لا حديث عن سحب الأسلحة النووية التكتيكية الروسية من بيلاروس إلا بعد تخلي واشنطن وحلفائها عن نهجهم المدمر وسحب الأسلحة النووية الأمريكية من أوروبا،

هكذا يأتي التأكيد الروسي على لسان مدير الدائرة الثانية لبلدان رابطة الدول المستقلة بالخارجية الروسية أليكسي بوليشوك الذي يشدد على أن نشر الأسلحة النووية التكتيكية الروسية في بيلاروس، يهدف لتعزيز أمن دولة الاتحاد الروسي البيلاروسي، والرد على السياسات الغربية المزعزِعة للاستقرار.

فكيف تفهم واشنطن ومن لف لفيفها هذه الرسائل الروسية حول الأسلحة النووية؟ وما فرص الصدام النووي بين موسكو والغرب على وقع أزمة أوكرانيا؟

Your browser does not support audio tag.

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أوروبا الأزمة الأوكرانية الاسلحة النووية الأسلحة النوویة

إقرأ أيضاً:

قاعدة أمريكية للمسيَّرات بساحل العاج.. هل توقف واشنطن تمدد روسيا بأفريقيا؟

في خطوة وصفت بأنها محاولة لتطويق التمدد الروسي بغرب أفريقيا بعد مغادرة القوات الفرنسة للمنطقة، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية العمل لإنشاء قاعدة عسكرية خاصة بتشغيل المسيَّرات بساحل العاج.

وأعطت السلطات الإيفوارية بالفعل الضوء الأخضر للولايات المتحدة الأمريكية، من أجل إنشاء قاعدة عسكرية خاصة بتشغيل المسيَّرات في مدينة بواكي بوسط البلاد، وذلك في ظل تحولات جيوسياسية وصراع على النفوذ بالمنطقة بين القوى الكبرى، خصوصا روسيا والصين وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية وإيران.

واتفق الطرفان، على إقامة القاعدة العسكرية خلال اجتماع عقد في 16 مايو الجاري في أبيدجان، بين وزير الدفاع الإيفواري تيني إبراهيما واتارا، والسفيرة الأمريكية جيسيكا ديفيس با، والجنرال مايكل لانغلي القائد العام للقيادة الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم".


مسيَّرات من الجيل الأحدث
ووفق تقارير إعلامية أفريقية فإن القاعدة الأمريكية "ستستخدم لنشر طائرات مسيرة من الجيل الأحدث، مخصصة لمهام المراقبة الإقليمية، وجمع المعلومات الاستخباراتية، ودعم العمليات العسكرية ضد الجماعات المسلحة الناشطة في غرب أفريقيا".

وكانت الولايات المتحدة أعلنت سبتمبر الماضي أنها تبحث عن خطة بديلة لنشر قوات في غرب إفريقيا، بعد سحب قواتها من النيجر.

وتأتي هذه الخطوة، بعد إعلان الجيش الأمريكي قبل أشهر عن اكتمال سحب قواته من النيجر، بناء على اتفاق مع سلطاتها عقب الانقلاب العسكري الذي أطاح في يوليو 2023 بالرئيس المنتخب محمد بازوم، والذي على إثره علقت واشنطن معظم تعاونها مع نيامي بما في ذلك التعاون العسكري.

مراقبة أجواء المنطقة
ويمنح موقع ساحل العاج ميزة استراتيجية للولايات المتحدة لمراقبة أجواء العديد من بلدان غرب افريقيا، خصوصا بلدان منطقة الساحل الأفريقي التي باتت تصنف بأنها حليف استراتيجي لروسيا.

ووفق مراقبين ستتمكن المسيرات الأمريكية من مراقبة أجواء المنطقة وجمع المعلومات الاستخباراتية عن تحركات الجماعات المسلحة ومختلف الأنشطة العسكرية بما فيها أنشطة قوات فاغنر الروسية المتواجدة بدولة مالي بشكل خاص.


تنامي النفوذ الروسي
وتزايد الحضور الروسي بغرب أفريقيا خلال السنوات الأخيرة، حيث تدخلت روسيا لحماية ودعم عدد من القادة العسكريين الممسكين بالسلطة في ثلاث من دول غرب افريقيا، هي: مالي والنيجر وبوركينافاسو، ما مكنها من تعزيز نفوذها بالمنطقة.

وتشير تقارير إلى أن مجموعة "فاغنر" الروسية أبرمت عقدا مع الحكومة المالية من أجل توفير مرتزقة للمساعدة في القتال ضد المتمردين، وقمع أي حراك معارض.

وأعلنت موسكو أنها ستقدم الدعم لبلدان كونفدرالية الساحل الأفريقي من أجل تشكيل قوة مشتركة، تريد لها أن تكون بديلا عن القوة المشتركة "لمجموعة الساحل G5" التي كانت مدعومة أوروبيا.

وزاد من تنامي الحضور الروسي بغرب افريقيا سباق التسلح الذي تعرفه المنطقة، والهبات التي منحتها موسكو بهذا الخصوص لبلدان أفريقية.

فعلى مدى السنوات الثلاثة الأخيرة، تسلمت باماكو دفعات من السلاح الروسي تضم طائرات ومروحيات عسكرية والكثير من الصواريخ المتنوعة.

كما أبرمت كل من النيجر وبوركينافاسو، صفقات للسلاح مع موسكو بهدف تعزيز قدراتهما العسكرية خاصة بعد خروج القوات الفرنسية والأممية من المنطقة.

فرنسا خارج اللعبة
وفي خضم صراع النفوذ الدولي على غرب أفريقيا، باتت فرنسا خارج حلبة الصراع، بعد عقود من النفوذ السياسي والحضور العسكري.

وبدأت فرنسا منذ نحو سنتين سحب قواتها من غرب أفريقيا، حيث أكملت بالفعل انسحابها من تشاد ومالي وبوركينافاسو والنيجر، فيما تسمر في تفكيك قواعدها العسكرية في ساحل العاج والسنغال.
وصرح عدد من القادة الأفارقة أكثر من مرة برغبتهم في مغادرة القوات الفرنسية للمنطقة وذلك تحت ضغط شعوب القارة المطالبة بإنهاء التبعية لفرنسا.

ولم تكتفي عدد من دول المنطقة بطرد القوات الفرنسية بل ذهبت أبعد من ذلك لتقليص التعاون الاقتصادي والحد من النفوذ السياسي كما حصل مع مالي وبوركينافاسو، التي انهارت علاقاتها الدبلوماسية مع باريس.

وشكل فشل باريس في تجاربها العسكرية بالمنطقة عاملا رئيسيا في إنهاء وجودها العسكري بالقارة، ليتوالى بعد ذلك تراجع نفوذها بشكل عام، وآخر مظاهره انسحاب عدد من دول المنطقة من المنظمة الدولية "الفرانكفونية" وهي منظمة يتمثل هدفها الاستراتيجي في تفعيل وتطوير اللغة الفرنسية والترويج لها.


دوافع إنشاء القاعدة الأمريكية
ويرى متابعون أن الأسباب الرئيسية وراء قرار الولايات المتحدة الأمريكية، إنشاء قاعدة للمسيرات بساحل العاج، هو ملء الفراغ الإستراتيجي الناجم عن الانسحاب الفرنسي من المنطقة، والحد من التمدد الروسي.

وفي هذا السياق يرى رئيس "مركز افريقيا للدراسات والخدمات الإعلامية" محمد سالم ولد أعمر، أن التحول الجديد يعزز مكانة ساحل العاج في الاستراتيجية الأمريكية في غرب أفريقيا.

وأشار ولد أعمر في تصريح لـ"عربي21" إلى أن إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في ساحل العاج هو بداية لإعادة تموقع جديد لواشنطن في المنطقة.

وأضاف: "هذه القاعدة العسكرية ستمنح واشنطن فرصة للتوازن والتوازي الفعال مع الحضور الروسي والتركي في المنطقة والذي يقوم جزء كبير من فعاليته على قوة المسيرات واقتصاديات الأمن".

ولفت إلى أن الحضور الروسي المتزايد بمنطقة غرب أفريقيا والخروج الفرنسي من المنطقة بات يقلق الغرب بشكل عام، وهو ما يدفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى البحث عن موطئ قدم لها في المنطقة لمنع تمدد موسكو والصين وتركيا وإيران بغرب القارة السمراء.

مقالات مشابهة

  • جولة خامسة من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن اليوم بإيطاليا
  • لماذا تشكك طهران في نوايا أمريكا بشأن المفاوضات النووية؟.. مصدران إيرانيان يجيبان لـCNN
  • واشنطن تقرر فرض عقوبات على السودان والخرطوم تتهمها بالابتزاز
  • واشنطن تفرض عقوبات جديدة على السودان بسبب أسلحة كيميائية والحكومة السودانية ترد ببيان ساخن وتكذب إتهامات
  • الولايات المتحدة تعلن فرض قيود جديدة على السودان
  • إيران تحمّل واشنطن مسؤولية أي هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية
  • قاعدة أمريكية للمسيَّرات بساحل العاج.. هل توقف واشنطن تمدد روسيا بأفريقيا؟
  • تقرير: إسرائيل قد تهاجم منشآت إيران النووية.. خطوة تحدٍّ أم ورقة مساومة بيد ترامب؟
  • قائد عسكري أمريكي: الولايات المتحدة تفتقر إلى الموارد لتنافس روسيا والصين في الفضاء
  • البرهان بتلقي دعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمشاركة في القمة الروسية العربية