رسالة تهديد نارية من صنعاء للسعودية والإمارات بعد حدوث هذا الأمر.. تفاصيل
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
العاصمة صنعاء (وكالات)
وجه قيادي بارز في حركة أنصار الله، رسالة للتحالف السعودي الإماراتي من شقين أحدهما شديد اللهجة ويحمل لغة تحذيرية لم يسبق أن تحدث بها قيادي في الحركة منذ أن تم التوقيع على الهدنة بين الرياض وصنعاء أواخر مارس 2022.
وفي التفاصيل، قال القيادي البارز في الحركة ومسؤول ملف المصالحة الوطنية والأحزاب السياسية، علي القحوم، في رسالة موجهة للتحالف السعودي الإماراتي، إن “صناعة السلام بجسارة والمضي قدماً في تحقيق وتنفيذ استحقاقاته فيه مصلحة لليمن والسعودية والإمارات والمنطقة برمتها”.
وبين القحوم إنه بذلك فقط “سينتهي التوتر ويحد من توسيع دائرة الصراع”، في إشارة إلى أن أي تصعيد ضد اليمن سيقود إلى توسيع الصراع إلى الحد الذي لا تريده الولايات المتحدة الأمريكية.
وتابع القحوم موجهاً نصيحة للسعودية وغيرها، أن تحقيق هذا السلام بهذه النتائج الإيجابية للجميع لن يتحقق إلا عن طريق تغليب المصالح المشتركة ورعايتها والتحول من مربع العداء إلى مربع الصداقة، مؤكداً أن “هذا فيه خير ومصلحة للجميع ولهذا يجب أن لا يكون هناك رضوخ واستسلام للضغوط والإرادة الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية”.
أما الجزء الثاني من الرسالة التي وجهها القحوم فحملت ما حملت من تهديدات لم يسبق أن صدرت عن قيادي في أنصار الله أو سلطة صنعاء تجاه التحالف السعودي من بعد الهدنة الموقعة بين الرياض وصنعاء والتي انطلقت منذ أبريل 2022.
وبين القحوم في هذا الشأن، أن الرضوخ والاستسلام للضغوط والرغبات الأمريكية والإسرائيلية “سيكون مكلفاً جداً وسيجلب الويلات والردود المدمرة والقوة على أي تحرك من أي قاعدة أو أرض أو جغرافيا من دول المنطقة المنطلق منها أي عدوان عسكري أمريكي بريطاني إسرائيلي بري أو جوي على اليمن”.
وهدد القحوم بأن أي مكان ينطلق منه أي هجوم غربي على اليمن سيكون بمثابة “أهداف رئيسية مع توسيع مسرح العمليات وبنك الأهداف ليشمل أهدافاً استراتيجية وحيوية في العمق وفي المناطق ذات الأهمية الاقتصادية”.
وزاد القحوم “لا بد من حساب العواقب والتوجهات العدائية والاعتبار مما كان من عدوان طيلة تسع سنوات مضت”.
وأوضح القحوم أن “المعادلات اختلفت وتبدلت وتغيرت معها موازين القوى فاليمن الكبير بعون الله وفضله وقائده المفدى والشجاع والحكم وفخر الأمة وشعبه العظيم المتسلح سلاح الإيمان وسلاح الحديد والإجماع الوطني وبقدراته العسكرية وصناعاته الحربية المتطورة أصلب عوداً وأقوى إدارة وعزيمة لخوض غمار المعركة وهو لها وبتأهب كبير واستعدد غير مسبوق وستكون العمليات بزخم أكبر وبشكل لا يتوقعه الأعداء وعملائهم وفي جعبة القوات المسلحة الكثير والكثير والقادم أعظم”.
تهديدات ورسائل صنعاء، تأتي بالتزامن مع تحركات أمريكية إسرائيلية لحشد عدد من الدول التي خاضعت حرباً طويلة مع صنعاء في تحالف عسكري ضد اليمن بعد فشل الولايات المتحدة وحلفائها في إيقافه عن مواصلة هجمات قواته المسلحة ضد سفن كيان الاحتلال الإسرائيلي التي امتدت مؤخراً لتطالها في المحيط الهندي أيضاً والتي اشترطت صنعاء لإيقافها وقف العدوان على قطاع غزة ورفع الحصار كلياً عن القطاع.
وحسب التسريبات لدى الصحافة الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية فإن من المرجح أن تستخدم الولايات المتحدة في هجماتها ضد اليمن مناطق جغرافية قريبة من الحدود اليمنية إضافة إلى تحريك جبهات القتال ضد صنعاء من الداخل واستئناف الحرب على اليمن بتمويل مالي سعودي وإماراتي ومشاركة عسكرية أمريكية مباشرة وتنطلق من إحدى أو بعض دول المنطقة.اقرأ أيضاً السعودية تكشف عن موقفها من استئناف مفاوضات السلام مع صنعاء.. تفاصيل هامة 2 مايو، 2024 احتجاز فتاة في أحد البنوك لسبب غير متوقع.. وحين حضر الزوج كانت المفاجأة 2 مايو، 2024
المصدر: مساحة نت
كلمات دلالية: الإمارات السعودية اليمن صنعاء عدن
إقرأ أيضاً:
الانتصار اليمني في البحر الأحمر.. رسالة مدوية بنهاية عصر الهيمنة الأمريكية
يمانيون | تحليل
تمرّ الإمبراطورية الأمريكية اليوم بلحظة فارقة في تاريخها، لحظة لا تُخطئها أعين المراقبين ولا تقديرات الاستراتيجيات الجيوسياسية في العالم.
فمنذ عقود، فرضت الولايات المتحدة هيمنتها بالقوة على النظام العالمي، عبر سطوتها العسكرية والاقتصادية، فمارست الاحتلال المباشر تارة، والوصاية السياسية والنهب الاقتصادي تارة أخرى، وكانت البحر الأحمر مجرد ساحة عبور لتلك الإمبراطورية في مشاريعها نحو الهيمنة العالمية.
لكنّ معركة البحر الأحمر الأخيرة جاءت لتقلب هذه المعادلات، وتعلن بداية مرحلة جديدة لا يقرر فيها الكبار وحدهم مصير الملاحة الدولية، بل أصبح للشعوب المستضعفة – بفضل صمودها وتطور إمكانياتها الدفاعية – القدرة على فرض الوقائع الجديدة، وكسر إرادة الطغيان العالمي.
اليمن… مفاجأة التاريخ
حين دخلت القوات المسلحة اليمنية ساحة البحر الأحمر، لم تدخلها كدولة نامية محاصرة، بل كممثّل عن قضية عادلة، وموقف أخلاقي، وإرادة سياسية لا تلين.
استخدمت اليمن أدواتها العسكرية بمهارة، وأعلنت – بلغة القوة – أن الممرات البحرية لم تعد خطوطاً أمريكية حمراء، وأن مصالح الاحتلال الصهيوني ليست محصّنة، بل أصبحت تحت طائلة النار والموقف.
إن هذه المواجهة، رغم محدودية الوسائل مقارنةً بالإمكانات الأمريكية الضخمة، كشفت هشاشة الردع الأمريكي في مواجهة الإرادة الراسخة.
فكم من حاملات طائرات عبرت تلك المياه دون منازع، قبل أن تواجه اليوم طوفاناً من المسيّرات والصواريخ اليمنية الذكية التي تجاوزت الحواجز التقليدية للتفوق التكنولوجي.
تحوّل دولي في المواقف
الرسالة التي وصلت إلى عواصم العالم لم تكن عسكرية فقط، بل كانت سياسية وأخلاقية واستراتيجية. مفادها: أن الهيبة الأمريكية ليست قدراً لا يُقاوم، وأن مشاريع التسلط يمكن أن تُكسَر.
ولعل أبرز مظاهر هذا التحول، الصمت المريب – أو التراجع الخجول – من بعض حلفاء أمريكا في حلف الناتو، الذين باتوا يرون في استمرار التورط في الحروب الأمريكية عبئاً لا يطاق، وسبباً مباشراً في اهتزاز أمنهم الداخلي واستنزاف مقدّراتهم الاقتصادية.
كما بدأت شعوب أخرى تطرح تساؤلات كانت تعتبر من المحرمات: لماذا نخضع لقرارات أمريكية لا تأخذ مصالحنا بعين الاعتبار؟ لماذا نمضي خلف سياسات عدوانية تعود علينا بالخراب؟ واليمن قدم الجواب: يمكن المقاومة، ويمكن الانتصار.
البحر الأحمر… ميدان كسر الهيمنة
لقد شكّلت المعركة البحرية في البحر الأحمر والعربي ليس فقط تطوراً عسكرياً، بل لحظة مفصلية في ميزان الردع العالمي.. لم تعد قواعد الاشتباك تُدار من غرفة عمليات أمريكية أو قواعدها العائمة في البحار، بل أصبح للميدان صوت آخر، وصورة أخرى، وشعوب أخرى.
أثبتت اليمن أن التحكم بممرات الطاقة والتجارة العالمية لم يعد امتيازاً للغرب، وأن القوة لم تعد حكراً على من يمتلك التكنولوجيا، بل على من يمتلك الحق والإرادة والشجاعة السياسية لاتخاذ القرار.
بداية أفول الهيمنة الأمريكية
هزيمة أمريكا في البحر الأحمر – حتى وإن لم تعلنها واشنطن صراحة – تمثل كسرًا رمزيًا واستراتيجيًا للهيبة التي بنتها على مدى عقود، وهي بداية تحول عالمي أعمق، يتمثل في تراجع دور القطب الأوحد، وصعود قوى جديدة تفرض توازنًا في الإرادات والمعادلات.
لم يكن التراجع الأمريكي في أفغانستان، ولا التخبط في العراق، ولا التخلي عن أوكرانيا، ولا الانقسامات داخل حلف الناتو، إلا مؤشرات على دخول الإمبراطورية الأمريكية مرحلة الشيخوخة السياسية والاستراتيجية، تلك التي تحدث عنها ابن خلدون في نظريته عن أعمار الدول.
والآن، ها هو البحر الأحمر – بسواحله اليمنية – يعلن صراحةً أن العالم قد تغيّر، وأن الزمن الأمريكي يوشك على الأفول، وأن إرادة الشعوب حين تقترن بالقوة والموقف المبدئي، قادرة على إعادة صياغة الجغرافيا السياسية… من عمق البحر، إلى عرش الإمبراطورية.