الأمم المتحدة: إسرائيل قد تواجه تهمة جريمة حرب في غزة
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
أكد بيان صادر عن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، عن فولكر تورك، أنّ تعامل إسرائيل مع توزيع المساعدات في غزة قد يشكل "جريمة حرب"، ونشأ غداة البيان نقاش قانوني حاسم في خضم الحرب الدائرة في غزة. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إنّ "جوهر بيان تورك يكمن في تأكيد أن القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات إلى غزة، إلى جانب سلوكها أثناء الأعمال العدائية، يمكن أن ترقى إلى مستوى استخدام التجويع كوسيلة من وسائل الحرب، وهو انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي وجريمة تستوجب الملاحقة القضائية بموجب نظام روما الأساس للمحكمة الجنائية الدولية".
وتشير تصريحات تورك إلى "خطورة الوضع الذي يتكشف في غزة، إذ أشارت التقارير إلى أزمة إنسانية، بما في ذلك احتمال حدوث مجاعة، مسلطًا الضوء على الحاجة الملحّة لمعالجة محنة المدنيين في القطاع".
وبدورها، وصفت سيندي ماكين، مديرة برنامج الغذاء العالمي، أجزاء من شمال غزة بأنها تعاني من "مجاعة شاملة"، مسلطة الضوء على العواقب الوخيمة المترتبة على تقييد وصول المساعدات.
وأوضحت الصحيفة أن "موقف إسرائيل بشأن تسليم المساعدات أصبح موضوع خلاف، ففي حين أكد المسؤولون الإسرائيليون التزامهم بتسهيل تدفق المساعدات، مستشهدين بجهود التنسيق مع الشركاء الدوليين، بما في ذلك الولايات المتحدة ومصر، يرى المنتقدون أن القيود التي فرضتها إسرائيل أعاقت التوزيع الفعال للمساعدات".
وتتفاقم تعقيدات تقديم المساعدات بسبب الصراع الدائر؛ ما يطرح تحديات لوجستية ومخاطر لعمال الإغاثة.
وأوضحت الصحيفة أنه "رغم إدانة حرمان المدنيين عمدًا من الموارد الأساسية منذ فترة طويلة باعتباره انتهاكًا للقانون الدولي، فإن تصنيف المجاعة كجريمة حرب من قبل المحكمة الجنائية الدولية في عام 1998 أضاف بُعدًا جديدًا إلى هذا الخطاب".
وبدورهم، يؤكد الخبراء القانونيون أن أركان الجريمة تتوقف على الفعل نفسه، أي الحرمان من الموارد الأساسية والقصد من ورائه الاستخدام المتعمد للتجويع كوسيلة من وسائل الحرب.
وأثارت التصريحات المنسوبة إلى مسؤولين إسرائيليين بشأن فرض "حصار كامل" على غزة تكهنات حول شرعية مثل هذه الإجراءات بموجب القانون الدولي.
وفي المقابل، فإن تأكيد إسرائيل أن سياساتها تهدف إلى منع وقوع كارثة إنسانية يتناقض مع مزاعم عرقلة المساعدات التي يطلقها مسؤولون أجانب ومنظمات إنسانية، إضافة إلى التناقضات في أرقام تسليم المساعدات والتقارير عن التأخير والرفض.
وأكدت الصحيفة أن احتمال إصدار أوامر اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية ضد المسؤولين الإسرائيليين يلوح في الأفق، مبينة أنه في حين أن إصدار أوامر الاعتقال من شأنه أن يمثل تطورًا مهمًّا، فإن التحديات المرتبطة بالإنفاذ والولاية القضائية تثير تساؤلات حول الآثار العملية لمثل هذا الإجراء القانوني.
وختمت الصحيفة بالقول إن التدقيق المستمر في تصرفات إسرائيل في غزة يعكس مخاوف أوسع نطاقًا فيما يتعلق بالامتثال للقانون الإنساني الدولي وحماية السكان المدنيين في مناطق الصراع.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: إيصال المساعدات إلى غزة يواجه عراقيل رغم وقف الحرب
قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن المساعدات الإنسانية إلى غزة تواجه صعوبات في التدفق عبر المعابر الحدودية رغم وقف إطلاق النار.
وأضاف دوجاريك، في تصريح صحفي، أن الأمم المتحدة واجهت صعوبات في تدفق المساعدات الإنسانية عبر المعابر الحدودية، الثلاثاء، بسبب قرار إسرائيل خفض تدفقات المساعدات إلى غزة.
وأكد أن الأمم المتحدة تكثف اتصالاتها مع دولة الاحتلال من أجل إيجاد نظام يسمح بتدفق المزيد من المساعدات عبر المزيد من المعابر الحدودية.
كما أعرب دوجاريك، عن أمله في إيجاد نظام يسمح بتدفق المزيد من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام أمريكية، أن إسرائيل بعثت برسالة إلى الأمم المتحدة تعلن فيها أنها ستخفض العدد اليومي لشاحنات المساعدات بحجة أن حركة حماس، لم تُعِد فورا جثث الأسرى الإسرائيليين.
وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن الاحتلال سمح بإعادة فتح معبر رفح الأربعاء لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة من مصر، لكن مصادر أمنية قالت إنه سبقى مغلقا لـ"أسباب لوجستية".
وأفادت الهيئة على موقعها "ستُرسَل 600 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة الأربعاء من الأمم المتحدة ومنظمات دولية معتمدة والقطاع الخاص وبلدان مانحة".
وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت في البداية فتح المعبر أمام مرور المساعدات، غير أنّها سرعان ما تراجعت عن التنفيذ متذرعةً بما وصفته بـ“صعوبات لوجستية” تحول دون استئناف الحركة، وهو ما أثار انتقادات واسعة وشكوكًا حول جدية الالتزام بقرار الفتح.
من جانبه، قال مصدر خاص لـ"عربي21"، فضل عدم ذكر اسمه، إنه سيتم دخول 600 شاحنة مساعدات إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم وليس عبر معبر رفح.
ولفت إلى خلاف بين جيش وحكومة الاحتلال بشأن إدخال المساعدات عبر معبر رفح، حيث يتذرع الجيش بعدم جاهزية معبر رفح للعمل كنوع من الضغط على حركة حماس لتسريع عملية استعادة الجثث، بينما رفضت حكومة الاحتلال توصيات الجيش بتقليص المساعدات، وتصر على دخولها إلى القطاع.
ويزعم جيش الاحتلال أن معبر رفح بحاجة إلى 48 ساعة أعمال صيانة وترميم حتى يتم تأهيله لدخول المساعدات من خلاله.
وأفاد مصدر أمني إسرائيلي، بأن معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر لن يعاد فتحه أمام حركة الأفراد اليوم الأربعاء، مدعيا أن السبب "أسباب لوجستية"، حيث نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن المصدر دون أن تسمه قوله إن "معبر رفح لن يفتح اليوم، وموعد فتحه غير معروف".
وأضاف: "هذا الأمر غير ممكن لوجستيا، علينا النزول إلى المنطقة للتحقق وإرسال فريق، وهذا يستغرق وقتا"، و"من المتوقع أن يقرروا غدا أيضا إبقاء المعبر مغلقا".
وقال الجيش إن إحدى الجثث التي سلمتها حركة حماس، الثلاثاء، بموجب اتفاق التبادل ووقف إطلاق النار في غزة، لا تتطابق مع أي من أسراها.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "بعد استكمال الفحوص في معهد الطب العدلي تبين أن الجثة الرابعة التي سلمتها حماس لإسرائيل لا تلائم أيا من المختطفين".
وأضاف: "حماس مطالبة ببذل كافة الجهود المطلوبة لإعادة جميع المختطفين القتلى".
وبموجب الاتفاق الذي لعب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دور الوساطة في التوصل إليه، كان مقررا أن تسلّم حماس جميع الرهائن، الأحياء منهم والأموات، في غضون 72 ساعة على دخول وقف إطلاق النار حيّز التطبيق.
وبدأت في 10 تشرين أول/ أكتوبر الجاري، المرحلة الأولى من اتفاق بين حركة حماس وإسرائيل، لوقف الحرب في قطاع غزة وتبادل أسرى.
واستشهد خلال حرب الإبادة التي نفذتها دولة الاحتلال بدعم أمريكي على مدار عامين 67 ألفا و938 فلسطينيا، وأصيب 170ألفا و169 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينيا بينهم 157 طفلا.