الخرطوم والدوحة.. جدل الذهب والمصفاة
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
العلاقات بين الخرطوم والدوحة عادت الي الاضواء مجددا حيث نقلت الانباء أمس اتفاقا سودانيا قطريا علي انشاء مصفاة للذهب بالدوحة مع رجال الأعمال القطريين لاستيعاب صادر الذهب من السودان.
الاتفاق المبدئي جري علي هامش لقاء جمع وزير التجارة الفاتح عبدالله ونظيره القطري كما جاء الخبر في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين بداية نشاط بعد فتور دام سنوات منذ سقوط نظام الإنقاذ .
مكان الخلاف
حالة من الجدل صاحبت مخرجات اتفاق انشاء المصفاة حيث انتقد مدير شركة المعادن السابق مبارك اردول الخطوة معتبرا الذهب قضية أمن قومي وانه من المفترض انشاء المصفاة بالسودان فيما كشف مصادر عليا في البنك المركزي عن شروع البنك فى انشاء مصفاة للذهب بعطبرة.
ويري خبراء سياسيون أن اتجاه قطر لإنشاء مصفاة ثم بورصة لاحقا يهدد سوق الذهب الإماراتي مما يثير مكان الخلاف بين أبوظبي والدوحة رغم ان العلاقات حاليا بين القيادتين الإماراتية والقطرية طبيعيه ولكن آثار التنافس السياسي والاقتصادي لا زالت ماثلة بين اقطار الخليج العربي
وكانت الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة، قد أعلنت بان صادر الذهب للربع الأول من هذا العام، تجاوز قيمته (428) مليون دولار تم توريدها لبنك السودان المركزي.
المنصة الواعدة
والتقي وزير التجارة والتموين الفاتح عبد الله يوسف ، بوزير التجارة والصناعة القطري محمد حمد بن قاسم آل ثاني وذلك على هامش اجتماعات النسخة الثالثة للمنتدى الاقتصادي والتعاون العربي مع دول آسيا وأذربيجان الذي تسضيفة قطر امس الأول الثلاثاء.
الفاتح عبد الله يوسف وزير التجارة والتموين ذكر ان المنتدى تناول الفرص الايجابية والعلاقات الوطيدة بين أطراف تلك المنصة الواعدة للتعاون والتنمية.
بينما أمن نظيره القطر القطري على تقديم التسهيلات المطلوبة للعمل التجاري ، ويري خبراء اقتصاديين بأن الخطوة قد تشكل دفعة قوية لتنشيط الاقتصاد السوداني الذي يعاني من ويلات الحرب فضلا عن ذلك رسالة مباشرة في بريد دولة الإمارات التي ظلت وتظل تدعم مليشيتا الدعم السريع هذا بجانب أن القرار سيكون بمثابة طريق ثالث ومختلف لتطوير هذا القطاع المهم.
تقرير _ محمد جمال قندول
الكرامة
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
من فتح القسطنطينية إلى افتتاح الإذاعة المصرية.. محطات أسبوع مايو الأخير
واستعرض برنامج "في مثل هذا الأسبوع" -عبر منصة الجزيرة 360- أبرز الأحداث التي طبعت الأسبوع الأخير من مايو/أيار ببصمات لا تمحى في التاريخ السياسي والعسكري والإعلامي.
ففي 28 مايو/أيار 1998 فجّرت باكستان أول قنبلة نووية لها، لتصبح العضوة السابعة في النادي النووي العالمي رغم معاناتها من أزمات اقتصادية وسياسية حادة.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4برنامج باكستان النووي بأيد أمينةlist 2 of 4قصور بلا ثقافة ومنابر بلا جمهور.. هل فقدت مصر جمهورها الثقافي؟list 3 of 4جامع آيا صوفيا.. بدأ كنيسة وانتهى مسجداlist 4 of 4مضيق البوسفور.. تاريخ من الصراعات والمعاهداتend of listوقد تحقق هذا الإنجاز بفضل جهود عبد القدير خان العالم الباكستاني الذي طوّر تقنيات تخصيب اليورانيوم بطرق غير تقليدية معتمدا على شبكة سرية دولية لتهريب التكنولوجيا النووية.
بدأت القصة عام 1965 عندما اكتشف وزير الخارجية الباكستاني ذو الفقار علي بوتو من صديقه العالم منير أحمد خان أن الهند تطور سلاحا نوويا، فأعلن عبارته الشهيرة "حتى لو اضطر الباكستانيون أن يأكلوا العشب وأوراق الشجر فسنحصل على القنبلة النووية الخاصة بنا".
وبعد هزيمة باكستان أمام الهند عام 1971 وانفصال بنغلاديش جمع بوتو 50 عالما نوويا لبدء المشروع السري، قبل أن ينضم إليهم عبد القدير خان الذي سرق تقنيات متطورة من شركة أورانكو الهولندية.
ونجح خان في إنشاء سوق سوداء نووية، مما مكن باكستان من إنتاج اليورانيوم المخصب محليا في وقت فشلت فيه دول أخرى كإيران وكوريا الشمالية في تحقيق ذلك.
إعلان بطل قوميوقد كشف خان عام 2004 عن بيع تقنيات نووية إلى دول عدة دون علم حكومته، لكن الشعب الباكستاني كرّمه باعتباره بطلا قوميا عند وفاته عام 2021.
ومن التقنيات النووية إلى الانتصارات العسكرية يستذكر التاريخ في 29 مايو/أيار 1453 فتح السلطان محمد الفاتح القسطنطينية، منهيا ألف عام من صمود أسوارها أمام محاولات سابقة للسيطرة عليها.
كانت القسطنطينية -التي عُرفت باسم "المدينة" فقط- محصنة بأسوار ثيودوسيوس الممتدة 8 كيلومترات وخنادق مائية وسلاسل حديدية تحمي مداخلها البحرية، إضافة إلى سلاح النار الإغريقية التي تشتعل حتى على الماء.
لكن عوامل متعددة ساعدت الفاتح على إسقاط المدينة، أولها ضعف الإمبراطورية البيزنطية بعد نهب الصليبيين القسطنطينية عام 1204، واستعادتها لاحقا في حالة انهيار عسكري واقتصادي.
العامل الثاني كان المدفع فائق الحجم الذي طوّره المهندس المجري أوربان بعد رفض الحكام الأوروبيين اختراعه، فتبنّاه محمد الفاتح وطوّر مدفع الدردنيل الذي اخترق حصون المدينة.
أما العامل الثالث فكان الحيلة العسكرية الذكية، حيث نقل الفاتح أكثر من 70 سفينة عبر البر ليلا لمسافة 5 كيلومترات، متجاوزا السلاسل الحديدية عبر طريق خشبي مدهون بالزيت والدهن.
واستخدم الفاتح أيضا دبلوماسية محنكة ومخابرات متطورة، ضامنا حياد بعض المدن التجارية ناشرا معلومات مضللة لإرباك البيزنطيين، مما ساعد في تحقيق هذا الانتصار التاريخي.
وفاة الإذاعات الأهليةومن الانتصارات العسكرية إلى الثورات الإعلامية، فقد شهد 31 مايو/أيار 1934 افتتاح الإذاعة المصرية الرسمية في حفل ضخم افتتحه الشيخ محمد رفعت وتضمّن أغاني لأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب.
لكن هذا الافتتاح لم يكن ميلادا للإذاعة في مصر، بل كان إعلان وفاة لحقبة الإذاعات الأهلية -التي وصل عددها إلى 100 إذاعة- بعد قرار إغلاقها قبل يوم واحد من الافتتاح الرسمي.
إعلانبدأت الإذاعات الأهلية عام 1927 على يد حبشي جرجس الذي أسس راديو مصر الملكية، وابتكرت هذه المحطات برامج مثل "طبيب العائلة" وحيلا ترويجية مبدعة لجذب المستمعين.
وانتشرت إذاعات أهلية شهيرة مثل راديو فيولا وراديو فؤاد ومحطة الشرق، واستخدمت طرقا تسويقية مبتكرة كتوزيع أجهزة الراديو مجانا على المقاهي مقابل بث برامجها حصريا.
لكن مع تبنّي هذه الإذاعات خطابا سياسيا جريئا ونقاشات بشأن الاستقلال بدأت السلطات والاحتلال الإنجليزي بالقلق، فشُكّلت لجنة رقابة وصدر قانون بإغلاق الإذاعات الأهلية.
وبعد تمصير الإذاعة الرسمية عام 1947 وثورة 1952 تحولت إلى أداة رئيسية لنشر أهداف الثورة تحت مظلة وزارة الإرشاد القومي المستحدثة، مثيرة تساؤلات عما إذا كان إغلاق الإذاعات الأهلية ضرورة أمنية أم وأدا لحرية الإعلام.
27/5/2025