مساعد وزير الخارجية الأسبق: مشهد النكبة يتكرر باستخدام القوة المفرطة دون ضوابط (حوار)
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
السفير حسين هريدى: يجب إعادة النظر فى الطرح العربى لكل ما يرتبط بصناعة السلام فى الشرق الأوسط
أكد السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق ومدير إدارة إسرائيل بالخارجية سابقاً، أنّ جوهر الاحتلال الإسرائيلى يتمثل فى الصراع على الأرض، ولهذا يجب المطالبة بإنهاء الاحتلال للضفة الغربية ورفع الوصاية والحصار الإسرائيلى على قطاع غزة، قبل الحديث عن حل الدولتين.
هل يعيش الفلسطينيون «نكبة ثانية»؟
- الصراع مع إسرائيل هو فى الأساس صراع على الأرض، ولهذا ينبغى، بل يجب، أن نُطالب بإنهاء الاحتلال للضفة الغربية ورفع الوصاية والحصار الإسرائيلى على قطاع غزة، قبل الحديث عن حل الدولتين، لأن مثل هذا الحديث يرتبط بصورة عضوية بالجغرافيا، والإسرائيليون يقومون بتغيير الجغرافيا عمداً لتحقيق هدفين: الأول هو الحيلولة دون ممارسة الشعب الفلسطينى السيادة على الضفة والقطاع، والثانى هو تحقيق الحلم الصهيونى فى إقامة «دولة إسرائيل». وفى المفهوم الصهيونى الحدود الجغرافية لهذه الدولة تمتد من البحر المتوسط وحتى نهر الأردن، وهذا ما يعمل عليه «نتنياهو» حالياً، وتحقيق هذا الهدف الصهيونى يتطلب الاستيلاء على الجغرافيا بدايةً ثم تفريغها من الفلسطينيين إلى أكبر حد ممكن، وهذا بالفعل ما أعلنه «سموتريش»، وزير المالية الإسرائيلى، الذى منحه «نتنياهو» منصباً فى وزارة الدفاع بصلاحيات تتعلق بالضفة الغربية، بعد تصريحه قبل شهرين بضرورة تطبيق سياسات إسرائيل بالضفة فى قطاع غزة، وحدد عدد الفلسطينيين المثالى من وجهة نظره فى القطاع بـ200 ألف فلسطينى حتى يسهل السيطرة عليها.
هل ثمة حل للقضية الفلسطينية؟
- ينبغى إعادة النظر فى الطرح العربى لكل ما يرتبط بصناعة السلام فى الشرق الأوسط، خاصة أن إسرائيل أثبتت أنها ليست شريك السلام العادل والشامل والدائم الذى سعت إليه مصر، والأردن والدول العربية التى تبنت ما يعرف باسم «بادرة السلام العربية»، منذ عام 2002، وضربت بها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل عرض الحائط، فالسلام العربى لن يكون أبداً استسلاماً للإرادة الأمريكية - الصهيونية.
ماذا عن الدور المصرى فى مشهد فلسطين؟
- على مدار الأشهر السبعة الماضية، لم تدخر مصر وسعاً فى وقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، مع السعى حثيثاً -بالتوازى مع ذلك- لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية وبكميات تلبى الاحتياجات اليومية لأكثر من مليونى فلسطينى، مع التحذير من مغبة تهجير الفلسطينيين من ديارهم إلى سيناء، وإلى الأردن، وستواصل مصر جهودها السياسية والدبلوماسية والإنسانية لوقف الحرب على غزة بالتنسيق والتعاون مع الدول العربية والأمم المتحدة، مدركة أن ذلك يأتى فى إطار دورها التاريخى فى الدفاع عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطينى، وفى ذات الوقت تعى تماماً أن المشهد الإقليمى فى حالة تغييرات عميقة ستكون لها تداعياتها على مآلات القضية الفلسطينية ذاتها وعلى العلاقات البينية بين دول المنطقة، بما فى ذلك العلاقات المصرية - الإسرائيلية وخصوصاً إذا أقدمت إسرائيل على اجتياح مدينة رفح وتمركزت قوات الاحتلال فى محور صلاح الدين «محور فيلادلفيا».
كيف وضعت مصر خطوطاً مهمة فى التعامل الدولى مع القضية الفلسطينية؟
- فى مبادراتها وتحركاتها على الصعيدين السياسى والدبلوماسى نسقت وتعاونت مصر مع القوى العربية والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة والأمم المتحدة من أجل التوصل لوقف إطلاق نار فى قطاع غزة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين غزة الاحتلال النكبة إسرائيل قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مجلس السلام.. آلية دولية برعاية ترامب لإدارة شؤون قطاع غزة
مجلس السلام في قطاع غزة هيئة إدارية انتقالية ذات شخصية قانونية دولية تتولى وضع إطار العمل وتنسيق التمويل لإعادة تنمية القطاع، وذلك وفقا للخطة الشاملة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبما يتسق مع مبادئ القانون الدولي ذات الصلة، ريثما تستكمل السلطة الفلسطينية برنامجها الإصلاحي.
النشأة والتأسيسفي 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، أصدر مجلس الأمن الدولي قرارا يرحب بإنشاء "مجلس السلام" في قطاع غزة، بوصفه هيئة إدارية انتقالية ذات شخصية قانونية دولية مكلفة بوضع إطار العمل وتنسيق التمويل لإعادة تنمية القطاع.
ويتيح القرار للأعضاء الدوليين الذين يتعاونون مع المجلس إنشاء قوة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار في غزة، على أن تُنشر هذه القوة تحت قيادة موحدة يوافق عليها المجلس.
وينص القرار على استمرار هذا التفويض حتى 31 ديسمبر/كانون الأول 2027، مع إمكانية التجديد بالتنسيق الكامل مع مصر وإسرائيل والدول الأعضاء الأخرى المشاركة مع القوة الدولية.
وحظي القرار، الذي قدمته الولايات المتحدة الأميركية، بموافقة 13 دولة، في حين امتنعت روسيا والصين عن التصويت، وأبدت كل من إسرائيل وحركة حماس معارضتهما بعض جوانب الخطة.
واستند القرار إلى خطة السلام المكوّنة من 20 نقطة التي أعدها الرئيس الأميركي ترامب، والتي نالت موافقة جميع الأطراف في قمة شرم الشيخ بأكتوبر/تشرين الأول 2025.
وعبرت دول عدة، منها تركيا وباكستان وأذربيجان وإندونيسيا، عن رغبتها في الانضمام إلى قوة الاستقرار الدولية، لكنها أكدت أنها تحتاج أولا إلى تفويض رسمي من الأمم المتحدة قبل المشاركة.
المهام والمسؤولياتيتمثّل دور مجلس السلام في الإشراف على أداء اللجنة الفلسطينية التكنوقراطية المكلفة بتسيير الخدمات العامة والبلدية لصالح سكان قطاع غزة، وضمان جودة وكفاءة عملها.
ويتولى المجلس أيضا وضع الإطار التنفيذي لإعادة الإعمار، وإدارة التمويل المخصص لتنمية غزة، إلى حين استكمال السلطة الفلسطينية برنامجها الإصلاحي بصورة كاملة.
أعضاء مرشحون للمجلسوفي يوم 10 ديسمبر/كانون الأول 2025، أعلن الرئيس ترامب أن أسماء أعضاء مجلس السلام في غزة "ستُعلن مطلع عام 2026″، واصفا المجلس بأنه سيكون "أحد أعظم المجالس على الإطلاق".
إعلانوبحسب مصادر صحفية، جاء استبعاد توني بلير من قائمة المرشحين لرئاسة المجلس بعد اعتراضات واسعة من دول عربية وإسلامية رفضت مشاركته بسبب ارتباطه بغزو العراق عام 2003 ومخاوف من مصداقيته تجاه المنطقة.
ومن الأسماء المتداولة لعضوية المجلس جاريد كوشنر وستيفن ويتكوف المساعدَين المقربين من ترامب، إلى جانب المبعوث الأممي السابق نيكولاي ميلادينوف المرشح رئيسا للمجلس بدلا من بلير وفقا لصحيفة يديعوت أحرونوت.
من نيكولاي ميلادينوف؟دبلوماسي بلغاري بارز شغل عددا من المناصب في الأمم المتحدة، من بينها الممثل الخاص في العراق منذ عام 2013 ثم المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط بين عامي 2015 و2020.
بدأ ميلادينوف مسيرته المهنية عام 1999 بتأسيس المعهد الأوروبي في صوفيا، ثم عضوا في البرلمان الأوروبي، وعمل على ملفات الشفافية في قطاع الدفاع وحماية المستهلك وإصلاحات السوق الداخلية.
تولى بعد ذلك مناصب وزارية بارزة في بلغاريا شملت وزارة الدفاع ثم الخارجية، ثم انتقل لاحقا إلى العمل الأممي، وعُين بين عامي 2013 و2015 الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ورئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق.
وفي تلك الفترة، أسهم في تشكيل حكومة وطنية، وساعد في التوصل إلى اتفاقات تقاسم عائدات النفط بين بغداد وأربيل.
وفي عام 2015، أصبح المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط ومبعوث الأمين العام إلى اللجنة الرباعية الدولية، وهو المنصب الذي شغله حتى 2020.
وقد عمل في تلك الفترة على خفض التصعيد ودعم جهود التطبيع العربية الإسرائيلية وتأمين المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، إضافة إلى قيادة الجهود الرامية للحفاظ على حل الدولتين.
وفي 6 ديسمبر/كانون الأول 2015 زار ميلادينوف قطاع غزة ودعا إسرائيل إلى رفع الحصار وإدخال مواد البناء لإعادة إعمار ما دمره عدوان 2014. ثم في 30 أغسطس/آب 2016، أدان بشدة الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية أمام مجلس الأمن الدولي، مؤكدا عدم قانونيتها وغياب نية إسرائيل لتطبيق حل الدولتين.
وفي سبتمبر/أيلول من العام نفسه واجه انتقادات إسرائيلية، ومن جهة أخرى أثار غضب فصائل فلسطينية في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 بعد تغريدة له على منصة إكس، إذ اعتبرت أنها تجاهلت الاعتداءات الإسرائيلية.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2017، جدد تمسكه بحل الدولتين أثناء جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي عقب اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وفي عام 2021، مُنح ميلادينوف "النجمة الكبرى من وسام القدس" تقديرا لجهوده الدبلوماسية. وأصبح عام 2022 المدير العام لأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية في الإمارات، إذ يقود برامج إعداد الدبلوماسيين والبحوث المتخصصة في السياسة الخارجية والوساطة.