فرحة كييف باستقالة شويغو، تتحول إلى رعب
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
أوكرانيا أدركت قوة وزير الدفاع الروسي الجديد، بل ترى في تكليفه كارثة وشيكة. حول ذلك، كتب ألكسندر غريشين، في "كومسومولسكايا برافدا":
تسببت تقارير أولية عن اقتراح الرئيس إعادة تعيين شويغو في منصب وزير الدفاع بابتهاج لا يصدق في كييف، لكن سرعان ما حل محله يأس وتساؤل عن بيلاوسوف.
وقد تحدث الاقتصادي الأوكراني أليكسي كوش عن مناورة الكوادر هذه، فقال:
هذه أخبار سيئة للغاية، بالنسبة لنا، لأن الذين يشغلون مناصب وزارية لدينا بأجنداتهم الليبرالية المبتذلة خلال الحرب، على النقيض من سياسات بيلاوسوف.
وإذا قمنا بتلخيص تصريحات العديد من عظماء الماضي، فسوف نحصل على الصيغة البسيطة، الصادقة والفاعلة: "الحرب استمرار للسياسة بوسائل متطرفة"، و"السياسة، تعبير مكثف عن الاقتصاد".
أي أن العمليات العسكرية عمليات اقتصادية في شكل مركّز. وهنا بيلاوسوف في مكانه المناسب تمامًا. فهو خبير حكومي اقتصادي صارم، يتحدث عن الاقتصاد الحقيقي، وهدفه ليس مراجعة اقتصاد وزارة الدفاع، الأمر الذي يكرره كل ثاني شخص، إن لم يكن كل أول، فالمطلوب نقل المجمع الصناعي العسكري بأكمله إلى مستوى جديد لتجهيز الجيش بجميع الموارد، وإدخال أنواع جديدة من الأسلحة في الإنتاج المتسلسل الضخم. وليس من أجل الصراع الحالي، بل لبناء قدرات تمنع نشوب صدام عسكري أكبر.
لذا، اهدأوا يا مواطني أوكرانيا، فلستم المستهدفين بتعيين بيلاوسوف ضدكم، إنما أولئك الذين يقفون خلفكم.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الجيش الروسي سيرغي شويغو فلاديمير بوتين موسكو
إقرأ أيضاً:
لماذا تُعتبر مفاوضات إسطنبول بين أوكرانيا وروسيا حاسمة؟
كييف- في عامها الرابع، تقف الحرب الروسية على أوكرانيا أمام فرصة جديدة، فالأطراف المتحاربة والمعنية ستجتمع على طاولة المفاوضات غدا الخميس، والعالم من خلفها سيحبس الأنفاس بانتظار نهاية صراع كان له تداعيات على كثير من الدول والشعوب.
وتحتضن مدينة إسطنبول التركية مجددا هذه المفاوضات، وسيكون أساسها ما خلص إليه الطرفان المتحاربان في مارس/آذار 2022 دون أن يسهم ذلك بوقف القتال آنذاك. لكن مباحثات الخميس مختلفة شكلا ومضمونا، فهي قد تجمع رئيسي أوكرانيا وروسيا وجها لوجه، وتأتي بعد تهديدات وإنذارات غربية غير مسبوقة لموسكو في حال رفض الحضور.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه سينتظر نظيره الروسي فلاديمير بوتين في إسطنبول، ولم يرد بوتين بالموافقة أو الرفض. لكن العالم رحب بالخطوة لدرجة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن أنه قد يحضر أيضا.
فرصة أخيرةلهذا اعتبر مكتب الرئاسة الأوكرانية أنه "إذا رفض بوتين زيارة تركيا، فستكون هذه إشارة بأن موسكو غير مستعدة للتفاوض، ولا تريد إنهاء الحرب".
وتأتي هذه المفاوضات كذلك بعد هدن قصيرة ودعوة أوكرانية غربية إلى هدنة أخرى لا تقل مدتها عن 30 يوما، مع وعيد بفرض عقوبات قاسية وغير مسبوقة على روسيا إذا رفضت، وتزويد كييف بكميات وأنواع أسلحة لم تحصل عليها من قبل، وحتى نشر قوات غربية على أراضيها.
إعلانولذلك تمثل مفاوضات الخميس فرصة أخيرة أمام جهود الحل السياسي لوقف الحرب، لأن الكلمة ستكون طويلا للسلاح والعقوبات بعد ذلك، كما قال مسؤولون. ولا يتوقع بعض المحللين أن تصل الأمور قريبا إلى هذا الحد، ويرون أن التفاوض بات حاجة جامعة بين روسيا وأوكرانيا لأسباب عدة.
وفي حديث مع الجزيرة نت، يجمل إيهور تيشكيفتش خبير "المعهد الأوكراني للمستقبل" هذه الأسباب ويقول "أوكرانيا تحتاج إلى وقف الحرب منذ أيامها الأولى، وهذا أمر بديهي لا جديد فيه. ولكني أعتقد أن الروس وصلوا فعلا إلى الشعور بتلك الحاجة أيضا".
ويوضح "الأيام الأخيرة، بما حملته من زيارات ولقاءات ومواقف، سحبت من بوتين زمام المبادرة فيما يتعلق بالحديث الاستعراضي عن السلام، وتعنته عقّد محاولات المساومة مع الولايات المتحدة بشكل كبير. ورفض هدنة طويلة يحرجه أمام العالم، لاسيما على خلفية احتفاله بيوم النصر".
تكلفة الحرب
ومن أهم الأسباب التي تسهم بدفع روسيا إلى التفاوض، بحسب محللين، التكلفة المرتفعة لاستمرار الحرب على مستوى السلاح والجنود والاقتصاد، مع محدودية جدوى العمليات العسكرية.
ويقول الخبير العسكري ميكولا بيليسكوف للجزيرة نت إن البعض يظن أن الغرب يضغط بقوة على موسكو لحثها على وقف إطلاق النار، ولكنه يعتقد أنها تخشى أكثر ضغط عقوبات أعدها الغرب على مصارفها وبنكها المركزي، وكذلك على قطاع الطاقة الذي يمول الحرب.
وتابع "مفاوضات إسطنبول حاسمة. إذا لم نصل إلى اتفاق فالحرب على بلادنا ستستمر وقد تشتد. وإذا لم يجلس الروس بجدية إلى طاولة المفاوضات، فكل السيناريوهات البديلة ستكون خاسرة ومكلفة بالنسبة لهم".
وفي سياق متصل، يرى الخبير تيشكيفتش أن بوتين يدرك أن عليه إنهاء الحرب في غضون عام أو عام ونصف العام كحد أقصى لأنه يخسر مئات الجنود يوميا، ووضع اقتصاد بلاده مهدد أكثر من ذي قبل، كما أنه يخشى فقدان المكانة والنفوذ على بلدان ما بعد الاتحاد السوفياتي.
إعلانوتابع أنه من الناحية العسكرية، يدرك بوتين أن أهداف ما يسمى "العملية العسكرية الخاصة" باتت بعيدة المنال، وأن جيشه عاجز منذ شهور عن إحراز أي تقدم يذكر داخل أوكرانيا.
استراحة التفاوضولأن الأهداف العسكرية لم تتغير بالسيطرة على كامل مقاطعات دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون كأولوية، ثم على كل ما تبقى من أوكرانيا إن استطاعت روسيا، لذلك يشكك البعض بصدق نوايا الروس تجاه عملية السلام.
وفي حديث مع الجزيرة نت، قال أوليكساندر كوفالينكو الخبير العسكري في "مركز مكافحة التضليل الإعلامي" إنه يعتقد أن المفاوضات ستبدأ غدا سواء حضر بوتين إلى إسطنبول أم لا فـ"نحن نعلم أن القرار الروسي في يده وحده".
وبرأيه، فإنها ستكون مفاوضات استعراضية من قبل الروس وقد يوافقون على هدنة، لا رغبة في إنهاء الحرب، بل لأخذ قسط من الراحة، والاستعداد لحملة هجومية جديدة.
ويدلل كوفالينكو على رأيه بالقول إن "قوات الاحتلال الروسي" لم تنجز بعد المهام الموكلة إليها عام 2024، بالسيطرة على 8 مدن في مقاطعات خاركيف ولوغانسك ودونيتسك. وإن الأمر صعب عليهم، وعملية التفاوض ستمكنهم من تأجيل عمليات الصيف حتى فصل الخريف على الأقل.