كان يسبق الواقع دائمًا في عالمه الإبداعي، لتكشف عن جوانب إنسانية في حياته قبل أن يكون أيقونة أدبية.
وأكدت أم كلثوم أن الأسرة لم تكن تخصّص طقسًا معيّنًا للاحتفال بعيد ميلاد والدها، قائلة: "كنّا نحضر قالبًا من الحلوى، لكنّه لم يكن يشارك في تناوله بسبب إصابته بمرض السكري، فنحن من كنّا نتناوله، لم يكن هناك أي طقس مميّز في هذا اليوم، وإن صادف لقاء أصدقائه يحتفلون به أيضًا".
وتوضح للموقع أن معظم أعماله الروائية الكبرى قُدّمت فنيًا، بينما تظل مجموعة من القصص القصيرة لم تُقدَّم للشاشة أو تُحوَّل لأعمال فنية، مضيفة: "أغلب رواياته تحوّلت إلى أعمال فنية، أمّا القصص القصيرة فهناك عدد كبير منها لم يُنتج حتى الآن".
كما كشفت عن وجود تعاقدات لمشروعات فنية لتحويلها إلى أعمال على الشاشة، ولكن لم يتم الإعلان عنها بعد، من بينها: "أولاد حارتنا، العائش في الحقيقة، الحرافيش"، مشيرة إلى أن "عدد الأعمال التي لم تُقدَّم ربما يتجاوز ثمانية أعمال أو أكثر".
وتؤكد ابنته لموقع "القاهرة الإخبارية" أن نجيب محفوظ ظل ممسكًا بالقلم حتى سنواته الأخيرة، وكان آخر ما كتبه "أحلام فترة النقاهة".
وعن تعليقاته على الأعمال الفنية التي حوّلت عن رواياته وأعماله الأدبية، قالت: "كان دائم التأكيد أن محاسبته تكون على ما كتبه هو فقط، كان يدرك أن للدراما اعتبارات تجارية، ولذلك كان يتفهّم التغييرات التي تطرأ على النص الأصلي، رغم احتفاظه بملاحظات كثيرة على عدد كبير من الأعمال، ولكنه كان مجاملًا".
وحول موجة تحويل الروايات إلى أعمال درامية، قالت: "هناك بعض الأعمال الجيدة، لكن الأغلبية ليست على المستوى المطلوب، بعض الأعمال أحببتها شخصيًا، لكن لا أعرف ماذا كان سيقول عنها هو".
تحدّثت أم كلثوم عن الجدل المتعلق بصورة المرأة في روايات والدها، مشيرة إلى أنّه رفض ما روّجته الدراما حول إساءته للمرأة، وقالت: "حين سُئل عن ذلك، أكد أن الأعمال الدرامية هي التي رسّخت هذه الصورة، وليس كتاباته".
وعن مدى اقتراب أعماله من سيرته الذاتية، نفت أم كلثوم ذلك بشكل قاطع: "كان يسخر من الأشخاص الذين يظنون أنه يكتب عن نفسه أو المحيط به، هو يتأثر بشخصية أو فكرة، ثم ينطلق الخيال ليصنع عالمًا كاملًا، هذا هو الأدب في رأيه".
وأشارت إلى أن "الثلاثية" مثلًا تشترك مع حياته فقط في المرحلة الزمنية والأفكار السائدة آنذاك، لكنها لا تعبّر عن حياته الشخصية.