استضاف “ملتقى الثقافة” في الدورة الـ 15 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل التي انطلقت تحت شعار “كن بطل قصتك” نخبة من الكاتبات لمناقشة دور الروايات المصورة في تناول القضايا الاجتماعية وتوجيه رسائل مفيدة للأطفال.
جاء ذلك خلال ندوة حملت عنوان “الروايات المصورة كوسيلة لمعالجة القضايا الاجتماعية”، شاركت فيها الكاتبة الكويتية استبرق أحمد، والكاتبة الإماراتية عائشة عبد الله، والكاتبة ليا شلاشفيلي، الكاتبة اللبنانية المقيمة بألمانيا ليلى أبو كريم، حيث ناقشن أهمية الروايات المصورة في تسليط الضوء على مختلف القضايا الاجتماعية، مثل التنوع والانتماء، والتعايش والتسامح، ومكافحة التمييز والظلم.

وأكدن على قدرة هذا النوع من الأدب على تبسيط الأفكار الكبيرة وجعلها مفهومة وملموسة للأطفال.

العالمية ابنة المحلية
استهلت الكاتبة الكويتية استبرق أحمد حديثها بالإجابة على سؤال مقدمة الندوة علياء المنصوري: هل يجب على كاتب الروايات المصورة الكتابة عن قضايا محلية أم قضايا عالمية؟، قائلةً: “على الكاتب أن يختار القضية التي يرى أنه سيجيد التعبير عنها في قصته، سواء كانت قضية من مجتمعه المحلي، أو قضية عالمية الطابع، وبشكل أو بآخر العالمية ابنة المحلية والعكس، لأن الأفكار جوالة حول العالم”.
الرسوم داخل الرواية ضرورية
من جانبها أكدت الكاتبة الإماراتية عائشة عبد الله صاحبة العديد من الإصدارات القيمة التي تخص الأطفال واليافعين، أن الرسومات داخل الروايات المصورة وكتب الأطفال مهمة للغاية، وتخدم الحكاية بشكل عام، قائلةً: “الكتابة للطفل ممتعةٌ للغاية، لكن الأطفال صعب أن يفهموا الأفكار المطروحة في الرواية عن طريق الكتابة فقط، لذلك يجب علينا أن نقدم لهم الأفكار بشكل بصريّ يسهل عليهم عملية التلقي، فالرسومات تساهم في جذب انتباه الطفل، وتحفزهم على القراءة، مما يعزز من فهمهم للحكاية ويجعل القراءة عملية ممتعة”،
وتطرقت الكاتبة ليا شلاشفيلي أحد أبرز كاتبات أدب الطفل في جورجيا للحديث حول الروايات المصورة باعتبارها نوعاً أدبياً يمزج بين الفن التشكيلي والكتابة الإبداعية، وهذا النوع الأدبي قادر على تحفيز عقول الصغار واليافعين عبر الصورة والكلمة المندمجين معاً بشكل فنيّ متقن.

رسومات الأطفال تبسط الأفكار الكبيرة
وفي ختام الجلسة أشارت الكاتبة اللبنانية المقيمة بألمانيا ليلى أبو كريم إلى أن رسومات كتب الأطفال تعزيز التفاعل والتفاهم لدى القرّاء الصغار، وتحدثت عن قصتها “كلمات ضائعة” التي تتناول حكاية الإبادة الجماعية الأرمنية، قائلةً: ” تعتبر الرسوم المصاحبة للنص المكتوب وسيلة ضرورية لتعزيز الفهم وجعل الأطفال يتعمقون في القصة، وأومن أن توجيه الأطفال نحو فهم القضايا الاجتماعية المعقدة من خلال الرسوم يمثل طريقة فعّالة لبناء وعي النشء، وتشجعهم كذلك على التعاطف والتفاعل مع العالم من حولهم”.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

دراسة عن البناء الفنيّ في روايات رمضان الرواشدة

تدرس الباحثة أريج الطوالبة في كتابها الصادر حديثاً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، البناء الفنيّ في روايات الكاتب الأردني رمضان الرواشدة.

يكشف الكتاب الذي جاء في مقدمة وتمهيد وأربعة فصول، عن ماهية البناء الفنيّ الذي اتّبعه الرواشدة في نسج أعماله الروائية، سواء من خلال بناء الأحداث، أو الشخصيات، أو بناء اللغة التي جاءت وفق مستويات منها التناص، والتجريب، والميتاقص.

ويحلل الكتاب الكيفية التي تفاعل من خلالها الراوي في أعمال الرواشدة مع الزمان والمكان، ومستويات الخطاب الروائيّ، وتقنيات الزمان التي اتبّعها الكاتب؛ من مثل الخلاصة والحذف في تسريع السرد، والمشهد، والمونولوج، والوقفة الوصفية في إبطاء السرد، مع التركيز على مفهوم الفضاء الروائيّ، ومفهوم المكان الروائي، وأنواع الأمكنة في الروايات التي تمت دراستها، وهي "جنوبي"، و"النهر لن يفصلني عنك"، و"الحمراوي"، و"أغنية الرعاة"، و"المهطوان".

وترى الباحثة أنَّ الأعمال الروائية للرّواشدة تمتاز بوجود بناء فني خاص، إذ راوح الرّواشدة في تقديم الحدث في أعماله الروائيّة وربطه مع عناصر الرواية الأخرى، والتي ضمّنها عدداً من أنساق بناء الحدث الروائي ومنها: نسق التتابع في رواية "جنوبي"، ونسق التداخل في "النهر لن يفصلني عنكِ"، ونسق التضمين في "الحمراويّ"، والنسق الحلقيّ في روايتي "أغنية الرعاة" و"المهطوان".

وقسمت الباحثة الشخصيّات في هذه الروايات بحسب ارتباطها ومشاركتها في الأحداث إلى: شخصيّة رئيسة، وشخصيّة ثانويّة، وبحسب تطوّرها داخل العمل الروائي إلى: شخصيّة نامية، وأخرى ثابتة، موضحةً أن الرواشدة اتبع طريقتين في بناء الشخصية الرئيسة: الطريقة التقليدية في البناء، والطريقة الجديدة.

وأشارت إلى أن الرّواشدة جعل من شخصيّات رواياته شخصيّاتٍ واقعيةً حاضرةً أمام القارئ مع تقدّم النص الروائي، وذلك عبر إظهاره أبعاد الشخصيّات الداخليّة والخارجيّة والفكرية والاجتماعية. هذه العناية بحسب الباحثة، جاءت لتلبي الحاجة الفنية والمضمونية في النص وما يحمله من دلالات ظاهرة ومستترة.

ورأت الباحثة أن الرّواشدة لم يمنح شخصياته بُعداً فردياً، بحيث تكون كل منهما مميزةَ عن الأخرى، بل كانت جامدةً ونمطيةً وتكررت صفاتها وطبائعها وأحلامها وثقافتها نفسها في جميع الروايات. أما المكان، فأكدت الطوالبة أن له دور البطولة في روايات الرواشدة، وكان من أهم عناصر البناء حضوراً وتفاعلاً وتوظيفاً، موضحةً أن الروايات كشفت عن ارتباط الروائي ببيئته، وسعيه إلى التعبير عنها مكانياً واجتماعياً. ويبدو ذلك جلياً من خلال اختياره لأسماء الشخصيات، ومعالجته لقضاياها، وتركيزه على لغتها التي حملت هذا الانتماء.

وأشارت الباحثة إلى أن هذا الارتباط بدا واضحاً من خلال المساحة التي احتلها المكان في متن الروايات التي حرص فيها الروائي على تصوير البيئة بتضاريسها المكانية والاجتماعية وبحركة الشخصيات داخلها وتفاعلها معها.

ومن خلال تحليلها للزمن الروائي، رأت الباحثة أن الرواشدة عمد إلى استخدام المفارقات الزمنيّة في أعماله ليُحكم السيطرة على الخطاب الروائي برمته، وذلك من خلال توظيف تقنيات السرد المختلفة، ومن أبرزها الخلاصة، والحذف، والمشهد، والمونولوج، والوقفة الوصفية، موضحةً أن الكاتب وظّف الراوي بطريقة مدروسة، ونجح في تحقيق غايته في إيصال أفكاره إلى القارئ؛ وذلك من خلاله تقمصه لأصوات الشخصيات تارة، ومن خلال قربه وبعده عن الحدث الروائي تارة أخرى.

أما زمن الخطاب في أعمال الرّواشدة، فرأت الباحثة أنه يتداخل في أبعاده، إذ تتشابك فيه مستويات الزمن جميعها من الماضي والحاضر والمستقبل، كما تنوعت مستويات اللغة في الروايات بين اللهجة المحكية، والمستوى الصوفيّ، ومستوى اللغة الشعرية، والمستوى الإخباري.

وأكدت الطوالبة أن المتأمل في روايات الرّواشدة يكتشف أنّ ثمة صلةً قويةً بين بنائها وتقنية الاسترجاع، ويلحظ حضوراً مكثفاً للذكريات بأنواعها المتعددة، وهكذا تظل أيام الماضي بالنسبة له تحمل في ثناياها معاني الجمال وأحاسيسُ جميلةٌ، إذ كانت الذكريات هي الأمل الذي تحيا به نفْس البطل في رواياته، وجاءت استعانة الكاتب بتقنية التذكّر للهروب من الواقع الحاضر أحياناً؛ ووسيلة لإصلاح الحاضر أحياناً أخرى. أما السرد التنبؤيّ (الاستباق) فكشف للقارئ عن أحلام الراوي وتطلعاته، وكان بمثابة توطئةٍ لما سيحدث لاحقاً، من خلال الإشارات والإيحاءات التي تمنح القارئ إحساساً بأنّ ما يحدث في النص من حركةٍ وعلاقاتٍ ليس مصادفةً، وإنّما هي خطةٌ وهدفٌ يسعى إلى تحقيقه.

مقالات مشابهة

  • «الأوقاف» تعقد لقاء الجمعة للأطفال بمشاركة الكاتبة الصحفية إسراء طلعت
  • حول مفهوم الهوية الوطنية… الثقافة تقيم جلسة حوارية مع طلاب من هيئة التميز والإبداع
  • وزيرة الشؤون تفتتح مركز تنمية المجتمع “NA” بمنطقة غرب عبدالله المبارك
  • “خير الأيام” برنامج للطفل بالمسجد النبوي
  • خلال موسم الحج.. "خير الأيام" برنامج للطفل بالمسجد النبوي
  • “العين للشطرنج” ينظم فعاليات رياضية في 22 مدرسة
  • «اجتماعية الشارقة» تناقش تأهيل الأطفال المعرضين للعنف
  • بوصول لنحو 2.5 مليون شخص إنقاذ الطفل الأردن ومركز العدل للمساعدة القانونية يختتمان حملة “لا تعطيه عشان تحميه” لحماية الأطفال المستغلين في التسول
  • دراسة عن البناء الفنيّ في روايات رمضان الرواشدة
  • القانونية النيابية:البرلمان يستمتع بعطلته بعد تمرير موازنة 2024 بطريق “السلق”