«عشان خاطرنا».. مُعَلَّقَةُ الرّجاءات الحنونةِ بين مصطفى سند ومحمد ميرغني

عبد الله برير

عبد الله برير

في قالب موسيقي ملؤه الرومانسية، مفعم بالشجن والتحدي والأمل الوارف، ينساب لحن الموسيقار حسن بابكر بسلاسة ليدخل حدائق القلب.

صوت محمد ميرغني الحنون ينسل بين أزاهير الميلودية مترفاً بالشجن مبتدراً بالاستجداء اللطيف للعينين (عشان خاطرنا خلي عيونك الحلوات تخاطرنا).

وها هنا تظهر عبقرية الشاعر المرهف مصطفى سند في الإتيان بجناس ولو كان غير تامّ في الدارجة (خاطرنا/ تخاطرنا). بعد الافتتاح بغزل العينين الحلوات، في خجل يسألها أن تتوقف قليلاً كأنها غيم راحل عندما تمر لتسأل عن مشاعرهم وتعرف ما يعتريهم من لواعج وصبابة.

يعود هذه المرة ولا ينفك متبتلاً في محراب عينيها مذكراً إياها بما غناه لهما من أغانٍ (زمان غنينا لعينيك أغاني تحنن القاسين)، في عتاب مغلف بعبارة ودودة (تحنن)، المفارقة في أن ما كتبه يجعل قلوب الجبال ترق وتحنّ غير أنه خجل من وصفها بالقسوة وجعل باب العتاب موارباً.

(بنينالك معزتنا ومشينا وراك سنين وسنين) هائماً لا زال في تعداد واستعراض لطقوس حبه في محرابها العنيد، شيّد لها المعزه وتاهَ في دربها بالسنين والسنين متماهياً في مفرداته اللطيفة.

(بنينالك) مجدداً قصوراً من الشوق فرشت دروبها بالياسمين في صورة بلاغيه زاهية ترسم صروح الشوق المرصوفة بالورود كقربان مقدم لجلالتها علّها تزورها (وقلنا عساك تزوريها) مستخدما لفظ “عساك” الموغل في الحنين والترقب والأمل، تَرُشِّي البهجة في ساحاتنا، وكغيث مؤثّث بالعطر يتمنى لو تضمخ هي بالبهجة سوحه القاحلة وتنيرها بعينيها البراقتين وتحيل ليلهما البهيم فجراً وارفاً باللقيا.

(حلاتك وانتي ماشة براك).. مثلما طفلة بريئة يناجيها الكبار، يستعير مصطفى سند اللفظ ليرسل إعجاباً مضمخاً بالغزل الطفولي (شايلة الدنيا بأسرارها وبالفيها) اختزل الدنيا كلها فيها في مشيتها وهي تحتوي الكون بأسره واسراره الجميلة حيث لا يرى في تلك اللحظة سواها إذ تمثل له العالم.

وكفراشةٍ يحوم حولها النسيم يطارد هو ضحكاتها (زمان بارينا ضحكاتك) ولم يجد سوى صداها قادماً معها إذ كل شيء فيه هي بكامل حضورها (لقينا صداها جايي معاك) ارتداد صوت ضحكاتها يتمثل حباً سوياً قادماً نحوه (وجايينا).

يواصل سند وميرغني استحلافها بلفظ مهذب غائر في الأدب (وحاتك) تاني لما تمري أبقى اقيفي، كل ما يريدانه هو توقف هذه السحابة الراحلة، تُحَييهم وتحْييهم، يكفيهم رؤية بسمتها تصابحهم وتلقي عليهم تحية المساء.

(عشان نتملى من عينيك) وفي تطريب عال يُهندس محمد ميرغني جملة (عشان نتملى) لتخرج مبعوثة بالأمل والحلم ليرتوي من عينيها.. (ونلقى الصباح مسحور يعاين في صباح خديك) أي لوحة تلك التي تجعل الصباح نفسه يُسحر ويعاين في صباح آخر.

(جهرتينا) انعكاسها شكلاً وروحاً جهر الدنيا نفسها فهي روعتهم ودنيتهم غير أنها غير مكترثة ساجية في دلالها (ما همّاك)، ويختتم لوحة الاستجداء بتكرار الأمنية والوصية اللحوحة (عشان خاطرنا خلي عيونك الحلوات تخاطرنا).

الوسومعبد الله برير عشان خاطرنا محمد ميرغني مصطفى سند

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: محمد ميرغني مصطفى سند مصطفى سند

إقرأ أيضاً:

البابا تواضروس يهنئ الدكتور مصطفى مدبولي بعيد الأضحى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قدم قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، التهنئة لرئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بحلول عيد الأضحى المبارك، وجاءت تهنئة قداسته من خلال برقية بعث بها لسيادته، وقال قداسة البابا في نص البرقية:

الأستاذ الدكتور مصطفى مدبولي

رئيس مجلس الوزراء

بالإصالة عن نفسي وباسم الكنيسة المصرية القبطية الأرثوذكسية يسرني أن أبعث لدولتكم ولجميع أحبائنا المسلمين أصدق التهاني القلبية بحلول عيد الأضحى المبارك، طالبين من الله أن ينعم عليكم بوافر الصحة ويوفق سعيكم في طريق تنمية مصر في جميع النواحي.. دمتم محفوظين بعناية الله.

مقالات مشابهة

  • قائمة الزمالك لمواجهة سيراميكا كليوباترا في الدوري المصري
  • جوميز يعلن قائمة الزمالك استعدادا لمواجهة سيراميكا
  • جوميز يعلن قائمة الزمالك لمباراة سيراميكا بالدوري
  • تأملات قرآنية
  • تفاصيل إصابة حارس الأهلي بكسر في عظام الوجه
  • مصطفى أبو شامة: حزب الله لا يمتلك قدرات عسكرية تمكنه من مواجهة إسرائيل
  • البابا تواضروس يهنئ الدكتور مصطفى مدبولي بعيد الأضحى
  • كرمها وزير الصحة المصري.. دكتورة جوانا برير يوسف حامد تنال المرتبة الأولى في زمالة طب الأطفال
  • بعد إصابته بالسرطان.. مكالمة مؤثرة بين آمال ماهر ومحمد عبده ودويتو غنائي مبهج (فيديو)
  • أفضل أيام الدنيا