غطى شفق قطبي "عالمي" غير مسبوق كوكب المريخ بشكل متكرر خلال الأشهر القليلة الماضية نتيجة لزيادة النشاط الشمسي، وفقا لبيانات جمعتها مركبة فضائية تابعة لوكالة ناسا.

ويحدث الشفق القطبي عندما تتفاعل الجسيمات المشحونة من الشمس مع المجال المغناطيسي للكوكب.

إقرأ المزيد مركبة كيوريوسيتي تكتشف ماضيا شبيها بالأرض على الكوكب الأحمر

وعلى الأرض، من النادر رؤية الشفق القطبي بنفس السهولة من خط الاستواء والقطبين، لأن المجال المغناطيسي للكوكب يحميه إلى حد كبير من العواصف الشمسية.

ولكن بما أن المريخ يفتقر إلى مجال مغناطيسي مماثل للأرض، فإن الشفق القطبي على الكوكب الأحمر يمكن أن يكون ظاهرة عالمية. ويبدو أن هذه الظاهرة أصبحت أكثر تكرارا الآن خلال ذروة نشاط الشمس التي تسمى "الحد الأقصى للطاقة الشمسية" والتي تحدث كل 11 عاما تقريبا.

وعند الحد الأقصى للطاقة الشمسية، تكون الشمس عرضة لإطلاق التوهجات وانبعاثات الكتل الإكليلية.

وقال نيك شنايدر من مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء بجامعة كولورادو لموقع Space Weather: "يشهد المريخ أعلى مستوى من النشاط الشفقي خلال السنوات العشر الماضية. وفي شهر فبراير وحده، كانت هناك ثلاث عروض من الشفق القطبي العالمي، وهي ثلاثية لم نشهدها من قبل".

وحدث الشفق القطبي الثلاثي لشهر فبراير في الفترة من 3 إلى 4، ومن 7 إلى 10، ومن 15 إلى 16 فبراير. وعلى الرغم من عدم إمكانية رؤية هذه العروض الضوئية بشكل مباشر، فقد استخدم العلماء بيانات المركبة الفضائية Maven التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية لتصور الشفق القطبي.

In February 2024, there were three episodes of global auroras at Mars - an aurora hat trick! The Red Planet is experiencing its greatest level of auroral activity in the past 10 years, and MAVEN is getting a front row seat to it.
Learn more: https://t.co/EUmZOF6uCypic.twitter.com/NwPEKfKUcE

— MAVEN Mission to Mars (@MAVEN2Mars) April 26, 2024

وساعدت المركبة Maven على جمع البيانات حول الشفق القطبي المتوهج على المريخ في شهر فبراير، والذي نتج عن تفاعل جزيئات الطاقة الشمسية (SEP) مع الغلاف الجوي للمريخ بعد أن تسارعت بفعل موجات الصدمة داخل العواصف الشمسية.

وقالت ريبيكا غوليتز، عضوة فريق Maven في جامعة كاليفورنيا في بيركلي: "يتعرض المريخ حاليا لقصف الانبعاث الإكليلي مرة أو مرتين كل شهر، ما يوفر كمية كبيرة من جزيئات الطاقة الشمسية (SEP)".

Every 11 years, the Sun's activity peaks ????

That peak – known as solar maximum – is happening soon, and two of @NASA's Martian spacecraft will use it as an opportunity to study how solar storms and radiation could affect future astronauts on the Red Planet. pic.twitter.com/qwdyNuFdzI

— NASA JPL (@NASAJPL) April 29, 2024

Sun's chaotic peak triggers record-breaking 'global auroras' on Mars https://t.co/PteNftlvvb

— Live Science (@LiveScience) May 1, 2024

ويقول العلماء إن دراسة الشفق القطبي على المريخ خلال فترة الذروة الشمسية، والذي يكون غير محمي إلى حد كبير بمجال مغناطيسي، يمكن أن توفر المزيد من الأفكار حول العواصف الشمسية.

ويوضح الدكتور شنايدر: "سيمنحنا هذا فرصة لدراسة كيفية تأثير العواصف الشمسية على الغلاف الجوي للمريخ، وهو هدف رئيسي لمهمة Maven".

ويضيف عالم الفيزياء الفلكية شانون كاري، من مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء: "أود في الواقع أن أرى الحدث الكبير في المريخ هذا العام، وهو حدث يمكننا دراسته لفهم الإشعاع الشمسي بشكل أفضل قبل أن يذهب رواد الفضاء إلى المريخ".

المصدر: إندبندنت

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الارض الشمس الفضاء المريخ دراسات علمية ظواهر فلكية مركبات فضائية معلومات عامة معلومات علمية ناسا NASA العواصف الشمسیة الشفق القطبی الغلاف الجوی

إقرأ أيضاً:

هل تساعد زراعة الأشجار حقا في تبريد الكوكب؟

يمكن أن تُسهم إعادة زراعة الغابات في تبريد الكوكب أكثر مما كان يعتقد بعض العلماء سابقا، وخاصةً في المناطق الاستوائية. ولكن حتى لو أُعيدت زراعة كل شجرة فُقدت منذ منتصف القرن 19 فإن التأثير الكلي لن يُلغي الاحتباس الحراري الناتج عن الأنشطة البشرية، ويبقى خفض الانبعاثات أمرا أساسيا.

وفي دراسة جديدة نُشرت في مجلة "كوميونيكيشنز إيرث آند إنفيرونمنت"، أظهر باحثون في جامعة كاليفورنيا، ريفرسايد، أن استعادة الغابات إلى مستواها قبل الثورة الصناعية قد يُخفّض متوسط درجات الحرارة العالمية بمقدار 0.34 درجة مئوية. وهذا يُعادل تقريبا ربع الاحترار الذي شهدته الأرض بالفعل.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الحرائق والزراعة تسبب خسائر قياسية للغابات الاستوائيةlist 2 of 4التنوع البيولوجي بين مخاطر التغير المناخي والأنشطة البشريةlist 3 of 4إزالة 27 مليون هكتار بالأمازون وشركة لحوم بالواجهةlist 4 of 4أجزاء الأمازون المحمية تعوض الانبعاثات من بقية مناطقهend of list

تستند الدراسة إلى زيادة في مساحة الأشجار تُقدّر بحوالي 12 مليون كيلومتر مربع، وهي تُقارب تقديرات إمكانية استعادة الأشجار عالميا والبالغة تريليون شجرة. ويُعتقد أن الكوكب فقد ما يقرب من نصف أشجاره، أي حوالي 3 تريليونات شجرة، منذ بداية الثورة الصناعية.

وقال بوب ألين، عالم المناخ في جامعة "كاليفورنيا ريفرسايد" والمؤلف الرئيس للدراسة: "إعادة التحريج ليست حلا سحريا. إنها إستراتيجية فعّالة، ولكن يجب أن تقترن بخفض كبير للانبعاثات".

وبينما ركزت الدراسات السابقة بشكل كبير على قدرة الأشجار على إزالة الكربون من الغلاف الجوي، فإن هذا البحث يتضمن بُعدا بالغ الأهمية. فالأشجار تؤثر أيضا على التركيب الكيميائي للغلاف الجوي بطرق تُعزز تأثيرها المبرد.

إعلان

تُطلق الأشجار بشكل طبيعي مركبات تُعرف بالمركبات العضوية المتطايرة الحيوية (BVOCs). تتفاعل هذه المركبات مع غازات أخرى لتكوين جزيئات تعكس ضوء الشمس وتُشجع على تكوين السحب، وكلاهما يُساعد على تبريد الغلاف الجوي. ولا تُراعي معظم نماذج المناخ هذه التفاعلات الكيميائية.

مع ذلك، لا تتوزع فوائد إعادة التحريج بالتساوي. فقد وجدت الدراسة أن الغابات الاستوائية تُنتج تأثيرات تبريد أقوى مع أضرار أقل. فالأشجار في هذه المناطق أكثر كفاءة في امتصاص الكربون وتُنتج كميات أكبر من المركبات العضوية المتطايرة.

كما أن تأثيرها على تعتيم السطح، الذي قد يُسبب ارتفاع درجة الحرارة بفعل الأشجار في خطوط العرض العليا يكون أقل.

الحرائق والأنشطة البشرية قلّصت الغطاء الشجري بشكل كبير وفاقمت انبعاثات الكربون (غيتي)

خطوة نحو التعافي
وإلى جانب تأثيرها على درجة الحرارة العالمية، يمكن لإعادة التشجير أن تؤثر أيضا على جودة الهواء الإقليمي. وقد وجد الباحثون انخفاضا بنسبة 2.5% في الغبار الجوي في نصف الكرة الشمالي في إطار سيناريو الاستعادة الذي وضعوه.

أما في المناطق الاستوائية، فقد كان لزيادة انبعاثات المركبات العضوية المتطايرة تأثيرٌ متفاوت على جودة الهواء. فقد ارتبطت بتدهور جودة الهواء بناء على الجسيمات الدقيقة المرتبطة بزيادة تكوّن الهباء الجوي، بينما تحسّنت جودة الهواء بناء على قياسات الأوزون.

ويرى الباحثون أن هذه التأثيرات المحلية تشير إلى أن جهود إعادة التحريج أو غراسة الأشجار لا تحتاج إلى أن تكون ضخمة لكي تكون ذات معنى.

وقال أنتوني توماس، طالب الدراسات العليا في قسم علوم الأرض والكواكب بجامعة "كاليفورنيا ريفيرسايد" والمؤلف المشارك في الدراسة: "لا يزال بإمكان الجهود الصغيرة أن تُحدث تأثيرا ملموسا على المناخات الإقليمية. ليس بالضرورة أن يحدث التعافي في كل مكان دفعة واحدة لإحداث فرق".

إعلان

يُقرّ الباحثون بأن السيناريو المُقترح في الدراسة غير مُرجّح تحقيقه. فهو يفترض إمكانية إعادة زراعة الأشجار في جميع المناطق التي كانت تنمو فيها سابقا، الأمر الذي يتطلب استصلاح مشاريع تطويرية مثل الإسكان، بالإضافة إلى الأراضي الزراعية والمراعي. وهذا يُثير تساؤلات حول الأمن الغذائي وأولويات استخدام الأراضي.

وقال ألين "هناك 8 مليارات شخص بحاجة إلى إطعامهم. علينا اتخاذ قرارات دقيقة بشأن أماكن زراعة الأشجار. أفضل الفرص تكمن في المناطق الاستوائية، ولكن هذه هي أيضا المناطق التي يستمر فيها إزالة الغابات حتى اليوم".

وخلصت الدراسة إلى نتيجة متفائلة بحذر، تشير إلى أن استعادة الغابات تشكل جزءا مهما من حل المناخ، ولكنها لا تحل محل خفض استخدام الوقود الأحفوري. وقال توماس: "تغير المناخ واقع حقيقي وكل خطوة نحو التعافي، مهما كان حجمها، تُسهم في تحقيق ذلك".

 

مقالات مشابهة

  • السلطات السعودية تحضّ الحجاج على ملازمة الخيام في ذروة يوم عرفة
  • «مهنيًا وعاطفيًا».. توقعات الأبراج وحظك اليوم الثلاثاء 3 فبراير 2025
  • البنتاجون تخطط لضم جرينلاند إلى القيادة الشمالية لتعزيز الردع القطبي
  • نشاط زلزالي غير مسبوق في مصر.. ثلاث هزات تضرب الغردقة ومطروح والجيزة
  • المفتي عبدالله من مكة: الوقوف بعرفة ذروة الحج ودعوة لاحترام سلوكيات المناسك
  • هل تساعد زراعة الأشجار حقا في تبريد الكوكب؟
  • قلب الأرض يخبئ مخزونا من الذهب يتسرب نحو السطح
  • مرور كرة نارية ضخمة عبر سماء الجزائر.. ما قصة الجسم الفضائي؟
  • ناصر القصبي يطرق أبواب الدراما بـ”فبراير الأسود”
  • مجموعة هيلثي: السلالة الألمانية من الأبقار تنتج 40 كيلو لبن يوميا