ما تقنية القيادة الذاتية بالكامل في سيارات تسلا؟
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
يوم الأحد الماضي، سافر إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إلى العاصمة الصينية بكين في زيارة مفاجئة، والهدف كان مقابلة كبار المسؤولين الصينيين لمناقشة إطلاق برمجيات القيادة الذاتية الكاملة، والسماح بنقل البيانات إلى خارج البلاد في سيارات تسلا، وفقا لما ذكرته وكالة رويترز.
كانت الشركة الأميركية المصنعة للسيارات الكهربائية قد طرحت نظام "القيادة الذاتية بالكامل" (FSD) في سياراتها منذ 4 سنوات، لكنها لم توفر هذه التقنية بكل مميزاتها في الصين، التي تعد ثاني أكبر أسواق الشركة عالميا، إذ باعت تسلا أكثر من 1.
في عام 2023، ذكر ماسك أن سعر نظام القيادة الذاتية بالكامل كان منخفضا للغاية، الذي كان يبلغ حينها 15,000 دولار، مشيرا إلى أن قيمة السيارة سترتفع بشدة إذا أصبحت ذاتية القيادة.
وقد خفضت تسلا مؤخرا سعر النظام إلى 8,000 دولار من 12,000 دولار في الولايات المتحدة، كما يتوفر النظام من خلال الاشتراكات، إذ خفضت الشركة أيضا سعر الاشتراك الشهري إلى 99 دولارا في الولايات المتحدة، بهدف تحفيز استخدام النظام في سياراتها مع تراجع مبيعات السيارات الكهربائية، واحتدام حدة المنافسة السعرية في هذا السوق، وفقا لوكالة رويترز.
وتقدم تسلا نظام القيادة الذاتية بالاشتراك لمستخدميها في الصين منذ 4 سنوات، ولكن بمجموعة محدودة من الميزات التي تقصر استخدام النظام على عمليات بسيطة مثل تغيير المسار تلقائيا، لأن مشكلة أمن البيانات مثلت عقبة كبيرة أمام الطرح الكامل للنظام، لذا حاول ماسك الحصول على موافقة لنقل البيانات التي تجمعها الشركة داخل الصين إلى الخارج، بهدف تدريب الخوارزميات الخاصة بتقنيات القيادة الذاتية.
ومنذ عام 2021، خزنت تسلا كافة البيانات التي جمعها أسطول سياراتها الصيني في شنغهاي كما طلبت السلطات الصينية، ولم تنقل أيا منها إلى الولايات المتحدة.
ظروف حركة المرور المعقدة بالصين مع ارتفاع أعداد المشاة توفر سيناريوهات لتدريب خوارزميات القيادة الذاتية (وكالة الأنباء الأوروبية)ووفقا لخبراء الصناعة، فإن ظروف حركة المرور المعقدة في الصين مع ارتفاع أعداد المشاة وراكبي الدراجات الهوائية، مقارنة بالعديد من الأسواق الأخرى، توفر سيناريوهات أكثر أهمية لتدريب خوارزميات القيادة الذاتية بوتيرة أسرع.
سيسمح طرح النظام في الصين لشركة تسلا بمنافسة أفضل مع الشركات المحلية في أكبر سوق للسيارات في العالم، حيث تُعدّ ميزات مساعدة السائق وغيرها من مزايا السيارات المتصلة بالإنترنت من أهم خصائص السيارات المتنافسة هناك.
وقد تراجعت مبيعات سيارات تسلا في الربع الأول من العام للمرة الأولى منذ ما يقارب 4 سنوات، كما أعلنت الشركة عن تسريح أكثر من 10% من موظفيها عالميا، وتخفيض أسعار سياراتها في الأسواق الكبرى ومنها الولايات المتحدة والصين وأوروبا، بالإضافة إلى نيتها تسريح مئات الموظفين الآخرين، بما في ذلك كبار المديرين التنفيذيين وأغلب أفراد فريق الشحن الفائق في الشركة، كما أشارت آخر التقارير.
ما تقنية القيادة الذاتية بالكامل؟واحدة من أهم الخلافات الحالية التي تحيط بسيارات تسلا هو قدرتها على تحقيق "القيادة الذاتية بالكامل"، إذ يحاول إيلون ماسك ترويج هذا النظام على أنه يقود السيارة بنفسه، لكن هذا الادعاء لم يتحقق على أرض الواقع، وذلك تحت رقابة تنظيمية وقانونية صارمة من الجهات التنظيمية على أمان وسلامة سيارات تسلا، ويرى ماسك أن هذه التقنية قد تكون مصدر إيرادات هائلة للشركة، لهذا ربما يحاول المبالغة في إمكاناتها.
تطلق تسلا على نظام مساعدة السائق اسم الطيار الآلي (أوتوبيلوت)، لكنها تؤكد أن هذا النظام لا يجعل سياراتها ذاتية القيادة، وأنها تتطلب مراقبة نشطة من السائق. أما ميزة "القيادة الذاتية بالكامل" فهي الإصدار الأكثر استقلالية من نظام الطيار الآلي وطرحتها الشركة لسياراتها في عام 2020، وتشمل مزاياها ركن السيارة ذاتيا، وتغيير الحارة المرورية تلقائيا، والتحرك أثناء الازدحام المروري.
وقد صمم نظام الطيار الآلي في المقام الأول للسفر على الطرق السريعة، بينما يغطي نظام "القيادة الذاتية بالكامل" القيادة في المدن والضواحي، ويصبح بإمكان السيارة التعرّف على إشارات المرور وإبطاء سرعتها تلقائيا للتوقف عند الحاجة.
تُصنَّف القيادة الذاتية للسيارات على مقياس من 0 إلى 5 مستويات، إذ يشير المستوى 0 إلى عدم وجود أي نوع من أنواع الأتمتة، بينما يشير المستوى 5 إلى الأتمتة الكاملة، التي لا تحتاج إلى أي تدخل بشري.
أما السيارات المزوّدة ببعض أنظمة مساعدة السائق فتُصنّف في المستوى 1، والسيارات المزودة ببعض الأنظمة المحدودة التي تسمح بالقيادة دون استخدام اليدين تُصنف في المستوى 2، وهذا هو تحديدا المستوى الذي تقع فيه تقنية "القيادة الذاتية بالكامل" في سيارات تسلا.
بالرغم من اسمها، لا تمكّن القيادة الذاتية الكاملة سيارة تسلا من قيادة نفسها بالكامل، فهي لا تتيح للسيارة إمكانية القيادة الذاتية لفترة زمنية طويلة دون أن يمسك السائق بعجلة القيادة، ويظل مسؤولا عن البقاء في مقعده والانتباه إلى حالة الطريق والاستعداد لتولي القيادة في أي موقف لا يستجيب فيه نظام القيادة الذاتية استجابة مناسبة، كما لا تعفي القيادة الذاتية الكاملة سائق تسلا من مسؤولية التشغيل الآمن للسيارة، فإذا حدث خطأ في تشغيل النظام ووقع حادث نتيجة لذلك، فلن يتحمل النظام أو الشركة المسؤولية عن هذا الحادث.
حققت تسلا تقدما ملحوظا في تقنيات القيادة شبه الذاتية، ومع ذلك فإنها ليست الوحيدة التي تمتلك مثل هذه الأنظمة في السوق حاليا، وقد تتفوق عليها إحدى الشركات المنافسة، كما أن الشركات المنافسة كانت أكثر حذرا في وصف قدرات أنظمتها.
لأن مفهوم القيادة الذاتية للسيارة معقد، وقد تأتي معظم السيارات الحديثة ببعض مزايا "القيادة شبه الذاتية"، مثل نظام المكابح الأوتوماتيكية في حالات الطوارئ عندما تستشعر السيارة وجود أي عقبة أمامها، وتحدد أن السائق لم يضغط على الفرامل بالسرعة الكافية (أو لم يضغط عليها أصلا)، فتتدخل للمساعدة في تجنب الاصطدام أو تخفيف آثاره.
مثلا في أواخر عام 2023، طرحت مرسيدس-بنز أول نظام للقيادة الذاتية من المستوى 3، وهو نظام "درايف بايلوت" (Drive Pilot)، للبيع عبر سياراتها في الولايات المتحدة، لكنه لم يحصل على الموافقة الرسمية بالاستخدام سوى في كاليفورنيا ونيفادا حتى الآن، ويتطلب المستوى 3 موافقة كل ولاية على حدة، ومع ذلك لا يُعد نظام مرسيدس "قيادة ذاتية كاملة" ولا تسوقه الشركة على هذا النحو.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الولایات المتحدة سیارات تسلا فی سیارات فی الصین
إقرأ أيضاً:
إسرائيل المتخمة بأنظمة الدفاع الجوي تريد تفعيل نظام جديد اسمه "الشعاع الحديدي".. ما قدراته؟
ربما تكون إسرائيل الدولة الوحيدة في العالم التي تحتوي على عدد كبير من أنظمة الدفاع الجوي، لكن ذلك ليس كافياً، إذ تريد إضافة نظام جديد اسمه "الشعاع الحديدي".
اعلانعاد الحديث عن نظام "الشعاع الحديدي" في إسرائيل إلى السطح مجدداً، مع إعلان وزارة الدفاع أن النظام سيدخل الخدمة خلال عام من الآن، وذلك قبل عامين من الموعد المقرر، في ظل الحرب على غزة ولبنان.
وجاء الإعلان عن تسريع العمل في إنتاج نظام الدفاع الجوي الجديد الذي يعمل بالليزر، بعدما أبرمت وزارة الدفاع عقدين مع شركة "رافييل" و"ألبيت" العسكريتين لتطوير "الشعاع الحديدي".
وبحسب مسؤول في الوزارة، فإن النظام الجديد لن يكون بديلاً عن القبة الحديدية، إنما سيعمل إلى جانبها، بما يساهم في تحسين الدفاع الجوي الإسرائيلي بشكل عام.
وتعتبر شركة "رافييل" المطور الرئيسي لسلاح "الشعاع الحديدي"، أما "ألبيت" فستتولى تصنيع مدفع الليزر فيه.
وتقدر قيمة الصفقة بنحو 536 مليون دولار أمريكي.
وعرض النظام للمرة الأولى في معرض دفاعي بسنغافورة عام 2014، ثم أجريت عليه سلسلة اختبارات، وقبل 3 سنوات دخل مرحلة التطوير التشغيلي.
تعتمد إسرائيل على القبة الحديدية في مواجهة الصواريخ القصيرة المدى.Maya Alleruzzo/ APسلبيات وإيجابيات "الشعاع الحديدي"يستعمل هذا النظام ضد تهديدات مختلفة، غالبيتها قصيرة المدى، مثل قذائف الهاون والصواريخ المجنحة والمسيرات.
يمكن برمجته من أجل تتبع الأهداف التي تطير على ارتفاعات منخفضة وتدميرها، بحسب موقع "ديفينس نيوز" الأمريكي المتخصص في الشؤون الدفاعية.
Relatedشاهد: لحظات اعتراض القبة الحديدية صواريخ "القسام" فوق مدينة تل أبيبواشنطن توافق على بيع منظومة ثاد الدفاعية الصاروخية للإمارات ومنظومة باتريوت الاعتراضية للسعوديةأي نظام دفاعي أكثر فعالية: هل هو "أس-400" الروسي أم "ثاد" الأمريكي؟تكلفة هذا الصاروخ منخفضة للغاية، ولا تزيد عن ثمن الكهرباء المستخدمة في إطلاقه، ولا تقارن بتكلفة صاروخ "تامير" الذي تطلقه القبة الحديدية ويبلغ ثمنه 100 ألف دولار.
يمكن تركيب هذا النظام حتى على الطائرات المدنية لحمايتها من التهديدات الجوية مثل الطائرات المسيرة، بحسب موقع " 20minutes" الفرنسي.
لكن هذا النظام لا يعمل في الظروف الجوية السيئة، مثل السحب الكبيرة.
يستعمل نظام مقلاع داود من أجل التصدي للصواريخ المتوسطة المدى.Sebastian Scheiner/ APأنظمة الدفاع الجوي الحالية في إسرائيلالقبة الحديدية: هي منظومة دفاع جوي لمواجهة الصواريخ القصيرة المدى، مثل تلك التي تطلقها الفصائل الفلسطينية من غزة، وطورت شركة رافائيل القبة الحديدية بدعم من الولايات المتحدة، ودخلت الخدمة في عام 2011، لكن كلفة هذا النظام باهظة جدا.مقلاع داود: يتصدى هذا النظام للصواريخ متوسطة المدى لإسقاط الصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها من مسافة تتراوح بين 100 و200 كيلومتر.نظام آرو (السهم): يستطيع هذا النظام اعتراض الصواريخ التي يتم إطلاقها من مسافة تصل إلى 2400 كيلومتر ويمكنه القيام بذلك فوق الغلاف الجوي للأرض.منظومة ثاد: خلال الأسابيع الأخيرة، أعلنت الولايات المتحدة نشر هذه المنظومة في إسرائيل، وبدأت الخدمة عام 2008، ومهمتها التصدي للصواريخ الباليستية، وتبلغ سرعة الصاروخ الاعتراضي 9 أضعاف سرعة الصوت وتصطدم بالهدف على ارتفاعات عالية.المصادر الإضافية • وسائل إعلام إسرائيلية وفرنسية
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مشهد سريالي لاعتراض القبة الحديدية صواريخ حزب الله في سماء شمال إسرائيل أيزنكوت: حماس فكرة متجذرة.. وقلق أمريكي من انهيار القبة الحديدية أمام هجمات حزب الله اذا توسعت الحرب إسرائيل تعتزم بيع منظومة رافائيل "القبة الحديدية" للدفاع الجوي للإمارات أنظمة الدفاع الجوي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني السياسة الإسرائيلية اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. اليوم الـ26 من الحصار الخانق على شمال غزة.. الأزمة الإنسانية تتفاقم ومفاوضات لإنهاء الحرب على لبنان يعرض الآن Next عاجل. إسبانيا: الأمطار الغزيرة تتسبب في فيضانات تودي بحياة 51 شخصًا على الأقل يعرض الآن Next أكسيوس: مبعوثا بايدن في تل أبيب الخميس لبحث إنهاء الحرب في لبنان يعرض الآن Next السّل يزيح كوفيد-19 ويصبح المرض المعدي الأكثر قتلاً للإنسان يعرض الآن Next ستارمر: "حان وقت مواجهة الحقائق" مع الميزانية الصارمة القادمة اعلانالاكثر قراءة بين الشيخ والسيّد.. عمامة بيضاء تخلف عمامة سوداء لقيادة حزب الله.. فما الفرق؟ دراسة: ممارسة الجنس جزء أساسي في حياة من هم فوق 65 عاما حب وجنس في فيلم" لوف" اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما نعيم قاسم.. كيف أصبح أستاذ الكيمياء نائبًا لحسن نصر الله وأمينا عاما لحزب الله؟ اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024لبنانالصراع الإسرائيلي الفلسطيني كامالا هاريسدونالد ترامبروسياتكنولوجياالسياسة الإسرائيليةإسرائيلحزب اللهغزةكير ستارمرالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024