بوابة الوفد:
2025-05-16@16:33:16 GMT

ضمائر صامدة

تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT

ألقت تظاهرات الجامعات الأمريكية ضد الاحتلال الإسرائيلى، وما يقوم به من عمليات إبادة وحشية ممنهجة فى غزة حجرًا فى بحر الإنسانية الراكد، وكشفت أمواجها المتلاحقة زيف أرض الحرية باستثناء تلك البقعة التى تقف عليها تلك الضمائر الحية ثابتة صامدة فى وجه القمع والطغيان، وأصبحت تلك الأمواج بوصلة إنسانية لمن يريد الحفاظ على ما تبقى من إنسانيته الضائعة خلف تلال الخوف وحواجز «رهاب معاداة السامية» الكاذب، وبات هذا الطوفان الحر إشارة مضيئة للدفاع عن قيمة الإنسان كونه إنسانًا وليس رقمًا فى معادلات سياسية ومصالح مشتركة بين أطراف تلطخت أيديهم وأفواههم بدماء الأبرياء.

لقد ألقت تلك الحركة الجامعية قنبلة فى وجه الصهيونية القبيح ومن يدعمها ويساندها ومن يقف خلفها، فجعلت رئيس دولة الكيان الإجرامى يشعر بالقلق وخيبة الأمل والإهانة وخيانة الصداقة، بعد فترات من الصمت والنوم الهادئ على صرخات قلوب الأطفال، ونشوة الاستيقاظ على أصوات دماء الأبرياء، لم يشعر خلال تلك الفترات بالإهانة ولم ينتبْه القلق ولم تصادفه خيبة الأمل من تلك الأفعال الوحشية ضد المدنيين العزل!

تلك الاحتجاجات زرعت الأمل فى نفوس أعياها دوى القنابل وطلقات الرصاص وهدم الجدران فوق رؤوس أصحابها، وحطمتها مشاهد التهديد والترويع والتجويع لزهور ذنبها الوحيد أنها ولدت عربية على أرض فلسطينية فدخلت نطاق الاستهداف وحقول الاغتيال! 

تلك الأصوات الطلابية أنبتت الأمل فى قلوب تداعت عليها إعانات غير مسبوقة للمجرمين وحماية غير مشروطة للقتلة، بعد أن تحولت قاعة «هاميلتون» إلى قاعة «هند»، تكريمًا وتخليدًا للطفلة الفلسطينية «هند رجب- 6 سنوات» التى استهدفتها نيران دبابة إسرائيلية، وتم العثور على جثمانها البريء و5 من أفراد عائلتها بعد 12 يومًا من اغتيالها، وزاد هذا الأمل بريقًا ولمعانًا بعد ظهور العلم الفلسطينى مرفوعًا من نافذة تلك القاعة فى وجه أكاذيب «معاداة السامية» وسيفها المسلط على رقاب من يفضح وحشيتها!

تلك الاحتجاجات التى بدأت داخل جامعة كولومبيا، ثم انتشرت على نحو متسارع في بقية الجامعات الأمريكية متخطية أسلاك التهديدات الشائكة بالفصل والسجن للأساتذة والطلاب على حد سواء، تخطت قوتها وتأثيرها حدود الأوطان لنرى طلاب الجامعات في كثير من دول العالم الإنساني ينصبون خياماً تأييداً لغزة وتضامناً مع زملائهم المحتجين فى الولايات المتحدة، مرددين: «عاشت فلسطين حرة».. و«فلسطين ستنتصر».

تلك التظاهرات تخبرنا بما يجب علينا فعله وقت الأزمات الإنسانية دون تردد، كما حدث فى نفس المكان ونفس القاعة داخل جامعة كولومبيا عام 1968 اعتراضاً على حرب فيتنام، كما يقول «ستيفان برادلى أستاذ التاريخ، كلية أمهرست» مؤكداً أن الاحتجاجات الطلابية فى الستينيات علمت الأجيال اللاحقة عدم قبول الظلم والقتل العشوائى.

تلك الاحتجاجات تجسيد حى لمشهد طفل فلسطينى وقف يلتقط بغطاء لم يتجاوز قبضة يده، قطرات ماء تتساقط ببطء من صنبور مغلق لم يتجاوز عددها عمره الصغير، لعلها تروى ظمأه وتبقيه على قيد الحياة، هذه الاحتجاجات هى قطرات الحياة فى عالم تناسى أن دعم القتلة ومساندة المجرمين وتقييد الضحية بالأغلال استعداداً لذبحها جريمة لا تسقط بالتقادم!

فى النهاية: ربما تُحدث تلك التظاهرات التى تتساقط علينا دفاعًا عن الإنسانية تغييراً واسعاً في سياسات الغرب نحو القضية الفلسطينية، وربما تكون تلك الاحتجاجات الطلابية شرارة البداية لعزل إسرائيل ونبذها عالمياً، وربما توقظنا نحن العرب من هذا الخزى غير المبرر، وهذا الموات غير المفهوم، بعد أن ضربت احتجاجات رافضة لسياسة نتنياهو الإجرامية قلب إسرائيل!

أخيرًا: لقد طفح الكيل، فلم تعد النفوس قادرة على استيعاب مزيد من مشاهد الإبادة، ولم تعد القلوب تتحمل هذا العنف الغاشم، ولم تعد العقول تستوعب تلك السياسات الدافئة! فأصبحت الكلمات عاجزة عن الوصف والتعبير، وآن الأوان للتكاتف حكامًا ومحكومين ضد هذا العدوان الوحشي وتفكيك قطار التطبيع مع هذا العدو.. وهذا أضعف الإيمان بالإنسانية وليس بالعروبة التى تجمعنا.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب الجامعات الأمريكية إبادة وحشية

إقرأ أيضاً:

الفنانون السوريون يرحّبون برفع العقوبات.. يوم تاريخي يعيد الأمل لشعب عانى طويلاً

تفاعل الفنانون السوريون مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه رفع العقوبات عن سوريا، بفيض من المشاعر الوطنية ورسائل الشكر، معتبرين القرار استجابة تاريخية من الإدارة الأمريكية لجهود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومقدمة لاستعادة البلاد لعافيتها بعد سنوات من الحصار الاقتصادي والعزلة السياسية.

وعبر فنانون بارزون عن تقديرهم للدور السعودي، مشيدين بما وصفوه بـ”النقطة المفصلية” في مسيرة الشعب السوري نحو التعافي.

وكتب الفنان جمال سليمان عبر صفحته في فيسبوك: “رفع العقوبات عن سوريا خبر عظيم سيساعد وطننا على النهوض من جديد وسيرفع الضيم عن المواطن السوري.. شكراً للمملكة العربية السعودية ولكل الجهود الدبلوماسية التي بذلت من أجل ذلك. يبقى أن نرتب بيتنا السوري”.

بدورها، عبّرت الفنانة سلاف فواخرجي عن فرحتها قائلة: “بعد معاناة إنسانية مريرة عشناها وعاشها شعبنا العظيم… كل الخير والازدهار لبلادي عزيزة موحدة آمنة حرة. شكراً للمملكة العربية السعودية وولي العهد محمد بن سلمان وكل الدول التي ساهمت في هذا المسعى الطيب”.

وقال الفنان باسم ياخور: “ألف مبروك رفع العقوبات عن الشعب السوري، وكل الشكر والمحبة للمملكة العربية السعودية ولكل الدول التي ساهمت في هذا الإجراء التاريخي”.

أما الفنان مصطفى الخاني فكتب: “مبروك لأمّنا سوريا رفع العقوبات القاسية عنها… اليوم زال عن أبنائها هذا العبء الثقيل. شكراً للمملكة العربية السعودية وللأمير محمد بن سلمان الذي وضع يديه على صدره شاكراً وفرحاً بزوال العقوبات. أملنا ودعاؤنا بإعادة الأمان لكامل أراضي بلدنا وبقائها واحدة موحدة وقوية”.

وفي تعليق لافت، وصف المخرج زهير قنوع القرار بأنه “الحدث الأهم منذ سقوط الأسد”، مشدداً على أن أي نقاش أو اختلاف في وجهات النظر لا يجب أن يقلل من أهمية هذا التحول. وأضاف: “شكراً من القلب لكل من ساهم بهذا القرار فرداً فرداً”.

كما قال الفنان علاء قاسم: “ألف مبروك لكل السوريين، ومبروك لمن خسروا أعمالهم بسبب العقوبات. الشعب السوري من قلبه يقول شكراً سمو الأمير محمد بن سلمان.. فرحك برفع العقوبات وصل إلى أرواحنا”.

وفي مشهد رمزي، شهدت شوارع دمشق وخاصة في ساحة الأمويين احتفالات شعبية، حيث رفع المواطنون الأعلام السورية والسعودية، مرددين هتافات التحية للسعودية، في تعبير عن الامتنان للدور الذي لعبته الرياض في الوصول إلى هذا القرار.

هذا التفاعل الفني والشعبي يعكس حجم الترقب الذي يحيط بمرحلة ما بعد العقوبات، وسط آمال واسعة بحدوث تحولات اقتصادية ومعيشية ملموسة في حياة السوريين خلال المرحلة المقبلة.

مقالات مشابهة

  • للمرة الثانية.. تتصاعد الاحتجاجات النسائية في عدن
  • توقعات الأبراج وحظك اليوم الأبراج الجمعة 16 مايو 2025: برج الثور.. لا تفقد الأمل
  • أورام الأقصر تحتفل بالتمريض في اليوم العالمي لصناع الأمل
  • بعد إعلان ترامب رفع العقوبات.. سوريون في واشنطن بين الأمل والخوف
  • «بيئة» تطلق المعرض الفني «نسيج.. خيوط من الأمل»
  • هل تمارس الشرطة الفرنسية عنفا ممنهجا ضد الأقليات؟
  • الأمل يحدو بصيادي الكوفة للبحث عن 'رزق الماء' في ظل أزمة الجفاف (صور)
  • «بيئة» تطلق في الشارقة المعرض الفني «نسيج: خيوط من الأمل»
  • الفنانون السوريون يرحّبون برفع العقوبات.. يوم تاريخي يعيد الأمل لشعب عانى طويلاً
  • كافالييرز.. موسم «خيبة الأمل»!