بوابة الوفد:
2024-06-09@05:20:57 GMT

(التعصب الأعمى.. جهل!!)

تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT

التعصب لأى شيء ما هو إلا نوع من الجهل، سواء أكان تعصبًا لدين أو وطن أو حتى لناد كروى أو قبيلة، فالتعصب يعمى العين ويغلق العقل عن الرؤية السليمة للأمور!

لهذا لم أندهش حينما أتحاور مع بعض غلاة الدين، من كل الأديان فأجدهم ينكرون كل خير فى الأديان السماوية الأخرى.. بل ويتهمونها بالتحريف والتزييف.. رغم أن ديننا الإسلامى الحنيف لا يعتبر دين الإنسان كاملًا، إلا باعترافه بكل الأديان السماوية الأخرى!

وكذلك الأمر عندما تحدث مع أحد ينتمى لقبيلة معينة، تجده يتعالى ويتكبر ويتحدث عن باقى القبائل بكل تسفيه واحتقار، وكان قبليته هى الوحيدة الضاربة فى المجد والعراقة.

ونفس الأمر فى المتعصبين من مشجعى الكرة.. والذى وصل بهم الأمر للتنمر وإطلاق ألفاظ ومسميات على بعضهم البعض، تثير الغيظ وتشعل الفتن الكروية، والتى قد تصل لحد الإقتتال والتشابك.. رأيت ذلك بعينى مرات عديدة، خاصة فى المقاهى الشعبية فى الحارات والأزقة!!

بل وصل بهم الأمر لتمنى خسارة الفريق المنافس، حتى لو كان يلعب فى مباريات قارية أو كأس العالم للأندية، وكنت أندهش وأستعجب كيف يصل بنا التعصب الأعمى لسلوك يتنافى تمامًا مع كل مبادئ وقيم الوطنية السليمة!!

يحدث ذلك غالبًا من جماهير الناديين الكبيرين فى مصر أهلى وزمالك، وهو أمر مؤسف ومحزن للغاية، أن يصل التعصب الأعمى لهذا الكم من الجهل والجنون!!

الحل فى رأيى يتطلب أن تقوم المدارس بتعليم طلابها ثقافة الاختلاف وتقبل الآخر، دون تخويف أو تخوين، وكذلك الأسرة المصرية لا بد وأن تزرع فى أبنائها ثقافة الاختلاف وتقبل الآخر فى كل مجالات الحياة.

فالتعصب الأعمى ما هو إلا نوع من الجهل والغباوة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إشراقات ن الجهل الأديان السماوية

إقرأ أيضاً:

إبليس اليوم.. نار تحت الرماد!!

لقد كان إبليس فيلسوفا وعالما ومجادلا وكان يبهر الملائكة بعلمه وفلسفته حتى لقد سموه طاووس العابدين لفرط زهوه بعلمه وعبادته, وقد ظل سبعين ألف سنة يعبد ويتفلسف ويجادل, والملائكة يتحلقون حوله يستمعون ويعجبون.. ولكن الله كان يعلم أن هذا المخلوق المختال المزهو المتكبر الذى يحاضر فى المعرفة الإلهية هو أقل مخلوقاته معرفة به وأن كلامه لا يدل على قلبه. وإنما سيد الأدلة على المعرفة وعدمها هو السلوك عند الأمر والنهى (ساعة يتصادم الأمر مع الطبع والهوى ويجد المخلوق نفسه أمام الاختيار الصعب وهذا ما حدث حينما جاء أمر الله لإبليس بالسجود فشق ذلك على كبريائه واستعلائه وزهوه وساعتها نسى ماكان يحاضر فيه منذ لحظات، نسى مقام ربه العظيم وجلاله وعظمته ولم يذكر إلا أنه مأمور بالسجود ولمن ؟ لبشر من طين وهو المخلوق من نار فر الأمر على الآمر وجادل ربه .كأنه رب مثله (قال أنا خيرٌ منه خلقتنى من نار وخلقته من طين)، (قال أأسجد لمن خلقت طيناً).. وسقط إبليس مع أجهل الجاهلين فما عرف إبليس ربه حين جادله وحين رد الأمر عليه..ولم تغن النظريات التى كان يدبجها ولا الحذلقات التى كان يبهر بها الملائكة والتى كان يصور بها لنفسه أنه سيد العارفين.. وإبليس اليوم هو العقلانية المزهوة المتكبرة فى سلوك وفكر الإنسان العصر، إبليس هو التعجرف العقلانى فى الفلسفة الغربية، وهو الإرهاب الفكرى في الأيدولوجيات المادية، وهو العنصرية عند اليهود وهو سيادة الدم الأزرق فى النازية، وهو وهم الجنس المختار عند البروليتاريا (صناع التاريخ وطلائع المستقبل) وهو فكرة السوبر مان عند نيتشه، فكل ذلك هو الجهل والكبر وإن تسمى بأسماء جذابة كالعلم والفلسفة والفكر، والحيوان عنده علم أكثر من علم هؤلاء الناس، فالقطة تأكل ما تلقيه لها وهى تتمسح عند قدميك فإذا خالستك وسرقت السمكة من طعامك، أسرعت تأكلها خلف الباب ،إن عندهم علم بالشريعة وبالحلال والحرام أكبر، من علم رئيس المافيا الذى يقتل بأشعة الليزر ويفتح الخزائن بأجهزة إلكترونية، والفلاح البسيط الذى يطوف بالكعبة باكيا مبتهلا عنده علم بالله أكبر وأعمق من علم دكتور السوربون المتخصص فى الإلهيات، وأنا ولا شك قد حشوت رأسى بكمية من المعارف الإلهية أكثر بكثير ممكا كانت فى رأس أبى رحمة الله عليه ..ولكنى لا أرتاب لحظة فى أنه عرف الله أكثر مما عرفته وأنه بلغ سماء المعرفة بينما أنا مازلت على أرضها حظى منها شطحات وجدان، وإنما سبقنى أبر بالطاعة والتقوى والتزام الأمر، وكما قلت فى بداية مقالى معرفة الله هى خشيته وخشيته طاعته ومن لم يطع ربه فما عرفه ولو كتب مجلدات ودبج المقالات وألف روائع النظريات، وما كان الأنبياء أنبياء بمعجزاتهم وخوارقهم وإنما باستقامتهم وأخلاقهم ، ولم يقل الله لمحمد(إنك لعالم عظيم) بل قال(وإنك لعلى خلق عظيم).

ولقد كان راسبوتين يشفى المرضى ويتنبأ بالمغيبات ويأتى الخوارق وهو أكبر فساق عصره، وسوف يأتى المسيخ الدجال فيحيى الموتى وينزل المطر ويشفى المرضى ويأتى الأعاجيب والخوارق فلا تزيده معجزاته إلا دجلا، وما أكثر العلماء اليوم ممن هم مع الأبالسة. وما أكثر الجهال (فى الظاهر) وهم سادة العارفين، وماعرف ربه من لم يبك على نفسه وعلى جهله وعلى قصيره، ولهذا يقول ربنا عن الآخرة إنها (خافضة رافعة) لأنها سوف ترفع الكثيرين ممن عهدناهم فى الحضيض وسوف تخفض الكثيرين ممن عددناهم من العلية، فلن يكون مع الله إلا الذين عرفوه، وليس العارفون هم حملة الشهادات وإنما هم اهل السلوك والخشوع والتقوى وهؤلاء قلة لا زامر لهم ولا طبال، وليس لهم فى الدنيا راية ولا موكب.. وسلوكك هو شاهد علمك وليس الدبلوم أو البكالوريوس أو الجائزة التقديرية أو نيشان الكمال من طبقة فارس الذى يلمع على صدرك، إنما كل هذه مواهب إبليسية تنفع فى دنيا الشطار ثم لا يكون لها وزن ساعة الحق، أما العارفون الذين هم عارفون حقا فهم البسطاء أهل الاستقامة والضمير الذين تراهم دائما فى آخر الصف، إذا حضروا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفتقدوا.. وإذا ماتوا لم يمش خلفهم أحد، هؤلاء إذا دفنوا بكت عليهم السموات والأرض وشيعتهم الملائكة، جعلنا الله منهم. فإن لم نكن منهم فخدامهم السائرون خلفهم والطامعون على فتات موائدهم.. أروع ما قرأت للمفكر العبقري الذي أعشقه دكتور مصطفى محمود من رائعته «نار تحت الرماد».

سكرتير عام اتحاد المرأه الوفدية ورئيس لجنة المرأة بالقليوبية

magda [email protected]

مقالات مشابهة

  • مبادرةُ تعز.. منطقُ العقل والحكمة في وضع الأمر في محله
  • رئيس أذربيجان يدعو شيخ الأزهر لزيارة البلاد وحضور قمتي المناخ COP29 وقادة الأديان
  • "من أَمِنَ العقوبة..."!
  • تطوير النبي دانيال.. قبلة حياة لمجمع الأديان ومحراب الثقافة بالإسكندرية
  • المفتي: قضية الخلاف الفقهي وضعت لها قواعد لضبط حركته في المجتمع.. فيديو
  • شوقي علام: أغلبية الفتاوى المتطرفة صادرة من أشخاص خارج المؤسسات الدينية (فيديو)
  • دعاء أول جمعة من ذي الحجة.. اللهم اغفر خطيئتي وجهلي وتقبل صيامي
  • دعاء فجر أول ليلة من ذي الحجة.. «اللهم اغفر لي ذنبي وتقبل توبتي»
  • موسكو: سنرد إذا كان الأمر متعلقا بالحفاظ على دولتنا
  • إبليس اليوم.. نار تحت الرماد!!