قد يثبت بيان قمة "الناتو" في يوليو المقبل تخلي الحلف عن التدخل المباشر في الصراع في أوكرانيا، حسبما أفادت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية نقلا عن مسودة الوثيقة.

وحسب الصحيفة، فإن "لا قوات على الأرض" هي إحدى العبارات الأساسية الواردة في مسودة الوثيقة التي ستعتمدها قمة "الناتو" المقرر عقدها في واشنطن في الفترة من 9 إلى 11 يوليو، في إشارة إلى أن الحلف لا يعتزم إرسال جنود إلى ساحة المعركة في أوكرانيا.

وذكرت "كورييري ديلا سيرا" أن القمة تخطط أيضا لنقل قيادة "مجموعة الاتصال المعنية بالدفاع عن أوكرانيا" من وزير الدفاع الأمريكي إلى مقر "الناتو" في بروكسل.

وأشارت الصحيفة إلى أن "الاستراتيجية (بشأن أوكرانيا) التي تتبعها الولايات المتحدة لن تتغير، لكن القادة الغربيين يعتزمون زيادة وتيرة العمل"، موضحة أن الحلف يواصل تعزيز "الجانب الشرقي" ويأمل في أن تكون لديه في غضون أسابيع مجموعة تضم نحو 300 ألف جندي مستعدة للانتشار على طول الخط بين البلطيق وبلغاريا، إضافة إلى تسريع إمداد كييف بالأسلحة في ظل النجاحات الميدانية الذي تحققها القوات الروسية.

إقرأ المزيد وسائل إعلام: الزعماء الأوروبيون يشعرون بالرعب من التصعيد في أوكرانيا

وفي وقت سابق، وعد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن قمة واشنطن المقبلة سيكون "الأكثر طموحا" في تاريخ "الناتو" منذ نهاية الحرب الباردة.

وفي أبريل قال الأمين العام لـ"الناتو" ينس ستولتنبرغ إنه لا يتوقع التوصل إلى اتفاق بشأن انضمام أوكرانيا إلى الحلف في قمة يوليو، مؤكدا في الوقت نفسه أولوية تقديم أسلحة لأوكرانيا.

وفي فبراير قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الزعماء الغربيين يبحثون إمكانية إرسال قوات إلى أوكرانيا. واعترف بأنه لم يتم التوصل إلى إجماع بعد، لكنه "لا يمكن استبعاد أي شيء"، حسب تعبيره.

وتعرضت تصريحات ماكرون لانتقادات حادة من قبل عدد من الشركاء في "الناتو"، بما فيها ألمانيا، وكذلك من قوى سياسية في فرنسا نفسها، بينما وصفها الكرملين بأنها تمثل "جولة جديدة غير مسبوقة من التوتر" وحذر من تداعيات هذه الخطوة.

لكن ماكرون عاد وكرر في وقت لاحق إنه لا يستبعد احتمال إرسال قوات إلى أوكرانيا "بناء على طلبها، إذا اخترق الجيش الروسي خط الجبهة".

والاثنين أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميللر موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي قال إن إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا "لن يحدث".

المصدر: Corriere della Sera

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: إيمانويل ماكرون أسلحة ومعدات عسكرية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو كييف واشنطن فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

اعتراف فرنسا بفلسطين.. دعم من ماكرون للقضية أم استعراض رخيص؟

فقد عقدت الأمم المتحدة جلسة بطلب سعودي فرنسي لدعم العمل على تحقيق حل الدولتين بعدما قالت باريس إنها ستعترف بالدولة الفلسطينية، وإنها ستمضي قدما في المساعدة على بناء هذه الدولة، وهو ما اعتبره الرئيس الأميركي دونالد ترامب كلاما "لا وزن له ولن يشكل فرقا".

ولم تشارك واشنطن في جلسة الأمم المتحدة لأنها تعتبر أن ما يجري مكافأة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي وصفتها متحدثة الخارجية الأميركية تامي بروس بـ"الوحوش"، واتهمتها بالمسؤولية عما يحدث في قطاع غزة لأنها ترفض إلقاء السلاح.

لكن فرنسا التي قال وزير خارجيتها جان نويل بارو، إنها خلقت زخما لا يمكن وقفه، تعرف أنها لن تدفع ثمنا إزاء هذا الحراك المناهض للرغبة الأميركية الإسرائيلية على ما يبدو.

الطعام أهم من الاعتراف بفلسطين

وكان أجدر بماكرون التحرك لإنقاذ من يتساقطون جوعا في غزة لأنهم يحتاجون الطعام والدواء أكثر من احتياجهم لاعترافه بدولتهم غير القابلة للتحقق وفق الحلول الكلاسيكية، كما يقول الكاتب في نيوزويك والمحلل السياسي القريب من البيت الأبيض، بيتر روف.

وخلال مشاركته في حلقة 2025/7/31 من برنامج "من واشنطن"، انتقد روف الرئيس الفرنسي وقادة العالم قائلا إن عليهم "إنقاذ الأطفال من الموت بهذا الشكل المقزز فورا، إذا كانت هناك مجاعة فعلية، ولم يكن الأمر مجرد دعاية تستهدف إيصال المساعدات والسلاح لحركة حماس".

ولم يكن هذا موقف روف وحده، فقد وافقه الناشط السياسي الفلسطيني الأميركي خالد الترعاني، الذي وصف حديث فرنسا عن الاعتراف بدولة فلسطين بأنه "استعراض رخيص يقوم به ماكرون على أشلاء الفلسطينيين الذين قتلوا بيد إسرائيلية وتواطؤ وأذرع أميركية".

وحتى المساعدات التي قالت باريس إنها ستسقطها للفلسطينيين جوا، لا تعدو كونها محاولة لمنح إسرائيل فرصة لتنفس الصعداء وتخفيف الاحتقان في الشارع العربي، ناهيك عن أنها لا تعادل حمولة شاحنة واحدة من الشاحنات المكدسة على الحدود والتي ترفض إسرائيل تمريرها ولا تجد من يجبرها على ذلك.

إعلان

كما أن النقاش الدائر حاليا حول ماهية الدولة الفلسطينية التي تريد فرنسا وبريطانيا الاعتراف بها والشروط التي تضعانها لهذا الاعتراف "يتنافى مع كونها حقا أصيلا للفلسطينيين".

وقبل هذا وذلك، فإن الاعتراف الذي تتحدث عنه فرنسا وغيرها "يكترث لدولة وهمية بلا سيادة، لا يستطيع المسلم فيها الصلاة بالمسجد الأقصى ولا يستطيع المسيحي الصلاة داخل كنيسة القيامة، فضلا عن قتلها حق العودة".

ومع ذلك، لا يمكن التقليل من أهمية الاعتراف الفرنسي بفلسطين، والذي "يمثل خطوة على مسار يفترض أن ينهي هذه الكوارث المترتبة على النزاع الفلسطيني الإسرائيلي"، برأي المديرة السابقة للسياسات في منظمة "جي ستريت"، ديبورا شوشان، والتي شددت على ضرورة عدم ربط إنهاء مأساة غزة بهذا المسار السياسي.

فالناس في غزة يحتاجون إلى الطعام والدواء بشكل عاجل، وبالتالي فإن على ماكرون ربط هذه الخطوة بإيجاد بصيص أمل في ظل الوضع المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون والإسرائيليون والأسرى الموجودون بالقطاع، حسب شوشان.

وعلى ما فيه من مواجهة للولايات المتحدة وإسرائيل، فإن قرار باريس الاعتراف بفلسطين لا يخلو من سعي لتحقيق مكاسب سياسية، وإحياء لنظرية الطريق الثالث الذي مثله شارل ديغول من أجل الحفاظ على العلاقة مع الشرق والغرب وإيجاد سياسة خارجية مستقلة، كما يقول الصحفي المتخصص في الشؤون الأميركية والفرنسية فيلافيوس مهينس.

لكن مهينس يقر بـ"وجود استثناء في هذا النهج منذ الحرب الباردة تماشيا مع العالم الذي تقوده الولايات المتحدة"، ويرى أن ماكرون "سحب بهذا الإعلان البساط من تحت قدم اليسار الفرنسي المعروف بدعمه التاريخي للقضية الفلسطينية".

موقف غير مؤثر

في المقابل، يرى روف أن تصريح ترامب الذي وصف فيه الموقف الفرنسي بأنه "بلا وزن" يعكس نظرة قادة العالم لما يمكن أن تقوم به فرنسا في قضية دولية مهمة كقضية فلسطين.

بل إن الكاتب الأميركي يعتقد أن الحديث عن حل الدولتين "ليس إلا محاولة للعودة بالأمر للوراء لأن هذا الحل غير منطقي وقد ينتهي بتكوين 3 أو 4 دول بالنظر إلى من يريدون الانفصال بجزء في غزة أو جزء من الضفة الغربية"، ويرى أن حل هذه القضية "يتطلب رؤى مبتكرة ليس من بينها تهجير الناس من قطاع غزة لإعادة إعماره".

ورد مهينس على حديث روف، بقوله إن التاريخ "هو من سيحكم على هذه الخطوة"، وإنه لا ينبغي تجاهل أن فرنسا "ستكون أول عضو بمجلس الأمن يعترف بفلسطين، وهي لعبة كبيرة تطرح جدلية بشأن العلاقة مع الولايات المتحدة وإسرائيل".

ولم ينف الصحفي الفرنسي حديث اليسار في بلاده عن أن خطوة ماكرون ستكون بلا تكلفة تقريبا، وأن سعيه للاعتراف بفلسطين لم يوقف تعاونه العسكري مع إسرائيل. ولفت أيضا إلى ربط باريس هذا الاعتراف باعتراف كل الدول العربية بإسرائيل كجزء من المنطقة.

وخلص إلى أن إدخال المساعدات لغزة يجب ألا يكون مرهونا بالاعتراف بفلسطين التي لم يعد ممكنا الوصول إليها عبر اتفاقية أوسلو، مضيفا أن "الحديث العقلاني يقول إن الولايات المتحدة هي أكبر قوة في العالم وإنها تدعم إسرائيل سياسيا وعسكريا، ومن ثم فإن الموقف الأميركي أهم من كل المواقف والمبادرات الأخرى في نهاية المطاف".

إعلان 31/7/2025-|آخر تحديث: 19:37 (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • الناتو يعمل على آلية جديدة لتزويد أوكرانيا بالأسلحة الأمريكية
  • أميركا والناتو يطوران آلية تمويل جديدة لتسليح أوكرانيا
  • أميركا والناتو يطوران آلية لتزويد أوكرانيا بأسلحة
  • تل أبيب: ماكرون هدم السد أمام الاعتراف بفلسطين
  • اعتراف فرنسا بفلسطين.. دعم من ماكرون للقضية أم استعراض رخيص؟
  • البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة: ترامب يسعى لاتفاق سلام بشأن أوكرانيا بحلول 8 أغسطس
  • كيف نفهم إستراتيجية روسيا في البحر الأسود؟
  • نجاح تجربة الناتو في العراق.. هل يمكن تطبيقها في سوريا ولبنان؟
  • عطلة الأمومة..وزارة العمل تصدر بيانا هاما
  • عصابة “أبو شباب” تتخذ خطوة جديدة نحو تأسيس “غزة الجديدة” / فيديو