طالبت جبهة "الخلاص الوطني" المعارضة بتونس، بتحديد موعد رسمي للاستحقاق الرئاسي، نهاية العام الجاري، مؤكدة رفضها القطعي لتأجيلها أيا كانت الأسباب.

واعتبرت الجبهة أن "ترحيل موعد الانتخابات سوف يزيد من أزمة شرعية الانقلاب وستكون له انعكاسات أكثر خطورة على وضع البلاد".

والأحد، خرجت مسيرة وطنية، جابت شوارع العاصمة، وصولا لشارع الثورة، وذلك بدعوة من جبهة الخلاص التي طالبت بتحديد موعد رسمي للانتخابات الرئاسية مع قرب انتهاء عهدة الرئيس، قيس سعيد، والكف عن الملاحقات القضائية بحق المعارضين السياسيين وإطلاق سراحهم.



واحتشد جمهور غفير من أنصار الجبهة، يتقدمهم رئيسها، أحمد نجيب الشابي، ومختلف الأعضاء من جميع المكونات السياسية، وأبرزهم قيادات حزب حركة "النهضة".

إلى ذلك، رفع المحتجون جُملة من الشعارات، من بينها: "يسقط يسقط الانقلاب"، و"ارحل يا فاشل"، و"حريات حريات دولة البوليس وفات وانتهت"، فيما رفعوا صورا لجميع المعتقلين السياسيين.

وندد المتظاهرون بقوة، بحادثة اقتحام مقر دار المحامي ليلة السبت، واعتقال المحامية سنية الدهماني، مؤكدين أن "ما حصل يعد حادثة خطيرة".


ومساء السبت، اقتحم عناصر من الأمن بالزي المدني دار المحامي بالعاصمة، وقاموا باعتقال المحامية الدهماني، تنفيذا لبطاقة جلب صادرة بحقها على خلفية تعليق لها بإذاعة خاصة انتقدت فيه الوضع بالبلاد، وقد تمت إحالتها على معنى المرسوم عدد 54.

رفض التأجيل
قال رئيس الجبهة، أحمد نجيب الشابي: "ضرورة يجب إجراء انتخابات رئاسية في موعدها لأنه في عدم حدوثها تخرج تونس عن الشرعية".

وأكد الشابي في رد خاص لـ"عربي21" عن فرضية تأخير الموعد بالنظر لكثرة الحديث عن حالة الطوارئ التي تعرفها البلاد "هذه الحالة مفتعلة، ولاوجود لأي حدث أمني يبرر حالة الطوارئ والذي نؤكد أنه غير دستوري منذ إقراره لأول مرة".

وأضاف: "مطلقا، لا وجود لمبرر لتأجيل الانتخابات سوى الخوف منها، وإن حصل ذلك فأزمة الشرعية التي ولدت منذ انقلاب 25 يوليو 2021 ستتضاعف".

وترى جبهة الخلاص وأغلب الأحزاب والشخصيات السياسية أن إجراءات 25 يوليو 2021 والتي تم بمقتضاها غلق البرلمان وحل الحكومة وتعليق العمل بالدستور بعدها حل هيئات دستورية، وإعفاء عشرات القضاة مع اعتقال عشرات المعارضين هو انقلاب مكتمل الأركان على الشرعية.


من جهته قال الأمين العام لحزب حركة "النهضة"، العجمي الوريمي، أن "الانتخابات الرئاسية استحقاق وطني ودستوري ونحن متمسكون به ونطالب بأن تتوفّر جميع شروط نجاحه من تكافؤ للفرص ومناخ حر وهيئة انتخابات مستقلة وسراح جميع المعتقلين".

تعميق للأزمة
وأفاد الوريمي، في حديث خاص لـ"عربي21"، أنه "ينبغي احترام الموعد ولا نقبل بالترحيل لأنه لن يحل الأزمة بل سيعقد الأوضاع أكثر".

كذلك، حذّر الوريمي، أن "الترحيل سيضعنا خارج الشرعية القانونية والدستورية والشعبية وهو أسوأ سيناريو لبلد يسعى دائما لحل مشاكله وفقا للقانون والتفاهمات والتسويات الضرورية لمصلحة البلاد".

بدوره قال عضو الجبهة ومحامي الدفاع عن المعتقلين، سمير ديلو، "نحن اليوم الدولة الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها خبر عن الانتخابات بل كل الأخبار عن الاعتقالات".

وأفاد ديلو، في تصريح لـ"عربي21"، أن "المنظومة ترفض حتى الكلمة والتعليق الحر فكيف لها أن تقبل بمعارضة وانتخابات رئاسية نزيهة وحرة؟".


وشدد ديلو، أنه "رغم كل الاعتقالات والاحتجاز القسري للمعارضين ومناخ الرعب والخوف الذي يزرعه النظام فإننا لن نتراجع ولن نستسلم وسنظل ننزل للشوارع".

وينتظر أن تنتهي عهدة الرئيس، قيس سعيد، نهاية العام الحالي، بعد 5 سنوات من الحكم، فيما لم تعلن هيئة الانتخابات بعد الموعد الرسمي للاستحقاق الرئاسي رغم تصاعد دعوات تحديد الموعد واحترامه جميع الشروط.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية قيس سعيد تونس تونس حقوق الإنسان قيس سعيد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الانتخابات الرئاسية وآفاق تطور المشهد في تونس

يعيش المشهد السياسي التونسي هذه الأيام على وقع ضغط الاستحقاق الانتخابي الرئاسي الذي سيحصل حسب الناطق الرسمي باسم هيئة الانتخابات في غضون شهر أكتوبر المقبل، بما يعني دخول البلاد في الزمن الانتخابي الذي يفترض أن تكون ضربة بدايته إعلان الرزنامة ودعوة الناخبين وإن كان هامش الوقت لتوجيهها وفق ما نص عليه القانون الانتخابي لم يتجاوز الأجل الأقصى قبل نهاية العهدة بثلاثة أشهر رغم أن دعوات الناخبين للاستحقاقات الرئاسية السابقة كانت قد صدرت مع إعلان الرزنامة.

ويبقى انطلاق الهيئة في تحيين السجل الانتخابي يوم الإثنين 20 أيار (مايو) الجاري حسب ما أعلنته خطوة عملية مهمة في الاتجاه الصحيح ومؤشرا قويا على الالتزام بإنجاز الانتخابات في آجالها الدستورية.

وفي انتظار إعلان الهيئة عن الرزنامة التي ستنظم العملية الانتخابية في مختلف مراحلها من تحيين السجل إلى يوم الاقتراع وما يفترض أن يصاحبه من إصدار للأوامر الترتيبية المتعلقة خاصة بالترشح في علاقة بالسن الأدني والجنسية والتمتع بالحقوق السياسية والمدنية، فإن أكثر ما يشد الانتباه هذه الأيام هو آفاق تطور المشهد السياسي من حيث المناخات العامة والمنافسة الديمقراطية والخارطة الانتخابية.

1 ـ المناخات العامة

غالبا ما يرتبط اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية بتصاعد وتيرة التجاذبات السياسية والمنافسة حيث يعمل كل طرف على تقديم نفسه للناخبين سواء من كان في السلطة بإبراز حصيلة إنجازاته أو في المعارضة بنقده للسلطة وتقديم بدائل لسياساتها .

إن تونس اليوم وهي مقبلة على استحقاق انتخابي مهم في تاريخها السياسي الحديث تحتاج إلى تغليب صوت العقل والحكمة والتوجه نحو تنقية المناخ السياسي وترك الحسم في الخيارات الكبرى للبلاد للصندوق .هذا في الوضع العادي أما بخصوص الحالة التونسية، فإن المناخات العامة يسودها التوتر ومظاهر الصراع السياسي الحاد في مستوى الخطاب وما يهيمن عليه من قطيعة سياسية وتنافي بين السلطة بمختلف مكوناتها وطيف واسع من المجتمع السياسي الذي يقبع عدد لا بأس به من رموزه في السجن منذ شهور، وكذلك المجتمع المدني بمختلف مكوناته وخاصة بعض القطاعات الفاعلة مثل المحامين وما حصل تجاههم من اقتحام لمقرهم مرتين في نفس الأسبوع لاعتقال زميلين لهم وكذلك الصحفيين وتعدد التتبعات ضدهم والإيقافات وإصدار الأحكام عليهم بالسجن هذا إلى جانب ما تثيره قضية الهجرة غير النظامية لأفارقة جنوب الصحراء من  جدل إضافة إلى ما تعيشه مختلف الفئات الاجتماعية من صعوبات متعلقة بتدهور المقدرة الشرائية وارتفاع مؤشر البطالة ونقص المواد الأساسية وغيرها إضافة إلى العزوف واللامبالاة وعدم الاهتمام بالشأن العام .

هذه المناخات جعلت عدة منظمات حقوقية دولية ودول تصنف رسميا منذ فجر الاستقلال كدول صديقة تعبر عن قلقها حول وضع الحريات..

إن تونس اليوم وهي مقبلة على استحقاق انتخابي مهم في تاريخها السياسي الحديث تحتاج إلى تغليب  صوت العقل والحكمة والتوجه نحو تنقية المناخ السياسي وترك الحسم في الخيارات الكبرى للبلاد للصندوق .

2 ـ المنافسة الديمقراطية: 

تقتضي المنافسة الديمقراطية النزيهة التي يقبل الجميع بنتائجها ولا يشكك فيها أحد أن تكون وفق المعايير الدولية التي بموجبها يتم الاحتكام إلى قانون انتخابي يتساوى أمامه جميع المتنافسين ولا يقع تغييره أثناء سنة المنافسة وإلى هيئة انتخابات مستقلة ومناخ انتخابي سليم يساعد الناخب على المشاركة والاختيار الحر.

هذه  المعايير لا زالت غير مكتملة بعد وتنتظر المبادرة من الجهات المعنية في اتجاه توفيرها .

ويبقى  احترامها والالتزام بها كاملة سيكون محل متابعة وتركيز واهتمام وتقييم من كل الأطراف ذات العلاقة من الآن إلى حدود الإعلان عن النتائج حتى يتسنى في النهاية الحكم للعملية الانتخابية أو عليها .

3 ـ الخارطة الانتخابية:

يبدو أن المشهد الانتخابي قد بدأ يتشكل نسبيا في ثلاث تيارات انتخابية كبرى تتمحور اختلافاتها حول الأساسيات في بناء الدولة والمجتع حيث أن ما يزيد عن عشرة سنوات من الانتقال الديمقراطي بكل ما فيه من هزات وصراعات وتجاذبات وتوافقات لم تصل بالبلاد إلى التسليم بأسس العيش المشترك، والمؤسف أن المنافسة لن تكون على أساس البرامج والعمل على تحقيق انتظارات المواطنين.

وهذه التيارات هي التالية:

ـ تيار ما قبل الثورة: وهو تيار له رؤيته ومواقفه وأطرافه السياسية ورموزه ومرشحوه وله خزانه الانتخابي ونقاط قوته هي بقايا شبكته الانتخابية القديمة المتجددة وبقايا وجوده في الدولة مع اختلافات  داخله حول حاجة الدولة والمجتمع في المرحلة القادمة إلى حد أدنى ديمقراطي أم لا ستجعله ربما في وضعية تشتت الأصوات.

ـ تيار مابعد الثورة أو عشرية الانتقال الديمقراطي: يضم هذا التيار المعارضة الحالية لمسار 25 تموز / يوليو 2021. وتشقه اختلافات جوهرية حول ما حصل أثناء عشرية الانتقال وحول الموقف من مسار 25 تموز / يوليو بين  من يعتبر العشرية سوداء لاشية فيها وساند المسار الحالي في بدايته ثم تخلى عن ذلك وتحول الآن إلى معارض شرس له، وبين من يعتبر أن العشرية ليست سوادا حالكا ولا بياضا ناصعا بل هي مرحلة انتقال تمر بها كل الثورات لها ما لها وعليها ماعليها وأن انهاءها بالصيغة التي حصلت هو انقلاب على الديمقراطية.. هذا التيار يعيش حالة من التشتت والتفكك والتنافي بين مكوناته وفي داخلها يستحل تقريبا الاتفاق بينها على مرشح واحد بسب الاختلاف حول أولوية المرحلة بين عودة الحد الأدنى الديمقراطي أو إقصاء الخصوم الأديولوجيين الأمر الذي سيؤدي إلى تعدد الترشحات، وتشتت الأصوات رغم ما لدى أحد مكونات هذا التيار (جبهة الخلاص) من نقاط قوة أهمها خزانها الانتخابي وانتشارها المجتمعي، خاصة وأن الجبهة لم تحسم أمرها بعد حيث لا تزال تتأرجح بين المقاطعة او المشاركة إذا توفرت شروط تنقية المناخ السياسي ونزاهة العملية الانتخابية وفي حالة المشاركة يبدو أنها ليست مجمعة على مرشح وليس لها وضوح في من ستدعم في حال عدم الترشيح من داخلها وعلى أي أسس يمكن أن يكون الدعم .

تقتضي المنافسة الديمقراطية النزيهة التي يقبل الجميع بنتائجها ولا يشكك فيها أحد أن تكون وفق المعايير الدولية التي بموجبها يتم الاحتكام إلى قانون انتخابي يتساوى أمامه جميع المتنافسين ولا يقع تغييره أثناء سنة المنافسة وإلى هيئة انتخابات مستقلة ومناخ انتخابي سليم يساعد الناخب على المشاركة والاختيار الحر.3 ـ تيار 25 تموز / يوليو2021: هذا التيار الانتخابي يضم كل داعمي مسار 25 تموز / يوليو 2021 من شخصيات وأحزاب ويعتبرون عشرية الانتقال الديمقراطي سوداء حالكة السواد وأن 25 تموز / يوليو جاء لتصحيح مسار الثورة. هذا التيار تشقه حاليا خلافات بين من يدعم المسار وله مرشحه أو يلمح لإمكانية أن يكون له مرشح وبين من يدعم ترشيح رئيس الدولة وله تحفظات حول تنزيل المسار خاصة في علاقة بالحصيلة الاقتصادية والاجتماعية والإصلاحات والتعيينات وبين من يتردد في مواصلة دعم المسار ومرشحه.

أما نقاط قوته فهي وجوده في السلطة وزخم انتخابات 2019 رغم ما حصل فيه من تراجع أما نقاط ضعفه فهي إمكانية تعدد الترشحات وتشتيت الأصوات وكذلك عدم وجود شبكة انتخابية لديه مع تآكل الخزان الانتخابي وما يمكن أن يحصل فيه من تحولات في اتجاه بعض المرشحين رغم المحاولات الحثيثة  لتجميعه وتعبئته.

وبمرور الوقت ستتضح الصورة أكثر ويتعمق الفرز بين المتنافسين ويتضح المشهد الذي يعيش حالة من التشتت والتفكك في ظل امكانية تواصل عزوف الناخبين .

وكذلك في ظل  ضغط مطالب النخب في ضمان الحد الأدني الديمقراطي ووضع الحريات والمطالب  الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين والراجح أن تقاطع الأجندات بين التيارات الانتخابية وبناء التحالفات أو التنسيق للدعم خاصة في الدور الثاني سيتم على هذا الأساس.

وبيقى الأكيد أن الانتخابات الرئاسية القادمة ستمثل محطة هامة في تاريخ تونس الحديث لما لها من أهمية في تحديد الوجهة المستقبلية للبلاد.

*كاتب وناشط سياسي تونسي

مقالات مشابهة

  • الانتخابات الرئاسية وآفاق تطور المشهد في تونس
  • إيران تحدد موعد الانتخابات الرئاسية
  • الإعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية في إيران
  • بعد وفاة رئيسي.. إيران تحدد موعد عقد الانتخابات الرئاسية
  • طهران تحدد موعد انتخابات الرئاسة إثر وفاة الرئيس الإيراني
  • إيران تحدد موعد الانتخابات الرئاسية بعد مصرع رئيسي
  • وسائل إعلام رسمية تعلن موعد الانتخابات الرئاسية في إيران
  • بعد وفاة رئيسى.. إيران تحدد موعد عقد الانتخابات الرئاسية
  • تحديد موعد انتخابات إيران الرئاسية.. وبديل رئيسي المؤقت يطمئن الشعب
  • طهران تعلن رسمياً موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الإيرانية