تراجع إيرادات وتأخر البضائع.. أزمة البحر الأحمر تثقل كاهل الاقتصاد
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
يبدو أن أزمة البحر الأحمر في تفاقم مستمر، رغم التحركات والعمليات العسكرية التي تقودها قوات التحالف الدولي والأوروبي لردع الهجمات الإرهابية التي تشنها مليشيا الحوثي بدعم من إيران ضد السفن التجارية المارة في هذا الممر الاستراتيجي الهام.
وأشارت التقديرات إلى أن 57 سفينة هو متوسط عدد السفن التي تعبر مضيق باب المندب يوميا، وقد تراجع عبور السفن في شهر أبريل الماضي بنحو 59% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.
وأدت الأزمة إلى ارتفاع أسعار الشحن؛ لأن الرحلات البديلة حول الطرف الجنوبي لإفريقيا أطول، ومن ثم أكثر تكلفة، ويجري تمرير هذه التكلفة إلى العملاء. وفي الوقت نفسه، ارتفعت أحجام النقل بنسبة 6.8 في المائة إلى 3 ملايين حاوية نمطية، مما يعكس الطلب القوي، خصوصاً على خطوط النقل عبر المحيط الهادئ.
التراجع المستمر في حركة السفن التجارية بهذا الشريان الحيوي في المنطقة والعالم كله، خلّف آثاراً اقتصادية كبيرة؛ ظهرت نتائجها بشكل كبير مع مرور الربع الأول من العام 2024، حيث تسببت الأزمة في عدم استقرار سلاسل التوريدات، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين البحري، مع تغيير خطوط الملاحة مرور السفن صوب جنوب إفريقيا لتفادي الوضع الأمني المضطرب.
الأربعاء، أعلنت شركة الشحن الألمانية "هاباغ- لويد"، وهي واحدة من أكبر شركات النقل البحري في لعالم، عن تراجع في صافي أرباحها للربع الأول بنسبة 84%؛ رغم ارتفاع أسعار الشحن والطلب إلا أن التراجع يكشف حجم الخسائر الكبيرة التي تتعرض لها شركات الشحن جراء تفاقم أزمة البحر الأحمر. وانخفض صافي ربح شركة تشغيل الحاويات الخامسة عالمياً إلى 299 مليون يورو (324 مليون دولار)، من 1.747 مليار يورو في العام السابق. وانخفضت الإيرادات بنسبة 24 في المائة إلى 4.260 مليار يورو.
ووفقاً لتصريحات الرئيس التنفيذي للشركة، رولف هابن جانسن، نشرتها وكالة "رويترز": "على الرغم من أن نتائجنا أقل بكثير من الأرقام القوية جداً للعام السابق بسبب عودة سلاسل التوريد إلى وضعها الطبيعي، يسعدنا أن نبدأ العام الجديد بداية جيدة". ومع ذلك قالت الشركة إنها تتوقع، الآن، أن تبلغ أرباحها قبل خصم الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك لعام 2024، نحو 2 - 3 مليارات يورو، مقابل توقع سابق، صدر في 14 مارس الماضي، يبلغ 1 - 3 مليارات يورو.
من جانبها كشفت شركة "تسلا" وهي إحدى الشركات المصنعة للمركبات الكهربائية في ألمانيا تراجع تسليمات الشركة للمرة الأولى بسبب هجمات الحوثي في البحر الأحمر. وقالت الشركة في تقاريرها إنها أنتجت 433,371 سيارة في الربع الأخير، ولكنها سلمت فقط 386,810 سيارات. وهذا يعتبر انخفاضا بنسبة حوالى 8.5% من عدد التسليمات خلال الفترة من يناير إلى مارس في العام الماضي.
وهذه هي المرة الأولى التي تسجل فيها الشركة انخفاضا سنويا منذ تأثير جائحة كوفيد-19 على التسليمات في عام 2020.
وأعلنت "تسلا" أن التسليمات تأثرت بتحويلات الشحن الناجمة عن هجماتٍ حوثية في البحر الأحمر، وهجوم بالحرق على مصنع "جيجافاكتوري" في برلين. وأشارت أيضا إلى أن تصعيد إنتاج طراز موديل 3 المحدث أثر جزئيا بالانخفاض. وتراجعت أسهم الشركة أكثر من 5% خلال التداولات الأخيرة.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
هيئة بريطانية: سفينة تبادلت النيران مع مهاجمين قبالة سواحل غربي اليمن
صنعاء (الجمهورية اليمنية)- أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، الأحد 6 يوليو 2025، عن هجوم استهدف سفينة قبالة سواحل مدينة الحديدة الواقعة تحت سيطرة جماعة "الحوثي" غربي اليمن.
وذكرت الهيئة، في بيان عبر منصة "إكس"، أنها تلقت بلاغا بشأن "حادث أمني على بُعد 51 ميلا بحريا جنوب غرب مدينة الحديدة" غربي اليمن.
وأوضحت أن "السفينة المستهدفة (غير محددة الهوية أو المالك) تعرضت لهجوم من عدة قوارب صغيرة أطلقت نيران أسلحة خفيفة وقنابل ذاتية الدفع باتجاهها".
وقالت الهيئة، إن فريق الأمن المسلح على متن السفينة "رد على مصدر النيران"، دون الحديث عن ضحايا أو أضرار.
وأشارت إلى أن "الوضع لا يزال جاريا، كما تواصل السلطات التحقيق في ملابسات الحادث".
ودعت الهيئة "جميع السفن العابرة في المنطقة إلى توخي الحذر الشديد، والإبلاغ عن أي نشاط مريب فورا".
ولم تشر الهيئة إلى الجهة التي نفذت الهجوم، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادثة.
وخلال الأشهر الأخيرة انخفض معدل حوادث مهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر التي ينفذها الحوثيون، لكن هذه الحادثة تشير إلى احتمالية عودتها خلال الفترة المقبلة، خاصة مع تأكيد الجماعة استمرار حظر عبور السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر "لحين إنهائها حرب الإبادة بقطاع غزة".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت هذه الحرب أكثر من 193 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.