مهندس/ محمد حسن الوكيل يكتب: محور قناة السويس جسر العبور إلى أفاق النهضة
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
يعتبر محور قناة السويس هبة كبيرة لجمهورية مصر العربية، حيث يعتبر هذا المشروع من أكبر المشاريع الاستراتيجية في البلاد. ويتميز هذا المحور بوضعه الجغرافي المتميز، حيث يمتد المحور من منطقة الإسماعيلية وحتى بحيرة المنزلة في الدلتا، ويمتد على طول مسافة ٧٢ كيلومترًا.
وبعد محور قناة السويس هبة كبيرة للبلاد، حيث يعتبر هذا المشروع العملاق من أهم المشاريع الاستراتيجية التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة والاقتصادية في البلاد، ويعتبر هذا المحور أيضًا من أهم المشاريع الحيوية التي تساعد في تطوير الصناعات الكبرى والصغيرة والمتوسطة.
يمثل محور قناة السويس فرصة كبيرة للاستفادة من الموقع الجغرافي المميز، حيث يمكن استغلاله لتطوير الصناعات وتحقيق التنمية الاقتصادية في المنطقة. ومن بين الصناعات التي يمكن توطينها على جانبي المحور التنموي هي صناعة السيارات.
تعد صناعة السيارات من أهم الصناعات في العالم، حيث تشهد هذه الصناعة تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة وتعتبر من أكبر المساهمين في الناتج المحلي الإجمالي في العديد من البلدان. وتتميز صناعة السيارات بالتكنولوجيا المتطورة، وتضم العديد من الشركات العالمية الكبرى التي تنافس بعضها البعض لتصنيع أفضل السيارات. ويمكن توطين هذه الصناعة على جانبي المحور التنموي، حيث يمكن للشركات العالمية الكبرى الاستفادة من الموقع الجغرافي المميز وتوفير العمالة الماهرة والتكنولوجيا الحديثة لتصنيع السيارات بأفضل جودة وبأسعار تنافسية.
وهذا يعتمد على توفير الإمكانيات والتسهيلات اللازمة والتعاون المشترك بين الحكومة والقطاع الخاص.
وعليه يجب على الحكومة المصرية العمل على تطوير المنطقة وتحسين البنية التحتية وتوفير الدعم والتسهيلات اللازمة لتوطين صناعة السيارات.
وتعد من الصناعات الاستراتيجية التي تساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية، وتوفير فرص العمل والاستثمار في المنطقة، كما تساهم في تطوير الصناعات المساندة المرتبطة بها وتعزيز الاقتصاد المحلي. وعليه، يجب العمل على توطين هذه الصناعة على جانبي المحور التنموي والتعاون المشترك بين الحكومة والشركات الخاصة لتحقيق هذا الهدف وتحقيق التنمية المستدامة والاقتصادية في المنطقة
وبجانب صناعة السيارات، يمكن توطين صناعة الدعم اللوجيستي للسفن العابرة للقناة على جانبي المحور التنموي. وتعد هذه الصناعة من الصناعات الحيوية التي تساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية وتوفير فرص العمل في المنطقة. وتتمثل صناعة الدعم اللوجيستي للسفن في توفير الخدمات والمنشآت اللازمة لدعم حركة السفن والبضائع عبر القناة، وتشمل هذه الخدمات الإمدادات الغذائية والمشروبات والمواد الكيميائية والمركبات والوقود والصيانة والإصلاح والتخزين والتفريغ والتحميل والتفريغ وتتطلب هذه الصناعة توفير البنية التحتية اللازمة وتوفير العمالة الماهرة وتوفير الدعم الحكومي اللازم.
ويمكن توطين هذه الصناعة على جانبي المحور التنموي، حيث يمكن الاستفادة من الموقع الجغرافي المميز وتوفير الإمكانيات اللازمة لتطوير هذه الصناعة، وخاصة في ظل زيادة حركة الملاحة العابرة للقناة وتزايد الطلب على الخدمات...
بالإضافة إلى المناطق السياحية والجذب السياحي من العوامل الرئيسية التي تساهم في تحقيق التنمية السياحية في المنطقة المحيطة بقناة السويس. ويمكن استغلال حركة السفن العابرة للقناة في ترويج المناطق السياحية والجذب السياحي للسائحين الذين يمرون عبر القناة.
وتتمثل المناطق السياحية والجذب السياحي في المنطقة المحيطة بقناة السويس في العديد من المواقع التاريخية والأثرية والطبيعية والثقافية التي تجذب السياح من جميع أنحاء العالم، ومن بينها مدينة الإسماعيلية ومدينة بورسعيد والأهرامات ومصيف العين السخنة ومنتجعات شرم الشيخ والغردقة والبحيرات الطبيعية.
ويتطلب ذلك العمل على تطوير البنية التحتية وتوفير الخدمات السياحية اللازمة، وتنظيم الرحلات السياحية وتوفير المرشدين السياحيين المؤهلين لتوجيه السياح وتقديم المعلومات اللازمة لهم. وكما يتطلب الأمر العمل على تحسين الخدمات اللوجستية للسفن العابرة للقناة وتوفير الخدمات اللازمة لها، وهذا يساعد على جذب المزيد من السفن وتحقيق المزيد من الإيرادات للمنطقة.
حيث أن محور قناة السويس من أهم محاور التنمية على مستوى العالم بما وهبة الله من عبقرية للمكان وتوسطة جغرافيا الأرض حيث أن هذا المحور لا ينضب معينة وخيره موصول ويعد من أكثر المحاور منافسة لأكبر الموانئ على مستوى العالم ونحن نستشعر سعي الدولة الحثيث في تسريع عجلة التنمية وتطوير وتحديث كافة مؤسسات الدولة لتحقيق التنمية المستدامة وتأمل في بذل المزيد من الجهد لتبني تطوير هذا المحور حيث أنه جسر مصر للعبور إلى التنمية الكاملة.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
رئيس اقتصادية قناة السويس يوقع عقد مشروع جديد مع شركة أولوسوي التركية لصناعة الغزل والخيوط
وقع وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، اليوم، عقد مشروع جديد لإقامة مصنع متخصص في صناعة الغزل والخيوط داخل منطقة القنطرة غرب الصناعية، وذلك مع شركة "أولوسوي للمنسوجات - ULUSOY Tekstil San. Tic. A.Ş" التركية، على مساحة تبلغ 35 ألف متر مربع، باستثمارات قدرها 18 مليون دولار أمريكي (بما يعادل نحو 902 مليون جنيه مصري)، بتمويل ذاتي بالكامل، بما يوفر نحو 855 فرصة عمل مباشرة، حيث يستهدف المشروع إنتاج مختلف أنواع الخيوط، مثل ألياف الفيبر، وخيوط السجاد، وخيوط الحياكة اليدوية، وخيوط التريكو، وخيوط الكروشيه المنزلية، بالإضافة إلى تصنيع ونسج الملابس المختلفة، مع تخصيص 80% من الإنتاج للتصدير و20% للسوق المحلي، وقد قام بتوقيع العقد محمد أولوسوي، الممثل القانوني للشركة، وذلك بحضور عدد من قيادات الهيئة وممثلي الشركة.
وفي هذا السياق، أكد وليد جمال الدين أن منطقة القنطرة غرب الصناعية تمضي بخطى ثابتة نحو تعزيز موقعها كمركز إقليمي لصناعات الغزل والنسيج والملابس الجاهزة، مدعومةً بتكامل سلاسل الإمداد، والبنية التحتية المؤهلة، والموقع الجغرافي المتميز الذي يتوسط شبكة الموانئ التابعة للهيئة، ويرتبط بمحاور لوجستية وخدمية متكاملة، وأوضح أن المشروع الجديد يُعدّ امتدادًا للنجاحات التي تحققها المنطقة في جذب الاستثمارات النوعية من مختلف الشركات العالمية التي تثق في مناخ الأعمال المستقر والحوافز التنافسية التي توفرها الهيئة، ما يعكس الجاذبية المتنامية للقنطرة غرب كوجهة مفضلة للمستثمرين في القطاعات كثيفة العمالة، والتي تستهدف التصدير وتعزيز القيمة المضافة محليًا.
وأشاروليد جمال الدين إلى أن هذا المشروع يُعدّ رقم 24 ضمن المشروعات المتعاقد عليها في منطقة القنطرة غرب الصناعية، ليصل إجمالي الاستثمارات بها إلى 661.5 مليون دولار أمريكي، بما يوفر 34، 455 فرصة عمل مباشرة، وهو ما يؤكد نجاح الاستراتيجية التي تتبناها الهيئة في دعم الصناعات التصديرية وتعميق التصنيع المحلي، وتوطين سلاسل الإمداد الخاصة بصناعات الغزل والنسيج، بدءًا من إنتاج الخامات الأولية، ومرورًا بصناعة الخيوط والمنسوجات، وصولًا إلى تصنيع الملابس الجاهزة، وهو ما يسهم في نقلة نوعية في مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي.
الجدير بالذكر أن شركة "أولوسوي" تأسست في تركيا عام 1986، وتمتلك منشأتين صناعيتين متكاملتين في منطقتي أضنة حاجي سابانجي الصناعية (بمساحة 180 ألف متر مربع) ومدينة عثمانية الصناعية (بمساحة 90 ألف متر مربع)، وتُعدّ من أكبر منتجي الخيوط الفاخرة في أوروبا، حيث تُنتج أكثر من 1000 طن شهريًا، وتُصدر منتجاتها إلى مختلف الأسواق العالمية.