سباق “وينغز فور لايف” العالمي ينطلق نهاية هذا الأسبوع في مدينة إكسبو دبي
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
عندما كان العالم متعطّشاً إلى استعادة يوميّات الحياة الطبيعية، كان آسر عباسي، الأب المتفاني وخبير التكنولوجيا المتمرّس، يأمل في إدخال بعض أجواء الفرح إلى قلوب أطفاله من خلال زيارة لمدينة الملاهي ليلة رأس السنة. لم يكن يومَها يعلم أن جولة الأفعوانية لن تقتصر على الحماسة، بل ستتسبّب له بانزلاق غضروفي يهدّد مستقبله.
أجمعت آراء ثلاثة خبراء طبيين في دولة الإمارات العربية المتحدة على استنتاج صاعق: سيُصاب آسر بالشلل مدى الحياة. لكنّ ذلك لم يحبطه ولم يرَ فيه النهاية، بل على العكس كانت تلك نقطة البداية بالنسبة إليه.
يقول عباسي مستذكراً محنته: “غالباً ما نهمل صحّتنا ولا نوليها الاهتمام الكافي”.
أصبح عمل آسر في مجال التكنولوجيا، والذي يتطلب نشاطاً ذهنياً وابتكاراً مستمراً، ركيزةً لشفائه الجسدي. وقد تطلّبَ الأمر عامين شاقّين من إعادة التأهيل لكي يتمكن من إعادة بناء حياته انطلاقاً من حافة الشلل الدائم.
“أنت محظوظ لأنك تمشي، اكتفِ بالمشي!” هذه كانت نصيحة أحد الأطباء، لكنّ آسر كان في عالمٍ آخر يضع نصب عينيه خوض الماراثونات جرياً. أما اليوم، فهو لا يمشي فحسب، بل يركض، وهذا ما سيفعله من جديد في نهاية هذا الأسبوع في سباق “وينغز فور لايف” العالمي الخيري في مدينة إكسبو دبي. ويكتسي هذا السباق الضخم أهمية كبرى من خلال القضيّة الإنسانية السامية الذي أبصر النور من أجلها: إيجاد علاج لإصابات النخاع الشوكي. ومن خلال مشاركته، لا يركض آسر ليجسّد انتصاره على الشدائد فحسب، بل هو يحمل معه آمال الكثيرين الذين أقعدهم القدر جانباً.
وتشكّل مشاركة عباسي في السباق جزءاً من مشروع واسع النطاق: خوض جميع سباقات الماراثون الستة الكبرى بنجاح، في انعكاس ساطع لروحه المتّقدة وعزيمته التي لا تُقهر. وبفضل عشقه للرياضة وتفانيه الذي لا يتزعزع في التمرين، إلى جانب نظام دعم مناسب من الأطباء والأسرة والأصدقاء، حوّل مسيرة تعافيه إلى وسيلة للتركيز على أهدافه أكثر من أي وقت مضى.
وقد أصبح آسر مثالاً يحتذى للمرونة والتصميم، مصطحباً ابنه معه في جولاته الرياضيّة، ومرسِّخاً قيمة المثابرة في عقول الشباب، ومردّداً: “أريد أن أكون مصدر إلهام للآخرين، وبخاصةٍ أطفالي”.
ويجمع سباق “وينغز فور لايف”، وهو الأضخم من نوعه في العالم، العدائين ومستخدمي الكراسي المتحركة في مختلف بقاع الأرض، بصيغته الممتعة والفريدة وقضيّته الإنسانة السامية. ويشارك أشخاص من حول العالم بشكل متزامن، كلّ بحسب الوتيرة التي تناسبه والأهداف التي يتطلّع إليها، ويتحركون سوياً لتقترب الإنسانية شيئاً فشيئاً من إيجاد علاج لإصابات النخاع الشوكي، نظراً إلى أن 100% من رسوم المشاركة في السباق تُخصّص لأبحاث النخاع الشوكي.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
أحمد أيوب ومايتي مايورّا يتوجان بسباق همم للجري الجبلي
بركة الموز - علي الذهلي
اختُتمت بنجاح منافسات السباقات الرئيسية لسباق همم للجري الجبلي 2025 في واحدة من أبرز الفعاليات الرياضية الجبلية في سلطنة عُمان، والتي أُقيمت في ربوع جبال الحجر وسط أجواء تنافسية عالية وتنظيم احترافي، بمشاركة 4500 متسابق ومتسابقة، من بينهم ألف عدّاء محترف يمثلون 68 دولة من مختلف دول العالم. وشهدت منافسات السباق مستويات فنية عالية في مختلف المسافات المعتمدة، عكست الجاهزية التنظيمية والفنية للحدث، والالتزام التام من قبل المشاركين بمعايير السلامة والتعليمات الفنية، إلى جانب الدور البارز الذي قامت به الفرق التطوعية والطبية والأمنية في ضمان سير السباقات بسلاسة وأمان.
نتائج سباق الحجر ألترا (120 كم)
في أطول وأصعب سباقات الحدث، والذي انطلق من ولاية الحمراء مرورًا بالحجر الشرقي والجبل الأخضر وصولًا إلى بركة الموز، تُوجت الإسبانية مايتي مايورّا بالمركز الأول لفئة السيدات بزمن 19:02:45 ساعة، تلتها الصينية وينفي شي، فيما حلّت الروسية تاتيانا فيدوسيفا ثالثة.
وفي فئة الرجال، حقق العدّاء المغربي أحمد أيوب المركز الأول بزمن 14:44:01 ساعة، وجاء الفرنسي فيكتور غيردان ثانيًا، فيما حلّ العُماني صالح السعيدي ثالثًا.
سباق من الوادي للأعالي (60 كم)
أحرزت الفرنسية كلارا ماغنين المركز الأول لفئة السيدات بزمن 08:20:24 ساعة، تلتها البريطانية كلير ستون، ثم جوردانكا بيتروشيفسكا. وفي فئة الرجال، فاز العُماني أمجد الجامودي بالمركز الأول بزمن 05:46:16 ساعة، وجاء الروسي نافيل شايموخامتوف ثانيًا، ثم فلاد إيكسل ثالثًا.
سباق العاصمة التاريخية (35 كم)
وانطلق السباق من قلب سوق نزوى، حيث تُوجت الإيرانية زهرة عاشوري بالمركز الأول لفئة السيدات بزمن 04:54:49 ساعة، تلتها الفرنسية أوريلي برو، ثم البريطانية ليلا نايت. وفي فئة الرجال، فاز المغربي عبدالعزيز أهنيدة بالمركز الأول بزمن 03:09:19 ساعة، وجاء العُماني يوسف الصبيحي ثانيًا، والعُماني يوسف الناعبي ثالثًا.
سباق المغامرة (20 كم)
أحرزت الأمريكية ليلي ويليس المركز الأول لفئة السيدات بزمن 02:10:32 ساعة، تلتها الفرنسية في فالفكنس، ثم الهندية ديفيا ريدي. وفي فئة الرجال، فاز العُماني سالم الفلاحي بزمن 01:51:48 ساعة، تلاه الفرنسي هكتور شان ثانيًا، والعُماني الأزهر الهطالي ثالثًا.
مسارات متنوعة
وأقيمت النسخة السادسة على مدى يومين عبر مسارات متعددة امتدت في ولايات الحمراء، وإزكي، والجبل الأخضر، وبركة الموز، وشملت سباقات لمسافات 120، و55، و35، و20، و10، و5 كيلومترات، إضافة إلى سباقات الأطفال لمسافات 1، و2، و4 كيلومترات، في إطار يهدف إلى ترسيخ ثقافة ممارسة الرياضة بين مختلف الفئات العمرية.
وأُقيم حفل ختام السباق تحت رعاية معالي المهندس سالم بن ناصر بن سعيد العوفي وزير الطاقة والمعادن، حيث جرى تتويج الفائزين وتكريم الجهات الداعمة والمتطوعين. وأسهمت محافظة الداخلية، ووزارة التراث والسياحة، ووزارة الثقافة والرياضة والشباب بدور محوري في إنجاح الحدث، إلى جانب الدعم الأمني واللوجستي من الجيش السلطاني العُماني وسلاح الجو السلطاني العُماني وشرطة عُمان السلطانية، فيما تولت وزارة الصحة الجوانب الطبية.
كما شاركت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في إيصال رسالة عُمان في السلام والتسامح، وأسهمت الجمعية السلطانية لهواة اللاسلكي في تأمين الاتصالات، إلى جانب دور كشافة ومرشدات عُمان وجامعة نزوى في التنظيم والإسناد الميداني. وبرز دعم الشركات الوطنية، وفي مقدمتها أوكسي عُمان وتنمية نفط عُمان والشركة العُمانية للغاز الطبيعي المُسال وصحار ألمنيوم.
إشادات رسمية
وأكد سعادة أحمد بن ناصر العبري، عضو مجلس الشورى ممثل ولاية نزوى ورئيس مجلس إدارة فريق همم، أن الإقبال الدولي المتزايد يعكس السمعة العالمية التي اكتسبها السباق، مشيرًا إلى اختيار الفريق منظمًا رسميًا للسباق 2026 كتتويج لمسيرة العمل المتواصل.
من جانبه، أوضح محمد بن سعود الريامي، رئيس فريق همم، أن رضا المشاركين هذا العام كان دافعًا لتقديم تجربة تنظيمية استثنائية، مؤكدًا جاهزية سلطنة عُمان لاستضافة فعاليات رياضية دولية كبرى.
وأشار حمد بن حمود الفهدي، المشرف العام على التجهيزات، إلى أن الاستعدادات التشغيلية سبقت موعد السباق بأشهر، فيما أكد أحمد بن زاهر الفهدي، مدير عام المسارات، أن تنوع تضاريس المسارات منح العدّائين تجربة غنية وآمنة.
وتؤكد اللجنة المنظمة أن سباق همم للجري الجبلي يواصل ترسيخ مكانته كإحدى أبرز الفعاليات الجبلية في المنطقة، بما يحمله من قيمة رياضية وسياحية، وإسهامه في إبراز المقومات الطبيعية والثقافية لسلطنة عُمان، تمهيدًا لانطلاق 2026.