التحالف الأميركي لأجل سوريا: بايدن يحمي نظام الأسد سرا
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
قال مسؤول السياسات في التحالف الأميركي من أجل سوريا محمد علاء غانم إن البيت الأبيض ارتكب ما وصفها بالفضيحة بتدخله في اللحظة الأخيرة من أجل سحب مشروع مناهضة التطبيع مع نظام الأسد من حزمة تشريعية كان مجلس الشيوخ سيقرها ضمن حزمة من القوانين المستعجلة.
وفي مقابلة خاصة مع الجزيرة نت، كشف غانم عن أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن هددت بإيقاف كل المفاوضات المتعلقة بمساعدات لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان وحظر تطبيق "تيك توك" وعقوبات على إيران إذا لم يتم سحب مشروع القانون ضد النظام السوري.
الأهمية.. نشرت أمس الثلاثاء صحيفة واشنطن بوست تحليلا يصف موقف الإدارة الأميركية الحالية من النظام السوري، وقالت إن "السياسة الرسمية لإدارة بايدن تتمثل في معارضة التطبيع مع الأسد، خاصة من خلال العقوبات حتى يتوقف عن المذبحة، لكنها وراء الكواليس تقوم بتخفيف هذا الضغط بهدوء وعن عمد، وفقا للمشرعين في كلا الحزبين والجماعات السورية الأميركية".
كما يأتي سحب هذا القانون في ظل الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، خاصة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واستمرار الأسد في ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك قصف وسجن وتعذيب آلاف المدنيين، كما تقول الصحيفة.
الصورة الكبيرة.. في فبراير/شباط الماضي، اتخذ مجلس النواب الأميركي خطوة تصعيدية ضد النظام السوري بموافقته بأغلبية كبيرة على مشروع قانون "مناهضة التطبيع ضد نظام بشار الأسد"، في انتظار تمريره بمجلس الشيوخ وتوقيع الرئيس الأميركي عليه.
لكن ما حدث في الأسابيع الماضية -وفقا لمسؤول السياسات في التحالف الأميركي من أجل سوريا- أن البيت الأبيض مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ السيناتور بن كاردين، وفي مفاوضات سرية، ضغطا من أجل سحب مشروع القانون ضد الأسد من الحزمة التشريعية المقدمة إلى المجلس للموافقة عليها.
في العمق.. الأسباب التي يقدمها علاء غانم لهذا الضغط الذي مارسه البيت الأبيض تتلخص في ما يلي:
إدارة بايدن تحاول تجميد الملف السوري -كما فعلت إدارة أوباما من قبل- ولا ترغب في أي انتقال سياسي في سوريا حاليا. الإدارة الأميركية تريد تخفيف الضغط الدولي عن النظام السوري، في محاولة لإعادته إلى المنظومة الدولية. هناك معارضة قديمة من قبل الحكومة الإسرائيلية لأي محاولة لاستبدال نظام الأسد، لأنها تفضل التعامل مع هذا النظام، ومن الصعب عليها تخمين ما يمكن أن يفعله أي نظام مستقبلي في سوريا. هناك دول عربية وغير عربية سعت لتطبيع علاقاتها مع النظام السوري، واستثمرت زلزال العام الماضي من أجل تنشيط هذه المحاولات، وهذه الدول قامت بجهود لدى الإدارة الأميركية من أجل عرقلة هذا القانون.التطبيع.. يشير غانم أيضا إلى عدة نقاط بشأن إعادة تأهيل نظام الأسد دوليا:
الدول المطبعة -سواء كانت عربية أو غير عربية- تطرح نفسها على أنها وسيط بين إدارة بايدن والنظام السوري، وتسوّق لذلك بوصف التطبيع الوسيلة الأفضل لحل الأزمة السورية. هذه الدول نقلت مؤخرا رسائل للنظام السوري بألا يحرك ساكنا في ما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على غزة، كما قالت الصحف الغربية، ومقابل ذلك سيكافأ على ذلك. وربما تكون عرقلة مشروع قانون مناهضة التطبيع جزءا من هذه المكافأة.
الجهة المقابلة.. عندما سألت الجزيرة نت مسؤول السياسات في التحالف الأميركي من أجل سوريا عن رد فعل النظام السوري بعد خطوة الإدارة الأميركية؛ أجاب بأنه:
قد يرى النظام السوري أن سحب إدارة بايدن مشروع القانون يعد ضوءا أخضر لبشار الأسد ليفعل ما يشاء. لكن "هذا التصور سيكون خطأ لأننا في التحالف الأميركي من أجل سوريا استطعنا تمرير قانون الكبتاغون 2 ضمن الحزمة التشريعية الأخيرة، والذي سيحارب تجارة المخدرات التي يمارسها النظام". مشروع قانون مناهضة التطبيع نفسه أقره مجلس النواب الأميركي في فبراير/شباط الماضي بأغلبية كبيرة من قبل الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وهذا يعني أن هناك إجماعا لدى السياسيين والمشرعين الأميركيين على معاقبة نظام الأسد، ولن تستمر إرادة الرئيس الأميركي الفردية أمام هذا الإجماع. الولايات المتحدة على أعتاب انتخابات رئاسية، وعقب وصول ساكن البيت الأبيض الجديد سيتم التعجيل بمشروع هذا القانون حتى يعطي الإدارة الجديدة الصلاحيات التي تحتاجها. فرصة تعجيل تمرير مشروع القانون وتسريعه لم تعد موجودة حاليا لأن البيت الأبيض تدخّل، لكن هذا لا يعني أن مشروع القانون مات؛ فهو ما زال مطروحا بشكل رسمي أمام مجلس الشيوخ الذي بإمكانه أن ينظر فيه ويصوت عليه في دوراته الاعتيادية.
آثار جانبية.. انعكاس الخطوة الأميركية على الشارع السوري يلخصها علاء غانم بقوله:
السوريون للأسف اعتادوا على تخلي المجتمع الدولي عنهم، وتخلي القريب قبل الغريب رغم الحجم الهائل للجرائم التي ارتكبت في سوريا. الخطوة الأميركية لن تكون مفاجئة للسوريين بعد كل ما مروا به منذ 13 عاما، لكنها ستضاف إلى خطوات سابقة محبطة. ما أخرجته صحيفة واشنطن بوست للنور سيكون دليلا جديدا في ملف الأدلة الكثيرة على حقيقة حماية النظام الدولي لنظام الأسد، وعدم السعي جديا لمعالجة ملف الجرائم المرتكبة في سوريا.وفي ختام تصريحاته للجزيرة نت، قال غانم "إن ما جرى خلال الأسابيع الماضية لا يعني بحالة من الأحوال انتهاء المعركة، فالمعركة مستمرة وهذه جولة من جولاتها، وعلى السوريين ألا ييأسوا لأنه لا يموت حق وراءه مطالب".
يذكر أنه في مقابلة سابقة مع الجزيرة نت قال مسؤول السياسات في التحالف الأميركي من أجل سوريا إن مشروع قانون مناهضة التطبيع مع نظام الأسد يعد من أقوى التشريعات التي تتعلق بالنظام السوري منذ صدور قانون قيصر عام 2019.
وأرجع هذه الأهمية إلى أن تداعيات مشروع القانون لا تتعلق بالنظام السوري وحده، بل تتعدى إلى كل الدول والمنظمات التي تتعامل مع نظام الأسد، كما يمنع أي حكومة أميركية من الاعتراف بأي حكومة سورية يقودها بشار الأسد.
والتحالف الأميركي من أجل سوريا منظمة غير حكومية وغير ربحية تتكون من تحالف نشأ بين منظمات أميركية وسورية تدعم السياسات الأميركية بشأن سوريا، كما تدعم الإصلاح الديمقراطي وحقوق الإنسان والعدالة، وفق ما تعرف نفسها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الإدارة الأمیرکیة مناهضة التطبیع النظام السوری مشروع القانون البیت الأبیض إدارة بایدن مشروع قانون مجلس الشیوخ نظام الأسد فی سوریا
إقرأ أيضاً:
3 تحديات أمنية تواجه الإدارة السورية رغم الاستقرار التدريجي
بسقوط نظام الأسد في سوريا في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 سقطت المنظومتان الأمنية والعسكرية بالكامل، ورغم حلول مؤسسات حكومة الإنقاذ السابقة القادمة من إدلب محل المؤسسات المنحلة فإنها لم تكن كافية لملء الفراغ الكبير.
وفي وقت تستكمل فيه الحكومة السورية الانتقالية المشكّلة حديثا تشكيل وإعادة هيكلة المؤسستين الأمنية والعسكرية في البلاد وتوحيد الفصائل الثورية وجمع السلاح تعاني البلاد من تهديدات أمنية مستمرة، على رأسها استمرار نشاط فلول نظام الأسد بالتوازي مع تقارير عن التحاقهم بمناطق قوات سوريا الديمقراطية (قسد) شمال شرق البلاد.
وبالإضافة إلى تصاعد عمليات تنظيم الدولة الإسلامية يتزايد التوتر على خلفية الغضب الشعبي وعدم الرضا عن سير ملف العدالة الانتقالية، خاصة مع إعلان الإدارة السورية بشكل واضح عن وجود تعاون بين قيادات سابقة في نظام الأسد من أجل الاستقرار.
في مطلع يونيو/حزيران الجاري أصدر نشطاء سوريون مهتمون برصد الأوضاع في مناطق شمال شرق سوريا الخاضعة لسيطرة "قسد" تقارير تؤكد استمرار التحاق فلول نظام الأسد بهذه القوات.
ووفقا للتقارير، فإن "قسد" -التي احتوت بالأصل عناصر سابقة من نظام الأسد بعد سقوطه- فتحت الباب للمتطوعين القادمين من الساحل السوري ومحافظتي حمص وحماة، حيث نظمتهم ضمن تشكيلات جديدة، ويناهز عددهم 6 آلاف عنصر.
وبحسب المصادر، فإن "قسد" وزعت هذه التشكيلات على منطقتي الطبقة والمنصورة في محافظة الرقة، بالإضافة إلى حقلي العمر وكونيكو في دير الزور.
وأفاد نشطاء ينحدرون من منطقة شمال شرق سوريا لموقع الجزيرة نت بأن "قسد" تعمل على تعزيز هيكلها بالعناصر العربية لتعويض النزيف الذي أصابها بعدما بدأت العناصر العشائرية العربية المحلية بالانفضاض عن التنظيم إثر سقوط نظام الأسد، مع تفضيل الالتحاق بالمؤسسة الأمنية التي تؤسسها الإدارة الجديدة، خاصة في محافظة دير الزور.
إعلان
وفي الأسبوع الثاني من يونيو/حزيران الجاري اندلعت اشتباكات بين الفرقة 66 التابعة للجيش السوري الجديد وتشكيلات تتبع لقسد شرق محافظة الرقة، مما أدى إلى سقوط قتلى بعد استخدام القذائف الصاروخية للمرة الأولى عقب الإعلان عن الهدنة بين الطرفين في مارس/آذار الماضي.
وتشهد مناطق شمال شرق سوريا -خاصة محافظة دير الزور- ارتباكا أمنيا وعمليات اغتيال شبه يومية، في ظل انتقادات كثيرة يوجهها الأهالي للجهاز الأمني الرسمي في المحافظة، مع الحديث عن احتوائه على عناصر كانوا سابقا ضمن الأجهزة الأمنية لنظام الأسد.
فقد نشر نشطاء من دير الزور معلومات تؤكد التحاق عناصر كانوا يعملون سابقا لدى النظام ضمن الفوج الـ47 الذي كان محسوبا على الحرس الثوري، وهذا ما دفع وزارة الداخلية السورية إلى الكشف عن تعليق عمل المئات من العناصر من أجل دراسة ملفاتهم مجددا.
وعلى الرغم من انخفاض نشاط فلول نظام الأسد في منطقة الساحل السوري ومحافظة حمص بعد الموجة الكبيرة لنشاطهم والتي بلغت ذروتها في مارس/آذار الفائت فإن الهجمات لم تتوقف بالكامل.
ونفذ عناصر مسلحون في اللاذقية منتصف يونيو/حزيران الجاري هجوما على عائلة تستقل سيارة لوحاتها صادرة عن محافظة إدلب، ظنا منهم أنها تتبع للأمن السوري.
كما شهدت منطقة تل كلخ في محافظة حمص هجمات لفلول الأسد، مما دفع الحكومة السورية إلى إرسال تعزيزات للمنطقة وتنفيذ حملة أمنية لتحييد العناصر المهاجمة.
نشاط خلايا تنظيم الدولةفي 30 مايو/أيار الماضي تبنى تنظيم الدولة هجوما على فرقة تتبع للجيش السوري الجديد نتج عنه مقتل عنصر وإصابة 3 آخرين من الفرقة 70، حيث تم تنفيذ الهجوم بعبوة ناسفة استهدفت آلية تتبع للفرقة في منطقة البادية السورية قرب محافظة السويداء.
التنظيم استبق هذا الهجوم بشن حرب إعلامية على الرئيس السوري أحمد الشرع بعد لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العاصمة السعودية الرياض منتصف مايو/أيار الماضي، حيث اتهم التنظيم في زاوية خصصها ضمن صحيفة نبأ التابعة له الشرع بالتفريط بالشريعة مقابل الدعم الأميركي، ودعا المقاتلين الأجانب إلى الانضمام له.
وفي 12 يونيو/حزيران الجاري نقلت وكالة رويترز عن 20 مصدرا -بينهم مسؤولون أمنيون وسياسيون في سوريا والعراق والولايات المتحدة وأوروبا- تأكيدات بأن تنظيم الدولة بدأ إعادة تنشيط مقاتليه في العراق وسوريا، حيث يقوم بالدعاية لتجنيد المقاتلين مع توزيع الأسلحة.
كما أشارت المصادر إلى وجود قلق من انتقال مقاتلين أجانب مجددا إلى البلدين من أجل الالتحاق بالتنظيم.
وفي مطلع يونيو/حزيران الجاري سربت مصادر أمنية معلومات تفيد بتعيين تنظيم الدولة واليا في حلب يدعى أبو دجانة الجبوري وينحدر من العراق، مشيرة إلى أن سبب تعيينه هو عمله سابقا في تنظيم "جبهة النصرة"، وهو الاسم السابق لهيئة تحرير الشام قبل إعلان انفكاكها عن تنظيم القاعدة، وبالتالي فإن أبو دجانة يمتلك معرفة عن هياكل التشكيلات العسكرية التي كانت تابعة لـ"تحرير الشام" وتنشط حاليا ضمن الجيش السوري.
وفي منتصف مايو/أيار الماضي كشفت وزارة الداخلية السورية عن مداهمة مقرات يتوارى فيها عناصر من تنظيم الدولة ضمن أحياء حلب الشرقية شبه المهجورة، والتأكيد على إلقاء القبض على عناصر لخلايا تابعة للتنظيم.
إعلانوأكد مصدر أمني سوري للجزيرة نت أن خلايا تابعة لتنظيم الدولة أعادت بالفعل انتشارها في سوريا منذ بداية يونيو/حزيران الحالي، وتتمركز حاليا في بعض المناطق بريف دمشق وريف حلب، بالإضافة إلى مدينة دير الزور وما حولها، لكن دون رصد أي نشاط عسكري لها حتى اللحظة.
فجوات أمنية ومرحلة حساسةوسلط معهد واشنطن للدراسات في تحليل صادر عنه أواخر مايو/أيار الماضي الضوء على عودة نشاط تنظيم الدولة، مشيرا إلى تنفيذه أكثر من 30 عملية منذ مطلع عام 2025.
وحذر المعهد في دراسته من قدرة التنظيم على إحداث اضطراب كبير في سوريا التي تمر بمرحلة انتقالية حساسة، وأوصى باستكمال تنفيذ الاتفاق بين الحكومة السورية وقسد، والذي ينص على سيطرة الحكومة على محافظة دير الزور، وبالتالي توحيد الإدارة في المحافظة، مما سيمنع التنظيم من استغلال الفجوات بين مناطق السيطرة المتباينة.
من جانبها، تدرك الإدارة السورية فيما يبدو أخطار عودة نشاط التنظيم في المنطقة وسوريا، وبناء عليه دخلت ضمن غرفة عمليات إقليمية تم الكشف عن تأسيسها أواخر مايو/أيار الفائت خلال اجتماع عقد في الأردن، وتضم الغرفة تركيا والأردن وسوريا والعراق ولبنان.
كما تحرص دمشق على تطوير التنسيق الأمني مع بغداد لمواجهة هذا التهديد، حيث استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع خلال يونيو/حزيران الجاري المبعوث العراقي للملف السوري عزت الشابندر، وذلك بعد شهرين من زيارة رئيس المخابرات العراقي حميد الشطري إلى دمشق.
يزداد التوتر الأمني في سوريا بشكل ملحوظ منذ المؤتمر الصحفي الذي عقده حسن صوفان عضو لجنة السلم الأهلي المنبثقة عن الحكومة السورية في الأسبوع الثاني من يونيو/حزيران الجاري، بعد اعتراضات شعبية على إطلاق سراح العشرات من عناصر وضباط سابقين في نظام الأسد.
وبدلا أن يساهم المؤتمر الصحفي في تهدئة الشارع السوري المطالب بمحاكمة الضباط والعناصر السابقين في نظام الأسد انطلقت إثره موجة اغتيالات في مختلف المناطق السورية -خاصة محافظة حمص- طالت عناصر وضباط سابقين في نظام الأسد.
ولم تلق تصريحات صوفان القبول، خاصة تأكيده على أن قيادات سابقة في نظام الأسد مثل القيادي في مليشيا الدفاع الوطني فادي صقر تساهم في الملف الأمني وجهود تعزيز السلم الأهلي حاليا.
وردّت لجان ونقابات عدة على تصريحات صوفان، أبرزها لجنة العدالة الانتقالية في حمص المنبثقة عن فرع نقابة المحامين، وأكدت أن العدالة الانتقالية يجب أن تكون جادة وواضحة وشفافة وغير قائمة على المقايضات.
واعتبرت تصريحات صوفان عن إعطاء الأمان لقيادات سابقة في نظام الأسد استفزازا للضحايا، كما انتشرت دعوات لمظاهرات شعبية في إدلب وحلب وحمص وريف دمشق.
ومنذ المؤتمر الصحفي تم تسجيل حالات اغتيال كثيرة لقيادات وعناصر سابقة في نظام الأسد نفذتها عناصر مسلحة مجهولة في محافظات عديدة، وطالت في محافظة حلب خالد الكحيل أحد قادة لواء القدس الذي كان بمثابة ذراع عسكرية رديفة لنظام الأسد في حلب.
وفي محافظة حمص تمت تصفية عقيدين سابقين في جيش الأسد هما هيثم محمود ويوسف محمود، كما أضرم مجهولون النار بمنزل الضابط السابق مفيد خضور ضمن مدينة مصياف في محافظة حماة.
ونتيجة تنامي حالات الاغتيالات ألقى العديد من خطباء المساجد في سوريا في 13 يونيو/حزيران الجاري خطبة موحدة عن ضرورة الحفاظ على السلم الأهلي والابتعاد عن أعمال الانتقام.
ومن شأن تصاعد التهديدات الأمنية أن تؤثر سلبا على جهود الحكومة السورية الرامية إلى تحسين الواقع الخدمي والمعاشي، خاصة إذا وصلت إلى مستوى يدفع أصحاب رؤوس الأموال للإحجام عن العودة إلى سوريا وتأسيس مشاريع فيها.
إعلان