في دورته الثانية.. برنامج فني متنوع لقصور الثقافة بمعرض زايد لكتب الأطفال
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
تنطلق غدا، الدورة الثانية لمعرض زايد لكتب الأطفال، الذي تنظمه مؤسسة زايد للإبداع والتنمية، وتشارك الهيئة العامة لقصور الثقافة ببرنامج فني متنوع بالمعرض المنعقد في الفترة من 15 إلى 26 مايو الحالي.
وتقدم الهيئة يوميا، عددا من العروض الفنية بمشاركة فرق الأطفال التابعة لقصور الثقافة وهي: كورال مركز الجيزة الثقافي، كورال قصر ثقافة السلام، فريق أجيال للعرائس، فريق مسرح قصر ثقافة جاردن سيتي، كورال أطفال شبرا الخيمة، كورال أطفال شبرا الخيمة لذوي الهمم، فرقة الأراجوز المصري والعرائس.
كما تقدم مجموعة متنوعة من الورش الفنية منها: تصميم مطويات وكتيبات بالورق الملون، عمل مجسمات بالصلصال وتعليم أساسيات الرسم والتلوين والطباعة، إلى جانب ورش الأشغال اليدوية لعمل مشغولات بالخرز والخيوط الملونة.
وتقام الدورة الثانية من المعرض تحت شعار «هيا نقرأ معا»، واستقرت إدارة المعرض هذا العام على اختيار كاتبة أدب الأطفال سماح أبو بكر عزت، لتكون شخصية المعرض الذي يشارك فيه مجموعة من دور النشر المختلفة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أطفال شبرا الخيمة الأشغال اليدوية الإدارة العامة الدورة الثانية الهيئة العامة لقصور الثقافة أجيال أدب الأطفال الثقافة
إقرأ أيضاً:
أطفال الصيف بين مطرقة الحاجة وسندان الإهمال
بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..
مع بداية كل صيف، تتكرر المشاهد ذاتها في شوارع المدن والأسواق العراقية أطفال يبيعون المناديل، ينظفون الزجاج، أو يعملون في الورش والطرقات تحت شمس لاهبة قد تتجاوز حرارتها الخمسين درجة مئوية. ليست هذه مجرد صور عابرة، بل هي دلائل صارخة على أزمة متجذرة عنوانها “عمالة الأطفال”، التي تتفاقم مع انتهاء العام الدراسي ودخول العطلة الصيفية.
في العراق، لا تقتصر عمالة الأطفال على كونها مخالفة للقانون أو انتهاكاً لحقوق الطفولة، بل تحولت إلى ظاهرة اجتماعية مقلقة، تتداخل فيها عوامل الفقر، ضعف الوعي، غياب الرقابة، وتراجع الخدمات الاجتماعية. ومع تزايد معدلات الفقر والبطالة بين الأسر العراقية، تُدفع أعداد متزايدة من الأطفال إلى سوق العمل في سن مبكرة، لا لشيء إلا للمساهمة في إعالة أسرهم، ولو على حساب صحتهم ومستقبلهم.
يواجه هؤلاء الأطفال، الذين يفترض أن يكونوا في الملاعب أو بين صفحات الكتب، مخاطر جسدية ونفسية جمة. فالتعرض للشمس الحارقة، والأعمال الشاقة، والمعاملة القاسية، كلها عوامل تؤدي إلى إنهاكهم جسدياً وتعريضهم لحوادث خطيرة. كما أنهم معرضون للاستغلال من قبل أرباب العمل أو حتى المتحرشين، دون أي حماية قانونية أو اجتماعية فعلية.
هنا يبرز دور الأسرة أولاً، كخط الدفاع الأول في حماية الطفل. فعلى الأهل أن يدركوا أن إرسال الطفل للعمل ليس حلاً للفقر، بل مدخلاً لدائرة أوسع من الحرمان والجهل. التعليم، رغم ظروفه الصعبة، يبقى طوق النجاة الوحيد لهؤلاء الأطفال نحو مستقبل أفضل. كما أن على الأسر المطالبة بحقوقها في دعم اجتماعي حقيقي يوفر لها الحد الأدنى من الكرامة، دون الحاجة إلى التضحية بأطفالها.
أما الحكومة، فعليها أن تتوقف عن التغاضي، وأن تتعامل مع هذه الظاهرة بوصفها قضية أمن اجتماعي وإنساني. المطلوب ليس فقط قوانين تُحظر عمالة الأطفال – فهذه موجودة أصلاً – بل تطبيق صارم لها، ومتابعة ميدانية، وتوفير بدائل حقيقية من خلال برامج صيفية تعليمية وترفيهية تحمي الأطفال وتشغل أوقات فراغهم بشكل مفيد. كذلك يجب دعم العائلات الفقيرة بمساعدات مالية مشروطة بعدم تشغيل أطفالها، كما تفعل بعض الدول في برامج الحماية الاجتماعية .
إن صيف الأطفال يجب أن يكون موسماً للراحة، للعب، للنمو، وليس ساحة عمل ومعاناة. ولعل الوقت قد حان لوقفة وطنية شاملة، تشارك فيها الدولة، الأسرة، ومنظمات المجتمع المدني، لإعادة رسم خارطة الطفولة في العراق، وإنقاذ جيل بأكمله من الضياع في الشوارع.
ختاما كل طفل يُجبر على العمل اليوم، هو مستقبل مهدور غداً.
انوار داود الخفاجي